(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)
الكل يقول حرمنا دخول الكعبة بذنوبنا ، و لكن كم منا تاب ؟
في سورة البقرة تحذير من الربا وأمر بتركه
وفي سورة آل عمران نهي مباشر (لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة)
لن ينصر الله من أعلن الحرب عليه (فاذنوا بحرب من الله ورسوله)
كم نحتاج لمراجعة أسباب هزائمنا المتكررة وأسباب ابتلاءاتنا!!
اللهم ارفع عنا البلاء والوباء والربا والزنا
{والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله}
المتقي:ضعفت نفسه فوقع بالمعصية ثم تذكر ربه وخاف غضبه فتاب الله عليه
(فأثابكم غما بغم ....)
قد يكون يكون همك و غمك الجاثم على صدرك مفتاح رفعة وعفو وعلو
احتسب كل الاحزان .
إن اختيار الله غالب على اختيار العباد ، وأن العبد وإن ارتفعت درجته وعلا قدره قد يختار شيئًا وتكون الخيرة والمصلحة في غيره .
{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}
﴿لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ ﴾129 آل عمران
قال السعدي - رحمه الله : " وفي هذه الآية ما يدل على أن اختيار الله غالب على اختيار العباد "
فسلّم أمرك لله..
إذا رأيتَ فتورًا في همتك ، ونقصًا في عزيمتك ، وميلاً إلى الكسل ، فتذكر قول الله تعالى :﴿هُم دَرَجاتٌ عِندَ اللَّهِ﴾
163 آل عمران
فالمراتب على قدر الاجتهاد !
لا يغني حذر من قدر
{ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا }
لن تستجلب رحمة الله بأعظم من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم : { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }
{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ}
الله لا ينسى سكوتك عن بعض الكلام، ولا عتبًا كتمتهُ، ولا قهرًا لجمته، ولا ألمًا بحقك سكت عنه !
فاطمئن
(وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ)
لم يذكر الله جزاءهم هنا كأنه دليل على عظمة هذا الجزاء
والشكر عبادة الأنبياء ومن أكبر الابتلاءات الآن و التي من الممكن أن يضعك الشيطان فيها أن يشغلك بالمفقود عن شكر الموجود.
فلابد من تقييد النعم بالشكر
{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ }
فالخطأ ليس عيباً، بل العيب والعار هو الاستمرار على الذنب.
﴿ والذين إذا فعلوا فاحشة أوظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ﴾
- أخطر من الوقوع في الحرام، أن تُحرَم الإحساس بمرارة الآثام ..!
(إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا)
* فتش عن سبب ضعف إيمانك .. وما حل بك .. فالمصائب قد تكون ثمرة الذنوب ..⚘
﴿ وَإِنَّما تُوَفَّونَ أُجورَكُم يَومَ القِيـٰمَةِ ﴾ [185 آل عمران]
الوفاء التام في الآخرة ، فلا تحرص على جزاء الدنيا.
إذا أحاطتك الهموم ،، واجتاحت صفاء جوك غيوم الحزن ،،
فثق بتقدير الحكيم سبحانه وأن الخير الكثير فيما تكره :
{فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيرا كثيرا }[19 سورة النساء]
﴿ لَتُبلَوُنَّ في أَموالِكُم وَأَنفُسِكُم وَلَتَسمَعُنَّ مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم وَمِنَ الَّذينَ أَشرَكوا أَذًى كَثيرًا وَإِن تَصبِروا وَتَتَّقوا فَإِنَّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمورِ﴾
الطريق للخروج من هذه الابتلاءات : الصبر والتقوى
{لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد} {متاع قليل ثم مأوهم جهنم وبئس المهاد}
المؤمن العاقل لا يغتر بما عند الكفار من شهوات زائلة، ومخترعات فانية، إنما يُستدَرجون بها لعذاب ينسيهم إياها.
وتأمل فرق الحال والمآل في الآية التي تليها.
( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً .. )
كلُّ الحبال الّتي تتشبَّث بها قد تنقطع، إلا حبل الله !!
(بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ)
الابن يطمئن بسند والده فى الدنيا..فكيف يكون الاطمئنان حينما يعلم بأن ملك الكون هو سنده ومولاه فى زحام الدنيا وأنه هو الذى تولى أمره بلطفه سبحانه
{وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه...}
من حضر قسمة التركة ممن ليس لهم نصيب ولوحظ تَشوف نُفوسهم فيستحب إعطاءهم ماتيسر مع كلمة طيبة تطيب بها نفوسهم.
فلنتعلم من هذه الآية مراعاة مشاعر الآخرين.
(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
الصحبة الجميلة، وكف الأذى وبذل الإحسان، وحسن المعاملة، ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما، فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان، وهذا يتفاوت بتفاوت الأحوال.
السعدي رحمه الله .
(وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين ، وليعلم الذين نافقوا )
من سنن الله أن يبتلي عباده
حتى يتميز المؤمن من المنافق
(قل هو من عند أنفسكم)
(ذلك بما قدّمت أيديكم)
عند الابتلاء اتّهم نفسك وراجع ذنوبك
وإيّاك أن تسيء الظنّ بربك! (وأن الله ليس بظلّام للعبيد)
معيار الفوز الحقيقي هو هذا
{فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}
( وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ)
فلنأخذ بالأسباب ، و لنتوكل على رب الأسباب . .. هنا النصر .
﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا﴾
قلوبٌ تعلقت بربها فلم تعد تخشى إلا الله ﷻ ، ومهما سمعت من كيد أو مكر تزداد إيمانًا به وتوكلًا عليه.
(وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْأَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ)
هذه الآية تهون على أهل الإيمان ما يرونه من سعة على أهل الكفر فلا يفتنوا .
﴿فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة﴾
ثواب الدنيا تعتريه الأكدار، لذا لم يصفه بالحسَن، بعكس نعيم الجنة الذي لا كدر معه ؛ فهو الحُسْن كله ..
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ )،أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌمِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ )
الإستغفار سبب للنجاة لا يفرط فيه عاقل .
(وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين)
علموا أن ذنوبهم قد تحول بينهم وبين نصر الله عزوجل لهم فطلبوا المغفرة قبل طلب النصرة والثبات!
كلنا خطّاء فلنقدم استغفارا بين يدي دعائنا وحاجاتنا
( إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ)
الحذر من الإغترار بالنعم والإطمئنان لها فلعلها استراج..
(إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين)
حال كثير من المسلمين اليوم إلا من رحم ربي!
أبعد هذا نتساءل عن خسارتنا ونحن نطيع الكفار ونتبعهم حذو القذّة بالقذّة؟!!
ألم يئن لنا أن نتبرأ من طاعة كل من يهوي بنا في دركات الخسران؟!
عبادات الرخاء .. تثبتك عند الفتن ..
﴿إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما ﴾
( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ)
نعم ليس لنا من الأمر شئ الأمر كله لله هو من يقدر لنا المقادير وهو من بيده أن يلطف بنا وينجينا من كل محنة وكرب
فلنتضرع إلى من بيده الأمر كله .
(يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)
وصية إلهية عظيمة تعلمنا أسباب الفلاح: إيمان وصبر ومصابرة ومرابطة وتقوى
رمضان دورة تدريبية على التقوى لعلنا نتخرج منها برتبة: أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}
في ميزان الأعمال لا فرق بين ذكر أو أنثى، لأن العمل الصالح هو الفيصل
(رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )
قال أبو الدرداء: يرحم الله المؤمنين ما زالوا يقولون: «ربنا ربنا» حتى استجيب لهم.
{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ}
كل التقدم والتكنوجياوصعود الفضاء
والقوةوالعتاد وغرائب ماتراه في الشبكةالعنكبوتية، سيكون وبال عليهم
لغياب سبب النجاة-التوحيد-
سماه متاع قليل لاقيمة له بجوار الآخرة سريع الزوال كالأحلام
{الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}
بدأ سبحانه بأشق ما يُبذل وهو المال، ثم أتبعه بأشق ما يحبس مع الامتلاء وهو الغيظ.
والمحسن يعلم أن إنفاقه على الأخرين إنما هو إنفاق على نفسه، وكظمه إنما يعود عليه بالاطمئنان والسكينة.
( إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ) حتى نفسك التي بين جنبيك وشيطانك الذي يتسلط عليك لن يجدوا لك سبيل ولن يتمكنوا منك إن أراد الله أن ينصرك عليهم..
فاستغث بنصره كلما شعرت بغلبتهم عليك..
{وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله...}
التعلُّق بالله والتمسُّك بكتابه وسنة رسوله، سببٌ للتوفيق إلى طريق الحقّ والاستقامة عليه، حتى يوصله إلى مرضاة الله، والنجاة من عذابه والفوز بجناته.
﴿أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ﴾
ثق تمامًا أن الله لن يضيع لك جهد أو تعب ، أو دعوة ..أو معروف حتى وإن طال أمده .. فاعمل واستكثر ولا تتوانى أو تفتر .
﴿كنتم خير أمة﴾
مجرد الانتماء لهذه الأمة لا يقدِّم أو يؤخِّر ..!
ولا يرفع أو يخفض !
فخيرية الأمة معلَّقة بهذا الشرط:
﴿تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر﴾
جعلني الله وإياكم منهم ..
(وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ....وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )
( وتلك الأيام نداولها بين الناس )
سنة الله ....الأحزان والابتلاءات لا تدوم ...شدة ورخاء رخاء وشدة ..
اما من ظلمك فظلمه وبال عليه ؛ الحرمان من محبة الله (والله لايحب الظالمين )
(مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ "حَتَّى يَمِيزَ" الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ)
يبتلي الله عباده بمحن ونوازل هي بمثابة إختبار لهم
يمحصهم بها فتنكشف عندها الحقائق وتظهر معادن الناس!
﴿ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ﴾
وعدٌ من الله ﷻ أن من يلزم [ الصبر ، والتقوى ] لن يضرُّه كيد الكائدين ولا حسد الحاسدين.
﴿فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا ( كثيرًا) ﴾
لو قال خيرًا لكفى !
فكيف وهو خيراً كثيراً ؟!
( كثيرا ) لدرجة أن ينسيك آلامك، فتفاءل مهما يكن الألم !
(لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ ) آل عمران
كلما كان المال عزيز عليك نفيس لديك وأنفقته بطيب خاطر ..ترقيت في سلم الخير وكنت أقرب إلى الْبِرَّ والجنة ..فبادر وقدم لنفسك؛ فما عندك يفنى وماعند الله باق
(وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُه..)
السبب الأعظم للثبات على الإيمان
التمسك بكتاب الله وسنه رسولهﷺ...
فيارب الثبات..