سيدة لديها ابنة عمرها 8 سنوات، تقوم بعادة جسدية مضرة، ولكن الفتاة لا تعرف أنها عادة سيئة، والأم تريد بعض النصائح لتبعد الفتاة عنها حتى لا تتعود عليها مستقبلاً.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشْكُر كل القائمين على هذه الشبكة الرائعة، ولثقتي في رأيكم قررتُ إرسال مشكلتي إليكم لتساعدوني في حلها.
أنا سيدةٌ متزوِّجة ولديَّ أولاد، مشكلتي مُتعلِّقة بابنتي، فهي في الصفِّ الأول الابتدائي، كانتْ وهي صغيرة تجلِس في الحمام كثيرًا، وتفتح الحنفية وتبقى طويلاً تلْعَب بالماء، وعرفتُ وقتها أنها تجد لذةً في ملامسة الماء!
استغربتُ كثيرًا؛ إذ كيف لفتاةٍ صغيرةٍ أن تشعرَ بذلك، وبعد بحثي في الموضوع علمتُ أنه شيء طبيعي أن يكون للأطفال بعض المشاعر البريئة، تحدثتُ معها وأوصيتها ألا تفعل ذلك مرة ثانية، لكن تكرَّر الأمر مرتين أو ثلاثة بعد مراقبتي لها بدون أن تشعرَ!
اكتشفتُ منذ فترة صغيرة أنها تستعمل يدَها، فصُعِقْتُ وانفعلتُ عليها وضربتُها، وهددتُها أني سأخبر والدها وهو سيعاقبها، فترجَّتْني ألا أفعلَ، وَوَعَدَتْني بأنها لن تعيدها مرة أخرى.
جلستُ معها وأخبرتُها أن هذا الفعل حرام، ولا يجب عليها عمله، واحتويتُها وأشعرتُها بحبي لها وخوفي عليها، ووعدتني بأنها لن تفعل.
جاءت إليَّ منذ أيام لتسمع وردها القرآني بعد أن كانتْ جالسةً وحدها تحفظ، فوجدتها مضطربةً، وعندما سألتها قالت: أمي سامحيني، والله لن أعيدها! ففهمتُ أنها عادتْ لنفس الشيء!
أرجو منكم النصيحة، فالفتاة تبكي لأنها خائفة من إخباري لوالدها، وأنا متأكِّدة أنها لا تعرف شيئًا عن العادة السرية، فكيف أتصرف معها؟
لا أنام من كثرة التفكير في حل هذه المشكلة، ويصعب عليَّ مراقبتها في الوقت الحالي، وأخاف أن تكبر معها هذه العادة.
أحاول قدر الإمكان أن أربِّي الوازع الديني لدى الأطفال، وزوجي بالطبع يعرف الموضوع، لكني طلبتُ منه ألا يتدخَّل وأنا سأعالج الأمر بنفسي معها، وهي تعتقد أنه لا يعرف شيئًا.
الجواب
أرحب بك سيدتي الفاضلة في شبكة الألوكة، ونشكرك على ثقتك بنا، سائلين المولى أن نكون عند حسن ثقتك بنا.
أختي الحبيبة، ما يحدُث مع ابنتك أغلب الظن ليس عادة سرية، بل هي عادة جسديةٌ اكتشفتْها بالصدفة، وهي موجودة لدى أغلب الأطفال، نعم هي عادة سيئةٌ كعادة مَصِّ الأصابع، وعلينا أن نسعى للحدِّ منها، ولكن بالطرُق المناسبة، فاتركي لابنتك بعضَ الحرية مع المتابعة؛ لأنَّ التحميل عليها بوجه خطأ سيُسبِّب مشاكلَ كثيرةً مستقبَلاً.
ومِن المهم اتباع التالي:
• عدم تعنيف الطفلة بقوة، وتذكَّري دومًا أنَّ الممنوع منه مرغوب فيه، وليس من الجيد ربط المتعة الجنسية بالتعنيف والتوبيخ؛ حتى لا تنمو معها مشاعر ذنب تجاه ذلك فيما بعدُ، ولكن من الممكن أن تحذِّريها بقولك: إنَّ وضْعَ اليد في المناطق غير النظيفة يؤدِّي إلى المرض، وذكِّريها أن النظافة مِن الإيمان.
• لَمِّحي لها بطريقٍ غير مباشر أن هذا عيب، ولا يصحُّ فعلُه أمام أحد، وإذا حدَث أن فعلتْ ذلك فاكتفي بالنظر إليها لتوصِّلي لها رسالة أنك أنتِ أيضًا تستحين من ذلك، فتصل لها الرسالة إن شاء الله مع الوقت، واحرصي على أن تنشغلَ بنشاطٍ آخر ممتع لها؛ فيحدُث لها نوعٌ مِن الإحلال غير المباشر، فتستشعر أن هناك أشياء أخرى ممتعة، وأنا أرى أن حالتها ليست بهذه الدرجة من الصعوبة.
• كأيِّ أُمٍّ عليكِ الاهتمام بالتربية الدينية السليمة بالتنبيه عليها أنه لا يجوز لها خلْع ملابسها أمام أحد، أيضًا عليها ألا تسمحَ لأحدٍ أن يلمسَ جسمها، وأن تُغلقَ باب الحمام عند قضاء حاجتها، أيضًا من المهم الانتباه جيدًا لما يشاهده الأطفال في التلفاز أو الكمبيوتر، وفي كل هذا إعدادٌ لمرحلة المراهقة التي قاربتْ على الوصول إليها، ومن الممكن وقتها الاستِعانةُ ببعض الكتُب المختصَّة بذلك، وأتمنى أن تظلَّ العلاقةُ بينكما طيبة حتى تظل ثقتها بك كبيرة - أعانك الله.
وأخيرًا أسأل الله أن يعينك أنت ووالدها على تربيتهم جميعًا، وأن يقرَّ أعينكم