منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   السيرة النبوية (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=128)
-   -   شرح (باب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر) من كتاب رياض الصالحين (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=122546)

امانى يسرى محمد 05-04-2020 04:52 PM

شرح (باب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر) من كتاب رياض الصالحين
 
قال الله تعالى: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ [فاطر: 37]، قال ابن عباس والمحققون: «معناه: أو لم نعمركم ستين سنة؟»، ويؤيده الحديث الذي سنذكره إن شاء الله تعالى. وقيل: معناه ثماني عشرة سنة. وقيل: أربعين سنة؛ قاله الحسن والكلبي ومسروق، ونُقِل عن ابن عباس أيضًا. ونقلوا: أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدُهم أربعين سَنةً تفرَّغَ للعبادةِ: وقيل هو البلوغ.




وقوله تعالى: وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ قال ابن عباس والجمهور: هو النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: الشيب، وقاله عكرمة، وابن عيينة، وغيرهما. والله أعلم.



قال العلَّامةُ ابنُ عثيمين - رحمه الله -:



قال المؤلف - رحمه الله تعالى -: «باب الحثِّ على الازديادِ من الخير في أواخرِ العُمْرِ». اعلم أن المدار على آخر العمر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها»، ولهذا كان من الدعاء المأثور: «اللهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه»، وصح عن النبي - عليه الصلاة والسلام -: أن «من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا اله دخل الجنة».



فالذي ينبغي للإنسان كلما طال به العمر؛ أن يكثر من الأعمال الصالحة، كما أنه ينبغي للشباب أيضًا أن يكثر من الأعمال الصالحة؛ لأن الإنسان لا يدري متى يموت، قد يموت في شبابه، وقد يؤخر موته، لكن لا شك أن من تقدم به السن فهو إلى الموت أقرب من الشاب؛ لأنه أنهى العمر.



ثم ساق المؤلف قول الله تعالى: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ (ما): نكرة موصوفة؛ أي أو لم نعمركم عمرًا يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير، وهذا العمر اختلف المفسرين فيه، فقيل: هو ستون سنة، وقيل ثمانية عشر سنة، وقيل أربعون سنة، وقيل البلوغ. والآية عامة، عُمِّروا عمرًا لهم فيه فرصة يتذكر فيه من يتذكر، وهذا يختلف باختلاف الأحوال، فقد يكون الإنسان يتذكر في أقل من ثمانية عشر سنة، وقد لا يتذكر إلا بعد ذلك، حسب ما يأتيه من النذر والآيات، وما يكون حوله من البيئة الصالحة، أو غير الصالحة.



المهم أنه يقال لهم توبيخًا: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وفي هذا دليل على أنه كلما طال بالإنسان العمر، كان أولى بالتذكر.



وأما قوله تعالى: وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فالصحيح أن المراد بالنذير: النبي، وهو اسم جنس يشمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويشمل الرسل الذين من قبله، كلهم نذر - عليهم الصلاة والسلام.



فالواجب على الإنسان أن يحرص في آخر عمره على الإكثار من طاعة الله، ولا سيما ما أوجب الله عليه، وأن يكثر من الاستغفار والحمد، كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر: 1 - 3]. هذه السورة يقال إنها آخر سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها قصة عجيبة.



نسأل الله أن يحسن لنا ولكم الخاتمة والعاقبة، وأن يجعل خير أعمارنا أواخرها، خير أعمالنا خواتيمها.


«شرح رياض الصالحين» (2 /138 - 140)



الشيخ محمد بن صالح العثيمين



الساعة الآن 10:23 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام