وضابِطُ جوازِ سؤالِ الناس: أن لا يَجِدَ الإنسانُ غداءً أو عشاءً.
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ، فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا يُغْنِيهِ؟ قَالَ: مَا يُغَدِّيهِ أَوْ يُعَشِّيهِ. رواه الإمام أحمد وأبو داود، وصححه الألباني والأرنؤوط.
ومَنْعُ السُّـؤَّالِ في الْمَساجِدِ والْجَوامعِ لَهُ أصْلٌ.
فقَدْ كَانَ عِكْرِمَةُ إذا رأى السُّـؤَّالَ يومَ الجمعةِ سبَّهُم ويَقولُ: كَانَ ابنُ عباسٍ يَسُبُّهُم ويقولُ: لا يَشهدونَ جُمعةً ولا عِيدا إلاَّ للمَسْألةِ والأذى، وإذا كانتْ رغبةُ النَّاسِ إلى اللهِ كانت رغبتُهُم إلى النَّاسِ.
وعقّبَ عليه الإمامُ الذهبيُّ بِقولِهِ:
فكيفَ إذا انضافَ إلى ذلِكَ غِنىً مَا عنِ السؤالِ، وقوةٌ على التَّكسُّبِ.
كثيرٌ مِن الشحَّاذينَ إنَّما يسألونَ الناسَ تكثُّرا. وعلامةُ السائلِ الذي يسألُ الناسَ تكثّرا أنَّه لا يَقْبلُ اليَسيرَ! ولا يَقبلُ الطَّعامَ بل لا يُريدُ سِوى النُّقودِ!
وكثيرٌ مِنْهُم يتصنَّعُ العاهاتِ، ويَختلِقُ القِصَصَ في الحوادثِ والمصائبِ.