• كم نعمةٍ أسبغَها عليك تستَدعي حمدكَ إيَّاه في كلِّ لمحة، وكم مِنَّةٍ أسداها إليك تستوجبُ شكركَ له في كلِّ لحظة! فلا يزالُ لسانك رطبًا بالثناء عليه في كلِّ خَطرة.
• كلُّ حمدٍ لأحدٍ من العالَمين فالله أَولى به، أوَليس قد خلق لك لسانًا حامدًا، ويسَّر لك أسبابَ حمدِه؟ إنَّ حمدك إيَّاه نعمةٌ تستوجبُ منك مزيدَ الحمد.
• هو ربُّ العالمين، وإليه مردُّ الأوَّلينَ والآخِرين، فيا خيبةَ مَن صرف شيئًا من العبادة والتعظيم، لمربوبٍ ضعيفٍ مثلِه وترك الجليلَ العظيم.
﴿الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾ [﴿ الفاتحة ﴾: 3]
• سبحانه، هو وحدَه المستحقُّ لكلِّ حمد، فإن كنتَ حامدًا لأجل الكمال فإنه الله، أو للإحسان فإنه ربُّ العالمين، أو للرجاء فإنه الرَّحمنُ الرَّحيم، أو للخوف فإنه مالكُ يوم الدِّين.
﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [﴿ الفاتحة ﴾: 4]
يَوْمِ الدِّينِ: يومِ الجَزاءِ والحِساب.
• تأمَّل كيف أُفرِد يومُ الجزاء ها هنا بالذِّكر تعظيمًا له؛ فإن كلَّ مُلكٍ في الدنيا إلى زوال، ويبقى وحدَه يومئذٍ متفرِّدًا بالملك الذي لا يزول،{لمَنِ المُلكُ اليومَ للهِ الواحدِ القهَّار}.
• ليَطمئنَّ قلبُك إلى أن الجزاء على الأرض ليس هو الجزاءَ الأخير، ولتوقِنْ أن عمُرَك مهما كان محدودًا فهناك حياةٌ أخرى تنتظرك تستحقُّ أن تجاهدَ لها، وستُوفَّى فيها أجرَك غيرَ منقوص
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ: الطَّريقَ الذي لا عِوَجَ فيه؛ وهو الإسلام.
• الهداية أعظمُ مطلوب، وأجلُّ مرغوب، فاجعَل وسيلتَك إلى طلبِها من مَولاك: توحيدَه وإخلاصَ عبادته، وتمجيدَه والثناء عليه.
• لا نجاةَ إلا بالاهتداء إلى الصِّراط القويم، والتزام الشَّرع المستقيم، ومَن فاته الهُدى تقلَّب بين المغضوب عليهم والضالِّين، فما أشدَّ حاجتَنا إلى هداية أرحم الراحمين!
• الطريق الموصلُ إلى الله واحدٌ مقصود، وما سواه مغلقٌ مسدود، فلا تقرَع سوى بابِه، ولا تسترشد بغير رسُله وكتابِه.
• الصِّراط المستقيم طريق وسَطٌ عَدلٌ لا إفراطَ فيه ولا تفريط، في العقائد والأحكام والأخلاق والآداب، فاتَّخذه منهجًا في شؤون حياتك، واطلُبه كلَّ صلاةٍ من خالقك.
• وَقعُ أقدامك على الصِّراط في الدنيا يحكي وَقعَ أقدامك على الصِّراط في الآخرة، فانظر أين تضعُ قدميك هنا، فإنَّك ستضعُهما هنالك.
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ: اليهُودِ، ومَن شابَهَهُم في تَركِ العمَلِ بالعِلم.
الضَّالِّينَ: النَّصارى، ومَن شابَهَهُم في العمَلِ بغَيرِ عِلم.
• أيها المسلمُ، حذارِ أن تقتفيَ آثارَ من عدَلَ عن اتِّباع الحقِّ كِبرًا وعِنادًا، ومَن عدَلَ عنه جهلًا وضلالًا.
فاعرفِ الحقَّ واتَّبع أهله.
• شتَّان ما بين الفريقين؛ مَن أنعم الله عليهم بالهُدى وسدَّد سبيلهُم، ومَن غضب عليهم وأضلَّ أعمالهُم، فهنيئًا لمَن كان في الأوَّلين، وبؤسًا لمَن كان في الآخِرين.