من ضاق به صدره فليتأمل في سورة الضحى وسورة الشرح ففيهما العلاج .
{ وَإِيّاكَ نَستعينُ } وبعد ذلك ...
لا يُهمّكَ كيف سيسخّرُ لك الأمر
[ د. فريد الأنصاري رحمه الله ]
الطوفان الذي اجتاح الأرض زمن نوح عليه السلام:
السماء تنهمر
والأرض تتفجّر عيونًا
وأعالي الجبال تغرق
والأمواج كالجبال
ولا عاصم إلا الله.
تأمّل التعبير القرآني عن نهاية هذه القصة؟
تعبير فيه هدوء وسكينة وتفاؤل.
(وقيل يا أرضُ ابلَعي ماءكِ ويا سماءُ أقلعي وغيضَ الماءُ وقُضِي الأمر)
بندر الشراري
(واغضض من صوتك)
دعك من كل قواعد الاتيكيت الحديثة وتعلم من مدرسة القرآن العظيمة!!
د. رقية العلواني
عند الخلاف ..لا تنكر فضل .. ولا تفشي سر .. و لا تهتك ستر .
(وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)
لم يكن عبثا أن يُكتب رزقك وأنت في بطن أمك وأن يُحدد عمرك قبل أن تولد يريدك الله أن تعيش رافعا رأسك لا تنحنِ لأجل لقمة ما كُتب لك سيصلك رغما عن أنف العالم كله وعمرك لن ينقص منه لحظة ولو اجتمعت جيوش العالم كله تريد قتلك عِشْ شامخاً ...
أما قرأتَ أنه " قل لن يصبنا إلا ما كتب الله لنا"
(بِيَدِكَ الخَيرُ)
مهما حارت بصيرتي
أجمل دعوة في التاريخ :
"يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ"
(ولا تتبعوا خطوات الشيطان)
دافع الخَطْرَة، فإن لم تفعل صارت فِكرة، فدافع الفكرةَ ، فإن لم تفعل صارت شهوةً ، فحاربها ، فإن لم تفعل صارت عزيمةً وهمَّةً ، فإن لم تدافعها صارت فِعلًا ، فإن لم تَتَدَارَكْهُ بضدِّه صار عادةً فيَصْعُبُ عليك الانتقال عنها.
الفوائد لابن القيم
" وَاللَّهُ أَعلَمُ بِإيمانِكُم "
عامل الناس بظاهرهم فالله وحده يعلم بايمان البشر
فلا تبحث عن بواطن القلوب
(وَما لَكُم أَلّا تُنفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ ميراثُ السَّماواتِ وَالأَرضِ)
أنفقوا ولا تخشوا فقرا وإقلالا فإن الذي أنفقتم في سبيله هو مالك السماوات والأرض وبيده مقاليدهما، وعنده خزائنهما. [ابن كثير]
قال ابن عاشور رحمه الله تعالى عند قوله تعالى( فَقُطِعَ دابِرُ القَومِ الَّذينَ ظَلَموا وَالحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ ) : يحق الحمد لله عند هلاك الظلمة، لأن هلاكهم صلاح للناس، والصلاح أعظم النعم، وشكر النعمة واجب.
خوفك من المستقبل الذي قد لا يحصل=شتات لأمورك، واضطراب لبالك، ونقص لإيمانك.
ويقينك بأنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك=يجعلك في طمأنينة من أمرك واستقرار في بالك،
وهداية لقلبك.
(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)
تأمّل قال تعالى (لنا)ولم يقل: (علينا)؛لأن المؤمن يحتسب، فيؤجر، وذلك خير له.
بندر الشراري
{قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم}[آل عمران:73] •
لن يمنحك الفضلَ أحدٌ سوى الله، فهو الكريم به، العليم بمن يستحقه، فارفع يديك إليه، ولا تتعلَّق بمن لا يُغني عنك من الله شيئًا.
[هدايات القرآن الكريم :59]
{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}
الخاتمة الحسنة :
لا تقع إلا لمن كانت سريرته حسنة لأن لحظة الموت لا يمكن تصنّعها فلا يخرج حينئذ إلا مكنون القلب
ابن رجب
" وَأَمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتيمَينِ فِي المَدينَةِ " .
ربما كانا نائمين أو يلعبان والخضر يبني الجدار لهما توكل على ربك ..
جنوده تعمل لك وأنت لا تشعر
احمد المعصراوى
{وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا}
الهون: السكينة والوقار دون تكبر
{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} يتحملون ما يرد عليهم من أذى أهل الجهل والسفه فلا يجهلون مع من يجهل ويقولون {سلاما} وليس هو سلام التحية وإنما هو سلام المتاركة لا خير فيها ولا شر
(الله وليّ الذين آمنوا)
أتدري ما الولاية؟
أن يثبّتك الله عند تقلب القلوب ويحفظك عند دواعي المعاصي والذنوب ويعصمك عند الفتن والخطوب وينزّل السكينة عليك عند المحن والكروب
لتتعرف على مقدار حبك لله راجع نفسك ..
هل فرحتك بالدنيا أكثر؟!
أم فرحتك بفعل الطاعات أكثر؟! .
" قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ "
احمد المعصراوى
(ومما رزقناهم ينفقون)
قال سبحانه: مما .. أي من بعض ما رزقناكم .. فأنفق ولو بشيء يسير جدا..
لتكون من المتقين الموصوفين في هذه الآيات.
(واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوينغ ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه...)الرفعةُ عند [الله] ليست بمجرد العلم، فَإنَّ هذا كان من العلماء، وإنما هي باتباع الحق وإيثاره، وقَصْدِ مرضاة الله. [ ابن القيم ]
القرآن يعرّفنا بأنفسنا حتى لا نغفل فندسّيها ونستكبر عن مجاهدتها عسى الله تعالى أن يزكّيها فهو سبحانه خير من زكّاها (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) الكهف (وكان الإنسان عجولا) (وكان الإنسان كفورا) (وكان الإنسان قتورا) الإسراء
فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم "
ليس معنى " السلم " تحية السلام لكن معناها الاستسلام والانقياد والطاعة والمعني استسلموا لكم وأطاعوكم قال الزمخشري في الكشاف " السلم أي الانقياد والاستسلام " وقال بن عطيه " السلم هنا الصلح
يقول الله سبحانه: (إن النفس لأمارةٌ بالسوء). وفي بعض خُطب النبي صلى الله عليه وسلم ومن ضمن خطبة الحاجة: (ونعوذ بالله من شرور أنفسنا). ويشرع للمسلم في أذكار الصباح والمساء: (وأعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه) فالنفس تدعو للشر، ومن أطاعها هلك، فمن أطاعها ساقته للنار، ومن خالفها قادها للجنة
هل المعاصي سبب للعقوبات ؟
القرآن يجيب في عدة مواضع...
{فأخذهم الله بذنوبهم} آل عمران {فأهلكناهم بذنوبهم} الأنعام {أصبناهم بذنوبهم} الأعراف {فأخذهم الله بذنوبهم} الأنفال {فأهلكناهم بذنوبهم} الأنفال {فأخذهم الله بذنوبهم} غافر
الزّوج: هو المماثل للآخر، يقول تعالى{احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} أي أمثالهم وأشباههم {وآخر من شكله أزواج} فالرجل زوج، والمرأة زوج القرآن الكريم لم يأت فيه لفظ زوجة بالتاء المربوطة إطلاقًا {اسكن أنت وزوجك الجنة} لم يقل: زوجتك {وأصلحنا له زوجه} لم يقل: زوجته {بين المرء وزوجه}
أنواع الحبال
-أنفعها:الحبل السري يبقي الجنين حيًا
-أشنعها:حبل الإعدام
-أرقها:حبل الأفكار يقطع بكلم
-أقصرها:حبل الكذب
-وأوثقها:حبل المودة(إلا بحبل من اللّه وحبل من الناس)
-أقربها:حبل الوريد (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)
-أقواها: (واعتصموا بحبل اللّه جميعا}
تمر علينا لحظات صعبة نعجز عن حلها ويعجز من حولك عن مساعدتنا فيأتي القرآن .. يعلمنا أنه لا صعب مع ربٍ (عليم قدير) " وَما كانَ اللَّهُ لِيُعجِزَهُ مِن شَيءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الأَرضِ إِنَّهُ كانَ عَليمًا قَديرًا " فكن مع الله يغنيك عما سواه
{ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم}
النتيجة والنهاية:عظيمة ومخيفة والطريق إليها مثلها لكن الشهوات والشبهات زينته فاحذر
( (فبظلمٍ ) من الذين هادوا حرمنا عليهم ( طيباتٍ )أُحلت لهم )
قال عليه الصلاة والسلام : إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه !!
كلما ازداد يقين العبد في دعائه باضطراره إلى مولاه، وافتقاره إلى مدده ونصره وعونه وتفريجه، كانت الإجابة إليه أسرع . (أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون )
د.خالد بن سعد الخشلان
نصرُ الله لدينه كائن، قد تدركه وقد لا تدركه (وإما نُرِيَنَّك بعض الذي نعدهم أو نتوفينّك) وجنده موجود، فمنه ما تراه ومنه ما لا يُرى (وأنزل جنودًا لم تروها) وهزيمة الكافرين المعتدين حاصلة إما بأيدينا، فإن عجزنا فبيد الله (ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا)
د.بندر الشراري
في كل هم / حزن / ضيقة صدر .. راجع نفسك فربما تركت ذنوباً بلا توبة ..
{ من يعمل سوءاً يجز به }
من الهوان والصغار أن يقسم الشيطان على ضلالك .. ثم تستجيب له !! .
(ولأضلنهم )
(وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا)
للمختصين بالمُحاماة :
مامقدار إعمال هذه الآية في قضاياكم ؟!
(الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ)
اطرد من حياتك من لا يعرفك إلا في غناك .
إن طال بك الوقت في طريق الظلام فهذه الآية توضح لك طريق النور
(إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا)
{أيبتغون عندهم العزة}
نفوس ضعيفة ذليلة تستمد قوتها من بشر ضعيف مثلها
عندما تختلط المفاهيم ياليت نتذكر هذة الآيه
( أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّه )؟!
متى طلبت العزة من غير الله إلا عادت ذلًا على صاحبها وخيبة له في الدنيا والآخرة!
(قل متاع الدنيا قليل))
<قليل>…
لا يستحق أن تكون حزينًا أو قلقًا من أجله.
في القرآن يأمر الله بالحذر من الأعداء (خذوا حذركم) لكنه ينهى عن الخوف (فلا تخافوهم) لأن الحذر عقل والخوف جُبن
( يبين الله لكم أن تضلوا ) ( فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال )
"كل حكم خالف حكم الله فهو ضلال وإن استحسنه الناس ."
{وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ}
بيان حكمة الله في مناسبة العقوبة للذنب؛ فالذنب الذي فعلوه أنهم فعلوا شيئا صورته صورة المباح؛ ولكن حقيقته غير مباح فصورة القرد شبيهة بالآدمي ولكنه ليس بآدمي
وهذا لأن الجزاء من جنس العمل.
(ابن عثيمين)
تحرر كما تشاء ..افعل كما تشاء..ولكن تأمل قوله تعالى:
(وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه )
ففي حريتك احذر أن تقابل الله بفعل أو قول تظلم فيه نفسك..
لمن يشتكي من ذنوب الخلوات .. دونك هذه الآية :
(يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم )
(ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا)
قد تجد من يقف بجانبك هنا وإن كنت على غير حق، لكن هناك لا مفر!.
(وما أصابك من سيئة فمن نفسك)
كل ما ساءك أمر، إنما هو من نفسك، فراجع حساباتك
((ما أنزلنا)).. من القائل؟! الله جل في علاه.. ((عليك)) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ((القرآن)) أعظم كتاب.. فهل تظن أنك ستشقى إذا كنت معهم؟! (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)
أي معلومة تأتيك عن الدين وأن فيه مشقة فتوقف وأعرض عنها..وثق أن الخلل في المعلومة أو في فهمك..وصدّق بـ (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)
فهناك من يحاول تشويه سمعة الدين..,وعندما ينكشف الغطاء تتضح الأمور..
(أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور) أخرج أبناءك..زملاءك..أسرتك..أحبابك..مجتمعك..أخرجهم جميعا من الظلمات إلى النور.. كن أنت الرجل المبارك الذي يفعل ذلك كوني أنت المرأة المباركة التي تفعل ذلك..
(أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور)
(وما أنفقتم من شيء) أي شيء.. أي شيء.. ابتسامة..مساعدة..صدقة..كلمة..تعليم..توجيه..نصيحة.. عطاء..دعوة..عفو..إحسان.. (فهو يخلفه وهو خير الرازقين)
فأنفق أي شيء حسنا.. يُخلفك الله خيرا..
افتتح الله تعالى سورة طه بملاطفة رسوله صلى الله عليه وسلم وبيان أنه لم يرد أن تصيبه المشقة والتعب وإنما السعادة والفرح..فما أجمل أن يكون توجيهنا وتعليمنا للآخرين بهذا الأدب..(ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)
التذكرة عادة لشيء موجود في الذهن..والتوحيد موجود في الفطرة.. ولا يكون التذكر عادة إلا لمن كان مستعدا ومتهيئا خاليا.. فاجعل لنفسك مساحة مع القرآن الكريم لتتذكر نعم الله عليك.. (إلا تذكرة لمن يخشى)
هموم..مشاكل..أحزان..تسخط..غموم..كربة..فقد أمل..ضيقة صدر..قلق..كآبة.. وحشة..وساوس..؟!؟!؟ إذا استحوذت عليك مثل هذه الأشياء فراجع علاقتك مع القرآن.. (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)
(الرحمن على العرش استوى) [فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فإنَّه أوْسَطُ الجَنَّةِ، وأَعْلَى الجَنَّةِ، وفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، ومِنْهُ تَفَجَّرُ أنْهارُ الجَنَّةِ.] رواه البخاري اللهم يا حي يا قيوم نسألك الفردوس الأعلى من الجنة..
مهما كان ملكك.. سلطانك.. قوتك.. مالك.. جاهك..ولدك.. فكرك..فاجعل الرحمة عنوانك..فالله جل في علاه على عظمته وملكه سمى نفسه بالرحمن.. (الرحمن على العرش استوى)
بل سبقت رحمته غضبه.. (الراحمون يرحمُهم الرحمنُ، ارحموا من في الأرضِ يرحمْكم من في السماءِ) الترمذي
يقال: توجد أجهزة لكشف الكذب.. تخيل أن هذا الجهاز مع فلان من الناس.. كيف تكون تعاملاتنا معه؟!!! جهاز من صنع إنسان خشيناه.. أما نخشى من يعلم السر وأخفى؟!!.. (وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى)
تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت قصة موسى عليه السلام مبينة أن مبدأ السعادة بدأ عندما ضل الطريق وأصابه البرد ورأى نارا من بعيد.. (وهل أتاك حديث موسى) فأنت في هذه الحياة لاتدري أين مفتاح السعادة فأحسن الظن فيما قدره الله لك..
هنا قصة حياتك باختصار.. (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا * إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا * إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) فهل تقرّ بذلك؟!
(هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) (هل) هنا بمعنى "قد" وهي للتقرير بحقيقة أصلك.. وأن بعض المخلوقات قد خُلقت قبلك..
أنت ..نعم .. أنت الذي تقرأ هذا الكلام.. لم تكن شيئا مذكورا في يوم من الأيام.. فلا تغتر بحالك.. (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)
مع وجود نظام الجودة العالمي في العمل.. إلا أن نظام حسن العمل يبقى الركيزة الأساسية.. (ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور)
(وبرزوا لله جميعا) اغمض عينيك وتخيل (وبرزوا لله جميعا) تخيل الجميع برز لله حافيا عاريا.. لا مواكب.. لا أصحاب السعادة.. ولا ولا ولا قد زال عن كل شخص كل ملك.. تخيل نفسك بين أولئك.. ففيم تفكر؟! وماذا تتمنى؟! أنت الآن تعيش فكر ذلك الوقت فاعمل له..
(ولنصبرن على ما آذيتمونا) قل هذه الكلمة بقلبك.. بلسانك.. بجميع جوارحك.. في كل أذية تعرضت لها من.. صاحب..ولد..قريب..من أي فرد.. ردد وقل (ولنصبرن على ما آذيتمونا) فلقد قالها الرسل من قبلك.. وصبروا.. ثم صبروا.. فاصبر.. فإن الله مع الصابرين
(وألقيت عليك محبة مني) امتن الله تعالى على نبيه موسى عليه السلام بالمحبة لما لها من أثر عظيم.. فما أجمل أن نزرع المحبة بيننا.. بين أبنائنا.. بين أسرنا.. بل وفي مجتمعاتنا كلها.. والأجمل إذا كانت لله وفي الله وبالله..
الجدال يكون بالطريقة التي هي أحسن قولاً وفكرًا وتهذيبًا وليس رفعا للصوت وتعاليا أو فضحا ونشرا (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)
(إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) لاتقنط إذا لم يستجب لك أحد فهذا ابتلاء لك.. هل تصبر على مر الدعوة أم تقنط؟! وتأمل في مدة دعوة نوح عليه السلام وخطاب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) وهي فرصة لمراجعة أسلوبك في النصح وتأثيره..
عليك أن تأخذ بالأسباب فقط وتنتهج أفضل السبل وأجمل الطرق وأروع الأساليب وتدعو بما أمرك الله به في ظل حدودك من غير تعدٍ.. أما النتائح فمردها إلى الله.. (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)
أحيانا يخطئ علينا أحد ما..فنغضب وندعو عليه فالدعوة يجب أن تكون بقدر خطأه وأفضل لك أن تقول: اللهم خذ لي حقي منه وأن تعفو خير لك من ذلك كله.. وإذا دعوت بدعوات تفوق خطأه عليك فقد ظلمتَ وتعديت (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)
فلان ظلمني.. أخذ حقي.. إذا ظلمك أحد وقدرت عليه في يوم من الأيام فأنت بين أحد أمرين: إما أن تأخذ حقك منه عقوبة له من غير زيادة. وإما أن تصبر وتعفو عنه. وغير ذلك تعدٍ وظلم (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)
إذا علمت أن العرش أعظم المخلوقات وهو سقف العالم كله بسماواته وأرضه ومجراته .. فما حجمك؟!؟! تخيل حجمك وأنت تعصي ربك الذي منّ عليك برحماته؟!! (الرحمن على العرش استوى) رب استرنا بسترك واغفر لنا واهدنا صراطك المستقيم..
إذا سمعت من يدعو فلاتبخل على نفسك بقولك آمين.. لتكون شريكا في الدعاء فذلك توقيع عقد شراكة من غير مال وجهد.. تخيل دعاء الحرمين ..دعاء العلماء ...دعاء ودعاء.. كم خسرنا من شراكات لا تكلفنا شيئا؟!!. (قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون)
من أدب الحوار أن تفهم لغة الطرف الآخر.. أن تخاطبه بالكلمات التي يعرفها ويألفها.. وهو ما يُسمى بـ "قاموس الشخص" فذلك أدعى للبيان وقبول الكلام.. (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )
(هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) لقد هيأ الله لك المكان قبل خلقك لتنعم بما أنت فيه الآن.. (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا)
فهل أنت شاكر أم كافر..
من جمال الأدب في الأمور المريبة والمخيفة أن تبين لأهلك وجهتك وتخبرهم بعملك ليطمئنوا.. (إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى)
أحيانا تكون القبيلة والجماعة درعا وحماية فحافظ عليها.. (ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا)
نبه الله بقوله: {..َإِلَيْهِ النُّشُورُ} .. على أنَّا في هذا المسكن غير مستوطنين ولا مقيمين، بل دخلناه عابري سبيل .. فلا يحسن أن نتخذه وطنًا ومستقرًّا، وإنما دخلناه لنتزوَّد منه إلى دار القرار ..فهو منزل عبور لا مستقر حبور، ومعبر وممر لا وطن ومستقر.
قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200] فأمرهم بالصبر: وهو حال الصابر في نفسه، والمصابرة: وهي حاله في الصبر مع خصمه، والمرابطة: وهي الثبات واللزوم والاقامة على الصبر والمصابرة. فقد يصبر العبد ولا يصابر، وقد يصابر ولا يرابط، وقد يصبر ويصابر ويرابط من غير تعبُّد بالتقوى .. فأخبر سبحانه أن ملاك ذلك كله التقوى، وأن الفلاح موقوف عليها فقال تعالى {.. وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فالمرابطة كما أنها لزوم الثغر الذي يُخاف هجوم العدو منه في الظاهر، فهي لزوم ثغر القلب لئلا يدخل منه الهوى والشيطان فيزيله عن مملكته.
{..وَيَوْم حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتكُمْ ..} [التوبة: 25] قَالَ رَجُل يَوْم حُنَيْنٍ : لَنْ نُغْلَب الْيَوْم مِنْ قِلَّة , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ الْهَزِيمَة .." رَوَاه يُونُس بْن بُكَيْر فِي " زِيَادَات الْمَغَازِي " عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس قال ابن القيم زاد المعاد (3/477) : " واقتضت حكمته سبحانه أن أذاق المسلمين أولاً مرارة الهزيمة والكسرة مع كثرة عَدَدِهم وعُدَدِهم وقوة شوكتهم ليضع رؤوسا رفعت بالفتح ولم تدخل بلده وحرمه كما دخله رسول الله واضعا رأسه منحنيا على فرسه حتى إن ذقنه تكاد تمس سرجه تواضعا لربه وخضوعا لعظمته واستكانة لعزته " انتهى .
وقال الله تعالى : ( وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ) آل عمران/141 قالبلاء درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل يطلعك عمليّاً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف، لا حول لك ولا قوة إلا بربك، فتتوكل عليه حق التوكل، وتلجأ إليه حق اللجوء، حينها يسقط الجاه والتيه والخيلاء، والعجب والغرور والغفلة، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه. قال ابن القيم : " فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته ، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه " انتهى . " زاد المعاد " ( 4 / 195 ) .
قوله تعالى {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 245] فصدَّر سبحانه الآية بألطف أنواع الخطاب، وهو الاستفهام المتضمن لمعنى الطلب .. وهو أبلغ في الطلب من صيغة الأمر. والمعنى: هل أحد يبذل هذا القرض الحسن فيجازى عليه أضعافًا مضاعفة؟ وحيث جاء هذا القرض في القرآن قيَّده بكونه حسنًا، وذلك يجمع أمورًا ثلاثة: أحدها: أن يكون من طيب ماله لا من رديئه وخبيثه .. الثاني: أن يخرجه طيبة به نفسه ثابتة عند بذله ابتغاء مرضاة الله .. الثالث: أن لا يَمُنَّ به ولا يؤذي .. فالأول يتعلق بالمال، والثاني يتعلق بالمنفق بينه وبين الله، والثالث بينه وبين الآخذ،،
قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ..} [العنكبوت: 69] عَلَّق سبحانه الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادًا .. وأفرض الجهاد: جهاد النفس، وجهاد الهوى، وجهاد الشيطان، وجهاد الدنيا .. فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سُبُل رضاه الموصلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد. قال الجنيد: "والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة، لنهدينهم سبل الإخلاص" .. ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنًا .. فمن نُصِرَ عليها نُصِرَ على عدوه، ومن نُصِرَت عليه نُصِرَ عليه عدوه. أن الذنوب إذا تكاثرت، طُبِعَ على قلب صاحبها فكان من الغافلين ..
يقول تعالى {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] قال بعض السلف: هو الذنب بعد الذنب. وقال الحسن: هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب. وقال غيره: لما كثرت ذنوبهم ومعاصيهم أحاطت بقلوبهم. وأصل هذا أن القلب يصدأ من المعصية .. فإذا زادت غلب الصدأ حتى يصير رانًا، ثم يغلب حتى يصير طبعًا وقفلاً وختمًا فيصير القلب في غشاوة وغلاف .. فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة، انتكس فصار أعلاه أسفله فحينئذ يتولاه عدوه ويسوقه حيث أراد.
قوله تعالى عن يوسف نبيه، أنه قال: {.. أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101] جمعت هذه الدعوة الإقرار بالتوحيد والاستسلام للربِّ، وإظهار الافتقار إليه والبراءة من موالاة غيره سبحانه .. وكون الوفاة على الإسلام أجلُّ غايات العبد وأن ذلك بيد الله لا بيد العبد، والاعتراف بالمعاد وطلب مرافقة السعداء .
قوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83] جمع في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد وإظهار الفقر والفاقة إلى ربِّه ووجود طعم المحبة في التملق له، والإقرار له بصفة الرحمة وأنه أرحم الراحمين والتوسل إليه بصفاته سبحانه وشدة حاجته هو وفقره، ومتى وجد المبتلى هذا كشفت عنه بلواه.
قوله تعالى: { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر: 21] متضمن لكنز من الكنوز .. وهو أن كل شيء لا يطلب إلا ممن عنده خزائنه ومفاتيح تلك الخزائن بيده. وأن طلبه من غيره، طلب ممن ليس عنده ولا يقدر عليه.
متضمن لكنز عظيم .. وهو أن كل مراد إن لم يرد لأجله ويتصل به فهو مضمحل منقطع .. فإنه ليس إليه المنتهى وليس المنتهى إلا إلى الذي انتهت إليه الأمور كلها فانتهت إلى خلقه ومشيئته وحكمته وعلمه، فهو غاية كل مطلوب .. وكل محبوب لا يحب لأجله، فمحبته عناء وعذاب .. وكل عمل لا يراد لأجله فهو ضائع وباطل .. وكل قلب لا إليه، فهو شقي محجوب عن سعادته وفلاحه .. فاجتمع ما يراد منه كله في قوله: { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ ..} .. واجتمع ما يراد له كله في قوله: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} فليس وراءه سبحانه غاية تطلب وليس دونه غاية إليها المنتهى.
قوله تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة: 5] فقاس من حمَّله سبحانه كتابه ليؤمن به ويتدبَّره ويعمل به ويدعو إليه، ثم خالف ذلك ولم يحمله إلا على ظهر قلب .. فقراءته بغير تدبُّر ولا تفهُّم ولا اتباع له ولا تحكيم له وعمل بموجبه، كحمار على ظهره زاملة أسفار لا يدري ما فيها وحظه منها حمله على ظهره ليس إلا. فحظه من كتاب الله كحظ هذا الحمار من الكتب التي على ظهره .. فهذا المثل وإن كان قد ضُرِبَ لليهود فهو متناول من حيث المعنى لمن حمل القرآن فترك العمل به ولم يؤد حقه ولم يرعه حق رعايته.
صحة...سكن ....زوجة .....رزق...أمن
هذه ما يتمناه الإنسان دوامها..
ولا يمكن له ذلك إلا في الجنة..
"فلاخوف عليهم ولاهم يحزنون"
اللهم إنا نسألك الجنة..
الله جل في علاه عادى إبليس لأجلنا
كونه لم يسجد لأبينا آدم عليه السلام
فكيف نتبع خطوات إبليس؟!
"أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو"
الجزاء من جنس العمل..
قلب أبيض .. "يوم تبيض وجوه"
قلب أسود .." وتسود وجوه"
مافي القلب يظهر على الوجه..
اللهم اجعل سريرتنا خير من علانيتنا..
المعلم...الشرطي...الطبيب...المهندس...الإمام...القا ضي...مراقبي الغش... إلخ.
إن أخلصوا لله دخلوا في قوله تعالى "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير"
الشجرة تغير من أوراقها وليس من جذورها لتأتي بالجميل..
وكذلك أنت غيّر من أساليبك وليس من مبادئك لتحقق أهدافك..
"أصلها ثابت وفرعها في السماء"
"قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء"
تنقص الصالحين واحتقارهم من صفات المنافقين..
"رب هب لي من لدنك ذرية طيبة"
دعاء ما أحوجنا إليه..
كامل العقل من ينظر إلى المستقبل وعواقب أفعاله..
"يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا.."
(وهي تجري بهم في موج كالجبال)هود
الأمواج تموج بالسفينة والأجساد..
والقلوب ثابتة مؤمنة واثقة بالله فكانت سببا في سكون السفينة والأجساد وأمانها..
اللهم ارزق قلوبنا الثبات على دينك حتى الممات..
متى آخر مرة قلت لولدك يابني.. موجها وناصحا ومحبا..
يابني .. كلمة في طيها قلب الأب يعتصر ألما على ولده الذي هلك مع الكافرين.. إنه ابن نوح..
(يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين)
اللهم احفظ أبناءنا وثبتهم على طريق الحق وارزقنا حسن تربيتهم وارزقهم برنا..
استعز ابن نوح بالجبل.. ونسي رب الجبل..
فاحذر أن تستعز بشيء وتنسى ربه الذي خلقه..
(قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين)
نوح عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما..ومع ذلك كله وعظه الله بموعظة بليغة قال تعالى: (إني أعظك أن تكون من الجاهلين) وذلك بعد قوله تعالى (لا تسألن ما ليس لك به علم)
فلا يمكن للإنسان مهما عاش أن يستغي عن العلم والموعظة..
إذا لم تنل مغفرة الله ورحمته فقد خسرت دنياك وآخرتك..
فكرر رب اغفر لي وارحمني..
واستشعر ذلك لئلا تكون من الخاسرين..
(وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين)
متاع يعقبه عذاب بئس المتاع..
متاع يعقبه عذاب ليس متاعا..
متاع يعقبه عذاب هل هو متاع؟!
متاع يعقبه عذاب هو طريق الهلاك وليس متاع..
(وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم)
ليس كل من نال متاعا فاز..
إذا رأيت من يسخر بآيات الله وكلامه.. فتذكر (ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ)هود
بادر وأسرع بإكرام ضيفه..فكان كرم الله له أسبق..
(وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب)
فانتهج نهج الكرام وبادر بالكرم.. وأبشر بالخير..
قوم فعلوا الفاحشة وعاندوا الرسل ومع ذلك.
.(فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط)
يخاف عليهم من العذاب..هذه أخلاق الكرام يا كرام..
محاولة إسعاد جميع الناس بالدلالة على الطريق الصحيح والأخذ بأيديهم وليس التشفي.
في اجتماعاتنا تجد هناك كثرة.. لكن كم يوجد فيهم رجل رشيد؟!
لاتغتر بكثرة الناس إن لم يكن فيهم رجل رشيد
وحاول أن تكون أنت ذك الرجل
(وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال ياقوم هؤلاءبناتي هن أطهرلكم فاتقواالله ولاتخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد)
إذا أردت أن تكون مقبولا فاعمل بما تقول..
(وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه)
إذا حصلت لك عداوة مع شخص فلا ترد الحق لأجل عداوته..
(ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود...)
سبحان الله وبحمده ..
الله جل في علاه يقول لأطهر الخلق..
(فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير)
إذا كان هذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه.. فكيف بنا؟!
رب ارحم ضعفنا واهدنا..
معرفة مهمتك ووظيفتك هام جدا..وبيانها للناس مطلب..
فأنت بمعرفتك لها لا تتجاوز حدودها..والناس بمعرفتهم لها لايطالبونك بغيرها..
(ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير)