أمل فوزي
قال الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن هناك عملًا لا ينتبه إليه الكثيرون فيما أنه يجعل الله سبحانه وتعالى يكون قريبًا جدًا من عبده، ويفرح به أعظ فرح يقدر.
وأوضح «بليلة» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن اللهُ سبحانه أقربُ ما يكون إلى عبده عند ذُلِّه وانْكسارِ قلبِهِ، والقَصْدُ: أنَّ شَمْعةَ الخير والفضلِ والعطايا إنَّما تَنْزِل في شَمْعَدَانِ الانكسارِ، وللعاصي التَّائبِ من ذلك نصيبٌ وافر.
وأضاف أن عُبُوديَّة التَّوبةِ من أَحَبِّ العُبُوديَّاتِ إلى اللهِ تعالى وأكرمها عليه؛ فإنَّه سبحانه يحبُّ التوَّابين، ولو لم تكن التَّوبةُ أحبَّ الأشياءِ إليه؛ لما ابتلى بالذَّنب أكرمَ الخلقِ عليه؛ ولهذا يَفْرَحُ سبحانه بتوبةِ عبدِهِ حينَ يَتوبُ أعظمَ فَرَحٍ يُقدَّر، منوهًا بأن لهذا الفرح تأثيرًا عظيمًا في حال التَّائب وقلبِه، وهو من أسرار تقدير الله الذنوب على العباد.
وتابع: فالعبدُ ينال بالتَّوبة درجة المحبوبيَّة، فيصيرُ حبيبًا لله؛ فإنَّ اللهَ يُحبُّ التَّوَّابين ويحبُّ العبدَ الـمُفَتَّنَ التَّوَّاب؛ لما في عبوديته من الذُّلِّ والانكسارِ والخضوعِ لله، والتذلُّلِ له ، والذُّلُّ والانكسارُ روحُ العبودية ومُخُّها ولُبُّها، مشيرًا إلى أن منزِلةَ التَّوبةِ هي أوَّلُ المنازلِ وأوسطُها وآخرُها، فلا يُفارِقُها العبدُ السَّالكُ إلى اللهِ عز وجل ، ولا يَزالُ فيها إلى المماتِ؛ فالتَّوبةُ هي بداية العَبْدِ ونهايتُه، وحاجتُه إليها ضرورية في النِّهايةِ، كحاجتِه إليها في البدايه