منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   السيرة النبوية (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=128)
-   -   شرح حديث حارثة بن وهب: "ألا أخبركم بأهل النار" (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=129524)

نبيل القيسي 05-03-2021 10:44 AM

شرح حديث حارثة بن وهب: "ألا أخبركم بأهل النار"
 
عن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كلُّ ضعيفٍ متضعِّف، لو أقسَمَ على الله لأَبَرَّه، ألا أخبركم بأهل النار؟ كلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُستكبِرٍ))؛ متفق عليه.
((العُتُلُّ)): الغليظُ الجافي: ((والجَوَّاظُ)) بفتح الجيم وتشديد الواو وبالظاء المعجمة: هو الجَمُوعُ المَنُوعُ، وقيل: الضخم المُختالُ في مِشيته، وقيل: القصير البَطينُ.


قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأهل النار؟ كلُّ عُتُلٍّ جوَّاظٍ مُستكبِرٍ))؛ هذه علامات أهل النار.
((عُتُل)): يعني أنه غليظ جافٍ، قلبه حجر، والعياذ بالله؛ كالحجارة أو أشد قسوة.
((جوَّاظ مستكبر)) الجوَّاظ فيه تفاسير متعددة، قيل: إنه الجَمُوع المَنُوع، يعني الذي يجمع المال ويمنع ما يجب فيه.
والظاهر أن الجوَّاظ هو الرجل الذي لا يصبر، فجوَّاظ يعني أنه جَزُوعٌ لا يصبر على شيء، ويرى أنه في قمة أعلى من أن يمسه شيء.

ومن ذلك قصةُ الرجل الذي كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة، وكان شجاعًا لا يَدَعُ شاذَّةً ولا فاذَّةً للعدوِّ إلا قضى عليها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا من أهل النار))، فعظُم ذلك على الصحابة، وقالوا: كيف يكون هذا من أهل النار وهو بهذه المثابة؟ ثم قال رجل: والله لَأَلزمَنَّه؛ يعني لأُلازمه حتى أنظر ماذا يكون حاله، فلَزِمَه، فأصاب هذا الرجلَ الشجاع سهمٌ من العدوِّ، فعجَزَ عن الصبر وجَزِع، ثم أخَذَ بذُبابةِ سيفه فوضعه في صدره، ثم اتكأ عليه حتى خرج السيف من ظهره، والعياذ بالله، فقتل نفسه
فجاء الرجلُ للرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أشهدُ أنك لرسولُ الله، قال ((وبمَ؟))، قال: لأن الرجل الذي قلتَ: ((إنه من أهل النار))، فعل كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل لَيعملُ بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار))
فانظر إلى هذا الرجل، جَزِع وعجَزَ أن يتحمل، فقتَل نفسه.
فالجوَّاظُ هو الجَزُوعُ الذي لا يصبر، دائمًا في أنينٍ وحزن، وهمٍّ وغمٍّ، معترضًا على القضاء والقدر، لا يخضع له، ولا يرضى بالله ربًّا
وأما المستكبر فهو الذي جمَعَ بين وصفين: غَمْطُ الناس، وبَطَرُ الحقِّ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الكِبْرُ: بَطَرُ الحقِّ، وغَمْطُ الناسِ))، وبَطَرُ الحق: يعني ردَّه، وغمطُ الناس: يعني احتقارَهم، فهو في نفسه عالٍ على الحق، وعالٍ على الخلق، لا يَلين للحق، ولا يرحم الخلق، والعياذ بالله.
فهذه علامات أهل النار، نسأل الله أن يُعيذَنا وإياكم من النار، وأن يدخلنا وإياكم الجنة، إنه جواد كريم.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 50- 5


الساعة الآن 11:54 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام