﴿الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية﴾ [البقرة: ٢٧٤]
قدّم الليل على النهار والسر على العلانية للإيذان بمزية الإخفاء على الإظهار.
[الألوسي]
(والله رؤوف بالعباد )
لِمَ تشعر بالقلق وأنت واحد من هؤلاء الذين يرأف الله تعالى بهم
الرأفة أعظم الرحمة وأبلغها
كيف يصيبك اليأس بعد هذه الآية (إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
قولها لكل أمنياتك التي طال عليك انتظارها وعز عليك تحقيقها!
( فَمَن یَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَیُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ)
التخلية قبل التحلية
إذا أردت فهم كتاب الله وتدبره والإنتفاع به فطهر قلبك من ادرانه..
(وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى )
قاعدة قرآنية ثابته قالها الله من فوق سبع سماوات..
فلآ لمساواة الرجل بالمرأة فلكلٍ منهما خلقته وطاقته وقدراته..
{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
لكل من حاد عن الطريق ، وتخبط يمنة ويسره ؛مازال الباب مفتوح اسرع بالعودة وسيقبلك الغفور الرحيم قبل غرغرة الروح .
(تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ ۖ) آية من آيات الله نشاهدها بأعيننا!
فكم من دول كانت تبهرنا بعظمتها وزخرفها!
تهاوى عرشها بأمر الله..
﴿كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا﴾
من أسباب الرزق كثرة الصلاة والدعاء فيها بيقين، وفي ذلك من القصص الشيء العجيب.
في قوله ﴿ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤدهِ إليك﴾
وقوله ﴿ليسوا سواء﴾
منهج رباني نتعلم من خلاله ( الإنصاف )
نتعلم منهج التفصيل وعدم الانسياق خلف شهوة التعميم المُطلَق !
{ ليطمئن قلبي}{ آثم قلبه }{ في قلوبهم زيغ }{ لا تزغ قلوبنا }
يعملنا القرآن كثيراً أن شأن القلب عظيم .. فاعتن بقلبك وانشغل بصلاحه وكن يقظاً واحذر من فساده .
{ ويحذركم الله نفسه }
يــا لــه مــن وعــيــد !! .
. لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
( وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ)
خصّ القلب لأنه هو ملك الجوارح ومحل الخفايا والأسرار!
فجاهد أن تلقى ربك بقلب سليم..
( ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ)
لاتعلق قلبك بها فمهما بلغت من الحسن والجمال فإنما هي دنيا ومصيرها إلى الزوال..
(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ )
شبه حال المؤمن في ثباته على الإيمان بحال من تمسك بحبل وثيق متين لا ينقطع
العروة الوثقى:
هي الإسلام؛ وسميت بذلك لأنها توصل إلى الجنة
آية الكرسي
(يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ)
معرفة أن الله يراقبك في السر والعلن، ويعلم ما تخفي وما تعلن؛ تساعدك على التقليل من المعاصي.
(الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)
تخصيص الاسحار بالاستغفار؛ لأن الدعاء فيها أقرب إلى الاجابة، إذ العبادة حينئذ أشق، والنفس أصفى، والروع أجمع.
﴿ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ((وهب لنا من لدنك رحمة)) إنك أنت الوهاب﴾
من أعظم هبات الله على عبده أن يهبه رحمة، يهتدي بها قلبه، وتعصمه من الضلال.
تأمل عظمة الله في هذه الآية، واعلم ان الله قادر على إحياء العافية في جسدك، وتحقيق آمالك: ﴿...وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير﴾
﴿إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ((ويكفر عنكم من سيئاتكم))﴾
من أسباب مغفرة الذنوب وستر الله على عبده، الصدقات المخلصة لله، فطوبى للمنفقين المخلصين.
﴿يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم﴾
تخير الطيّب من كسبك وادفعه بطيب نفس فالله طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وأبشر بالعِوض الطيّب.
(إعصار فيه نار فاحترقت)
هكذا الأعمال الصالحة تحترق
عند الرياء والسمعة
أيها المرائي لا تتعب نفسك
فأعمالك = صفر
كم نصيب هذا الدعاء من دعاءك؟
﴿ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب﴾
{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّه}
كل ما استشهدت موقف الرجوع إلى الله في في حياتك ستكون التقوى حاضره في قلبك وتصرفاتك.
طوبى للمنفقين أموالهم لله، هذا الفضل والعطاء من الله الواسع العليم: ﴿مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم﴾
﴿الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية﴾ [البقرة: ٢٧٤]
قدّم الليل على النهار والسر على العلانية للإيذان بمزية الإخفاء على الإظهار.
[الألوسي]
﴿إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء﴾
فأين تذهب بمعصيته ؟!
﴿ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب﴾
مهما ملكت من متاع الدنيا سيزول لا محالة، فلا تشغلنك عن جنة عرضها السماوات والأرض.
{ وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ ۚ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }
الله غني عن خلقه لا تنفعه طاعتهم ولا تضره معصيتهم لكنهم فقراء إليه ولا يسد فقرهم إلا غناه فمن دعاه واتقاه أغناه وأعطاه..!
من اللطيف أن بعد ( آية الكرسي ) يأتي قوله تعالى
[لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ...]
وسبب هذا : أن الحجة -التوحيد- قد أقيمت على البشر بآية الكرسي فمن آثر الكفر بعدها فلا تُكرهوه على الإيمان [قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيّ].
﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾
قدّم [ وعد ] الشيطان على [ أمره ]..
لأنه بالوعد يحصل الاطمئنان إليه ، فإذا اطمأن إليه تسلط عليه بالأمر .. ( الألوسي )
فاحذروه واستعيذوا بالله منه.
كلما زاد إيمانك .. قويت ولاية الله لك .. فينصرك ويحبك ويرزقك ويفتح عليك وييسر لك الخير .. وما رمضان إلا أكبر شاهد على ذلك .. فتزود .
{ الله ولي الذين آمنوا }
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}
فهو شفاءٌ للأبدان وشفاءٌ للأرواح والقلوب، إذ كيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها .
﴿ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا﴾
قد يخطئ الإنسان في حياته أثناء قيامه بمنهج الله وقد يضعُف؛فالصراط المستقيم هو هداية من الله، لذلك يحتاج المسلم إلى العون الرباني والدعاء :
﴿واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين﴾
( فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ )
الفائدة التربوية هنا هي ( أن الرد العملي أقوى من مجرد الكلام )
آية الدين أطول آية في كتاب الله تعلمك ثقل هذا الأمر ، وأهميته في رعاية المصالح ؛ لاتهمل حقوقك ،استعن بما هداك إليه الله في كتابه
﴿ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ﴾. فيه توكيد لحفظ الدين وسائر الحقوق لأن مرور الزمن مدعاة للنسيان، وموت الشهود أو أحد الطرفين ذوي العلاقة بدون توثيق للحق مدعاة للإنكار وأكل أموال الناس بالباطل
(مثل ٱلذین ینفقون أمو ٰلهم فی سبیل ٱلله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فی كل سنبلة مائة حبة وٱلله یضـٰعف لمن یشاء)
الريال في ميزان الله ب ٧٠٠ ريال ويزيد، فلا تنظر لميزانك وانظر لميزان الله
عندما يتسلل إليك اليأس من طول أمد البلاء فاعلم أن الله على كل شيء قدير..
قدير على شفاء من طال ألمه..
قدير على رفع الوباء الذي حير هذا العالم بأجمعه..
قدير سبحانه في لمح البصر أن يبدل الحال إلى أحسنه ..
املأ قلبك بقدرة الله وعظمته فهو القادر المقتدر على كل شيء..
(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير...)
حب الشهوات أمر فطري لا يحرّمه القرآن إنما التحذير من أن تصبح هي الهدف فتلهينا فتنسينا ما هو خير عند ربنا (جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله)
﴿ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب﴾
هذا دعاء عظيم لأن الثبات عزيز وخاصة وقت الفتن اللهم نسألك الثبات حتى الممات .
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)
منهج القرآن المجادلة بالحسنى ومن صورها أن تبدأ من أرضية مشتركة بينك ومن من تجادل
﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾
القيوم قام بنفسه فاستغنى عن جميع خلقه وجميع خلقه فقراء إليه ليس لهم ربا سواه
اللهم لا تحرمنا من واسع فضلك ياكريم .
الكلمة الطيبة مع الناس والتغافل عن زلاتهم
(خَيرٌ مِن صَدَقَةٍ يَتبَعُها أَذًى)
﴿ والراسخون في العلم يقولون ءامنا به﴾
كلما زاد علم الإنسان زادت خشيته من الله
وزاد خوفه من الزيغ بعد الهداية ؛
لذا فهم يكثرون من " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا"