غارقون يا اللّه في بحرنا اللّجيّ، متعطّشون لأن نلامس حبّة رملٍ ظمأى تنبئ بأنّنا في طريقنا للنّجاة، تجاهد مجاديف أرواحنا لتطفو شيئاً فشيئاً فوق المواجع، فتزجّها الحياة في خضمّ المعاناة من جديد، نحن مذ هجرنا أرضنا الحبيبة وأُبعدنا عنها صائمون يا ربّ، لم تفطر قلوبنا على رائحة تأصّلنا فيها، لم تفطر عيوننا على بقعةٍ خضراء واحدةٍ من مروجها، أنت تعلم حجم الكرب وحدك.
أنت تعلم عظم البلاء، ووحدك القادر على انتشالنا من قاع الوجع، إلى قمّة الرضا، وإنّني بحجم ما يتملكني من الحزن، موقنٌ بأنّ نوراً ما سيتسلّلُ لأرواحنا فيما سيأتي، فعجّل واستجب ياربّ.