كنزا اليقين والعافية! قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: "وسلوا الله اليقين والمعافاة، فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة". رواه أحمد عن أبي بكر كما في صحيح الجامع رقم: 4072
من تمام عبوديتك لربك! تمام العبودية! أن يعلم (العبد) أن تمام عبوديته (لربه) في جريان ما يكرهه من الأحكام عليه. ولو لم يجر على العبد منها إلا ما يحب لكان أبعد شيء عن عبودية ربه. فلا تتم له عبوديته من الصبر، والتوكل، والرضا، والتضرع، والافتقار، والذل، والخضوع، وغيرها إلا بجريان القدر له بما يكرهه. وليس الشأن في الرضا بالقضاء الموافق لما تحب، وإنما الشأن في (الرضا) بالقضاء المؤلم المنافر للطبع. من كلام ابن القيم بتصرف يسير
يرفع العوامُّ المشاهير فوق ما يستحقون. ويمدحونهم أضعاف ما هم عليه، وبما لا يعملون. فيكون هذا المدح ذبحا لأنه مفتاح الغرور. ويكون تصديق هذا المدح سفها، لأن الله يستر على العبد أضعاف ما يبصِر المادحون.
الأذكار بوليصة تأمين ربانية بضمان معية الله. وقلعة حصينة ضد مصائب الدنيا. وسد منيع يقي من شرور الخلق.
موت الفجأة الذي انتشر بيننا جديرٌ بأن يمحو من قاموسنا كلمات: أرجو.. سوف.. وعسى!
أتبذل لصفحتك الساعات الطوال، وتبخل عن نفسك بدقائق في جوف الليل تصلي فيها ركعتين، تضيء القلوب وغدا تنير القبور!
قال عبد الله بن عباس: «لا ينفع الحذَر من القدر، ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر». وقال كذلك: «الدعاء يدفع القدر، وهو إذا دفع القدر فهو من القدَر». اللهم اجعلنا مستجابي الدعوة.
ويتضاعف عملك لها، وبذلك لشرائها غمسة واحدة في الجنة
كفيلة بمحو كل هذا التعب والهموم والأحزان والمشاق والمخاوف وإلى الأبد!
ما أضعف العبد! {وخُلِق الإِنسان ضعيفا} ابن القيم: فإنه ضعيف البنية،ضعيف القوة، ضعيف الإرادة،
ضعيف العلم، ضعيف الصبر،
والآفات إليه مع هذا الضعف أسرع من السيل فبالاضطرار لا بد له من حافظ معين، يقويه ويعينه وينصره ويساعده،
فإن تخلى عنه هذا المساعد المعين، فالهلاك أقرب إليه من نفسه!
دواء الحسد! له أدوية كثيرة، وأعجبتني هذه الكلمات: المؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله؛ لأن الله هو الذي رزقهم وقدَّر لهم أقواتهم، ويعلم أنه حين يحسد غيره فإنما يعترض على قدَر الله، ولذا قالوا: «الحسود غضبان على القدر، والقدر لا يُعْتِبه». أي لا يُزيل عتْبَه: أي لا يُرضيه، وقد أخذ هذا المعنى منصور الفقيه، فقال: أيا حاسدًا لي على نعمتي *** أتدري على من أسأت الأدب؟ أسأتَ على الله في حُكمِه *** لأنك لمْ ترضَ لي ما وهب فأخـــــزاك ربّي بأن زادني *** وســـدَّ عليـــك وجوه الطـــلب
ما يحدث للأمة من شدائد مهما طالت واشتدت، لا يعدو أن يكون سطرا في كتاب التاريخ. وغاية المطلوب منك: الثبات. وهو عزيز نادر، ولذا كان مطلب الأتقياء وقبلهم الأنبياء، فدعا يوسف عليه السلام: (توفني مسلما وألحقني بالصالحين) وكان أكثر دعاء نبينا صلّ الله عليه وسلم (يا مقلِّب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك)
معنى الرضا! قيل للحسن بن علي: إن أبا ذر يقول:
الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة،
فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن غير ما اختار الله له.
قال المتنبي: والظلم من شِيَم النفوس فإن..تجِد ذا عفة فلِعِلَّة لا يظلم وهذا قد يوافق قوله تعالى: {إِنه كان ظلوما جهولا} فأصل الإنسان أنه ظلوم، وإنما يمنعه من الظلم وجود عِلَّة. والعلل كثيرة، لكن قيل أنها تعود لأربعة: دين حاجز أو عقل زاجر أو عجز مانع أو سلطان رادع وأشرفها الدين.
أمراض الأبدان أهون بكثير من أمراض القلوب. الصحة (القلبية) هي أهم ما ينبغي أن تحافظ عليه وسط هذا العالَم المضطرب. -أبقِ الحبل بالله متصلا -قلِّب وجهك في السماء إن ضاقت عليك الأرض -اسْقِ أرض قلبك بوابل من الوحي القرآني كل يوم -اصحب المتفائلين وأهل العطاء، فعندهم فائض سعادة مُعْدٍ
اذكروا دائما أن الدنيا ما هي إلا قطرة في بحر الآخرة. وتأثير هذه التذكرة على قلوبكم: (لكي لا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم).
سورة الفلق تضمنت
الاستعاذة من الشر الذي يقع بظلم غيرك لك بسحر وحسد، وهو شر خارجي،
ولا يدخل تحت التكليف: (شر المصائب) وسورة الناس تضمنت
الاستعاذة من الشر الذي يؤدي لظلم العبد نفسه، وهو شر داخلي،
ويدخل تحت التكليف: (شر المعايب) والشر كله يرجع للمعايب والمصائب، ولا ثالث لهما
سبحانه! لا ينال أحد ذرة من الخير فما فوقها إلا بفضله ورحمته. ولا ذرة من الشر فما فوقها إلا بعدله وحكمته. فارزقنا يا ربنا بصائر تنير الضمائر، وأنوارا تبدد الظلمات.
من دعاء الملائكة للمؤمنين قولهم:
{وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته}. ووقاية السيئات نوعان. أحدهما: وقاية فعلها بالتوفيق فلا تصدر من العبد. والثاني: وقاية جزائها بالمغفرة، فلا يعاقبه عليها.
طال فراق يوسف. وابيضت عينا يعقوب من الحزن على فراقه. لكن لم يعرف اليأس إلى قلبه طريقا واتخذ من حسن الظن بربه منهجا وسبيلا، فقال: (عسى الله أن يأتيني بهم جميعا) وقد كان!
يا كل مُبتلى:
اذكر أصحاب الأمراض وطريحي الفراش وأهل الأوجاع المحرومين من لحظة نوم.
ومن ابتُلِي في دينه فخسر آخرته، ثم احمد الله الذي عافاك!
لا يكن همُّك من الدعاء الإجابة فحسب!
بل التذلل لله سبحانه.. وإظهار العبودية له.. ونيل ثوابه..
والثقة في حسن اختياره منعا وعطاء!
ليكن همُّك الأسمى رضاه عنك.
ومفتاح رضاه: صبرك على بلائه أو شكرك على نعمائه.
فالصبر والشكر ليس إلا بابان تعبرهما إلى جنة الدنيا وجنة الآخرة.
من شروط كشف الكرب أن توقن أن لا يكشف الكرب إلا الله!
في الحديث: "كان يرقي يقول: امسح البأس، رب الناس، بيدك الشفاء لا يكشف الكرب إلا أنت".
سعيك لن يخيب! سعت هاجر بين الصفا والمروة بحثا عن الماء، فتفجّر من حيث لا تحتسب بضربة قدم رضيع!
إن سعيت; وتوكلت. سينصرك بأهون الأسباب!
يسهل علينا أن نكون في فصل الشتاء أقوى إيمانا! لأن الطاعات فيه أسهل؛ فكما قيل: الشتاء ربيع المؤمن، قصر نهاره فصامه، وطال ليله فقامه.
(اتق المحارم تكن أعبد الناس) وخاصة ذنوب الخلوات.. حين تغلق عليك بابك
أيها الشّاگي الحزين المُگتئب! أيها الباگي لوضع مُضطرب..! أيها الباحث عن نبع السعادة بالِلعب! أفلا أكون لك الدليل على الطريق بِلا گذب.! لاتبتعد عن من يقول لعبده.. في محگم التنزيل: {واسِجْـــدِ وَاقًتْــرَبّ}
نُشفِق اليوم على المصاب بسبب محنته، ثم نغبطه يوم القيامة لروعة ثوابه وعلو مقامه، ونتحسر على ما فاتنا من جزائه، والذي ناله بأثر بلائه.
من علامات إيثار الدنيا على الآخرة أن تبيع ركعتي الفجر -وهما خيرٌ من الدنيا وما فيها- بنوم ساعة!! الصلاة خير من النوم: يصدح بها المؤذن كل فجر، فلا يجيبه إلا من آثر الآخرة، وأكثر الناس قال الله فيهم (بل تؤثرون الحياة الدنيا) فلا يجيبون.
الخائف من خطر أو المشتاق إلى حبيب أو المهموم بكرب. كل هؤلاء يقلقون ولا يستغرقون في نومهم. والمؤمن خائف مشتاق يحمل هم الآخرة، لذا يقوم للفجر.
صبرا آلِ ياسر.. إن موعدكم الجنة! لم يعدهم بنصر ولا فرج حتى يصبروا. وإنما ذكر ما أعد الله لهم: الجنة، لأنها الأصل والأساس، وكل ما سواها فروع وهوامش.
الثبات منحة ربانية، لكن له أسبابا بشرية، 1-ذاتية، ومنها المحافظة على تلاوة القرآن وتدبره، وعبادة السر، ورعاية محارم الله في الخلوات. 2-خارجية، ومنها الأخ الصالح الناصح، ومشاهدة آيات الله الظاهرة بتوفيق أوليائه وخذلان أعدائه
انصب شبكة الدعاء مع الاضطرار في ظُلْمة الأسحار، يقع صيد الإجابة في كفيك بغير انتظار.
لا يخفى على الله ذرة مما تحمّله الصابرون من أجله. وهو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، فما ظنك بالمقابل؟!
المنافق يكره الذمَّ بما فيه، ويحب المدح بما ليس فيه، بعكس المؤمن الذي يكره مدحَه بما فيه، ويفرح بالنصيحة ولو ذمَّه الناس بما ليس فيه.
أخلاق المرء تعبير عمليٌ عن قوة دينه، والأخلاق لا تُختبر بشيء مثل الخصومة، فعندها تنكشف أخلاق المرء أو بالأحرى دينه