قال تعالى: (ولا تصعر خدك للناس)
قال: للناس.
فلم يحدد شخصية.. ولا جنسية.. ولا هيئة معينة.. ولا فقير ولا غني..
بل قال: للناس..فكل من انطبقت عليه كلمة الناس..احذر.. ثم احذر.. أن تتكبر على الناس وتعبس في وجههم تعاظما..حتى عامل النظافة والخادم..
ما أقصرها من رحلة :
" من نطفة خلقه فقدره * ثم السبيل يسره * ثم أماته فأقبره " ..
ثلاث آيات .. تختصر الحياة
{الذي له ملك السماوات والأرض}
دون غيره فهو المتصرف فيهما ويفتقر الكل إليه في الوجود والبقاء
{ولم يتخذ ولدا} فيه رد على اليهود والنصارى
{ولم يكن له شريك في الملك} رد على طوائف المشركين من الوثنية وأهل الشرك الخفي
{وخلق كل شيء} من الموجودات
{فقدره تقديرا} بحكمته على ما أراد
الحق مهما كان قوياً فلا بد من ثقة صاحبه به ليؤثر، قال الله: (فخذها بقوة) وقال: (خذوا ما آتيناكم بقوة) وقال: (خذ الكتاب بقوة)
{مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}
لا يلتفت قلبٌ لمخلوق ويتعلق به إلا من ضعف توقيره وتعظيمه لربه.
رب لا تكلنا لغيرك
(ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما)
تلك المغانم لم تأت إلا بعد هم وغم وحزن وصبر وغربة ومطاردة..وهم من؟!!
وهم صحابة رسول الله ومعهم أشرف الخلق وأحبهم إلى الله محمد بن عبد الله..فكيف بنا؟!..
فتح الله علينا وعليكم خيري الدنيا والآخرة..
تحرر كما تشاء ..افعل كما تشاء..ولكن تأمل قوله تعالى: ( وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه )
ففي حريتك احذر أن تقابل الله بفعل أو قول تظلم فيه نفسك..
(إلا عجوزا في الغابرين)
إذا قرأت هذه الآية فاسأل الله حسن الخاتمة..
عجوز هرمة هلكت في آخر عمرها وكانت في جهنم عياذا بالله.
ختم الله لنا ولكم بخير وشهادة
(.. وهو معكم أين ما كنتم..)
ليست ترهيبا فقط!
بل حفظ ومتابعة وأمان وأنس.
ثلاث علامات إذا وجدتها في امرئ فاغتنم صُحبته:
(الفضل) إذا أعطى.
و(العدل) إذا خاصم.
و(العقل) إذا أشار.
إذا لم تحمل هم إزاغة قلبك وصرفه عن الحق، فراجع نفسك
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)
العلاقة مع الخالق..والعلاقة مع الخلق..
من أهم ركائز الحياة الدنيوية والأخروية..
فحافظ على حسنها وجمالها وصحتها..
(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)
ما طال الزمن ..ستنكشف الحقائق..ويُعرف الصادق من الكاذب..
(وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار)
أجمل صحبة..بل أروع صحبة..يحفظون سرك..ويحرصون على مستقبلك..يدعمونك ماديا ومعنويا..يعطونك أجمل خبراتهم في الحياة..فاحرص على صحبتهما..تلك هي صحبة الوالدين..(وصاحبهما في الدنيا معروفا)
أجمل وصية من أب لابنه..بل لأنفسنا..
(واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور)
من اتقى الله فإن الله يحوطه بمعيته الخاصة
قال تعالى :.(وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)
فإن كان الله معك فمن تخاف، وإن كان عليك فمن ترجو.
معنى أن تصمد لله ؟
هو أن تجعله ملاذك الوحيد في جميع مهامك،
في تفسير السعدي ( اللَّهُ الصَّمَدُ ) أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم.."
(ستكتب شهادتهم ويسألون)
آية تقشعر لها الجلود لعظم الموقف، ورهبة السؤال
كل وصف، أو قول، شهدت به لأحد أو عليه ستسأل عنه يوم الوقوف بين يدي .
(اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همي
ولا مبلغ علمي ولا إلى النار مصيري)
كرر هذا الدعاء في كل يوم
حتى لا تغرّنا الدنيا بزينتها
وننسى وعد الله بالآخرة
قال تعالى " يا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَياةُ الدُّنيا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الغَرورُ "
قوله تعالى في وصف المنافقين:
(في قلوبهم مرض)
المريض يجد طعم الطعام على خلاف
ما هو عليه، فيرى الحامض حلوًا، والحلو مرًّا
وكذلك هؤلاء المنافقون
يرون الحقَّ باطلًا، والباطل حقًّا.
[ ابن رجب ]
{ ودَع أذاهم وتوكّل على الله و كفى باللهِ وكيلًا } ...
التفكير في أذيّةِ من آذاك شاغلٌ عن طاعة الله ، فلا تلاحظ أذيّتهم و اعتمد على الله في دفعها عنك ...
{وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}
فتارة فقر، وتارة غنى، وتارة عز، وتارة ذل، وتارة يفرح الموالي، وتارة يشمت الأعادي، فالسعيد من لازم أصلًا واحدًا على كل حال، وهو: تقوى الله عز وجل، فإنه إن استغنى زانته، وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر، وإن عوفي تمت النعمة عليه، وإن ابتلي جملته .. لازم التقوى في كل حال، فإنك لا ترى في الضيق إلا السعة، وفي المرض إلا العافية، هذا نقدها العاجل، والآجل معلوم. [ابن الجوزي في ( صيد الخاطرص137)].
(وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ..)
لاتتسرع في إصدار الأحكام على مايبدو لك من ظواهر الأمور ..
فقد ترتكب جرما في حق بريء أو تأخذ حق أحدهم ظلما وعدوانا ..
( وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ )
اتدري ما الذي أوقفهم ؟!
تساوت حسناتهم بسيئاتهم!!
لعل تسبيحة لو قالوها فرجت عنهم..
لعل صدقة يسيرة لو أخرجوها حالت بينهم وبين هذا الإنتظار..!
لاتستصغر شئ من المعروف .
قال العلامة العثيمين-رحمه الله-في تفسير سورة[ق] (ص/ 103):
{وما أنا بظلام للعبيد} يعني لست أظلم أحداً، وكلمة (ظلاَّم) لا تظن أنها صيغة مبالغة، وأن المعنى أني لست كثير الظلم، بل هي من باب النسبة، أي: لست بذي ظلم، والدليل على أن هذا هو المعنى، وأنه يتعين أن يكون هذا المعنى قوله تعالى: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنةً يضاعفها}، ويقول - عز وجل -: {ومن يعمل من الصالحت وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً} ويقول - عز وجل -: {ولا يظلم ربك أحدًا}، والآيات في هذا كثيرة، أن الله لا يظلم. انتهى كلامه رحمه الله.
(لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم..)
تذكير
• الشكر مبني على خمس قواعد:
1 - خضوع الشّاكر للمشكور،
2 - وحبّه له،
3 - واعترافه بنِعَمِهِ،
4 - وثناؤه عليها،
5 - وأن لا يستعملها فيما يكره.
فهذه الخمس هي أساس الشكر وبناؤه عليها..
[ ابن القيم رحمه الله ]
(فأَزلَّهما الشّيطان عنها فأخرجهما ممّا كانا فيه..)
تذكر
• قد تُحرم الرزق والنعيم والبركة والأمن، بمعصية واحدة !
فالله تبارك وتعالى، أخرج الوالدين من الجنة دار النعيم واللذة والبهجة والسرور، إلى دار الآلام والأحزان والمصائب، بسبب أكلة أكلاها.!
قال الله تعالى: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ}[آل عمران: 200]، وقال: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا}[المائدة: 23]، وقال: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}[النحل: 128]، وقال: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}[الحج: 40]، وقال: {إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[الأنفال: 45].
فهذه أسباب النصر وشروطه، وهي معدومة عندنا غير موجودة فينا، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أصابنا وحل بنا!
بل لم يبق من الإسلام إلا ذِكره، ولا من الدين إلا رسمه؛ لظهور الفساد، ولكثرة الطغيان، وقلة الرشاد؛ حتى استولى العدو شرقاً وغرباً، براً وبحراً، وعمت الفتن وعظمت المحن، ولا عاصم إلا من رحم!"
د.عمر المقبل
(فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ)
لا يقف عند سؤالك بل يتجاوزه كرما وفضلا . .
قد تحسن لأحدهم فتجد نظرة الجحود، أو.. . يكلمك بكلمات باردة ! .
هل يغضبك هذا المسلك ؟!
هكذا صنعوا من قبل مع الله !!
{ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } .
جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنه، فقال: إني أريد أن أعظ، فقال: أو بلغت ذلك؟
إن لم تخش أن تفتضح بثلاث آيات من كتاب الله تعالى فافعل؛ قال: ما هي؟
قال: قول الله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}[البقرة: 44].
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}[الصف: 2، 3].
وقول العبد الصالح شعيب: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ...}[هود: 88]
قال: لا!
قال: فابدأ إذا بنفسك.
*مهما سمعت عن نعيم الجنة فهو أعظم (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين)
*ومهما خوّفت من الساعة فهي أخوف (والساعة أدهى وأمر)
*ومهما قيل عن عذاب النار فهو أشد (ولعذاب الأخرة أكبر لو كانوا يعلمون)
"حينما لا يدرك أحد حجم توجّعك ولا يعلم أحد قدر تخوّفك وحزنك وغصّتك طبطبْ على قلبك ورتّلْ عليه :
{ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَم بما فِي صُدُورِ الْعَالَمِين }
تذكر دائماً أن الله لقلبك الله لأوجاعك الله جارك وإلى الله جوارك الله طبيبك وحبيبك ورفيقك الدائم وما سواه عدم"
قال ابن تيمية رحمه الله ـ كما في مجموع الفتاوى (10 / 599) ـ:
"وطالب الرئاسة - ولو بالباطل - ترضيه الكلمة التي فيها تعظيمه وإن كانت باطلا، وتغضبه الكلمة التي فيها ذمه وإن كانت حقا. والمؤمن ترضيه كلمة الحق له وعليه، وتغضبه كلمة الباطل له وعليه؛ لأن الله تعالى يحب الحق والصدق والعدل ويبغض الكذب والظلم.
فإذا قيل: الحق والصدق والعدل الذي يحبه الله، أحبه وإن كان فيه مخالفة هواه؛ لأن هواه قد صار تبعا لما جاء به الرسول. وإذا قيل: الظلم والكذب فالله يبغضه والمؤمن يبغضه ولو وافق هواه. وكذلك طالب " المال " - ولو بالباطل - كما قال تعالى: {ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون} وهؤلاء هم الذين قال فيهم: {تعس عبد الدينار} الحديث"
(وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)
أنبياء مسهم الضر؛ أتظن أن لن يمسك شيء!
عبد المحسن المطيري
كل أنبياء الله تعالى هددوا بالقتل أو الإخراج أو السجن !
(ليقتلوك فاخرج) (أو يقتلوك أو يخرجوك) (لنخرجنك يا شعيب) (لتكونن من المخرجين) (لتكونن من المسجونين) (ليسجننّ....)
(لنخرجنّكم من أرضنا) (أخرجوهم من قريتكم) (لنبيتنّه وأهله...)
الحق والباطل لا يجتمعان !
{ فالله أحق أن تخشوه }
ضع هذه الآية نصب عينيك أمام
كل فتنة ( شبهة ، شهوة )
(فَاصبِر إِنَّ العاقِبَةَ لِلمُتَّقينَ)
مَن تذكَّر حلاوة العاقبة؛ نسي مرارة الصبر!
ابن الجوزي رحمه الله
(وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة )
قال مجاهد:
أما الظاهرة : فالإسلام والرزق.
وأما الباطنة : فما ستر من العيوب والذنوب..
(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)
الإيقاف وحده مُفزِع، تبلغ منه القلوب الحناجر.
فكيف بالأسئلة التي تتبعه؟
الرسل عوتبواعلى شدة حرصهم على نفاذ مهماتهم :-
(فلعلك باخع نفسك ..)(لست عليهم بمسيطر)(ولوشاء ربك لهدى الناس جميعا).
مهمتك:الإنذار،والتبشير،والبلاغ.
والهداية والتوفيق بيدالله.
قل كلمة الحق،ودعها تسبح في الفضاء.!
(وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين)
من جمال خلقك أن تحفظ حقك في تعاملاتك بوضوح مع مساحة من التيسير ولين الجانب ، ولتكن هذه الآية منهجك في تعاملاتك
المفزع حقاً يوم القيامة أنه يوم الصادقين مع الله فقط !
(قال الله هذا يوم ينفـع الصادقين صدقهم )
(إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ )
" آية تحمل في طياتها " أمل " و " ألم " !!
اهرب حيث شئت
(إن إلى ربك الرجعى)
واعمل ما شئت فهناك كتاب
(لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها)
لتتعرف على مقدار حبك لله
راجع نفسك ..
هل فرحتك بالدنيا أكثر؟!
أم فرحتك بفعل الطاعات أكثر؟!
" قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ "
لا تحزن على فوات ما تحب أو حدوث ما تكره فكم في خبايا القدر من أفراح !
(لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)
د.مشعل الفلاحي
عندما تسمع،أوتقول:-(الله أكبر)ثم يكبر في عينك ماسواه فأعد تقويم نفسك:-(كبرمقتاًعندالله أن تقولوا ...)
إذا سمعت المنادي يصدح ب(الله اكبر)فاستصغر كل شيء وأ ذهب إلى بيت الأكبر.
أنت بين أذان،وأذان كأواني المطبخ المستعملة،تحتاج إلى تنظيف.
والصلاة مع جماعة المسلمين كفيلة بهذه المهمة.
(فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر و مابدلوا تبديلا)
النحب له معان: هو العهد والنذر وهو الأجل وهو الوطر
فالمؤمن بين من مات صادقا وفيا لربه, أدى ما عليه من حق
فنال وطره ونال مطلوبه وآخر ينتظر صامدا لم يغير ولم يبدل
وليس كل من مات قضى نحبه
فمن الناس من يموت وماانقضى من الدنيا نهمه
ايمان كردي
عندما ترى صورة شخص قبل خمسين سنة، وترى صورته اليوم، وقد كان شابًّا قويًّا، فصار شيخًا ضعيفًا=تعلم حينئذ أن الحياة قصيرة، ومِن قِصَرِها أنها اختُصِرَت في صورتين.وقد اختصرها الله في آية: (الله الذي خلقكم مِن ضَعْفٍ ثمّ جعل من بعد ضَعْفٍ قُوّةً ثمّ جعل من بعد قوّةٍ ضَعفًا وشَيْبة)
(قولٌ معروفٌ ومغفرةٌ خيرٌ من صدقةٍ يَتبَعُها أذًى)
مِنّتُك على الفقير بعد صدقتك عليه=أعظم من الفقر الذي ألجأه إليك.
وهكذا، مِنّتُك على من ساعدته في حاجة=أعظم عليه من حاجته.
وقد قال صلى الله عليه وسلم : "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" وذكر منهم "المنان"
ماذا لو أن أحدنا حين يسجد ويمرّغ وجهه في التراب ويردد ( يارب ، يارب ، يارب ) يلقي بقلبه ومشاعره لربه ويتجلّى له ضعفه وفقره وحاجته ويلوذ بالكبير المتعال وهو يعلم أنه لاسبيل لشيء إلا برضاه ولا طريق للحياة إلا من خلاله ! (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)
د.مشعل فلاحي
(وَبَشِّرِ الصَّابِرينَ)
قال بعض العلماء:
كل الحسنات لها أجر محصور من عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف
إلاّ الصبر فإنه لا يحصر أجره.
تفسير ابن جزي
{ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا }
الأقدار غالبةٌ ، والعاقبة غائبةٌ
فلا ينبغي لأحدٍ أن يغترَّ بظاهر الحالِ ، ولهذا شُرِع الدُّعاءُ بالثَّباتِ على الدِّين، وحُسنِ الخاتمة .
[البغوي]
{وفي السماء رزقكم وما توعدون}
كان الحسن البصري إذا نظر إلى السحاب قال:
«فيه والله رزقكم، ولكنكم تُـحرمونه بخطاياكم وأعمالكم».
الداعي إلى الله بالحق=لسانه يلهج بـ (ربنا تقبّل منا)،وحاله وقلبه كالذين قال الله فيهم (والذين يُؤتون ما آتوا وقلوبهم وجِلة )وهم الذين يعملون الصالحات ويخافون أن لا يُقبل منهم.
ولذلك لا يغرّه مدح الأصحاب ولا يزعجه نقد أولي الألباب ولا يضرّه نَبح الكلاب.
فقلبه معلّق بمقدّر الأسباب
من أخطاء الآباء الشائعة .. إكراه الشباب بالزواج من فتيات لا يرغبون بهن
{ ما طاب لكم من النساء }
"مع أنهم بوادٍ غير ذي زرع
إلا أن إبراهيم عليه السلام دعا لهم:
"وارزقهم من الثمرات" ..
مهما كانت ظروفك قاحلة
فسينبت الله لك فيها الفرج"
(فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّات)
قالوا .. ففُتحت لهم أبواب الجنان
(وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا)
قالوا..فأغلقت في وجوههم أبواب الرحمة
فاحسِب كلماتك.. وزِنْ أقوالك فهي ترسم مستقبلك
ايمان كردي
إذا رأيت وقتك يمضي وعمرك يذهب وأنت لم تنتج شيئا مفيدًا ولا نافعًا ولم تجد بركة في الوقت فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى
{ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا}
أي : انفرط عليه وصار مشتتا لا بركة فيه
ابن عثيمين رحمه الله
قال ابن القيّم - رحمه الله:
إنَّ في دوام الذِّكر في الطريق ، والبيت ، والحضر ، والسفر ، والبقاع :
تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة ، فإنَّ البقعة والدار ، والجبل والأرض : تشهد للذاكر يوم القيامة {يومئذ تحدّث أخبارها}
الوابل الصيِّب
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
رددوها بقلب حاضر وتدبروا معناها
فمن رَزَقه الله العون فقد رُزِقَ التوفيق والسداد..
"اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ".
معالم الطريق في فاتحة الكتاب:
"صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ": قوم علموا وعملوا.
"غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ": قوم علموا وما عملوا.
"وَلا الضَّالِّينَ": قوم عملوا وما علموا.
الصراط وجنبتاه في الفاتحة: مَعْلَم للطريق.
(الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)
من مقاصد سورة البقرة حثّ الأمة المستخلفة على التقوى في كل أمرها،في عقيدتها وعباداتهاوتعاملاتها وأخلاقياتها وكأن هذه الآية وصية للأمة أن مسيرة حياتها كلها هي بين(إنا لله) و(إنا إليه راجعون) فلنتق الله فيما بينهما
(وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك) تلخّص مقصد الاستسلام لأوامرالله تعالى وشرعه وأحكامه التي وردت في سورة البقرة
وتلخّص مقصد تحقيق التقوى الذي دعت إليه السورة من مفتتحها(ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)
وتلخّص مقصد تحقيق الهداية فالسمع والطاعة ثمرة هدايةالله تعالى لعباده
{والذي قدر فهدى}
يشمل الهداية الشرعيةوالكونية
الهداية الكونية:أن الله هدى كل شيء لما خلق له،قال فرعون لموسى:{فمن ربكما ياموسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى}تجد كل مخلوق قدهداه الله لما يحتاج إليه، فالطفل إذا خرج من بطن أمه وأراد أن يرضع يهديه الله إلى هذا الثدي يرتضع منه
من كان يريد الحقّ فتكفيه كلمة
ومَن لم يُرد الحق، فلو كلّمه الموتى ورأى الملائكة مانفعه ذلك
"وَلَو أَنَّنا نَزَّلنا إِليهم الملائكة وَكَلَّمَهُمُ الموتى وحشرنا عليهم كُلّ شَيْءٍ قُبُلاً ماكانوا ليؤمنوا إِلا أن يشاء اللَّهُ ولكنّ أكثرهم يجهلون"
البشارة ربما تأتي بعد انقطاع كل الأسباب الدنيوية لأن الله لا يعجزه شيء
فتفاءل و استعن بالله" قالَ أَبَشَّرتُموني عَلى أَن مَسَّنِيَ الكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرونَ ، قالوا بَشَّرناكَ بِالحَقِّ فَلا تَكُن مِنَ القانِطينَ
احمد المعصراوي
(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)
الخلق كلهم قسمان: موفق بالتثبيت ومخذول بعدمه
ومادة التثبيت وأصله من القول الثابت وهي كلمة التوحيد
فكلما كان المؤمن أحسن تحقيقا لها كان أعظم تثبيتا
فوائد من ابن القيم
كرامات الصابرين:
المحبة (والله يحب الصابرين)
النصر(إن الله مع الصابرين)
غرفات الجنة (يجزون الغرفة بما صبروا)
الأجر الجزيل (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
البشارة (وبشر الصابرين)
الصلاة،والرحمة،والهداية
(أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
[ابن جزي]