﴿أَفَغَيرَ اللَّهِ تَتَّقونَ﴾النحل :52
موعظة عظيمة لكل من يعظّم كلام البشر أكثر من أمور الشرع .
أسباب انشراح الصدور{ولقد نعلم أنك يضيق صدرك}
التسبيح{فسبح} الحمد{بحمد ربك} السجود {وكن من الساجدين} العبادة {واعبد ربك}
من أعظم الأصول التي قامت عليها الشرائع:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} [النحل: 90].
سورة الحجر سورة الحفظ:
حفظ الكتاب (وإنا له لحافظون)
حفظ السماء (وحفظناها من كل شيطان رجيم)
حفظ الأرزاق في الخزائن حفظ ماء المطر في باطن الأرض
حفظ العباد من الشيطان
حفظ الله تعالى لنبيه صلى لله عليه وسلم (إنا كفيناك المستهزئين)
مفادها: احفظ الله يحفظك
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا }
لقد كان غزلها قويا فما منعها قوته من نقضه.. لاتغتر بقوة إيمان أو كثرة عمل.
( أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ )
لا تُهان المرأة إلا في بيت به جاهلية.
(قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) واليأس من رحمة الله كبيرة من الكبائر كالأمن من مكره "فمن أنعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم، فلا سبيل إلى القنوط إليه" السعدي
﴿أَفَغَيرَ اللَّهِ تَتَّقونَ﴾
موعظة عظيمة لكل من يعظّم كلام البشرأكثر من أمور الشرع .
﴿نبئ عبادىٓ أنىٓ أنا ٱلغفور ٱلرحيم (٤٩) وأن عذابى هو ٱلعذاب ٱلأليم﴾
البعض إذا انكرت عليه رد عليك بالآية الاولى وتوقف عندها
ولو اكمل الآية التي بعدها لتوقف عن معصيته..
المؤمن يوازن بين الرجاء والخوف في سيره إلى الله.
( قال لم أكن لأسجد لبشر خلقتهۥ من صلصـٰل من حمإ مسنون)
قدم عقله على أمر ربه فكانت النتيجة
(قال فٱخرج منها فإنك رجیم (٣٤) وإن علیك ٱللعنة إلىٰ یوم ٱلدین)
احذر أن تعترض بعقلك على أوامر ربك ونواهيه..
﴿ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾ [النحل: ٩٦]
صبرك الجميل لن يذهب سُدى وسيزهر غدًا، أجرًا عظيمًا وفرجًا قريبا.
{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}
هذه الآية من أدوية العجب الحاسمة.
لأي شيء يفخر العبد أو يتكبر وكل شئ فيه هو من إنعام الله وفضله عليه
(وما بِكُم مِّن نعمة فمن الله)
قال ابن رجب: والعجبُ ممَّن يعلم أن كل ما به من النعم من الله !!
ثم لا يستحيي من الاستعانة بها على ارتكاب ما نهاه!
"فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين"
إذا اجتاحتك ضوائق الدنيا فالزم التسبيح وأكثر من السجود،فستفرج ضائقتك إن أذن الله.
﴿فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ﴾
الاستعاذة تجعل الشيطان بعيداً عن قلب المرء وهو يتلو كتاب الله ، فيستطيع أن يتدبر القرآن ويفهم معانيه والانتفاع به.
ابن عثيمين-رحمه الله
﴿وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الجَمِيلَ﴾
كلما صغرت الدنيا في عينك ، كان قلبك للخلق أوسع وأصفح.
﴿نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم﴾
اخلص العبادة لتستحق هذه البشارة .
لتتخلص من الشيطان عليك التسلح بهذين الامرين
{إنه ليس له سلطان على}
١-{الذين آمنوا}
٢-{وعلى ربهم يتوكلون}
( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ * لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ)
حُقّ لصاحب القرآن ألا يلتفت قلبه لشئ من حطام الدنيا فيكفيه ماحوى قلبه من نعيم فهو بالقرآن أغنى ..!
مهما بلغ النعيم في الدنيا فلابد من أن ينغصه مجرد التفكير في فقدانه يومًا ما وزواله لكن النعيم الحقيقي بالجنة جاء مع الوعد بالبقاء الدائم والإطمئنان بعدم الخروج منها وهذا وعد الله
( لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ)
"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن..."
هذه أهم الأمور التي ينبغي على الداعية أن ينتبه.
امتنع ابليس عن السجود لآدم
فكانت العقوبة( قال فٱخرج منها فإنك رجیم (٣٤) وإن علیك ٱللعنة إلىٰ یوم ٱلدین)
ربما معصية واحدة تقدم عليها تحول بينك وبين رحمة الله وتوجب لك اللعنة والشقاء في الدارين فلا تأمن على نفسك
﴿إن عبادي ليس لك عليهم سلطان﴾
بقدر قوة عبوديتك لله، يضعف سلطان الشيطان عليك..
(وإن من شيء إلاعندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم)
قال السعدي: جميع الأرزاق والأقدار لايملكها إلا الله، يعطي ويمنع من يشاء، بحسب حكمته ورحمته الواسعة .
(ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)
من طال في الدنيا أمله .. قلّ للآخرة عمله !
﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا﴾
كم نحن مفرطون ..!
نجتهد ونتسابق ونبذل الخير في مواسم الطاعات وما أن تنتهي هذه المواسم حتى نعود لما كنا عليه من فتور وغفلة .. إلّا من رحم ربي.
﴿إن عبادى ليس لك عليهم سلطٰن إلا من ٱتبعك من ٱلغاوين﴾
فأهل الإخلاص والإيمان لا سلطان له عليهم؛ ولهذا يهربون من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ويهربون من قراءة آية الكرسي، وآخر سورة البقرة، وغير ذلك من قوارع القرآن. [ابن تيمية:٤/١٣١]
{ ومابكم من نعمة فمن الله }
ردد هذه الآية وتأملها .. وتذكرها دوما قدر المستطاع .. فهي دافعة للشكر مقربة إلى الرب مانعة بإذن الله من العجب والغفلة .
﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ﴾
إذا أردت أن تعيش سعيداً ..
فاقنع بما وهبك الله ، وأرض بما قسم لك ..
ولا تقارن نفسك بغيرك..
فكلما امتدت عينك ضاق صدرك .
﴿ فتزل قدمٌ بعد ثبوتها ﴾
كانت ثابتة ثم زلت !؟ فكيف بالمتذبذبة ؟
يارب .. نسألك الثبات حتى الممات
{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُم (88)ْ}سورة الحجر
من أوتي القرآن ،فقد أوتي ما هو خيراً من الدنيا وزينتها ، ولذا فلا يمكن أن يمتلئ قلبٌ بهذا القرآن، وتعلو قيمة الدنيا في قلبه ، ولا يفتن بها .