منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   معًـا نبني خير أمة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=100)
-   -   كيف أشعر بعظمة الله ولا أغتر بنفسي؟ (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=131261)

نبيل القيسي 26-05-2021 03:14 PM

كيف أشعر بعظمة الله ولا أغتر بنفسي؟
 
أحيانًا قد يَتَعَرَّض الإنسانُ لبعض الوساوس التي تُراوده، وقد يكون بعضُها خطيرًا لا يستطيع التحدُّث بها، وعليه ألا يلقي لها بالًا، وهي لا تُؤثِّر عليه بإذن الله، بل هي دليلُ الإيمان.
وخوفُك ابني العزيز دليلُ صدقِ إيمانك وإسلامك، فإنَّ هذا الحزن الذي يُصيبك بسبب خوفك مِن هذه الوساوس هو دليلٌ صريحٌ على إيمانك وصِدْق يقينك، وأنت مَأجورٌ ومثابٌ إن شاء الله على هذا الهم وهذا الجهد الذي تَبْذُله لدفع هذه الخطرات والوساوس، وقد ابتُلي بِمِثْل ذلك كبارُ الصالحين والعلماء والأولياء، بل حتى الصحابة الكرام، فكان أحدُهم يجد في نفسه مثل هذه الوساوس، فيُبَشِّرهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنها لا تضرُّهم، بل إنها دليلٌ على صدق إيمانهم وقوة يقينهم؛ لأن الشيطان لما عجز عن إضلالهم وإيقاعهم في الكفر، قصَد إلى الوسوسة بهذه الخطرات وهذا التشكيك، فحاولوا كما تفعل أنت تمامًا أن يَدْفَعُوا هذه الوساوس عن أنفسهم، فشهد لهم بأنَّ هذا دالٌّ على صحة إيمانهم وقوة يقينهم وسلامة اعتقادهم؛ ففي الحديث الصحيح: جاء أناسٌ مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يَتعاظم أحدنا أن يَتكلَّم به، فقال صلى الله عليه وسلم: ((وقد وجدتموه؟))، قالوا: نعم، قال: ((ذاك صريح الإيمان))

جميل سؤالك: كيف تُعظِّم الله؟!

فالعبدُ كلما عَظَّم ربَّه عزَّ وجل تلذَّذ بذلك التعظيم، وكلما أذلَّ نفسه لله سبحانه وتعالى أحسَّ بالعزة، فعليك ابني الكريم بكثرة السُّجود، وإرغام نفسك، وتمريغ جبهتك لله، واعلمْ أنه أقرب ما يكون العبد مِن ربه وهو ساجدٌ.
وعليك بدعاء الله ومناجاته، ومن ذلك: "أسألك بعِزِّك وذلي إلا رحمتني، أسألك بقوتك وضعفي، وبغناك عني وفقري إليك، هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك، عبيدك سِواي كثير، وليس لي سيدٌ سِواك، لا ملجأ ولا مَنجى منك إلا إليك، أسألك مسألةَ المسكين، وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضريع، سؤال مِن خضعت لك رقبتُه، ورَغِم لك أنفُه، وفاضتْ لك عيناه، وذل لك قلبُه".

ومما نُوصيك به ابننا العزيز صُحبة الصالحين العابدين، سواء في المدرسة، أو في مسجد الحي، وحرصك على صلاة الجماعة، ومُجالَسة العلماء والاستفادة منهم، وسؤالهم فيما أشكل عليك.
وجلوسك في حلقات القرآن الكريم مع إخوانك وزملائك له أثرٌ كبيرٌ في البُعد عن الوساوس التي يُصاب بها المنعزلُ عن الجماعة.
عليك بتنويع العبادة حتى لا تَمَلَّ، فاضربْ بسهمٍ في كلِّ نوعٍ مِن أنواع العبادة، فكما يَلزمك الطهارة والوضوء احرصْ على الذهاب إلى المسجد، واحضر الدروسَ والمحاضرات، وشاركْ في السؤال والمناقشة، واجعل لسانك رطبًا بذكر الله، وصِلْ أرحامك مِن خلال زيارتهم أو الاتصال بهم، وقم بالخدمات اللازمة لوالديك، وأسهِم في الأعمال التطوعية والأنشطة الطلابية، وابتعدْ عن الوَحدة والانعزال، وحاوِلْ ألا تبتعدَ عن الرفقة الطيبة.
ولا تشغلْ بالك بالتفكير في الموت، فالحياةُ طيبة للمسلم، وهي بالعبادة والذِّكر أطيبُ وأحسنُ، والحياة نعمة ووسيلة للأعمال الصالحة التي تُقرِّبك من الله، وترفع منزلتك عنده في جنات النعيم.
وفي الأخير نسأل اللهَ لك ابني العزيز حياةً سعيدةً، طيبةً جميلةً

مَليئةً بالطاعات والقُرُبات التي تَنفعك في الدُّنيا وبعد المَمات


الساعة الآن 01:56 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام