1. (استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ) .
الاستغفار: نظر للماضي السيء إقلاع ندم .
والتوبة : نظر للمستقبل إقبال على الله وعمل للصالحات
2. ( وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها )
في أجواء مكة والدعوة إلى الله تواجه هجوما شرساً يضيق فيه الخناق على أرزاق أتباعها تأتي هذا الآية برداً وسلاماً لتعلق القلوب بالله وأن استقامة العبد على طاعة ربه لن تنقص من رزقه برغم مكر وكيد أعداء الدين
3. ( وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)
في أيام ضعف الإسلام وفي أيام قوته تبقى الغاية واحدة هي الابتلاء
فالقوي والغني هل يشكر؟ والضعيف والفقير هل يصبر؟
حكمة عظيمة تسمو بالنفس البشرية في جميع أحوالها إلى الملأ الأعلى
4. ( إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير )
كثير من يتكرر ذكر المغفرة قبل دخول الجنة وعدا منه سبحانه للصفو من عباد الله الذين يعملون الصالحات مما يلفت النظر إلى حاجتهم الماسة لمغفرته مهما عظمت أعمالهم الصالح فالعبد لم يبلغ شكر نعم الله ولا أدى كل حق الله عليه
5. ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون )
أول درجات الابتلاء التعلق بالآخرة فمن تعلق بالدنيا سينهزم في طريق الدعوة أمام مغريات الحياة وضغوطها وياله من تذكير وتنبيه على خطورة هذا المزلق الخفي مهما صلحت المظاهر فإن تعلق القلب محل نظر الرب
6. ( فهل أنتم مسلمون )
هذا هي غاية المناظرة الحقة والجدال بالتي هي أحسن وليست مجرد نقاش أو حوار أجوف بلا ثمرة أو مجرد لفت الأنظار أو الفخر والتعالي . فالقرآن يعلم أتباعه والدعاة إليه أنهم لله ويدعوا إليه وإلى الاستسلام لأمره
7-قال الله تعالى ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) ولم يقل( ليبلوكم أيكم " أكثر" عملا)
لأن الله عز وجل لا ينظر إلي كثرة العمل، بل الي ما كان خالصا ابتغاء وجه وعلي سنة نبيه ﷺ
8. (يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا)
أول ثمرات الإيمان المتاع الحسن. ولم يبين "صورة هذا المتاع الحسن "
لتذهب كل نفس تقدير هذا المتاع كل مذهب.
9. #سورة_هود بينت منهج الرسل في مواجهة قومهم المكذبين، ودعوتهم وحرصهم على الإستمرار في الإصلاح دون تهور أو ركون، فحريّ بنا أن نتأسى بهم.
10. (....ويعلم مستقرهاومستودعها}
تكفل الله برزقك ، وعِلم مستقرك ومستودعك حريٌ بك أن تُعظـِّمه في قلبك ...
11. في قوله(أحكمت آياته ثم فصلت)
أي محكمة في لفظها ومفصلة في معناها ، فهو كامل من جهتين الصورة والمعنى
12. (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ، يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ.)
سبحانه-محيط بما تضمره النفوس من خفايا، وما يدور بها من أسرار. علمه تعالى بنوايا قلبك لا تحول بينه وبينها الأبواب الموصدة
13.{ وأن اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ }
لا تجعل استغفارك عبارة عن كلماتٍ ترددها لاتعرف معناها !
بل قلها بيقين وتب وارجع إلى ربك ؛ لتنال ما وعدك الله به
14. {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها....}
اجعل عطاء ونعيم الآخرة نصب عينيك فلا تبتغِ بعملٍ أو قولٍ، إلا مرضاة ربك
15. لن تنال اﻹحسان إﻻ باﻹحسان
فكن من أهل الفضائل تتعرض لنيل فضل الرحمن
{ وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ}
17. المأمور به: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ)
الاستغفار والتوبة ليست مجرد كلمات ترددها الألسنة ليس لها رصيد في القلب
فلنُحسنهما لنجني ثمارهما اليانعة: (يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ)
18. (ليؤوس كفور) (لفرح فخور)
تفقد قلبك عند مجيء النعم وعند فقدها!
19. ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ "" أَحْسَنُ """ عَمَلًا ) ...
لا تغررنا كثرة العمل ، وليكن همنا إحسان العمل أولاً ، وإحسان العمل يكون بالإخلاص ، والاتباع لسنة النبي عليه السلام . ومن استطاع أن يجمع بين إحسان وكثرة فهذا فضل من الله سبحانه
.20. هذا الكتاب المحكم المفصل المعجزمن سورة الفاتحة الى سورة الناس
فحواه ومضمونه قوله تعالى: (الا تعبدواالا الله)
21. (من لدن حكيم خبير)
خبير بنفوسنايعلم مايصلحها ومايفسدها ويعلم الذي يسعدها والذي يشقيها يعلم مانسرومانعلن
22. {ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور}
العطاء ليس بدليل على محبة الله وكرامته، وكذلك المنع ليس بدليل على إهانة العبد فالرزق الدنيوي يحصل للمؤمن والكافر، وأما رزق القلوب من العلم والإيمان، ومحبة الله لا تكون إلا لمن يحب سبحانه.
23. {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}
الويل ثم الويل لمن يعصي الإله ويستهزأ بآياته ثم يقول متهكما مستبعدا:
أين عذاب الله ما أراه يصيبني شيء يقسم القهار بأن عذابه واقع وليس له دافع
24. ( الذين يصدّون عن سبيل الله .... يضاعف لهم العذاب ) ..
لم يكتفوا بأنهم نأَوا هم عن الحق ، بل صدوا غيرهم .. والجزاء من جنس عملهم
ضاعفوا الجرم بإضلال غيرهم ... فضوعِف لهم العذاب.. ولا يظلم ربنا أحدا .
. 25. ( ولئن أذقنا الْإِنسان منا رحمة ثم نزعناها .... إنه ليئوسٌ كفور )
( ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء.....إنه لفرح فخور )
( إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات )
يتعامل المؤمن بصبر مع المحن ، وشكر- بعمل الصالحات- مع النعم
فلا هو ييأس عند الضراء ولا هو فرح بطر عند السراء.
26. (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى..)
لايكفي أن تستغفر دون أن تعزم على التوبة النصوح ردد دائما أستغفر الله العظيم وأتوب إليه عندها أبشر بوعد الله بالمتاع الحسن وهو العمر المؤجل والحياة الطيبة
27. #سورة_هود هي خارطة طريق للمصلحين في الأرض مفتاحها إصلاح العقيدة أولًا (ألا تعبدوا إلا الله) وإصلاح العلاقة مع الله عزوجل والتعرف عليه فهو الخالق والرب والرازق عليه يتوكل المتوكلون وإليه مآل ومرجع الخلق أجمعين
28. (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)
أيرزق الله دابة في الأرض ويتركك هملًا أيها الإنسان؟!
إن شككت فاستغفره وتب إليه
(ويعلم مستقرها) يعلم مستقرها ومستقرّك فاتّق علم العليم سبحانه في كل ما سيسطّرفي كتابك..
29. يا لبراعة استهلال #سورة_هود!
(كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)
خلاصة ما فيه: (ألا تعبدوا إلا الله) حكيم:ومن حكمته عزوجل أن أرسل رسله للناس منذرين ومبشرين (إنني لكم منه نذير وبشير) وأن المرجع إليه (إليه مرجعكم) خبير(يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور)
30. كثير من الناس إلا من رحم ربي يدخل تحت هذا الوصف:
(ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور*ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور) والمستثنى منهم: (إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير)
. اختصار الدعوة في آيتين
(ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه)تحديد الجهة التي ارسل اليها
(إني لكم نذير مبين)تحديد المهمة
(أَن لا تعبدوا إِلا الله) تحديد هدفه في دعوته
(إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم)عاقبة الإعراض والصد
علي الداعية أن يكون واضحا ومحددا في دعوته
افتراء الكذب على الله -الصد عن سبيل الله المستقيم ومحاولة جعلها عوجاء -الكفر بالآخرة
هذه أوصاف الظالمين فاحذر أن تتلوث بشيء منها وإلا حلّت عليك لعنة الله (ألا لعنة الله على الظالمين)
(فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك) (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع)
الحقّ بيّن لا ريب فيه والخيار خيارك أيها العبد إما أن تكون ممن سمعه وأبصره فاتبعه وإما أن تكون ممن عمي وصمّ آذانه عنه لكن اعلم أنك مسؤول عن اختيارك وستحاسب عليه فمن أي الفريقين أنت؟!
(ولاينفعكم نصحي) (إن كان الله يريد أن يغويكم)
ومع ذلك نصح ألف سنة!
أدِّ ما أراده الله منك، ولا تشترط تحقق ما تريده أنت!
فالذي أراد منك الدعوة هو من أراد بها لأقوام خيرا، وأرادها على أقوام حجة، قد علم استحقاق كل فريق واستعداده فأمده بما هو أهله.
. (يابني اركب معنا)، (قال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق)
المشاعر والعواطف الجبلية تعرض للأنبياء فمن دونهم والواجب الذي يوجه إليه الأنبياء فمن دونهم هو إخضاع تلك العواطف والمشاعر الطبعية إلى حكم الشرع.
. (قلنا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ )
أوصى الله بالحيوان البهيم ما لم يوص بالكافر المعاند اللئيم!
فتعساً لمن كرّمه ربه فأبى إلاّ أن ينحط إلى رتبة تشرف عليه فيها بعض العجماوات!
(قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله)
من الخطأ في الحساب والتقدير والتدبير عند نزول البلاء الاتكاء على الأسباب المادية ونسيان المتصرف فيها!
فليكن أول أسباب السلامة الأوبة إلى من بيده مقاليد الأمور
. (فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا)
يثبتون الألوهية لحجر ... وينفون عن نبي الله النبوة كونه بشر....
مالكم كيف تحكمون؟؟؟
. تأمل في قصة نوح: (فقال الملأ) (قال ياقوم) (قالوا يانوح)، (قال ..) (أم يقولون) (قل ..) (وقال ..)
لغة الحوار ومقارعة الحجة بالحجة والفكر بالفكر والصبر وسعة الأفق والصدر، وحسن الاستماع والتلطف صفات مهمة لنجاح المحاور والداعية والمعلم والمربي فاظفر بها.
. (وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ)
تأمل قلّة الاتباع لا تعني عدم مصداقية الدعوة!
قليلٌ لكنّهم مؤمنون..
. ( أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ )
جوهر جميع الرسالات هو التوحيد .. لا إله إلا الله جاء به جميع الرسل عليهم السلام .
. {وماأنا بطارد الذين آمنوا... }
أخاك المؤمن عزيزٌ غنيٌ بإيمانه، وإنِ افتقر لا يُهان، ولا يُذَل، ولا لشخصه يُحتَقر ..
. ( وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ )
صاحب أهل الفضل و الدين و إن لم يملكوا من الدنيا حُطامها و إياك و الفجار و إن ملكوا مال الدنيا كلها
. (فاصبر ان العاقبة للمتقين)
الصبر عاقبته النصر والظفر والفرح والسرور
. (وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا)
الداعية إلى الله تعالى لا يداهِن ، ولا يجامِل على حساب رسالته .
.( وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفورٌرحيم} إ
بدأ دومًا باسم الله، يحفظك بحفظه ... ويرحمك بمغفرته
. عرض نوح عليه السلام بسأل ربه ولم يصرح ( فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي)
ولم يقل (ربي نجي لي ابني أو ربي احفظه )
إنه كمال الادب مع الله.
. (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ)
وجود نموذج الاقتداء لا يعني بالضرورة لزوم الاهتداء .
. ( وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ )
ما دامت في معية الله فلن يضرك شيء
. في قوله تعالى (وقال اركبوا فيها بسم الله..)
استحباب التسمية في ابتداء الأمور كما قال تعالى(...وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون)
. (فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)
-إذا قمت بتبليغ دعوة الله تعالى- ، لا عليك بمن صدّ واختار طريق الضلال .
. إذا أحسست بفتور في الدعوة، أو نالك أذى في سبيلها، أو تسلل اليأس لقلبك،
فتذكر هذا الوعد والسلوان والوصية الربانية "فاصبر إن العاقبة للمتقين".
. (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ..)
" ويصنع " ...
لا تجعل من سخرية المكذبين مانعاً من الاستمرار بدعوتك ..
. "واصنع الفلك" مباشرة بعدها "ويصنع الفلك"
ليس هناك تساؤل عن جدوى صناعة الفلك في اليابسة!
مع أوامر الله يلزمك فقط التسليم والانقياد"
(وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ )
. الجبل ثابت البحر مكان للغرق وحدث العكس
لا تركن للأسباب وتوكل على مسببها
. حنان الأبوة .. يتجلى حتى مع كمال النبوة .. يا لقلب الأب
﴿ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين﴾
. (الله أعلم بما في أنفسهم)
كم تزدري الناس أشخاصا لأشكالهم أو ألوانهم أو فقرهم
ولهم في الملأ الأعلى واسع التبجيل والثناء!
. (أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26))
التوحيد من رحمة الله بالعابدين ووقاية لهم من عذاب يوم القيامة الأليم
. من دروس قصة نوح في سورة هود:
-البيئة الصالحة قد ينتج منها ولد غير صالح فالمسؤولية فردية -
لا تنفع الشفاعة لأقرب المقربين إذا لم يأذن الله بها ولم يرض عن المشفوع له
-التسليم والإقرار بعلم الله وبجهل الإنسان ولو كان نبيا مرسلا
(رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم)
. ضوابط الحوار من قصة نوح: الإخلاص والتجرد من الهوى الوضوح التام في الخطاب والرد على شبهات المحاورين وإقناعهم بالحجج الدامغة التلطف في العبارة والبعد عن التجريح أو الاستهزاء أو السخرية من المدعوين الصبر وتحمل الأذى وعدم اليأس الشفقة على المدعوين والحرص على نفعهم
. (وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين)
الاستغفار حاجة كل مخلوق حتى الأنبياء!
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله ويتوب إليه في المجلس أكثر من سبعين مرة!
فلنقتدِ بهداهم..
( قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ )
في طريق دعوتك سيقابلك أهل جدال و فقط لا يريدون الحق أبداً فدعك منهم و سر في طريقك في ثبات
. ( فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ)
إياك و الحقد على من فضله الله عليك
و رفض نصيحته لا لسبب إلا لحسد في قلبك
. (أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ)
ساهم في نشر التوحيد بكل ما تملك حتى تكون سبب في نجاة الكثير من النار
﴿قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين﴾ [هود: ٥٣]
هكذا يتدرجون في إبطال الشريعة، يجردونها عن قداستها ثم ينفون نسبتها لله ثم يعارضوها بإهواء، فتؤول الشريعة عندهم مجرد (أقوال)
. كمال التوكل في تمام اليقين بكفاية الله عز وجل
﴿فكيدوني جميعا ثم لا تنظرونإني توكلت على الله ربي وربكم﴾ [هود: ٥٥-٥٦]
. ﴿وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمينكأن لم يغنوا فيها﴾ [هود: ٦٧-٦٨]
سنوات من النعيم كأنها لم تكن حين نزل غضب الله!
نعوذ بالله من زوال نعتمه
. ﴿فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط﴾ [هود: ٧٤]
لا تشغلك همومك الدنيوية عن همومك الرسالية
. ﴿فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط﴾ [هود: ٧٠] ما الأدب الذي نتعلمه من الملائكة في هذا المشهد أن ندفع عن أنفسنا الريبة ولا نترك بابا لإساءة الظن
. ﴿ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولاتخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد﴾
استثار فطرتهم ثم ديانتهم ثم مروءتهم ثم عقولهم
وهكذا المصلح لا يدخر جهدا ولا أسلوبا في النصح والتأثير
. ﴿قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا﴾
هكذا يهددون الداعية بسلب الجاه والمكانة حين يخالفهم!
فإما أن تحفظ قدرك عندهم وتخضع او تحفظ قدرك عند الله فتُرفع
( إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ )
في طريق دعوتك ستتهم بما يؤذيك فكن واثق بأنك على الحق و استمر بثبات في طريقك
(فما لبث ان جاء بعجل حنيذ)
اكرام الضيف وحسن ضيافته والمبادرة في ذلك وتقديم اجود وأحسن الطعام من الإيمان بالله
﴿ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ﴾
اقترب منه باستغفارك وندمك يقترب منك بعفوه وغفرانه ويجيب دعوتك فهو القريب المجيب سبحانه
(ولَمَّا جاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ )
(فلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نجَّيْنَا صالِحًا والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ
) لم يقل الله (والَّذِينَ آمَنُوا) بل قال الله (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ) [معه]
دلالة على فضل الصحبة الصالحة هذا ما قدموه
﴿قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين﴾
(ما جئتنا ببينة )
أصحاب الهوى ينكرون الحجة التي لا توافق هواهم.
﴿ إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ﴾
تشويه القدوات ودعاة الحق من سنن أهل الضلال .
{ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم}
لما عرف قوم عاد بالقوة رغبهم نبيهم بالترغيب الموافق لحالهم وهذه من اساليب الدعوة
أهل البيت وآله يشمل الزوجات كما يشمل البنين والبنات
(قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ)
الخطاب موجه لزوجة إبراهيم عليه السلام
﴿يقدم قومه يوم ٱلْقِيَٰمَةِ فَأَوْرَدَهُمُ الناروَبِئْسَ ٱلْوِرْدُ المورود﴾
يعني:يتقدمهم إلى النار؛إذهو رئيسهم القرطبي يستفاد من ذلك من تقدم الناس إلى الشر في الدنيا تقدمهم إلى النار يوم القيامة تدبر هذه الآية "يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار"
إياك والدلالة على الضلالة
إبراهيم عليه السلام: (جاء بعجل حنيذ)
لوط عليه السلام قال: (ولا تخزون في ضيفي)
لاحظ اعتناء الأنبياء بالضيف وإكرامه
﴿ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ﴾
( برحمة منا )
مهما يكن عملك الصالح من الدعوة إلى الله والسعي في الخير فلا نجاة من الشرور إلا برحمة الله فكن مع الله