يهل علينا كل عام تحديدًا في الثاني عشر من ربيع الأول ذكرى المولد النبوي الشريف، ويكثر السؤال حول كيف نحتفل بالمولد النبوي الشريف ؟ وهل الاحتفال بالمولد بدعة أم هو جائز؟ ومن أول من احتفل بالمولد النبوي وكيف كان يتم الاحتفال؟
الاحتفال برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل وقت:*
من المتعارف عليه أن يحتفل الناس بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في وقت محدد كل عام، لكن الحقيقية أن الاحتفال بالنبي صلى الله عليه وسلم يكون كل يوم وكل ساعة، وذلك بتذكر أخلاقه وسيرته العطرة والاقتداء بهديه صلى الله عليه وسلم.
هل الاحتفال بالمولد النبوي بدعة ؟
البدعة في الشرع هي كل ما استحدث في الدين من العبادات ولم يرد عليه دليل شرعي من القرآن والسنة، وعموم تذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ليس ببدعة بل هو سنة محمودة، أما أن يتحول الأمر لمولد يحتفل فيه بالغناء والرقص فهذا أمر محرم شرعًا، ويزيد الأمر حرمة أن يظن الفاعل أن في هذا تقربًا لله تعالى.
ثم تعال نسأل أنفسنا سؤالًا، هل كان الصحابة يحبون النبي أكثر منا وأحرص عليه منا أم لا؟ الجواب بالطبع نعم، إذن لماذا لم يخصصون يومًا للاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم كما حدث في العصور التي تلت القرون الخيرية الثلاث الأولى؟
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحب الغلو أو التكلف في المحبة بل نهى الصحابة عن ذلك كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري "لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله"
اقرأ أيضًا: نبي الله إبراهيم والأطفال
من أول من احتفل بالمولد النبوي؟*
لم يعرف الاحتفال بالمولد النبوي في صدر الإسلام أو الدولة الأموية والدولة العباسية، لكن اختلف العلماء والمؤرخون في أول من احتفل بالمولد النبوي بشكله المعتاد من الحلوى وتحديد يوم خاص وغيرها من المظاهر، فذكر الإمام السيوطي أن أول من احتفل بالمولد النبوي هو ابن بكتكين حاكم أربيل ( شمال العراق).
وذكر غيره من المؤرخين أنه تم في عصر الدولة الفاطمية بشكل عام وهي من ابتكرت توزيع حلوى المولد وإقامة حلقات الذكر.
كيف نحتفل بالمولد النبوي
إن حب النبي صلى الله عليه وسلم يقتضي امتثال أوامره والاقتداء به فقد قال الله تعالى على لسان نبيه في القرآن الكريم ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)* [آل عمران: 31]
قال ابن كثير: "هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي، والدينَ النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أن تعليم الأطفال العقيدة الصحيحة والسيرة النبوية وقصص الأنبياء وتذكيرهم بها طوال العام من أجل القربات إلى الله تعالى.
إننا لا نحتاج ليوم واحد في العام لنتذكر فضل النبي صلى الله عليه وسلم وعظم نعمة الله تعالى علينا أن رزقنا به قدوة ومثالًا بل نحتاج ذلك كل يوم، فلنجعل الاحتفال بالمولد النبوي حقيقة متجسدة في أفعالنا وأقوالنا وأخلاقنا لا يومًا نأكل فيه الحلوى ثم لا نتذكر بعده رسول الله صلى الله عليه وسلم.