منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   المنتدى العام والهادف (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   علامات الساعة الصغرى (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=135443)

امانى يسرى محمد 13-01-2022 11:39 AM

علامات الساعة الصغرى
 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:


أيها الموحدون، إن علم الساعة من الغيبيات التي لايعلمها إلا الله عز وجل كما دلت على ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية؛ فإن علم الساعة مما استأثر الله به فلم يُطلِع عليه ملكًا مقربًا ولا نبيًّا مرسلًا،فلا يعلم أحدٌ متى تقوم الساعة إلا الله؛ قال تعالى في سورة النازعات: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا [النازعات: 42 46]، وقال تعالى في سورة الأعراف: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الأعراف: 187].


ولكن الله عز وجل جعل للساعة قبل قيامها علاماتٍ وأشراطًا؛ قال تعالى في سورة محمد: ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ [محمد: 18]، وقد وضحت السنة هذه الأشراط؛ فلم يتركِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم شيئًا من هذه العلامات إلا وأخبر عنها، وكأنه صلى الله عليه وسلم نذيرُ قومٍ ينذرهم، ينادي على الصحابة: ((صبحتكم الساعة))، ((أتتكم الساعة))؛ لأنه يعلم صلى الله عليه وسلم بأن أمر الساعة ليس سهلًا؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب يوم الجمعة يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله، ثم يقول في خطبته بعد التشهد: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدْيِ هديُ محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم يقول: بُعثتُ أنا والساعة كهاتين، وفي رواية: بُعثتُ أنا والساعة كهذه من هذه، ويقرن بين إصبعيه: السبابة والوسطى، وكان إذا ذكر الساعة احمرَّت وجنتاه – أي: خدَّاه - وعلا صوته، واشتد غضبه كأنه نذير جيش، وفي رواية: وكأنه نذير قوم يُصبِّحهم الأمر غدوةً، يقول: أتتكم الساعة، صبَّحتكم الساعة ومسَّتكم)).


وللأسف مع قرب الساعة لن يزداد الناس على الدنيا إلا حرصًا، ولن يزدادوا من الله إلا بعدًا؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصًا، ولا يزدادون من الله إلا بعدًا)).

والنبي صلى الله عليه وسلم يخبر عن أشراطها، وكأنه ينظر في مرآة عما سيحدث في هذا الزمن؛ فمن هذه الأشراط التي ذكرها ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى تَقْتَتِلَ فئتان عظيمتان – أي: علي ومعاوية رضي الله عنهما - فيكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة، وحتى يُبعَث دجَّالون كذابون قريب من ثلاثين، منهم أربع نسوة، كلهم يزعم أنه رسول الله، يكذب على الله وعلى رسوله، وإني خاتم النبيين، لا نبيَّ بعدي، وحتى يُقبَضَ العلم ويظهر الجهل، وينقص العمل، ويُلقى الشح، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان؛ فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة – أي: النار - وتظهر الفتن، ويكثر الهَرْجُ، قيل: يا رسول الله، وما الهرج؟ قال: القتل، وحتى يكثر فيكم المال، فيفيض حتى يُهِمَّ ربَّ المال مَن يقبل صدقته، يخرج بزكاة ماله فلا يجد أحدًا يقبلها منه، يقول الذي يعرضه عليه: لا أرَبَ لي به – أي: لا حاجة لي به - وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمرغ عليه، ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر، ما به حبُّ لقاء الله – أي: ليس من أجل حبه للقاء الله - وفي رواية: ليس به الدين ما به إلا البلاء، ويُلقَى بين الناس التناكر، فلا يكاد أحد يعرف أحدًا، وحتى تطلُعَ الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين ﴿ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [الأنعام: 158]، ولتقُومَنَّ الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانِهِ ولا يطوِيَانِهِ، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لِقْحَتِهِ فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يُلِيط حوضه – أي: يبني حوض ماء - فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أُكْلَتَهُ إلى فيه فلا يطعمها)).

ومن علاماتها أيضًا قبض العلماء وبقاء الجُهَّال؛ فعن عروة قال: ((حج علينا عبدالله بن عمرو فسمعته يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعًا، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهال يُستفتون، فيُفتون برأيهم فيُضِلُّون ويَضِلُّون)).


وعن عبدالله بن مسعود أنه قال لرجلٍ: ((إنك في زمان كثير فقهاؤه، قليل قراؤه، تحفظ فيه حدود القرآن، وتضيع حروفه، قليل من يسأل، كثير من يعطي، يطيلون فيه الصلاة، ويقصرون الخطبة، يبدون أعمالهم قبل أهوائهم، وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه، كثير قراؤه، يحفظ فيه حروف القرآن، وتضيع حدوده، كثير من يسأل، قليل من يعطي، يطيلون فيه الخطبة، ويقصرون الصلاة، يبدون فيه أهواءهم قبل أعمالهم)).


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم)).


عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بادروا بالموت ستًّا: إمارة السفهاء، وكثرة الشرط، واستخفافًا بالدم، وقطيعة الرحم، ونشئًا يتخذون القرآن مزامير، يقدمون الرجل ليُغنِّيهم، وإن كان أقلهم فقهًا)).


ومن علاماتها أيضًا زخرفة المساجد وقلة الصلاة فيها وتجميل المصاحف:
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم، فالدمار عليكم)).


وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل بالمسجد لا يصلي فيه ركعتين)).


ومن علاماتها أيضًا قلة الرجال وكثرة النساء:
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليأتِيَنَّ على الناس زمان يرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأةً، يَلُذْنَ به من قلة الرجال وكثرة النساء)).


ومن علاماتها أيضًا ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اقتراب الساعة انتفاخ الأهِلَّة؛ أن يُرَى الهلال لليلة، فيُقال: هو ابن ليلتين، وأن تُتَّخذ المساجد طرقًا – أي: يتكلمون في المساجد في أمور الدنيا - وأن يظهر موت الفَجْأة)).


ومن علاماتها أيضًا ما جاء عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقى على ظهر الأرض بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلا أدخله الله كلمة الإسلام، بعزِّ عزيزٍ، أو بذلِّ ذليل، إما يعزهم الله فيجعلهم من أهلها، أو يذلهم فيدينون لها)).


وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًّا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبريةً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة، ثم سكت)).


ومن علامتها أيضًا ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليست السَّنَةُ بألَّا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا ثم تمطروا، ولا تنبت الأرض شيئًا)).

ومن علاماتها أيضًا ما جاء عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: ((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك من آخر السَّحَرِ، وهو في قبة من أدَمٍ، فسلمت عليه، فردَّ، وقال: ادخل، فقلت: كُلِّي يا رسول الله؟ قال: كُلُّك، فدخلتُ، فقال: يا عوف، احفظ خلالًا ستًّا بين يدي الساعة: أولهن موتي، قال عوف: فوجمتُ عندها وجمةً شديدةً، وبكيت حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسكتني، قال: والثانية: فتح بيت المقدس، والثالثة: داء يظهر فيكم يستشهد الله به ذراريكم وأنفسكم، ويزكي به أعمالكم، وفي رواية: ثم مُوتان يكون في أمتي يأخذهم مثل قُعاصِ الغنم، والرابعة: يفيض المال فيكم حتى يُعطَى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا، والخامسة: فتنة تكون بينكم لا يبقى بيت مسلم إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون بكم، فيسيرون إليكم في ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا، فقلت: وما الغاية؟ قال: الراية، فسطاط المسلمين يومئذٍ في أرض يُقال لها: الغُوطَةُ، في مدينة يقال لها: دمشق)).


هذه العلامات على سبيل الإجمال، وليس تفصيلًا؛ فهناك علامات صغرى أخرى، وهناك علامات كبرى، ولكن نكتفي بهذا القدر في هذه الجمعة، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب لها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب لها من قول وعمل، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفِّر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، آمين، والحمد لله رب العالمين.


خالد البكراوي



شبكة الالوكة






هاجر محمود 09-02-2022 12:36 PM

رد: علامات الساعة الصغرى
 
الشركة ممتاز جدا


الساعة الآن 07:35 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام