صحابي جليل، كان ممن أسلم بمكة، وكتم إسلامه، فأخرجته قريش معها يوم بدر، فشهد بدرًا مع المشركين، فأسر يومئذ، فشهد له عبدالله بن مسعود أنه رآه يصلي بمكة فخُلِّي عنه.
وهو الذي مشى إلى النفر الذين قاموا في شأن الصحيفة الظالمة التي كتبها مشركو قريش على بني هاشم، عام المقاطعة، حتى اجتمع له نفر تبرؤوا من الصحيفة وأنكروها، وهم هشام بن عمرو بن ربيعة، والمطعم بن عدي بن نوفل، وزمعة بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد، وأبو البختري بن هشام بن الحارث بن أسد، وزهير بن أبي أمية بن المغيرة وفي ذلك يقول أبو طالب:
جزى الله رب الناس رهطًا تبايعوا
على ملأ يهدى لخير ويرشدُ
قعودٌ لدى جنبِ الحطيم كأنهم
مقاولةٌ، بل هم أعز وأمجدُ
هم رجعُوا سهل بين بيضاء راضيًا
فسر أبو بكر بها ومحمدُ
ألم يأتكم أن الصحيفة مزقت
وأن كل ما لم يرضه الله مفسدُ
أعان عليه كلُّ صقرٍ كأنه
إذا ما مشى في رفرف الدرع أحردُ
خبر الصحيفة الظالمة:
قال ابن إسحاق: فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزلوا بلدًا أصابوا به أمنًا وقرارًا، وأن النجاشي قد منع من لجأ إليه منهم، وأن عمر قد أسلم، فكان هو وحمزة بن عبد المطلب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وجعل الإسلام يفشو في القبائل؛ اجتمعوا وائتمروا أن يكتبوا كتابًا يتعاقدون فيه على بني هاشم، وبني المطلب، على أن لا يُنْكِحُوا إليهم، ولا يْنكِحُوهم، ولا يبيعوهم شيئًا، ولا يبتاعوا منهم، فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة، ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدًا على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة "منصور بن عامر بن هاشم". فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشُلّ بعض أصابعه [2].
إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكل الأرضة للصحيفة:
قال ابن هشام: وذكر بعض أهل العلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي طالب: "يا عم! إن ربي قد سلط الأرضة على صحيفة قريش، فلم تدع فيها اسمًا هو لله إلا أثبتته فيها، ونفت منه الظلم والقطيعة والبهتان"؛ فقال: أربك أخبرك بهذا؟! قال: "نعم"!! قال: فوالله ما يدخل عليك أحد، ثم خرج إلى قريش، فقال: يا معشر قريش! إن ابن أخي أخبرني بكذا وكذا، فهلم صحيفتكم، فإن كان كما قال ابن أخي، فانتهوا عن قطيعتنا، وانزلوا عما فيها، وإن يكن كاذبًا دفعت إليكم ابن أخي، فقال القوم: رضينا، فتعاقدوا على ذلك، ثم نظروا فإذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزادهم ذلك شرًا.
فعند ذلك صنع الرهط من قريش في نقض الصحيفة ما صنعوا!! [3].
أسلم سهل بن بيضاء بمكة، وأخفى إسلامه، فأخرجته قريش معهم إلى بدر، فأُسِرَ يومئذ مع المشركين، فشهد عبد الله بن مسعود أنه رآه بمكة يصلي، فخُلِّي عنه. ولا أعلم له رواية [4].
ومات - رضي الله عنه - بالمدينة، وفيها مات أخوه سهيل، وصلى عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد.
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: والله ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء إلا في المسجد؛ سهلٍ وسهيل، رواه مالك [5].
11lk wphfi vs,g hggi wg ugd ,sgl hgwphfd sig fk fdqhx hgrvad hggi çgEdçèd hgrvad èdAçg RQ,g aphji Qig