191ـ {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا}[1]: لما خلت مريم بالمَلك (رجلًا سويًا) قالت: {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا} لأنها تعلم أن الخلوة بالمرأة ليست من عمل الأتقياء. 192ـ {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}[2]: متقدموا مشركي بني إسرائيل (أعفُّ) من متأخري مشركيهم، فالمتقدمون قالوا: {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}، ومتأخروهم قالوا: حرية ذاتية. 193ـ {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَـٰنِ مِنكَ}: مريم لم تكن معتادةً الخلوة بالرجال ولهذا ارتاعت واستعاذت وقالت: {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَـٰنِ مِنكَ} فرحم الله (سلف) بني إسرائيل ممن وحَّد الله. 194ـ {شَيْئًا فَرِيًّا}[3]: بنو إسرائيل في العهد (الإيماني الفطري) سمو الفاحشة: {شَيْئًا فَرِيًّا}، فكيف لو رأوا حال الأمة الغربية اليوم التي تجعل (العفة) مرضًا نفسيًا؟! 195ـ {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ}[4] أين بقية نساء القوم؟ ولِم لَمْ تخرج إلا هاتان المرأتان؟ ولِمَ لَمْ تخالطان الرجال؟ ولِمَ وقفتا دونهم؟ الجواب: العفة. 196ـ {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ}[5]: فتية الكهف اعتزلوا (خوفًا) فانتشر دينهم وكثر اتباعهم وحُفِظت قصتهم. 197ـ آيات تستحي إذا قرأتها: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}[6]، {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ} [الإسراء من الآية:109]. 198ـ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا}[7]: لا تغتر بما آتاك الله من العلم وأنت تقرأ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا}. 199ـ {وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ}[8]: (بلعام) عالِم سوء بني إسرائيل، وصفه الله بكونه: 1- أخلد إلى الأرض. 2- واتبع هواه فكل من وقع في هذين الأمرين من علمائنا فقد شابه (بلعام). 200ـ {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا}[9]: لكي (يتحفى) بك الله (تحف أنت) بأوامره. 201ـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[10]: كلما كانت (استعانة) العبد بربه خالصة كانت (إعانة) الله له كاملة. 202ـ من أقوال (ضعاف) أهل الإيمان في القرآن: 1- المفتونين بالدنيا قالوا: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} [القصص من الآية:79]. 2- المتخاذلين قالوا: {لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} [البقرة من الآية:149]. 203ـ من أقوال (المؤمنين حقًا) في القرآن: 1- الزاهدين في الدنيا قالوا: {وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} [القصص من الآية:80]. 2- المجاهدون قالوا: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة من الآية:249]. 204ـ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}[11]: مهما كان لا ينجيك إلا (الصدق) مع الله وعند الناس. 205ـ {لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ}[12]: من لاح له (الهدف) اختفت عنه (العوائق) كما فعل موسى عليه السلام. 206ـ {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ}[13]: الأواه: كثير قول (أوه)، وهذا يدل على اهتمامه بشؤون الناس فإن رأى مسكينًا تأوه، أو منكرًا تأوه. 207ـ {أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى}: {عَلَىٰ}: لأنهم تمكنوا من الهداية والتوفيق فكأنهم استعلوا وركبوا الهدى وتمكنوا منه (الهداية الكاملة). 208ـ {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ}[14]: ظهور النفاق يُفسِد (الأرض) فكيف (بالقلوب) المستمعة له، فضلًا عن (الأنفس) المنافقة كيف تكون؟! 209ـ {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}[15] إحدى العقوبات الربانية هي: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} فيزداد طغيانهم على (عمًى)، وهذا يجيب على خواطر النفس: لِمَ (الطاغي) يزداد طغيانًا؟ 210ـ {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم}[16]: لم يبتلى الإنسان بمثل: (موت القلب) و(إهدار الوقت). 211ـ {إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}[17]: لولا (المنافق) ما راح الكافر ولا جاء! 212ـ سماع القرآن: لما سمعوا القرآن - عقلاء الجن قالوا: {أَنصِتُوا}، وسفهاء الإنس قالوا: {لَا تَسْمَعُوا لِهَـٰذَا الْقُرْآنِ} [فصلت من الآية:25]. 213ـ {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}[18]: الله يقسم الرزق والأخلاق: فأعطى النبي عليه السلام من الرزق (كفافًا)، ومن الأخلاق (تمامًا). 214ـ {إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي}[19]: لا تبرير مع أوامر الله فقد ابتلى الله طالوت {بِنَهَرٍ} وكانوا عِطاشًا ومجاهدين في سبيل الله وعليهم المشقة وأمامهم العدو ومع هذا {فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي}. 215ـ {خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}[20]: (العين) نافذة (القلب) فإذا ختم الله على القلب، أصاب البصر غشاوة. 216ـ {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ}[21]: أعدل العدل: العدل بين (العاطفة) و(العقل). 217ـ {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ}[22]: هذا السؤال أمقت سؤال لأنه جمع بين: سوء الأدب وضعف اليقين وسوء الظن ودنو الهمة. 218ـ {خُذُوا حِذْرَكُمْ}: المؤمن لا تجده إلا حذِرًا: من أن تغويه نفسه أو يتخلى عنه ربه، أو يمكر به عدوه، أو يخذله منافق ولهذا تكرَّرت في القرآن أربع مرات {خُذُوا حِذْرَكُمْ}. 219ـ {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ} [الحجر:35]: هذه أطول لعنة: نعوذ بالله من غضب الله. 220ـ {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}[23]: ادخل في كنف (عباد الله) تأمن. -----------------------------------------