منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   الخلافة الراشدة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=56)
-   -   خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه 1 (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=132840)

احمد محمد حلمي 09-09-2021 07:51 PM

خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه 1
 
[Forwarded from الخلافة الراشدة]
عثمان بن عفان رضي الله عنه

إنه فَتىٰ قريش الأول وشريفُها المُبَجَّل.
كريمُ الأخلاق فى نفسه, عالى النَسبِ فى قومه, حبيبٌ عند سائر عشيرته, حتى إن المرأة من قريشٍ حين كانت تُداعب طفلها تقول له: ُأحبُك والرحمٰن *** حُبَّ قريشٍ عثمان.

فمن عثمان هذا ؟

إنه عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أميةَ بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصَىّ, فهو ينتمى إلى بنى ُأمية ويلتقى مع الرسول صلي الله عليه وسلم فى الجَدِ الرابع ( عَبدِ مناف ) لذا هو أقرب العشرة المبشرين نسباً إلى الرسول صلي الله عليه وسلم بعد علىٍ رضى الله عنه ,

وأم عثمان هى أَرْوَىٰ بنت قُرَيْز, وأم أروى هى أم حَكيم البيضاء بنت عبد المطلب توأمةُ عبدِ الله والدِ النبى محمد صلي الله عليه وسلم, فعثمان رضي الله عنه هو ابن بنتِ عم النبى صلي الله عليه وسلم.

فهو إذاً من أقربائه صلي الله عليه وسلم من جِهَتىّ الأب والأم.

ولد عثمان رضي الله عنه فى مكة السنةِ السادسة من عام الفيل, ونشأ وترعرع بين جبالها ووِديَانها وفى أحضان بيتها العتيق.

كنت إذا رأيت عثمان رأيت رجلاً ذا حظٍ من جمال الخِلقَةِ تَسُر الناظر, فهو حَسنُ الوجه, كَثُّ اللحية, رَبْعَةٌ من الرجال, ليس بالطويل ولا القصير, عظيمُ الكَتِفَيْن, بَعيد ما بين المَنكِبين, أبيض اللون مَشُوبٌ بِسُمْرَة, رقيقُ البَشَرَة, كثيف الشعر فى ساعديه ورِجليه وشعر رأسه يضرب أسفل أذنيه.

يقول عنه عبد الله بن حَزْمٍ المازِنىّ: ما رأيت أحسن وجها منه.

كان رضي الله عنه فى الجاهلية من أفضل الناس فى قومه, فهو عريض الجاه ثَرىّ, شديد الحياء, عذْبُ الكلمات, فكان قومه يحبونه أشد الحب ويوقرونه.

لم يسجد فى الجاهلية لصنمٍ قط, ولم يقترف فاحشةً قط, فلم يشرب خمراً قبل الإسلام, وكان يقول إنها تُذهب العقل والعقل أسمى ما منحه الله للإنسان وعلى الإنسان أن يسمُوَا به لا أن يُصارِعه.

يقول رضي الله عنه عن نفسه ما تَغنيتُ ولا تَمنيت ولا مَسستُ ذكرى بيمينى منذ بايعت بها رسول الله , ولا شربت خمراً فى جاهلية ولا إسلام, ولا زنيت فى جاهلية ولا فى إسلام.

وكان رضي الله عنه على علم بمعارف العرب فى الجاهلية ومنها الأنساب والأمثال وأخبار الأيام, وسَاحَ فى الأرض, فرحل إلى الشام والحبشه, وعاشر أقواماً غير العرب فعرف من أحوالهم وأطوارهم ما ليس يعرفه غيره, واهتم بتجارته التى ورِثَها عن والده, ونمت ثروته وأصبح يُعَد من رجالات بنى أمية الذين لهم مكانةٌ فى قريش.

هذه الصفات كانت كفيلة بأن تجعل المرءَ قريباً من الخير, يَرِدُ موارده دون تردد.

فكيف بعثمان بن عفان وهو الصاحب المُقرب من أبى بكر وخدِينُه المُحَبَبْ, فقد جاءه أبو بكر ذات يوم ورسول الله قد بُعث وانضم إليه أبو بكر رضي الله عنه ونفرٌ قليل لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة, فقال له أبو بكر الصديق: ويْحَكَ يا عثمان, والله إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل, هذه الأوثان التى يعبدها قومك أليست حجارة صمَّاء لا تسمع ولا تُبصِر ولا تضر ولا تنفع؟ فقال: بلى والله إنها كذلك, قال أبو بكر: هذا محمد بن عبد الله قد بعثه الله برسالته إلى جميع خلقه, فهل لك أن تأتيه وتسمع منه؟ فقال: نعم, فأتياه فقال رسول الله : يا عثمان أجب اللهَ إلى جنته فإنى رسول الله إليك وإلى جميع خلقه, قال: فوالله ما مَلَكْت حين سمعت قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبد الله ورسوله.

كان عثمان قد تجاوز الرابعةَ والثلاثين حين دعاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الإسلام, فهو من السابقين الأولين.
قال أبو إسحاق صاحب السيرة: كان عثمان رضي الله عنه أول الناس إسلاماً بعد أبى بكر وعلىٍ وزيد بن حارثة, فكان بذلك رابع من أسلم من الرجال.

ولعل هذا السَبْق إلى الإسلام كان نتيجة لما حدث له عند عودته من الشام.

قال عثمان يارسول الله قدمت حديثاً من الشام فلما كنا بين مَعَانَ والزرقاء فنحن كالنيام, فإذا منادٍ ينادينا: أيها النيام هُبُّوا فإن أحمد قد خرج بمكة, فقدمنا فسمعنا بك.

أشرق الإيمان فى جَوف عثمان الطاهر الذى لم تُدَنِسه الجاهلية بأصنامها وأرجاسها, ولكن أنَّىٰ لهذا النور أن يستقر دون إمتحان.

تحول حُب الناس لعثمان إلى بغض ومودته إلى عداوة, وكان من أشد من ناصبه العداوة عمه الحكم بن أبى العاص الذى أخذه فأوثقه رباطا وقال: أترغب عن ملة آبائك إلى دين مُحدَثْ؟ والله لا أحُّلُك أبداً حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين, فقال عثمان: والله لا أدعه أبداً ولا أفارقه, وكان عمه يلُفُه فى حصيرٍ من ورق النخيل ثم يوقد النار من تحته فيعلوا الدُخَان حتى يكاد عثمان أن يختنق منه ويموت وهو يعرض عليه الرجوع عن دينه وعثمان لا يزداد إلا تمسكاً وصلابةً فيه, فلما يئس منه عمه تركه وشأنه.

[Forwarded from الخلافة الراشدة]
وكان النبى قد زوج ابنته رقية من ابن عمه عُتبَة بن أبى لهب وزَوَّج أختها أم كلثوم من عُتيبة بن أبى لهب فلما نزلت سورة المسد وفيها يقول الله ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ١ مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ٢ سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ٣ وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ٤ فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۢ٥﴾.

قال أبو لهب لولديه عُتبة وعُتيبة رأسى من رأسِكما حرام إن لم تطلقا ابنتى محمد, وقالت لهما أمهما وهى حمالةُ الحطب: فارقا ابنتى محمد فإنهما قد صبئتا, ففارقهما قبل أن يدخلا بهما كرامةً من الله تعالى لهما وهواناً لإبنى أبى لهب, وما كاد عثمان بن عفان يسمع بخبر طلاق رقية حتى استطار فرحا وبادر فخطبها من رسول الله فزوَجه إياها وزفَتها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضى الله عنها, وقد كان عثمان من أبهى قريش طَلْعَة, وكانت هى تُضاهيه قَسَامَةً وصَبَاحَهْ, فكان يقال لهما حين زُفَّت إليه: أحسن زوجين رآهما إنسان***رقيةُ وزوجها عثمان.

وكان من ثمرة هذا الزواج المبارك أن رزقهما الله ولداً بهَّياً جميلا أسْمَيَاه عبد الله وبه كان يُكْنَىٰ عثمان , لكن هذا الغلام لم يعش طويلاً مع والديه, حيث نقره ديك فى عينه عندما أتم ست سنوات فمرض الغلام ثم مات.

ودخل عليهما رسول الله ذات يوم ورقية تغسل رأس عثمان فقال: يا بُنَّيَه أحسنى إلى أبى عبد الله فإنه أشبه أصحابى بى خُلُقا.

اشتد أذى قريش للمسلمين من أصحاب النبى صلي الله عليه وسلم فأذن لهم النبى بالهجرة إلى الحبشة, فكان عثمان وزوجته رقية مع أول من هاجر إلى الحبشة, وقال النبى رضي الله عنهما: صَحِبَهُما الله, إن عثمان لأول من هاجرإلى الله بأهله بعد لوط عليه السلام.

ثم ما لبث أن رجع عثمان وزوجته مع من رجع بعد أن ُأشِيع إسلام أهل مكة, لكن الأمر كان على غير ذلك, فعادا رضي الله عنهما إلى الحبشة مرة أخرى, ثم عادا إلى مكة ولبثا فيها حتى كَتب الله لهما الهجرة إلى المدينة فكانا رضي الله عنهما ممن هاجرا الهجرتين.

وفى المدينة تمرَض زوجه الحنون رقية أثناء خروج المسلمين لغزوة بدر فيأمره النبى بالبقاء بجوار زوجته والإعتناء بها.
وفى يوم رجوع المسلمين من بدرمنتصرين مبتهجين إذا بالخبر الصادم يستقبلهم فى المدينة وهو وفاة رقيةَ رضى الله عنه بنت النبى وزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه.

خَيَّم الحُزن على المدينة عموماً وعلى عثمان خصوصاً, لفقده زوجته وانقطاع مصاهرته بالنبى فلقيه النبى صلى الله عليه وسلم عند باب المسجد فقال: يا عثمان هذا جبريل أخبرنى أن الله قد أمرنى أن ُأزَوِجُك أم كلثوم بمِثل صَدَاق رقيه وعلى مثل صُحْبَتِها.

وقال صلي الله عليه وسلم ما زَوَجت عثمان أم كلثوم إلا بوحىٍ من السماء.
فعادت البهجة والسرور إلى مُحيًّاه من جديد, ودخلت الفرحة بيته بدخول أم كَلثوم رضى الله عنها فيه, ولُقِّب عثمان بذى النورَين لزواجه ببنتى رسول الله ولم يُعلَم أن رجلاً تزوج ببنتى نبى سواه رضي الله عنه.

وفى السنة التاسعة من الهجرة فُجِع عثمان مرة أخرى بوفاة زوجته أم كلثوم وحزن عليها أشد الحزن, وقال النبى : زَوِجُوا عثمان, لو كانت عندى ثالثةٌ لزَوَجتُه.


الساعة الآن 12:31 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام