قال ابن القيم: "فمتى كان المال في يدك وليس في قلبك؛لم يضرك ولو كثر،ومتى كان في قلبك ضرك؛ولو لم يكن في يدك منه شيء".
(ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور).
النور رزق من الله بل أهم رزق.
بلا نور يصبح القلب أعمى،
فلا يعرف الحق من الباطل.
ولا الفارق بين ما ينفعه وما يضره.
فغياب نور القلب أشد العقوبات الربانية.
(فثبِّتوا الذين آمنوا):
التثبيت لا يكون إلا من الله.
وقد يكون عن طريق ملَك من الملائكة.
أو بموعظة أخ مؤمن.
أو سابق عمل صالح.
أو محض توفيق من الله.
تأخير العقوبة للآخرة علامة سوء، وتعجيلها في الدنيا علامة خيرية العبد.
قال أبو سليمان الداراني:
"كلما ارتفعت منزلة القلب كانت العقوبة إليه أسرع".
مصدر قوتنا ونبع عزمنا يتفجّر من هذه الكلمات:
"إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي".
ليس الأمر في كثرة الأشغال بل في قلة الإقبال رغم تتابع الأفضال..
الله أكبر، فأجِب النداء.
عند الإغلاق ..
وانسداد الأبواب ..
وحيرة أولي الألباب ..
وعجز الأسباب..
يحلو الدعاء باسم الله الفتاح،
وهو الذي يفتح الأبواب مهما كثرت..
ومهما اشتد إغلاقها.
(يُدَبِّرُ الأَمرَ)
تكررت في القرآن أربع مرات؛ ليستقر في نفوس القلقين والمضطربين أن تدبير أمر هذا الكون كله بيد الله وحده.
الجنة وطن. والدنيا سفر. ومهما طالت السّفْرة، فلا بد من رجعة.
"إِنّ إِلى رَبِّك الرُّجْعَى".
وموعد الرحيل غير معلوم ويأتي بغتة.
فكن مستعدا!
إذا استوحشت من الخلق، فاستأنس بالله!
ركعتان في جوف الليل تشفيان صدرك، وتكفيانك ما أهمّك.
لمن كثرت ذنوبه:
عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبي ( مر بشجرة يابسةِ الورق فضربها بعصاه فتناثر الورقُ ، فقال رَسُول اللَّه ضلّ الله عليه وسلم :
"إنَّ الحمدَلله، وسبحانَ اللَّهِ، ولا إله إلا اللهُ، وَاللَّهُ أكبر لتُساقِطُ من ذنوب العبدِ كما تَساقَطَ وَرَقُ هذه الشجرة".
صحيح الجامع (1601)
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
البداية من عندك..
ومفتاح تغيير الأمة وكسر قيد ذلتها في يديك.
إنما السيل اجتماع النُّقط.
فابدأ بنفسك!
هل تعلم أن النبي صلّ الله عليه وسلم كان يقرأ سورة الزمر كل ليلة؟!
والزمر هي الجماعات.
من تجتمع معه اليوم كثيرا تُحشر معه غدا.
فاختر صحبتك.
يا كل من مات!
كم ثوبا لبستة.
كم ماركة عالمية أبليتها.
كم عطرا غاليا وضعته.
كم شهوة أمضيتها.
كم نظرة في وجوه الحسناوات أطلقتها.
فهل بقي من ذلك شيء؟!
كلا والله
بل ظلمة القبر ووحشته تلفُّك اليوم لفًّا.
إلا أن تنقلب هذه الوحشة أُنْسا وجنة بالقرآن والصيام والقيام والسعي لهداية الأنام.
كل مصيبة لم تهز إيمانك ولا ثقتك بربك، فليست بمصيبة.
المصيبة ما أصابت دينك
(ولا تجعل مصيبتنا في ديننا).
ولعل ما تخشاه ليس بكائن ...
ولعل ما ترجوه سوف يكون
اللهم إن الظن فيك جميل، والقلوب بك متعلقة، فلا تردنا خائبين
(هو عليّ هيّن):
يا من لا يعجِزه شيء..
اجعل لنا بعد العسر يسرا.
وأخرِج من الكرب فرجا.
ومن الألم أملا وعملا.
ومن الضيق متسعا.
كل هذا عليك هيِّن.
من ضاق صدره..
من كثر وِزره..
من تشتت أمره..
من طال مع الشيطان أسره..
فليذكر ربه.
دواء واحد لأمراض كثيرة.
واجعل من نيات حفاظك على أذكارك أن تحفظ عليك دينك ودنياك.
فالذكر في اللغة هو الحفظ، والله خيرٌ حافظا لمن ذكره
(فاذكروني أذكركم)
أبرز ما جاء في وصف الطائفة المنصورة:
(لا يضُرُّهم من خذلهم).
فثقتهم بالخالق أغنتهم عن التعلق بالخلق!
ويقينهم بالجزاء أذهب مرارة البلاء.
أخي المبتلى: والله!
لا يجمع الله عليك حزنين ولا بلاءين.
بلاء الدنيا يدفع عنك بلاء الآخرة.
ودموع الحزن هنا مكانها دموع الفرح على أبواب الجنة!
إن المحنة التي أقلقت منامك وأطلقت دعاءك وأكثرت صلاتك،
هي منحة خفية ورحمة ربانية.
وإن النعمة التي ألهت وأورثت غفلة،
هي أصل البلاء وسر الشقاء.
الله يواسي عباده:
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كُنتُم مؤمنين).