الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تلوح للإنسان في حياته لحظات مهمة، يستطيع أن ينجز فيها ما لا يُنجِز في غيرها، وقد تمتد الآمال بالإنسان وهو يسعى لتحقيق آماله فلا يظفر من ذلك بشيء رغم تطاول الزمن.
ولعل مما يؤرق المسلم كيفية إفادته من كنوز هذا الكتاب العظيم (القرآن)، وبما أننا مقبلون على رمضان وهو شهر القرآن، فهذا من الفرص المتاحة لتحقيق شيء من هذا المطلب العظيم، والسبيل لتحقيق ذلك هو تدبر القرآن، وقد يقول قائل: وكيف ذلك؟
بداية، أود أن أبين أنّ الكلام موجَّهٌ للجميع، لا يختص بمرتبة علمية، ولا بنوعية خاصة، فالمسلمون جميعًا مطالبون بفهم كتاب ربِّهِم،
وسأذكر هنا بعضًا مِن الأفكار التي تفيد في إيجاد تدبر عملي في شهر القرآن (رمضان):
1- تحديد سورة معينة، ولتكن سورة متوسطة الطول، ويمكن أن يتم ذلك كما يأتي:
أ) تعيين السورة قبل دخول الشهر.
ب) قراءة السورة يوميًا أو قدر خاص منها، المهم التواصل اليومي مع السورة المحددة.
ج) تجهيز دفتر خاص لكتابة الفوائد واللطائف والاستفهامات.
د) محاولة معرفة صُوَر التناسب بين بداية السورة ونهاية السورة التي قبلها.
ه) العناية ببداية السورة واستخراج الفوائد منها.
و) معرفة أسباب النزول إنْ وجدت.
ز) تحديد الكلمات أو الجمل التي تتكرر في السورة، ومحاولة تفسير ذلك.
ح) تسجيل الأفكار الرئيسة التي تدور حولها السورة، ووضع عنوان عام يجمعها جميعًا.
ط) استخراج الأحكام الواردة، أو الأخلاق، والنظر هل أنت مُطبِّقٌ لها، عامِلٌ بها؟
هذه أفكار ومراحل عملية، تجعلك تعيش مع السورة فترة طويلة، قد تستغرق الشهر كله، ولا تستعجل الثمرة، وقيّد كل ما تراه يستحق التقييد، والله يرعاك ويوفقك.
2- قراءة القرآن كاملاً.
يحرص كثيرٌ من المسلمين على ختم القرآن في رمضان، وهذا أمر طيب، ولا يتنافى مع ما ذكرناه من تحديد سورة معينة، ومع هذا يمكننا أن نستثمر قراءتنا لجزء واحد يوميًّا في رمضان، بحيث نقرأ وفي الوقت ذاته نتدبر، وقد نقول وكيف ذلك؟
الجواب في الخطوات الآتية:
أ) احرص على إتمام الجزء المخصص في يومه المخصص.
ب) استخرِجْ مِن الجزء الذي تقرأ ما يتعلق بالأخلاق، وإنما قلنا ذلك؛ لأن رمضان دورة عملية لتهذيب سلوكِنا وأخلاقنا، فلمَ لا نجعل الموَجِّه لنا هو القرآن؟
ج) سَجِّل الخُلُق على ورقة، سواء أكان مأمورًا به أم منهيًا عنه.
د) اسأل نفسك هل تطبق هذا الخُلُق المأمور به، أو تنتهي عن الخُلُق المنهي عنه.
ه) عَدِّل سلوكك على ضوء هذه الأخلاق القرآنية، ستجد أنك يوميًا تتحسن، وتطبق آيات القرآن، وهذه ثمرة التدبر الحقيقية.
و) إذا كثر عليك الأمر، فاستخرج من الجزء كله صفة واحدة محمودة، وأخرى مذمومة، وافعل المحمودة، واترك المذمومة.
إذا انتهى رمضان وقد التزمت بهذا المنهج، تكون قد مارستَ ثلاثين خلقًا حسنًا، وأنتهَيْتَ عن ثلاثين خلقًا سيئًا، ولا تنزعج من تكرار الخلُق، فلا بأس بذلك؛ لأن تكراره في القرآن يعني أهميته.
ز) سجِّل الملحوظات اللطيفة التي تظهر لك في دفترك الذي خصصته لهذا الغرض.
بإذن الله ستشعر أنك استثمرت القرآن في شهر القرآن، وأن القرآن قد أسهم في تغيير سلوكك.
هاتان فكرتان سريعتان عمليتان، اختَرْهُما جميعًا أو إحداهما، وامضِ على بركة الله، وخطِّط للأمر مبكّرًا، وانقل الفكرة لغيرك، لعل الله أن ينفع بها.
د. عويض بن حمود العطوي
صيد الفوائد
تدبر الجزء الاول
"رَبِّ الْعَالَمِين"...."الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ"
الرحمن الرحيم ; لأنه لما كان في اتصافه ب 'رب العالمين' ترهيب قرنه ب 'الرحمن الرحيم' ،
لما تضمن من الترغيب ; ليجمع في صفاته بين الرهبة منه ، والرغبة إليه
( إياك نعبد )
قال ابن تيمية : من أراد السعادة الأبدية , فليلزم عتبة العبودية .
محزون أو ضاق بك أمر أو حلت بك ضائقة
تحتاج شيئا يبشرك ويذهب ما بك،الجأ إلى القرآن ،
﴿قُل مَن كانَ عَدُوًّا لِجِبريلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلبِكَ بِإِذنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِما بَينَ يَدَيهِ وَهُدًى( وَبُشرى لِلمُؤمِنينَ)﴾
{ وسنزيد المحسنين }
وعدٌ من الله ثابت لا يتغير ... فتفقد المحتاجين .. وكن في الخير من المساهمين ..
ولا تبخل ولو بالقليل .. {إن الله يجزي المتصدقين }.
(وإياك نستعين)
لما حُذف المستَعان عليه، شمل كل شيء، فإياك نستعين على صلاح الدنيا والدين والآخرة يا رب
( الحمد لله رب العالمين )
من أعظم مانحمد الله عليه هذه الليلة
أن بلغنا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس
ليلة فرح برمضان وبالقرآن
فنسأل الله أن يجعلنا فيه من أهل القرآن.
﴿يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾
من أعظم ما يحرص عليه أهل الإيمان توصية أبنائهم وذريتهم لزوم طريق النجاة و توحيد الله
لن تعبد الله حق عبادته حتى يعينك الله على ذلك
(إياك نعبد وإياك نستعين )
(إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)
هكذا جاء الأمر
لكن المصيبة في عقلية وقلوب المعاندين
العبرة: كن سريع الاستجابة لربك
.
لمن يضمر شرا لأحد
لمن نوى فعل معصية
لمن تحدثه نفسه بشيء لا يرضي ربه
لمن امتلأ قلبه غلا وحقدا
لمن يظهر خيرا ويبطن عكس ذلك
تذكر: ﴿أَوَلا يَعلَمونَ أَنَّ اللَّهَ يَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَما يُعلِنونَ﴾
{وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ}
تنعّم بالكثير المباح ....
ولا تقرب من القليل المحَـرّم .!
سورة البقرة أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة كما ثبت، يعني السحرة،
وإن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة، فاعمروا بها قلوبكم وبيوتكم
{ومما رزقناهم ينفقون}
تأمل (رزقناهم) . .
المال الذي تبخل بإنفاقه هو رزق رزقك الله إياه لو شاء لمنعك فلا تبخل على نفسك...
وَيُقِيمُونَ الصلاة ومِما رزقْناهمْ يُنفقُون "
كثيرا ما يجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن, لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود, والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده، فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود, وسعيه في نفع الخلق، كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه
أعجز الناس عن إصلاح غيره من عجز عن إصلاح نفسه
(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)
{ قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم}
تمسّك بنهج الملائكة ..
فاحمد الله على علمٍ أتاك ، وفضلٍ حباك ، ونعمة تغشاك .
وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ}
لا تغتر بعلمك ، واسأل الله الثبات على الهدى ، فقد تفقده في لحظة ،وتلحقك اللعنة .
(إياك نعبد وإياك نستعين)
هذه الآية اشتملت على أمرين عظيمين قيام الدين ومبناه عليهما وهو:
إفراد الله بالعبادة، وإفراده بالاستعانة.
ولا بد لكل مسلم أن يراجع نفسه في هذين الأمرين
(فَأَنجَيۡنَٰكُمۡ...)
بقدر إيمانك بالله، تأتيك النجاة
يتبع
إذا تأملت سورة الفاتحة وجدتها جمعت صور العبودية لله تعالى: حمد، وثناء، وتمجيد، واستسلام، واستعانة، ودعاء، لا عجب ألا يقوم عمود الإسلام إلا بأم الكتاب
(ثم قست قلوبكم) التكلؤ في تنفيذ أمر الله عزوجل يورث قسوة القلب وقسوة القلب تورث التلكؤ في تنفيذ أمر الله عزوجل حطّم جدران القسوة بسرعة استسلامك لأمر الله
يقول ابن القيم: إن الله تعالى قد أنزل 104 كتب ، جمع معانيها في ثلاثة كتب: التوراة والإنجيل والقرآن ، وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن، وجمع معاني القرآن في الفاتحة، وجمع معاني الفاتحة في "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
قال تعالى : ( مالك يوم الدين ) إن قال قائل : أليس مالك يوم الدين، والدنيا ؟ بلى، لكن ظهور ملكوته، وملكه، وسلطانه، إنما يكون في ذلك اليوم لأن الله تعالى ينادي: (لمن الملك اليوم) فلا يجيب أحد فيقول تعالى: (لله الواحد القهار) في الدنيا يظهر ملوك يعتقد شعوبهم أنه لا مالك إلا هم
(وإياك نستعين) لما حُذف المستَعان عليه، شمل كل شيء، فإياك نستعين على صلاح الدنيا والدين والآخرة يا رب
الآيات الثلاث الأولى من سورة الفاتحة اشتملت على أركان العبادة: {الحمد لله رب العالمين} المحبة {الرحمن الرحيم} الرجاء {مالك يوم الدين} الخوف
سائل يسأل : أعاني من التفريط في الصلاة .. أصلي تارة وأترك تارة .. فما الحل ؟ . الجواب ببساطة : تريد المحافظة على الصلاة .. احرص على الخشوع فيها . { وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين }
(ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم ) سأل أحدهم يا أبا حازم، ما لنا نكره الموت؟ فأجابه : فقال لأنكم خربتم آخرتكم وعمرتم الدنيا فكرهتم أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب.
(هدى للمتقين) أعظم الناس انتفاعا بهدى القرآن : من أقبل على القرآن بصدق ورغبة متخليا من موانع الهدى متحليا بأسبابه.
{ فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون } اتبع هدى ربك يضمن لك سعادة الدارين
(وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ } القلب كالإسفنج يتشرّب من الوسط الذي هو فيه . فـأنِْ بنفسك عن مظان ومواقع الفتن .
(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولم يأتكم مثل الذين من قبلكم مسّتهم الباساء والضراء وزلزلوا...)
مع شدة الوباء كورونا والأمر بالحجر ما زلنا نعيش آمنين في بيوتنا لم نزلزل،
لكن البعض ضاق صدره وقل أمله بربه: متى فرج الله؟!
يامن تريدون عند الله جنة اصبروا على البلاء والمحنة
أمر بالصبر(استعينوا بالصبر والصلاة)
وترغيب بجزائه(إن الله مع الصابرين)
وبشارة لأهله(وبشر الصابرين)
تهيئة للعبد إن أصابه ابتلاء (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع..)
ومعين له على التكاليف: الصيام والحج والقتال والقصاص والوصية والطلاق والعدة كلها بحاجة إلى زادٍ من الصبر
(ولكل وجهة هو موليها)
قال:ياليتني مثل فلان في كثرة صلاة النوافل
فقلت له:أنت تقرأ ٦ أجزاء يوميا
فلكل وجهة وباب إلى الله
حافظوا على الصلوات
توسطت آيات الطلاق كأنها إشارة إلى وسيلة العلاج للمشاكل الزوجية والأسرية..
أليست الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتعظّم الله وشرعه وأحكامه؟!
وأنت تقرأ آيات الطلاق ترى عظيم رفع قدر المرأة في الإسلام واهتمامه بها:
(فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) (فأمسكوهن بمعروف أوسرحوهن بمعروف)
(ولا تمسكوهن ضرارا)
(فلا تعضلوهن)
(ومتعوهن)
(فنصف مافرضتم)>في حق من طلقت قبل الدخول وحدد لها مهرا.
كل هذه الآيات في تشريع الطلاق بأدق التفاصيل وبهذا التعظيم ويآتي من يظن أن الطلاق مجرد كلمة تجري على اللسان دون أدنى مراعاة لحرمتها..بل بتمام الإستهانة والاستخفاف بحقها وبكمال التعدي على حدود الله..
( ألآ إنّ نصر الله قريب - يسألونك ماذا ينفقون ...)
نصر الله قريب من المتصدّقين ..
(قل لله المشرق والمغرب)
لله وحده سبحانه ..
اعرف باب من تطرق!!!
( إنا لله وإنا إليه..)
نحن منه في البداية وإليه في النهاية ؛ ولهذا : لنكن (معه) فيما بين ذلك ،،
{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا}
الاعتراضُ على شرع الله من السفه.
والمؤمنُ الصادق إذا بلغه الأمر من شريعة الله قال: سمعنا وأطعنا.
(وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)
قاعدة في تعاملك مع كل شخص جمعتك به علاقة: زواج،قرابة،عمل،دراسة...
•مهما بدر من أحدكما خطأ او زلة تكدر صفو العلاقة، فهناك أفضالا سابقة كانت بينكما...
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ )
لاتتعب نفسك في إظهار نواياك
يكفيك علم ﷲ بها .
(وَلَنَبْلُوَنَّكُم ( بِشَيْءٍ )مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )
مهما كان ذلك البلاء صغيرًا أو كبيرًا فهو يبقى شئ بسيط أمام رحمة الله وفضله ومجازاته للصابرين
{قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ}
إذا علم اللهُ صدق نيتك حقق لك مرادك، وبلَّغك مرادك، فاصدق الله تسعد.
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا}
لحظاتٌ حرجة يحتاج فيها المرءُ لشفيعٍ يعينه، فإذا من اتْبَعَهم في الدنيا على غوايتهم تبرأوا منه في الآخرة.
فدقق في اختيار الصاحب ومن تتبع وتقتدي به
{ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ..}
تذكر عند سعيك بين الصفا والمروة تلك المرأة ( هاجر)؛ التي سعت بينهما وهي في كربٍ وشدةٍ وعطشٍ واضطرار؛ فأغاثها الله، فاسعَ كما سعت، مستشعراً اضطرارَك لطلب مافيه صلاحُ دينك ودنياك.
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}
استبقوا كل فرصةٍ تلوح
استبقوا كل موسمٍ يحل
وشهرُ رمضان حلَّ بيننا، فأين المتسابقون باستثماره وجني فضائله؟
فالبِدار..البِدار
"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا"
وسطا في الأنبياء
ووسطا في الشريعة,
وفي باب الطهارة والمطاعم,
فلهذه الأمة من الدين أكمله, ومن الأخلاق أجلها, ومن الأعمال أفضلها. ووهبهم الله من العلم والحلم, والعدل والإحسان, ما لم يهبه لأمة سواهم.
تفسير السعدي
{تِلْكَ حُدُودُاللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ}
جاءت بعد محرماتٍ لها حمىً ولها مقدماتٌ تقود إليها
فتنبه واحذر من الاقتراب منها
{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَاۚ}
جاءت عقب أوامرَ يقف المسلمُ عندها ولايتجاوزها، ومن تعدى وتجاوزها أو زاد فيها فقد وقع في الظلم.
أيها الصابر لو بشرك أحدهم ببشرى تسرك، لا شك ستُسر وتبتهج،
فكيف بوعد الله في قوله ﴿وبشر الصابرين﴾،
فهنئيا لك البشرى في الدنيا والآخرة.
(كتب عليكم الصيام)
الصائمون كثير
لكن الصائم في بصره وسمعه ولسانه قليل
فإذا حققنا هذه الامور
فزنا بالغاية (لعلكم تتقون)
كلما حدثت نفسك أن التكاليف شاقة، ذكّرها:
(يريد الله أن يخفف عنكم)
(يريد الله بكم اليسر)
(ليس عليكم جناح)
(ولا جناح عليكم)
أحكام الشريعة مبنية على التيسير، استعن بالله وامتثل لأمره واشكره على التكليف والتشريف تجد اليسر في كل طاعة
*{ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره}
في حق من طلقت قبل الدخول ولم يحددلها مهرا.
*{فنصف مافرضتم }
في حق من طلقت قبل الدخول وحدد لها مهرا
اهتم الإسلام بمشاعر المرأة وجبر خاطرها،
فالطلاق قبل الدخول فيه كسر لها،
فجعل الله لها ما يجبر به خاطرها.
(وَلَا تُمۡسِكُوهُنَّ ضِرَارࣰا لِّتَعۡتَدُوا۟ۚ "وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُ")
إلى من لا يزال مُعلّقًا زَوجته :
تذكر أنك بفعلك هذا ظالم لنفسك قبل أن تظلم زوجتك
﴿الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحسَانٍ﴾
آيات السورة الكريمة تحث على الإحسان حال الانفصال،كما كان الدخولُ كريمًا ليكن الخروج كريمًا أيضا
الله يأمر بالإحسان في كل أحوال المفارقة
ويأبى البعض إلا الإساءة في كل حال
فأين الامتثال؟
(يا أيها الذين ءامنوا استعينوا بالصبر والصلوٰة )
جرّب عند البلاء أن تصبر وتبسط سجادتك وتستغني بالخالق عن المخلوقين أول الثمرات(إن الله مع الصٰبرين)
ويكفيك شرف المعية!
".....قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون"
التسليم المطلق لله بأننا له،وسنعود له.
﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان﴾
قد جاء في الحديث فيما معناه أن للدعاء ثلاث حالات:
إما أن يستجاب لك في الدنيا
أو يُدخر لك في الآخرة
أو يُصرف عنك بقدره من السوء
فالمؤمن بالدعاء رابح رابح!
" إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ"
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده
وفيها قال عبد الله بن عمر : ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي .
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ }
حب البشر للبشر محدود
وحب الله باقٍ ، وليس لـه حدود
"..حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب"
من صفات المؤمن الإستبشار وحسن الظن بالله.
"ولنبلونكم بشيء من الخوف....."
صدق الله مع المؤمنين بأن الدنيا دار بلاء وامتحانات كثيرة،
وفي نهاية الآية بشارته لهم بأن قال سبحانه"وبشرالصابرين"
[ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ]
ينبغي أن تكتب هذه الآية بماء العين وتوضع نصب الأعين في كل مؤسسة وأمام كل جهة مسؤولة.. فلو علم الناس ما فيها وأقاموا حدها لما ضاع حق وما قهرت قلوب..
(وَمِنهُم مَن يَقولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ)
ليكن دعائك في رمضان ان تسأل الله من خير الدنيا والاخره معا ولايكن همك الدنيا فقط.
"الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء.."
حياتك ليست كاملة ربّما لا تحصل لك وظيفة أو تفشل في مشروع ما أو تفصل من عملك،فيصيبك إحباط بأنك سوف تكون فقيراً.
بل اسعى واستعذ من الشيطان والله لايخيّب من سعى.
( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )
يقومون في الآخرة من قبورهم كهيئة المصروع ...
كما كانوا في الدنيا كالمجانين في طلب هذا المكسب الخبيث
سبب ورود آية الكرسي في وسط الكلام عن المنهج
هو أننا أثناء تطبيق هذا المنهج نحتاج إلى ما يثبتنا ويشعرنا بأن هذا المنهج من الله تعالى،
وأن الله ولي من يطبق هذا المنهج
[ٱلله وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ]
"فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ"
من أسباب الزيغ والانحراف تضعضع اليقين بالقلب بكثرة الاشتغال بإيراد الشبه حتى تستحكم
﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85
عبادًا ربانيين، منقادين مطيعين مسلمين لله ربِّ العالمين، فالعبودية هي الإسلام لله، والدين هو الإسلام
﴿يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه﴾
تغلب العاطفة كثيرا من الزوجات فتورط نفسها بقروض لزوجها ثم ينكرها وتندم!
فاعملا بهذه الآية د. رقية المحارب
مَثَل قرآني مُؤثِّر، يصوّر الله فيه الحاجة الشديدة لثمرة العمل الصالح عند فوات الأوان، والانتكاسة بعد الاستقامة
نسأل الله العافية والثبات
فصاحب الجنة فقَدَها عندما أصبح كبيرًا وله ذرية ضعفاء، فلا يقدر على الغرس مجددا لِكِبَره، ولا يقدر ذريته لضعفهم
﴿فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله
صاحب الهوى هو من يبحث في الأدلّة عما يناسب هواه ورأيه وإن أساء فهم الدليل وجانب الحق؛
[ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين. إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا.. ]
يا من تدعون إلى الدين الإبراهيمي ها هو ذا.. لن تجدوه إلا في الإسلام فاقبلوه باسمه وسمته وإلا اخسئوا وموتوا بغيظكم..
(فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَفَ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
هنا فائدة تربوية( التحذير قبل العقاب و بيان كيفية العقاب عند تكرار الخطأ حتى يحذر الشخص العودة لهذا الخطأ )
﴿يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى﴾[البقرة: ٣١]
من صور الأذى المعاصرة إذلال المسكين بتصويره في حال لا يرضيه، أو كسر قلبه، أو استخدامه أداة تسويق وشهرة.
﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم﴾[آل عمران: ٣١]
مقياس دقيق، ومؤشر نجاح واضح،
هل تحب الله؟
ما مدى متابعتك لرسوله صلى الله عليه وسلم؟
قمة الفرح والسعادة يوم القيامة (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا)
وقمة الشقاء (وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا)
سورة آل عمران هي شقيقة سورة البقرة سميت (بالزهراوين).
وهناك تشابه كبير بينهما، فكلتهما بدأتا بـ [ألم]،ثم الحديث عن القرآن , واختتمتا بدعاء،
{كل نفس ذائقة الموت}
انتهت الرحلة
توقف العمل
اصبحت الدنيا من الماضي
لكن العبرة كيف كانت الخاتمة؟
رب أحسن خاتمتنا
(فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت)
هذا مثل مخيف لحال من عمل صالحا في ظاهرة وقلبه معلق بعيون الخلق
فتذهب أعماله هباء منثورا
﴿وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير﴾[البقرة: ٣١]
مهما اجتهدنا في الاستجابة والامثال والطاعة سيظل التقصير سمة البشر، فلا يجبر تقصيرنا إلا رحمة الله وغفرانه.
( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية )
قدّم الليل على النهار والسرّ على العلن للدلالة على أن أعمال الخفاء أعظم وأقرب للإخلاص والقبول ..
﴿قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي﴾[البقرة: ٣١]
شتان بين من يطلب الأدلة والبراهين ليزداد إيمانه وتقوى تقواه، وبين من يطلبها تشكيكا وإضلالا.
﴿الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم﴾
أي الوعدين أصدق؟!
{ولا يئوده حفظهما}
أي :لا يثقله ولا يشق عليه حفظ السماوات والأرض.
من لا يعجزه حفظ السماوات والأرض - مع عظم خلقهما-،
لن يعجزه حفظنا ورعايتنا وتدبير أمورنا،
••فلا تقلق وتوكل عليه وحده..
﴿يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد﴾
اعتاد بعضنا على التصدق بالتالف أو ما انقضت حاجتنا منه، والمطلوب مع هذا أن ننفق مما نحبه ونرضاه.
لا يوجد تشريع أرضي يراعي مشاعر الناس كما يراعيها الإسلام
(قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى)
أنفق من أخلاقك قبل أن تمد يدك بالصدقة..
﴿يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل﴾[البقرة: ٣١]
توجيه رباني حكيم،
فتوثيق الحقوق والعقود لا يعني التخوين أو التشكيك، فبه تدفع كثير من الخلافات، وتحفظ الصلات، وتحل المشكلات.
(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا")
خلقنا الله خطائين ذوي نسيان، وبعضهم لا يراك إلا معصوماً لا يقبل منك أي خطأً..
قال ذو النون المصري: "لاخيرَ في صحبةِ من لا يحبُ أن يراكَ إلا معصوماً
{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا}
العفة شرف وتـَرفّع ورقي في الدارين،
وللمتعفف لذة ، بيقينه بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، تنسيه قسوة ومرارة الحاجة .
(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)
(ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون)
أجمل الإنفاق إنفاق مما تحب لا تخلّصٌ مما لا تحب
( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا)
كم هو مخيف ومؤلم أن يزيغ القلب بعد أن ذاق حلاوة الإيمان وأبصر نوره !
فيامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِیَّا رَبَّهُۥۖ قَالَ رَبِّ هَبۡ لِی مِن لَّدُنكَ ذُرِّیَّةࣰ طَیِّبَةًۖ)
وكما أن لكثير من الطاعات مواسم ومواقيت فاالدعاء كذلك له أوقات مباركة ..
والدعاء عند رؤية النعم ونزول الرحمات حريٌ بالإجابة !
(إنّ الدِّينَ عِندَ الله الْإِسْلَامُ ۗ )
الإسلام وهو الاستسلام لله بتوحيده وطاعته التي دعت إليها رسله، وحثت عليها كتبه، وهو الذي لا يقبل من أحد دين سواه،
وهو متضمن للإخلاص له في الحب والخوف والرجاء والإنابة والدعاء ومتابعة رسوله في ذلك، وهذا هو دين الرسل كلهم،
كم من متاع فرحنا به وتعلقنا به ...
ثم ماذا ؟!
ذهب وذهبت متعته( ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ)
لزكريا: أن الله يبشركَ
لمريم: إن الله يبشركِ
ليس بين العبد والبشارات الربانية والعطايا الإلهية إلا أن يصدق مع الله في عبادته ودعائه وإخلاصه وتوكله عليه وتبتله بين يديه
(وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ)
عند الفتن تجد العلماء هم الأكثر ثباتًا وهذا من عظيم ثمرات العلم حين يقترن بالإيمان ..
(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ)
التجارة مع الله هي الرابحة
التجارة مع الله لاتتأثر بالعوامل الدنيوية كي تنمو وتزيد !!
فقط تحتاج منك للبذل والإخلاص
(وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما)
طمئن بها قلبك حين تتقاذفه أمواج الخوف والقلق..
أنت تعيش بأمان ما دام الحي القيوم يحفظك..
(إن الدين عند الله الإسلام)
(ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه)
ليس في القرآن حوار أديان، القضية محسومة لصالح الإسلام، هذا كلام الله عزوجل غير قابل للنقاش!
"الله وليّ الذين آمنوا.."
اللهم لا توليّ علينا غيرك وتولّنا في من توليت.
{وما تنفقوا من خير "فلأنفسكم"}
وأنت تتصدق وتنفق ،
استشعر بأنك أحوج لفضل الصدقة وأجرها قبل الفقير.
°فهي زكاة وتطهير لنفسك:
(خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)
﴿الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار﴾
بدأ بـ(الصبر) الذي هو وقود العبادة وسيد الأخلاق، وختم بـ(الاستغفار)؛ لأنه لا يَسْلم من التقصير أحد؛ مهما بلغ في عبادته
{إنما البيع مثل الربا}
بكل صفاقة وانعدام للأدب جعلو الحرام حلالا
تزييف الحقائق
وتغيير المسميات لا يغير أحكامها
(فمن جاءه موعظة من ربه "فانتهى")
هكذا ينبغي على المؤمن
أن يستجيب مباشرة لأمر الله،
عود نفسك إذا ذكرت بخير أونهيت عن شر
أو ووعظت فاستجب مباشرة.
عندما بشرّت الملائكة يحيى في قوله تعالى"كذلك الله يفعل ما يشاء"
بينما عندما بشرت مريم قال تعالى "كذلكِ الله يخلق ما يشاء.."
في شأن يحيى قال(يفعل)لإن أمر حمل زوجته كانت أسبابه منقطعة،
وفي شأن مريم قال(يخلق)لإنها غير متزوجة والأمر كان مستحيلً.
{لا يكلف الله نفسًا إلّا وسعها}
هذه بشارة لك ،لن يكلفك الله مالا تطيق وإن اجتمعت عليك نوائب الحياة وقيّدتك من كل جانب
[الم *ٱلله لا إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيه] (1-3).
فإلهك إله واحد وهو المعين على الثبات، والكتاب حقّ، وهو طريقك إلى الثبات على هذا الدين
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا }
ليس الرزق محصورًا في الماديات، بل هناك ما هو أعظم منها بكثير ، إنها الحكمة ، تُوهَب ، من رب العالمين ..
﴿فَلِمَ تُحاجّونَ فيما لَيسَ لَكُم بِهِ عِلمٌ }
النهي عن المجادلة والمحاجه بغير علم
﴿فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة﴾
من يحرص على تتبّع مواطن الشبهات والخلافات وبثّها بين العامة فهو صاحب هوى ؛
*(وما تنفقوا من خير يوف إليكم)
قد تنفق خيرا
و يجحدك من أنفقت عليه،
أو تستقله فتظن أنه لن يفيد من تصدقت عليه.
تذكر لا شيء يضيع عند الله بل يوفى إليك...
الصلاة هي الموضع الذي اختار الله أن يبشر فيه زكريا برزق انتظره طويلاً :
{ فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أنّ الله يبشّرك}
فالصلاة باب البشائر والعطايا والهبات الربانية
"آمَنَ الرسُولُ بِما أُنزِلَ إلَيْهِ مِن رّبِّهِ وَالمؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمنَ بِاللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ لا نُفرِّقُ بيْنَ أحدٍ من رُّسُلهِ ۚ "
عن أَبي مسعود البدْرِي عن النبي ﷺ قال:
(منْ قرأَ بالآيتينِ منْ آخرِ سورة البقرةِ في ليلةٍ كَفَتَاه) متفق عليه
والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوالألباب.ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا..
رسخوا في العلم ويخافون من زيغ قلوبهم فكيف بمن دونهم.. وكيف بالجاهل بربه وبدينه..
فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ
( فمن يكفر بالطاغوت ) يعني الشيطان وقيل : كل ما عبد من دون الله تعالى فهو طاغوت ، وقيل كل ما يطغي الإنسان
﴿ ثم لا يتبعون ما أنفقوا منّاً ولا أذى ﴾
دع صدقتك وكرمك يرحل دون أن تلحق به او ان تفتخر به او تصوره
فقط دعه يرحل من ذاكرتك للأبد وانتظره عند ربك
﴿ فأذنوا بحربٍ من الله ورسوله ﴾
من يُصر على الربا، قد فتح على نفسه جبهة حرب مع الله، وليتوقع المصيبة في أي شيء وفي أي وقت
(يا أَيّها الذين آمنُوا أنفقوا)
يا من آمنتم باللّه وصدَّقتم رسوله وعملتم بهديه أخرجوا الزكاة المفروضة، وتصدّقوا مما أعطاكم اللّه قبل مجيء يوم القيامة حين لابيع فيكون ربح، ولا مال تفتدون به أنفسكم من عذاب الله، ولا صداقة صديق تُنقذكم، ولا شافع يملك تخفيف العذاب عنكم
﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾
رسالة لنساء هذا الزمن ممن تمردن على شرع الله ، تأملي في سيرة هذه المرأة الطاهرة لتعرفي اسباب الاصطفاء .
التعديل الأخير تم بواسطة امانى يسرى محمد ; 15-04-2021 الساعة 09:02 AM