فالله الله معشر المذنبين مثلي أبعدوا عن عمل السوء بالتوبة إلى الرحمن ولا تغرنكم الحياة الدنيا فإنها غرور الشيطان واعلموا أن الله تبارك وتعالى يمحو عنكم سيئاتكم بترك الذنوب والعزم على التوبة ويرحمكم يوم الحساب بحسن
الأوبة
يا أخي يا أخي وما عسى أن أقول لك من كرم مولاك الجليل جل جلاله لو أن الذنوب التي عملت في أيام طغيانك وعصيانك كانت مثل جبال الدنيا برمالها وبحارها وأنهارها وتبت توبة واحدة بصدق وحرقة وندامة ليغفرها لك مولاك الكريم بكرمه وفضله ولا تسأل عنها يوم القيامة وأنشدوا
نهاك الطبيب محيلا على
مطاعم لو نلتها لم تمت
وخاطبك الله جل اسمه
بترك الذنوب التي حرمت
فأعرضت عن أمره لاهيا
وأمنت نفسك ما خوفت
فأطمعتها أن تنال الرضا
بجهلك في فضل من قد عصت
فماذا تقول إذا أزعجت
لتخرج بالكره فاستسلمت
فلا ندم حط أوزارها
ولا توبة غسلت ما جنت
} وأفردت وحدك في ملحد
بكت فيه نفسك ما أسلفت
يا أهل الذنوب تدبروا هذه الآية فإن فيها بلاغة لمن تذكر وزجرا لمن اعتبر وتخويفا لمن تدبر ونهيا لمن تفكر
فالفكرة عبادة وخير وزيادة لأن مولاكم الكريم قد خوفكم وهددكم وزجركم بها زجرا شديدا فقال { يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا } آل عمران 30 ثم قال { ويحذركم الله نفسه } آل عمران 30 أي يحذركم عقابه وعذابه إذا عصيتموه ويجزل لكم ثوابه إذا أطعتموه فلا يحقرن أحدكم من الذنوب شيئا وإن صغر فربما كان فيه شدة العذاب والعقاب ولا يحقرن أحدكم حسنة يعملها وإن قلت فربما كان فيه الرضا من الملك الوهاب
واعلموا أن الذنب الذي يحقره صاحبه يكون يوم القيامة في ميزان فاعله أثقل من جبال الأرض فازجر نفسك عن غيها وقدم في حياتك
ليوم فقرك
والأصل في الذنب الصغير أن يكون سببا لدخول صاحبه في النار
إن العبد المغرور يعمل الذنب ويحقره ولا يفكر في من قد عصاه وهو الجبار جل جلاله فعند ذلك
يغضب عليه مولاه ويقول له عبدي حقر ذنبه واستخف بحقي وعزتي وجلالي لأعذبنه عليه بالنار ومن تاب تاب الله عليه وغفر له بالتوبة.
بستان الواعظين ورياض السامعين - (1 / 84)
h[gs fkh kclk shum >gh jt,jih ê,êiç fkh QçXé
توقيع : الأرقم
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان