** **عاد من المشفى فرحا .قال: كلّ فحوصاتي ناجحة ..والسكّري أيضا ..وأنا أسكنُ جسما متينا ليس فيه شقٌّ واحد تدخله الريح …...ضحكت كثيرا وقلت: إلى متى …………………!!..المئة عام نفسها ..عمرٌفليل ...ئاقول له : نحن سنموت ..يتعجّب ويقول : أنا لا أحسّ الّا بالحياة ..!!,, قلت له فأنت تفكّر بأملك و لا ترى قلبك وهو يضخ الدماء الاف الضخات كل يوم وهو من ذلك اللحم والدهن ...الذي يرهقه الوقت ,,,كما ترهق الطريق أسرع العدّائيين ,,,,حتى يسقط وحده ….وما نقطع نحن سوى مترين من طريق بلا نهاية او بداية ,,,ولو أراد الله خلودك ,,,لما انقَصَ الوقتُ من قوّة قلبك ..لأنّ الإنتهاء هو نهاية كلّ شيء ينقص...ومن يرى الخلود لا يبصر عمرنا فيه ..الّا كنقطة ,,فنحن غير موجودين في أعين الخالدين
""التقيته .. كان شاهدا على شبابي ....صرت انظرُ اليه وينظر اليَّ ونضحك ..كأنّا خارجان من انفاق الفحم الأبيض ...أقول له: ما أصابك كأنّ بشرة وجهك انعصرت وخرج منها الماء ..
..ويقول لي : ما هذا الزمان الذي عبرناه من هناك أول النفق وخرجنا بعد اربعين عاما من هنا .. فإذا بنا كمن اصطلى بنارِ ..فجفّفته وأوهنت عظامه ...وأحزنت نفسه ….!!
.
قلتُ: ..أرأيت أنّ دنيانا سراب ...!!..أين الأمل أين القوّة أين طريقنا الطويلة ..أين غرف الصفوف التي تكلّمنا فيها اطنانا من الكلام .يعاقبنا الله به ويثيبنا .!..
..ها نحن سريعا هنا...وتركنا خلفنا كلّ شيء ...ننظر الى الخلف هكذا ...لنرى حياتنا ....والناس في مقتبل العمر ينظرون الى الأمام ....لأنهم يريدون شيئا ..
...ونحن اليوم عند قبورنا ..فكيف نريدر شيئا .
..أنا أفكّر كثيرا إنْ عرَض لي سفر ..أقول: هل يكفي ما بقي لي لسفرة واحدة ..!!...
...نحن وحياتنا كذبة كبرى ..لأنها صائرة الى الموت .. إذا نسينا الله .
...و نحن حقيقة خالدةمع الله .....لأنه هو مَن سيأخذنا الى الخلود
.
.
,,ها نحن كطيور محبوسة في الأقفاص ..لا نفعل شيئا إلّا بأمر خالقنا ..لا نزني لا نسرق لا ….لا ...وغدا في الجنّة يفتح الله الأقفاص ..ونطير الأرواح في الجنة كيف تشاء ....
.. ننتظرُ الفرَح بالخلود.....وما فرح هؤلاء !!.بشيء يُنهيه الموت ..!!