وبناء على ذلك:
فالآيَةُ تَتَحَدَّثُ عَن المُنَافِقِينَ، وعَن العَذَابِ الشَّدِيدِ الذي تَوَعَّدَ اللهُ تعالى بِهِ الذينَ هُم عَن صَلاتِهِم لاهُونَ، ولا يُقِيمُونَهَا على وَجْهِهَا، ولا يُؤَدُّونَهَا في وَقْتِهَا. هذا، واللهُ تعالى أعلم.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السؤال :
ما تفسير قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوَّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾؟
الاجابة :
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ التِّرْمِذِيُّ في سُنَنِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوَّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾.
السؤال :
ما معنى قول الله عز وجل: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوَاً بِغَيْرِ عِلْمٍ}. وماذا يجب على المسلم أن يفعله نحو غير أهل دينه؟
وحُكْمُ هذهِ الآيَةِ كَمَا قَالَ العُلَمَاءُ بِاقٍ في هذهِ الأُمَّةِ على كُلِّ حَالٍ، فَمَتَى كَانَ الكَافِرُ في مَنَعَةٍ وخِيفَ أَنْ يَسُبَّ الإِسْلامَ أو النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، أو اللهَ عزَّ وجلَّ، فلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَسُبَّ صُلْبَانَهُم ولا دِينَهُم ولا كَنَائِسَهُم، ولا يَتَعَرَّضَ إلى مَا يُؤَدِّي إلى ذلكَ، لأَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ البَعْثِ على المَعْصِيَةِ. هذا، واللهُ تعالى أعلم.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السؤال :
ما تفسير قول الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمَاً يُؤْمِنُونَ باللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}؟
يقول الله تعالى في سورة الزمر: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. والسؤال: هل الضمير في قوله تعالى: {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ}. يعود على الملائكة الحافين من حول العرش؟
فالقِصَّةُ ذَكَرَهَا الإِمَامُ المُفَسِّرُ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في تَفْسِيرِهِ، ولا غَرَابَةَ في ذلكَ، لأَنَّ الكَرَامَاتِ للأَوْلِيَاءِ ثَابِتَةٌ بِنَصِّ القُرْآنِ الكَرِيمِ، والسُّنَّةِ المُطَهَّرَةِ.
ولا غَرَابَةَ في ذلكَ مَا دَامَ رَبُّنَا عزَّ وجلَّ يَقُولُ: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾. وَيَقُولُ: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.
** ** **
في قوله تعالى حكاية عن سيدنا يوسف عليه السلام: ﴿يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقَّاً﴾.
هل سجد له أبواه وإخوته، أم الإخوة فقط؟
فَعِنْدَمَا الْتَقَى سَيِّدُنَا يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ وَإِخْوَتِهِ، رَفَعَ أَبَوَيْهِ على العَرْشِ، وَخَرَّ بَعْدَ ذلكَ الجَمِيعُ لَهُ سَاجِدِينَ، أَبَوَاهُ وَإِخْوَتُهُ، وهذا السُّجُودُ كَانَ مَشْرُوعَاً في الأُمَمِ المَاضِيَةِ، وَصَارَ مَنْسُوخَاً في شَرِيعَتِنَا، كَمَا جَاءَ في الحَدِثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَدِمَ مُعَاذٌ الْيَمَنَ ـ أَوْ قَالَ الشَّامَ ـ فَرَأَى النَّصَارَى تَسْجُدُ لِبَطَارِقَتِهَا وَأَسَاقِفَتِهَا، فَرَوَّأَ ـ نَظَرَ وَتَعَقَّبَ ـ فِي نَفْسِهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ أَنْ يُعَظَّمَ.
فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ النَّصَارَى تَسْجُدُ لِبَطَارِقَتِهَا وَأَسَاقِفَتِهَا، فَرَوَّأْتُ فِي نَفْسِي أَنَّكَ أَحَقُّ أَنْ تُعَظَّمَ.
فَقَالَ: «لَوْ كُنْتُ آمِرَاً أَحَدَاً أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا». وبناء على ذلك:
فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدَاً﴾. يَعْنِي الآبَاءَ والإِخْوَةَ، وَيُؤَكِّدُ هذا قَوْلُهُ: ﴿هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ﴾. وَكَانَ هذا جَائِزَاً في شَرْعِ مَن قَبْلَنَا، وَمَنْسُوخٌ هُوَ في شَرْعِنَا. هذا، والله تعالى أعلم.
المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
موقع الشيخ أحمد شريف النعسان
﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾.
هل هذا الخطاب لنساء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فقط، أم لنساء الأمة كلها؟
ثانياً: أَمَّا: ﴿تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾. فَقَد كَانَ بِإِبْدَاءِ المَرْأَةِ من مَحَاسِنِهَا مَا يَجِبُ سَتْرُهُ، حَيْثُ كَانَتْ تَكْشِفُ قَلائِدَهَا وَقُرْطَهَا وَعُنُقَهَا، وَتَلْبِسُ الرَّقِيقَ من الثِّيَابِ، وَتَمْشِي في وَسَطِ الطَّرِيقِ تَعْرِضُ نَفسَهَا على الرِّجَالِ.
وبناء على ذلك:
فالآيَةُ الكَرِيمَةُ خِطَابٌ لِكُلِّ مُؤْمِنَةٍ مُسْلِمَةٍ من بَعْدِ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، والتَّبَرُّجُ في الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى كَانَ بِإِظْهَارِ مَفَاتِنِ المَرْأَةِ، كَجَاهِلِيَّةِ اليَوْم، التي هِيَ أَسْوَأُ حَالاً من الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى. هذا، والله تعالى أعلم.
,,,,,,,,,
قَالَ تعالى في سورة المائدة: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾.
ما هي الحكمة من نفي الرسل عن أنفسهم العلم بقولهم: ﴿لَا عِلْمَ لَنَا﴾؟
وبناء على ذلك:
فَنَفْيُ العِلْمِ عَن أَنْفُسِهِم في هذا المَقَامِ مَعْنَاهُ: كَأَنَّهُم قَالُوا: لا عِلْمَ لَنا كَعِلْمِكَ فِيهِم، لأَنَّكَ تَعْلَمُ مَا أَضْمَرُوا وَمَا أَظْهَرُوا، وَنَحْنُ لا نَعْلَمُ إلا مَا أَظْهَرُوا، فَعِلْمُكَ فِيهِم أَنْفَذُ من عِلْمِنَا وَأَبْلَغُ، فَلَنَا الظَّاهِرُ، فَمِنْهُم مَن أَظْهَرَ الإِيمَانَ فَعَامَلْنَاهُ مُعَامَلَةَ المُؤْمِنِينَ، وَمِنْهُم مَن أَظْهَرَ الكُفْرَ فَعَامَلْنَاهُ مُعَامَلَةَ الكَافِرِينَ.
وهذا كَقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ﴾. يَعْنِي: لَكُمُ الظَّاهِرُ، واللهُ تعالى يَعْلَمُ الظَّاهِرَ والبَاطِنَ، وَكَقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ واللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ واللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.
,,,,,,,,,
﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحَاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾. فما هو عالم البرزخ؟
قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾. يَعْنِي:أَمَامَهُم، وهذا كَقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبَاً﴾. يَعْنِي:أَمَامَهُم.
والبَرْزَخُ هُوَ الحَاجِزُ مَا بَيْنَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ، فَمَنْ كَانَ فِيهِ فَهُوَ لَيْسَ مَعَ أَهْلِ الدُّنْيَا في دَارِ العَمَلِ، ولا مَعَ أَهْلِ الآخِرَةِ في دَارِ الجَزَاءِ، وَهُوَ عَالَمٌ غَيْبِيٌّ لا يَعْرِفُ حَقِيقَتَهُ إلا اللهُ تعالى، ثمَّ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي أَطْلَعَهُ اللهُ تعالى عَلَيْهِ.
وبناء على ذلك:
فَعَالَمُ البَرْزَخِ هُوَ عَالَمٌ حَاجِزٌ بَيْنَ عَالَمِ الدُّنْيَا وعَالَمِ الآخِرَةِ، وَلَهُ زَمَانٌ وَمَكَانٌ، فَزَمَانُهُ من حِينِ مَوْتِ الإِنْسَانِ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَكَانُهُ من القَبْرِ إلى عِلِّيِّينَ لِأَرْوَاحِ أَهْلِ السَّعَادَةِ من المُؤْمِنِينَ، أَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فلا تُفْتَحُ لِأَرْوَاحِهِم أَبْوَابُ السَّمَاءِ، بَلْ هِيَ في سِجِّينٍ مَسْجُونَةٌ، وَبِلَعْنَةِ اللهِ مَصْفُودَةٌ.
وَذَهَبَ جُمْهُورُ عُلَمَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ، إلى أَنَّ الرُّوحَ تُعَادُ إلى الجَسَدِ بِكَيْفِيَةٍ لا يَعْلَمُهَا إلا اللهُ تعالى، وَيَقَعُ السُّؤَالُ من المَلَكَيْنِ لهذا المَيْتِ في عَالَمِ البَرْزَخِ، وَيَعِيشُ العَبْدُ في عَالَمِ البَرْزَخِ حَيَاةً تَخْتَلِفُ عَن حَيَاتِهِ في عَالَمِ الدُّنْيَا، فَهُوَ إِمَّا مُنَعَّمٌ، وَإِمَّا مُعَذَّبٌ والعِيَاذُ باللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
,,,,,,,,,,,,,
ما معنى قوله تعالى: ﴿وَآتَيْنَاهُ الْـحُكْمَ صَبِيَّاً﴾.
وقوله تعالى: ﴿قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْـمَهْدِ صَبِيَّاً﴾؟
يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوَاً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمَاً﴾.
لماذا كان الضمير راجعاً للتجارة دون اللهو؟