محمد بن عبدالرحمن الأموي أمير الأندلس.
سببها:
أن أهل طليطلة كانوا على خلاف مع الأمير محمد، ومن قبلُ مع أبيه، فسار لإخضاعهم، فاستعانوا بملك جليقية وبملك البشكنس، فأرسل هؤلاء جيشًا كثيفًا؛ طمعًا في إلحاق الهزيمة به وفي مُلْكِ طليطلة.
وسمع الأمير محمد بما حصل منهم، فلما اقترب من طليطلة عبَّأ أصحابه ووضع الكمائن في وادي سليط، وتقدَّم لملاقاة أهل طليطلة وحلفائهم.
فلما رأَوْه في قلة من عسكره سارعوا إلى قتالِه، وطَمِعوا فيه، فلما تراءى الجمعان ونشِب القتال والتحم الجيشان، خرجت الكمائن من كلِّ جِهة على المشركين وحلفائهم، فقتل منهم ما لا يُحصى..
وقيل: إن عدد القتلى عشرون ألفًا، وقد بقيت جثث القتلى دهرًا طويلًا في وادي سليط، وباء ملوك الإفرنج في غم وخيبة وخسران.
قال المؤرخ ابن عذارى عن هذه الموقعة:
"هي من أمهات الوقائع، ولم يعرف بالأندلس قبلها مثلها".