منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   الخلافة الراشدة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=56)
-   -   خلافة علي بن أبى طالب رضي الله عنه 4 (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=133532)

احمد محمد حلمي 06-10-2021 09:33 PM

خلافة علي بن أبى طالب رضي الله عنه 4
 
حَلَّ موسم الحج فى السنة التاسعة من الهجره فأَمَّرَ رسول الله أبا بكر الصديق على الحج فى تلك السنة فسار الصديق بمن معه من المسلمين متوجهين إلى مكه وهم فى طريقهم أنزل الله تعالى على رسوله صدر سورة براءه فبعث بها رسول الله على بن أبى طالب على ناقته ليُعلنَها على الناس فى الحج.

لَحِقَ على بن أبى طالب بأبى بكر الصديق فأدركه فى الطريق فلما سمع الصديق رُغَاءَ ناقة النبى ظن أنه رسول الله فلما تبَيَّن له أنه على بن أبى طالب سأله: أَميرٌ أنت أم مَرْسُول فقال على رضي الله عنه بل مَرسُول ودَفَع إليه بكتاب النبى وفيه إمارة أبى بكر على المَوسِم وأَمْرُ على رضي الله عنه أن ينادى فى الناس: لا يَحُجَنَّ بعد هذا العام مشرك ولا يَطُوفَنَّ بالبيت عُريان ولا يدخل الجنة إلا مؤمن ومن كان له عَهْد فعهده إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأجَله أربعة أشهر فإذا مضت فإن الله برئ من المشركين ورسولُه, فذهب على رضي الله عنه ينادى بها فى الحج ويبلغها عن رسول الله حتى بُحَّ بها صوته.

وفى السنة العاشره بعث النبى على بن أبى طالب إلى اليمن ليُعَلِّم الناس القرآن والإسلام وليَقضِىَ بينهم, فقال على رضي الله عنه: يارسول الله تبعثنى إلى قوم تكون بينهم أحداث وأمور ولا عِلْمَ لى بالقضاء؟ فقال له رسول الله : إن الله سيهدى لسانَك ويُثَبِّت قلبك, وقال له أيضا: إذا جلس بين يديك الخصمان فلا تَقضِيَنَّ حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنه أَحْرىٰ أن يتبين لك القضاء.
قال على رضي الله عنه: فما زلت قاضيا وما شككت فى قضاءٍ بين اثنين بعد.

وعندما عزم النبى على الحج أرسل إلى على بن أبى طالب ليشهَدَه معه فقدِم على رضي الله عنه من اليمن وحجَّ مع النبى حجة الوداع فلما انصرف النبى إلى المَنْحَرِ بِمِنَىٰ يوم الأضحى المبارك نَحَرَ ثلاثاً وستين بَدَنَةً بيده الشريفه وأمَرَعلى بن أبى طالب أن يَنْحَرَ ما تبقى من المائة ناقه التى ساقها النبى معه ثم أمره أن يَقْسِمَ لحومها وجلودها بين المساكين ولا يُعْطِيَ الجَزَّارِين منها شيئا وأمره بأن يأخذ من كل بَدَنَةٍ جُزْئَا فجُعِلَت فى قِدِرٍ فطبِخَت فأكلا من لحمها وشربا من مَرَقِهَا.

ولما انتهى موسم الحج وفى طريق العودة إلى المدينة توقف النبى ومن معه عند (غَدِيرِ خُمّْ ) فنودى فى الناس: الصلاةُ جامعه, فاجتمع الناس وسُوِىَّ المكان لرسول الله تحت شجرتين فصلى الظهر ثم أخذ بيد على رضي الله عنه وقال: ألست تعلمون أن أَوْلَى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله, فقال : من كنت مولاه فعلىٌ مولاه, اللهم والى من والاه وعادى من عاداه.

وفى آخر أيام الحبيب المصطفى كان على بن أبى طالب ملازماً له بل كان من أقرب الناس إليه وكان الناس يسألونه عن حال رسول الله فيخبرُهم, وقبل وفاة النبى بيومين وجد رسول الله من نفسه خِفَّه فخرج من بيته وهو يتكأ على العباس بن عبد المطلب وعلى بن أبى طالب ورجلاه تَخُطَّان فى الأرض من الوجع وأبو بكر يصلى بالناس الظهر فلما أحس به أبو بكر أراد أن يرجع فأومأ إليه رسول الله أن مكانك وأمرهما رسول الله فأجلساه عن يسار أبى بكر فكان رسول الله يصلى بالناس جالسا وأبو بكر قائما يقتدى أبو بكر بصلاة النبى ويقتدى الناس بصلاة أبى بكر.

ولما توفى صلي الله عليه وسلم قام على رضي الله عنه بغَسْلِه وشاركه فى ذلك عمه العباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وأخوه قُثَم وأسامة بن زيد وشقران مولى النبى وأَوْسٌ الأنصارى رضى الله عنهم أجمعين.

بايع على بن أبى طالب خليفة رسول الله أبا بكر الصديق وكان ملازماً له لم يفارقه فى وقت من الأوقات وكان من مستشاريه وأعوانه خصوصاً فى قتال أهل الرِدَّة وكان الخليفة أبو بكر يُجِلُّ علياً ويحبه ويحب بَنِيه,

ففى ذات يوم خرجا معاً من المسجد من صلاة العصر فمَرَّا بالحسن بن على وهو يلعب مع الغلمان فحمله أبو بكرعلى رقبته وهو يقول: وَ بأبى شِبْهُ النبى ليس شَبِيهاً بِعَلىّْ, وعلى رضي الله عنه يضحك.

وكان أبو بكر يقول: والذى نفسى بيده لقرابة رسول الله أحبُ إلى من أن أَصِلَ قرابتى.

ولما أمر أبو بكر بجمع المصحف أثنى على رضي الله عنه عليه بذلك وقال: أعظم الناس أجراً فى المصاحف أبو بكر الصديق, كان أول من جمع القرآن بين اللوحين.

ثم تولى الخلافة عمر بن الخطاب فكان لعلى بن أبى طالب معه من المودة والمحبة والمواقف المحمودة الشئ المشهود والمشهور فمن ذلك تزويجُه عمر بن الخطاب من ابنته أمِ كَلثُوم فقد أتى عمر بن الخطاب إلى المهاجرين وقال لهم: ألا تُهنئوننى؟ فقالوا: بمن يا أميرالمؤمنين؟ فقال: بأم كلثوم بنتِ علىّْ وابنة فاطمة بنت رسول الله , إنى سمعت رسول الله يقول: كل نَسَبٍ وسَبَبٍ ينقطع يوم القيامة إلا من كان من سَبَبى ونَسَبى فأحببت أن يكون بين وبين رسول الله نَسَبٌ وسَبَب (والمقصود بالسبب هو الزواج).

وعندما أراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يكتب التاريخ جمع الناس وسألهم من أى يوم يكتب التاريخ, فقال على رضي الله عنه:من يوم مُهَاجَرِ النبى وترك أرض الشرك, فاستحسن ذلك عمر وأَقَرَّه.

ثم لما طُعِن عمر بن الخطاب جعل الأمر من بعده شورى بين أصحاب النبى الذين تُوُفِىَّ رسول الله وهو راضٍ عنهم وهم: علىُّ وعثمان والزبير وطلحه وسعد وعبد الرحمن وقال يَشهَدُكُم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شئ (كهيئة التعزية له) رضى الله عنهم أجمعين.

ثم لما مات جاءه على بن أبى طالب فكشف الثوب عن وجهه وقال: رحمة الله عليك يا أبا حفص فوالله ما بقى بعد رسول الله أحد أحبُّ إلىَّ أن ألقى الله تعالى بصحيفته منك.

وكان على رضي الله عنه كثيراً ما يُرَى لابساً بُرْدَاً مخصوصا فقيل له: إنك لتكثر لُبس هذا البُرْد, فقال: نعم إن هذا البُرْد كسَانِيه خليلى وصَفِيي عمر بن الخطاب .

اتفق الصحابة أهل الشورى على خلافة عثمان بن عفان فبايعه على بن أبى طالب وكانت العلاقة بينهما مبنية على الود والإحترام والمحبة والتقدير ووقعت أحداث عظيمة فى خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان فكان على رضي الله عنه نعم السند والعون له فيها وكان يقول لو سَيَّرَنِى عثمان إلى صِرَار (وهو موضع بين المدينة والعراق) لسَمِعت وأطَعْت.

وعندما جمع عثمان الناس على مصحف واحد وأحرق باقى المصاحف تابعه فى ذلك على بن أبى طالب وباقى الصحابة وقال علىّْ: والله لو وُلِّيت لفعلت مثل الذى فَعَل.

ولقد ثبت على بن أبى طالب مع أمير المؤمنين عثمان بن عفان فى الفتنة التى أدت إلى مقتل أمير المؤمنين ودافع عنه ولم يتركه للمجرمين الذين خرجوا عليه لكن أمير المؤمنين عثمان أمره وأمر من معه من الصحابة بأن يَكُفُوا أيديهم ولا يدافعوا عنه ولو تركهم لمنعوه.

وقد سُمِعَ على بن أبى طالب وهو يخطب على المنبر ويقول فى قوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ١٠١﴾ قال: عثمان منهم.

وبعد مقتل عثمان بن عفان اجتمع الناس إلى على بن أبى طالب وعرضوا عليه الخلافة فأبى ذلك فألَحُّوا عليه ولم يتركوه فقال: إن بيعتى لا تكون سرا ولكن أخرج إلى المسجد فمن شاء أن يُبايعنى بايعنى, فخرج إلى المسجد فبايعه كبار الصحابة أمثال طلحة والزبير وبايعه المهاجرون والأنصار وجميع من كان بالمدينة من أصحاب رسول الله وبايعه الناس, ثم كتب ببيعته إلى الآفاق فأذعنوا وبايعوا كلهم إلا معاوية فى أهل الشام كما سيأتى معنا.

استمرت خلافة على رضي الله عنه خمس سنوات إلا ثلاثة أشهر وبها انتهت سنين الخلافة الراشدة التى أخبر عنها النبى حيث قال: الخلافة بعدى ثلاثون سنه.


الساعة الآن 08:23 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام