الفرق : أولا ينبغي لنا أن نعرف قاعدة في اللغة تقول :
أن الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى ،
وعليه نقول: أن الفعل (تستطع) أكثر في الحروف من(تسطع)
وبالتالي فالمعنى يكون في الفعل الأول أكثر زيادة من الثاني
ذلك أن الحوار الذي وقع بين موسى والخضر عليهما السلام كما جاء في سورة الكهف فالفعل (تستطع) قاله الخضر لموسى لما كانت الأحداث والوقائع _خرق السفينة ، قتل الغلام ، بناء الجدار _ التي وقعت من قبل الخضر غير واضحة وهي مبهمة ثقيلة بالنسبة لموسى ، فالحالة ثقيلة وغير معروفة المقصد ، فجاء بالفعل الثقيل وقال (تستطع) في قوله (سأنبّك بتأويل ما لم تستطع...)
ولما فسر الخضر الوقائع والمشاهد لموسى أصبح الأمر واضحاً وسهلاً لا لبس فيه ، جاء بالفعل الخفيف وقال (تسطع) في قوله (ذلك تأويل ما لم تسطع ..) كما جاء عند ابن كثير رحمه الله في تفسيره
ومثله في قصة ذي القرنين في قوله تعالى (فما اسطاعوا ، وما استطاعوا) فمعلوم أن يأجوج مأجوج حال بينهم وبين الخروج الجدارُ الذي بناه ذو القرنين ، خروجهم مما هم فيه محصور بين أمرين ، فهم إما أن ينقبوا الجدار أو أن يعتلوه ويظهروا عليه ، ولا ريب أن علو الجدار والظهور عليه أسهل من نقبه وخرقه ، فجاء بالفعل الخفيف (اسطاعوا) مع الحالة الخفيفة السهلة وهي الظهور على الجدار ، وجاء بالفعل الثقيل (استطاعوا) مع الحالة الثقيلة الصعبة وهي خرق الجدار ونقبه ، والله أعلم
..............
كلمة ( توارت ) في القرآن الكريم
وقفة تدبر و تأمل على لفظة ( التواري ) في القرآن الكريم
التواري : هو الاختفاء والاستتار ولكن حياء وخجلا من الآخرين ، هذا هو توظيف القرآن الكريم لهذه الكلمة ،
وبالنظر والتأمل للسياق القرآني نجد هذا جليا واضحا
ففي قوله تعالى في النحل
( يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ )
فاختفاؤه حياء و خجلا من قومه و عشيرته مما بشر به وخوفا من العار الذي يرى أنه لاحق به ، فلم يعبر القرآن الكريم بلفظ يستخفون أو غيرها لأن هذا لايتلاءم مع السياق ولا ينسجم
وفي قوله تعالى في الأعراف
( أَنْـزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا )
فقال تعالى(يوارى) في سياق السوءة التي يتفق أصحاب العقول و الفطر السليمة على الاستحياء في شأن هذا الأمر
كما قال تعالى في المائدة
( لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ )
وفي سورة ص ، لما ألهت الخيل النبي سليمان عليه السلام عن صلاة العصر فاتته الصلاة ضرب سوقها وأعناقها، قال تعالى عن حال الشمس
( حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ )
فالشمس توارت حياء وخجلا من نبي فاتته صلاة العصر ، ولم يعبر القرآن الكريم بلفظ غابت أو غربت مثلاً أو نحو من ذلك فهذا اللفظ أو ذاك لا يمكن أن يؤدي التعبير المناسب والغرض المطلوب في السياق فكل كلمة في القرآن الكريم لها دلالتها البيانية التي لا يمكن أن تؤديها أي كلمة أخرى ولا يمكن أن تقوم مقامها
فجاء التعبير القرآني في الآية بقوله تبارك وتعالى (حَتَّى إِذَا هَلَكَ) وقرّاء كتاب الله عز وجلّ يثيرون تساؤلًا حول هذا اللفظ: ما مدى مدلول هذا اللفظ في سياق هذه الآية؟
فأقول إن معرفة معنى الفعل والدلالة البيانية لهذا الفعل من شأنه أن يزول به عجَبُ القارئ ومن شأنه أن تزول به تساؤلات القرّاء لكتاب الله عز وجلّ
فما الدلالة البيانية للفعل (هلك) في القرآن الكريم؟
1. يأتي (هلك) في القرآن الكريم على معنى زال وفنِي كما قال الله عز وجلّ (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) الحاقة) أي زال وفنى وكما قال الله عز وجلّ (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [القصص: 88] أي زائل.
2. ويأتي الفعل في القرآن الكريم بمعنى عذّب وعاقب كما قال الله عز وجلّ (وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ (208) الشعراء) أي عذبنا وعاقبنا وكما قال الله عز وجلّ (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ) [الأحقاف: 35] أي عاقبنا وعذّبنا
. 3. ويطلق الفعل في القرآن الكريم على من مات وليس له ذرية وليس له عقب وهذا شأن يوسف عليه السلام حيث عُمّر يوسف عليه السلام كما عند أهل التأويل 130 سنة ومات وليس له عقب وليس له ذرية. ومعلوم أن يوسف عليه السلام كما جاء في الحديث هو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم فيوسف ابن يعقوب ابن إسحق ابن إبراهيم فيوسف عليه السلام هو سلالة أنبياء فلما مات وليس له عقب وهلك زعم الكفار أن النبوة والرسالة انقطعت بعد يوسف عليه السلام فردّ الله عز وجلّ عليهم بقوله تعالى (حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا *كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ) وهذا شأن الكفار فجاء التعبير القرآني بأدق صورة وبأوفى تعبير فقال الله عز وجلّ (حَتَّى إِذَا هَلَكَ) إذ أن يوسف عليه السلام ليس له عقب وليس له ذرية وهذا شأن من مات وليس له عقب وليس له ذرية يطلق عليه هلك في القرآن الكريم كما قال الله عز وجلّ (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ) [النساء: 176].
وبهذا تتجلى هذه الصورة البيانية البديعة الخلابة لهذا التعبير القرآني ويزول به عجب القارئ وتزول به التساؤلات حول هذا اللفظ القرآني والله أعلم.
رد: من روائـــــــــــــع القرآن (الشيخ صالح بن عبد الله التركي)
(ويكون الدين لله) (ويكون الدين كله لله)
د. صالح بن عبدالله التركي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي جعل لنا القُرْآن ضياءًا ونورًا، وصلى الله وسلم على الهادي البشير نبينا محمد.
يقول الله -جَلَّ شأنه- في القُرْآن العظيم في سورة البقرة: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ)[البقرة: 193].
وقال الله عزَّ وجل في سورة الأنفال: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)[الأنفال: 39].
هذا حكمٌ من الله عزَّ وجل بقتال الكفار في كل زمانٍ ومكان، وهذا الحكم باقٍ إلى قيام الساعة، فقال الله عزَّ وجل في البقرة: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ)[البقرة: 193]، هذا حكمٌ خاصٌ بكفار مكة في زمن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما هو السياق القُرْآني. يقول الله عزَّ وجل: (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ)[البقرة: 191 - 193].
إِذًا هذا القتال وهذا الحكم خاصٌ بكفار مكة وبقتالهم عند الحرم، وهذا جاء عند الكرماني في "أسرار التكرار" وجاء أَيْضًا عند الغرناطي في "مِلاك التأويل". أما ما جاء في سورة الأنفال فَإِنَّ الحكم عامٌ لقتال الكفار في كل زمانٍ ومكان، حيث يقول الله عزَّ وجل: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)[الأنفال: 39]، فجاء بلفظ كل في الآية لأن القتال عامٌ لكل زمانٍ ومكان كما جاء أَيْضًا عند الكرماني في "أسرار التكرار" وعند غيره. فكل آيةٍ عبَّرت لحالة قتالٍ في كل زمانٍ ومكان، فآية البقرة خاصةٌ بقتال الكفار عند الحرم، وآية الأنفال عامةٌ لقتال الكفار في كل زمانٍ ومكان. أسأل -الله تَعَالَى- أن يجعل هذا حجةً لنا لا علينا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
الدلالة اللفظية لكلمة ( الأمي) في التنزيل وأقوال المفسرين فيها
د. صالح بن عبد الله التركي
الحمد لله رب العالمين وبعد :
يقول المولى عز وجل في وصف نبيه عليه السلام في الأعراف (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي)
قال الإمام ابن كثير رحمه الله : وهكذا كان، صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم القيامة، لا يُحْسِن الكتابة ولا يخط سطرا ولا حرفا بيده
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره : الأمي هو المنسوب للأمة الأمية التي هي على أصل ولادتها لا تقرأ ولا تكتب وحينما جاء جبريل عليه السلام للنبي عليه السلام في الغار وقال له ( اقرأ, فقال: ما أنا بقارئ ) والحديث في البخاري ويقول تعالى مبينا وصف هذه الأمة (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم)
وجاء في البخاري قال عليه الصلاة والسلام (نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب...)
ويقول الحق جل شأنه في مقررا حال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لرتاب المبطلون)
قال ابن كثير رحمه الله : قد لبثت في قومك -يا محمد -ومن قبل أن تأتي بهذا القرآن عُمرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة، بل كل أحد من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب
قال ابن عباس رضي الله عنه : كان نبيكم صلى الله عليه وسلم أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب
وصفة (الأمي) للرسول صلى الله عليه وسلم هي صفة كمال فيه ، كما هي صفة نقص في غيره من الأمة ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكتب ويقرأ لأصبح هنالك شك وريب عند المبطلين في قضية القران الكريم في صدق الرسول عليه الصلاة والسلام من عدمه ، ولكن لا حجة لهم بذلك ، لأن هذه الصفة (الأمي) قطعت الطريق والحجة على كل من لديه شك أو ريب في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الوحي وقد وصف الله تعالى هذه الأمة بقوله (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم) إذا الرسول صلى الله عليه وسلم من الأميين ،
قال القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية : الأميون الذين لا يكتبون . وكذلك كانت قريش وكانت اليهود تتعالى على العرب بقولها (ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل )
جاء عند ابن جرير عن ابن عباس قال : وذلك أن أهل الكتاب كانوا يقولون : ليس علينا جناح فيما أصبنا من هؤلاء ، لأنهم أميون
وصفوة الكلام أن تفسير (الأمي) هو الذي لا يقرأ ولا يكتب كما قرره علماء التفسير وعلماء اللغة ، وليس لهذا التفسير صارف عن هذا المعنى وهذا التحقيق لا كما يدعيه المبطلون من العقلانيين وغيرهم من أن تفسير (الأمي) نسبة إلى أم القرى فلم يقل بهذا التفسير أحد من أهل التفسير المعتبرين من السلف والخلف
أسأل الله تعالى أن ينفع بما علمنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.من روائع القرآن الكريم - الدلالة اللفظية لكلمة ( الأمي) في التنزيل وأقوال المفسرين فيها
رد: من روائـــــــــــــع القرآن (الشيخ صالح بن عبد الله التركي)
من روائع القرآن الكريم
- الدلالة البيانية للحرفين نعم وبلى في القرآن الكريم -
د. صالح بن عبد الله التركي
هذه وقفات سريعات عن الدلالة البيانية للحرفين ( نعم ) و ( بلى ) في القرآن الكريم (نعم) حرف جواب يفيد الإثبات والتوكيد والإقرار للسؤال المثبت نحو : هل وصل محمد فلما تقول نعم إذن أقررت وصوله ، ويفيد النفي والتوكيد للسؤال المنفي نحو : أما قرأت الرسالة ، فإن قلت نعم فالجواب نعم ما قرأتها ، وهو حرف لا محل له من الإعراب من حيث الإعراب النحوي وقد وردت (نعم) في القرآن الكريم أربع مرات نحو قوله تعالى (فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم) فأكدوا وأقروا جوابهم والتقدير: نعم وجدنا وقوله تعالى في الأعراف (إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم لمن المقربين) فأكّد فرعون كلامهم بقوله (نعم) موافقة لطلبهم وقوله تعالى في الشعراء (إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذًا لمن المقربين) فأجاب فرعون بقوله (بنعم) توكيدًا لكلامهم وطلبهم وقوله تعالى في الصفات (قل نعم وأنت داخرون) وهو جواب يؤكد للكفار البعث في الآخرة الذي أنكروه بقولهم (وقالوا أءِذا متنا وكنا ترابًا وعظامًا ...) أما (بلى) فهي حرف مؤنث لا محل له من الإعراب ، وردت في القرآن الكريم في اثنين وعشرين موضعًا ، وأصلها (بل) وقيل الألف زائدة للتأنيث و(بلى) لها موضعان
أحدهما : تكون ردًا على نفي سبقها نحو قوله تعالى (وقالوا لن تمسنا النار ..) فكان جواب هذا النفي (بلى من كسب ..)
ومثله قوله تعالى (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصرى) فكان جواب هذا النفي بقوله تعالى (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن) ونظير ذلك قوله تعالى (وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي ..) كذلك قوله تعالى (ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله ...) وقوله تعالى (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا ...) فجاء جواب النفي بقوله (بلى ورسلنا لديهم ..)
الثاني : أن تكون جوابًا لسؤال دخل على نفي فتبطل هذا النفي وتقلبه للإيجاب ، لأن نفي النفي إثبات
، ومن أمثلة هذا الضرب قوله تعالى (ألست بربكم قالوا بلى وربنا) فجاءت (بلى) جوابا لسؤال منفي فقلبت هذا النفي لإثبات والتقدير : بلى أنت ربنا ، فهنا (بلى) أبطلت النفي قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : لو قالوا نعم لكفروا ، لأنهم بذلك يقرون النفي بقولهم : نعم لست بربنا ونظير ذلك قوله تعالى (ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا ) فكان الجواب للسؤال المنفي بقولهم (بلى) والتقدير: بلى هذا هو الحق كذلك قوله تعالى(ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى) فجاء الجواب بقولهم (بلى) التي قبلت النفي (ألم نكن) للإثبات ، والتقدير : بلى كنتم معنا ولو جاء الجواب في آية الحديد بقولهم (نعم) لكان المعنى : نعم لم تكونوا معنا وقوله تعالى (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثنّ) فكان الجواب بقوله (بلى) التي قبلت النفي (أن لن يبعثوا) إلى إثبات وقوله في يس (أوليس الذي خلق الذي خلق السموات والأرض بقادرعلى أن يخلق مثلهم بلى ..) فكان الجواب للنفي المسبوق باستفهام بقوله (بلى) وقوله تعالى (ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى) إذ لو كان جوابهم بنعم لكان التقدير : نعم لم تأتنا ، وهذا خلاف ما وقع !
ومن هذا النوع قول جحدر بن مالك وهو أحد الصعاليك يخاطب زوجته بعد أن وقع في قبضة الحجاج أليس الليل يجمع أم عمرو وإيانا فذاك بنا تداني بلى وترى الهلال كما أراه ويعلوها النهار إذا علاني فقال في جواب النفي المستفهم بلى ختاما : رأيتم إخوتي الفرق بين الحرفين (نعم ، بلى) حيث لا يمكن إحلال أحدهما مكان الآخر في نظم القرآن الكريم ، وبالتالي فإن لكل حرف سياقه ودلالته البيانية