ومن عرف ربه فإنه يتقلَّب في حدائق الاطمئنان بذكره {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ} [الرعد من الآية:28].. ويستظل بوارف أشجار التوكل عليه وهو يُردِّد: {هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [الرعد من الآية:30].. وهو يتنعَّم بنسيم اليقين فيما عنده ويثق بأن: {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقْدِرُ} [الرعد من الآية:26].. وإنه على عِلمه وتقواه فإنه يخافه ويخشاه {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد:21]. ويَوجل لذكره فهو ممن قيل فيهم: {إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال من الآية:2]، لكنه ما إن يتذكَّر واسع فضله وجنات جُوده وغيث إحسانه حتى يُسارِع إلى رحابه ويُعجِّل إلى خلوةٍ به يطمئن فيها إليه وبه {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.. وكيف لا يطمئن وقد عرفه وعرف قُوَّته وغِناه وشديد بأسه بمن عصاه وحسن مآب من والاه..! لكن البداية أن يعرف.. ومن ذاق عرف.. ومن عرف اغترف. المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام