منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   لغتنا العربية (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   تأملات في سورة الليل (علمتنى سورة الليل) (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=135474)

امانى يسرى محمد 17-01-2022 08:09 AM

تأملات في سورة الليل (علمتنى سورة الليل)
 
= ] والليل إذا يغشى [ أقسم الله سبحانه وتعالى بالليل إذا يغشى يعني حين يغشى الأرض
ويغطيها بظلامه ،لأن الغشاء بمعنى الغطاء .
] والنهار إذا تجلى [ أي : إذا ظهر وبان ، وذلك بطلوع الفجر الذي هو النور الذي هو مقدمة
طلوع الشمس ، والشمس هي آية النهار كما أن القمر آية الليل .


* * * * * * * * * * * *


] وَ مَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى [ : ( مَا ) قد تكون موصولة بمعنى ( من ) فيكون الله تعالى قد
أقسم بنفسه أي : و( من) خلق الذكر والأنثى !.
وقد تكون مصدرية فيكون الله قد أقسم بـ ( خَلْقِ ) الذكر والأنثى .




= قال تعالى : ] وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2)[
لِمَ تقدّم ذكر الليل ثم النهار بخلاف سورة الشمس ؟ ما سر هذا التقديم والتأخير ؟ لأن هذه السورة
( الليل ) نزلت قبل سورة ( الشمس ) بمدة ، وكان الكفر مخيماً على الناس إلا نفراً قليلاً ، وكان الإسلام قد أخذ في التجلي فناسب هذه الحالة حالة الليل حين يعقبه ظهور النهار .


* * * * * * * * * * * *


فنلاحظ أن الله تعالى بدأ بالليل قبل النهار لأن الليل هو أسبق من النهار وجوداً و خلقاً ، ( و )
لأن النهار جاء بعد خلق الأجرام ؛ وقبلها كانت الدنيا ظلام دامس، والليل والنهار معاً أسبق
من خلق الذكر والأنثى ، وخلق الذكر أسبق من خلق الأنثى : ] خَلَقَكُمْ مّن نّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ
مِنْهَا زَوْجَهَا [ ، فجاء ترتيب الآيات بنفس ترتيب الخلق : الليل أولاً ، ثم النهار، ثم الذكر،
ثم الأنثى .




= السورة كلها في العموم ] والليل إذا يغشى [ ولم يذكر ماذا يغشى؟
] والنهار إذا تجلى [ وهكذا ..
والسورة كلها قائمة على التقابل : الليل والنهار، يغشى وتجلى ،الذكر والانثى . استغنى مقابل
اتقى لأن المستغني لا يحذر شيئاً ولا يحتر سو الاستغناء مدعاة للطغيان كما في قوله تعالى:
] إن الانسان ليطغى ، أن رآه استغنى [
والذي يطغى لا يحذر لأنه لو كان يحذر لما طغى أصلاً والمتقي يحذر ويحترس ، أما الطاغية
فلا يحذر والطغيان مدعاة التعسير على الآخرين . كذب بالحسنى جاءت مقابل صدق بالحسنى ، وكذلك جاءت ] فسنيسره للعسرى [ مقابل ] فسنيسره لليسرى [ولم يقل نعسره للعسرى
لأنها تفيد الثناء على عكس المقصود بالآية أنه يعسر الأمور على غير هو على نفسه وفي
الآخرة يعسر عليه دخول الجنة .


= رغم أن الوقت واحد والذكر والأنثى خلقهم واحد إلا أن السعي مختلف اختلاف شديد ،
فجاء جواب القسم مؤكد كل هذه التأكيدات ] إن سعيكم لشتى [ .


= ] فأما من أعطى واتقى [ إنّ اقتران العطاء بالتقوى أمر بالغ الأهمية يترتب عليه قبول العطاء أو ردّه .


* * * * * * * * * * * *


فكم من باذل ماله وجهده وعرقه ، وكم من مسابق إلى صنائع المعروف ، ومصاول في ساحات الجهاد ليس له من ذلك إلا النصب والوصب، والحسرة والندامة !!


ذلك أنّ الكثيرين محرومون من تقوى الله فيما يأتون ويذرون ، فالإخلاص مفقود ، والسُّنة غائبة !
أليس في الأمة من يجاهد رياءً وسمعة ليقال : شجاع ؟!
أليس في الأمة من ينفق بسخاء ليقال : جواد؟.
فما بال عطاءاتهم خاسرة ، ونفوسهم نافقة ، وسعيهم وبال وشنار؟!
والجواب واضح بحمد الله فهؤلاء جميعاً قدّموا عطاء بلا تقوى وأوتوا ذكاءً ولم يؤتوا زكاءً !.


* * * * * * * * * * * *


ولذا عطف الله تعالى قوله : ] وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى [ على هذه الجملة أعني قوله : ]فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى [ لتكون قيداً مهماً ، وشرطاً أكيداً في قبول كل عطاء مثالي ، فالرغبة فيما عند الله من النعيم المقيم ، والثواب العميم يجب أن يكون هو الهدف الشاخص للعيان لكل محب لطاعة ومسابق إلى معروف ومجاهد لإعلاء كلمة الله .


= ] فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى[ : وهذه واحدة من رحمات الإله ، وهبة من هبات الكريم المنان , لا فلاح للعبد ولا نجاح بدونها , بل لا استقامة ولا هداية ولا توفيق ولا سداد بدون إعانة الله و تيسيره .
ولذا كان طلب العون والتيسير دعاءً مفروضاً في كل ركعة من الصلاة : ] إِيَّاكَ نَعْبُد ُوإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [[الفاتحة :4].
ولا ينبغي لعبد أن يطلب الإعانة والتيسير وهو منهمك في معاصيه سادر في غيه, فذلك من العجز والخذلان ، ومن سفاهات المرجئة والدراويش !..
بل لابد من الأخذ بالأسباب وسلوك طرائق الخير ومناهج الفلاح مع دعاء الله ورجائه و تفويض الأمر إليه سبحانه .


* * * * * * * * * * * *


= اللهم لك الحمد كما خلقتنا لم تتركنا هكذا بل بيَّنت لنا طريق الحق فلك الحمد ..
إعطاء + تقوى + تصديق بالحسنى = التيسير لليسرى .


= تجد أيسر الناس عملاً هو من اتقى الله عز وجل ، من أعطى واتقى وصدق بالحسنى .
وكلما كان الإنسان أتقى لله كانت أموره أيسر له .
قال تعالى :] ومن يتق الله يجعل له من أمه يسًرا [[الطلاق: 4].


وكلما كان الإنسان أبعد عن الله كان أشد عسراً في أموره ولهذا قال :
] وأما من بخل [ فلم يعط ما أمر بإعطائه ) واستغنى ) استغنى عن الله عز وجل ، ولم يتقِ ربه ، بل رأى أنه في غنى عن رحمة الله .
] وكذب بالحسنى [ أي : بالقولة الحسنى ، وهي قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
] فسنيسره للعسرى [ ييسر للعسرى في أموره كلها ، ولكن قد يأتي الشيطان للإنسان فيقول :
نجد أن الكفار تيسر أمورهم فيقال : نعم .. قد تيسر أمورهم ، لكن قلوبهم تشتعل ناراً وضيقاً
وحرجاً كما قال تعالى : ] ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء [[الأنعام: 125].
ثم ما ينعمون به فهو تنعيم جسد فقط ، لا تنعيم روح ، ثم هو أيضاً وبال عليهم لقول الله تعالى
فيهم : ] سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم إن كيدي متين [[الأعراف: 182، 183].


* * * * * * * * * * * *


= ] وما يغني عنه ماله إذا تردى [ يعني أي شيء يغني عنه ماله إذا بخل به وتردى .أي :
هلك أي شيء يغني المال؟ لا يغني شيئاً .


= ] إن علينا للهدى [ فيه التزام من الله عز وجل أن يبين للخلق ما يهتد ون به إليه.
والمراد بالهدى هنا :
هدى البيان والإرشاد فإن الله تعالى التزم على نفسه بيان ذلك حتى لا يكون للناس على الله حجة .
وليُعلم أن الهدى نوعان :
1 ـ هدى التوفيق . فهذا لا يقدر عليه إلا الله.
2 ـ هدى إرشاد ودلالة ، فهذا يكون من الله ، ويكون من الخلق : من الرسل عليهم الصلاة والسلام، ومن العلماء.
كما قال الله لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ] وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم [[الشورى: 52].
أما هداية التوفيق فهي إلى الله لا أحد يستطيع أن يوفق شخصاً إلى الخير كما قال الله تعالى :
] إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء [[القصص: 56].


* * * * * * * * * * * *


= ] وإن لنا للآخرة والأولى [ يعني : لنا الآخرة والأولى .
الأولى متقدمة على الآخرة في الزمن ، لكنه في هذه الآية أخرها ، لأن الآخرة أهم من الدنيا ،
ولأن الآخرة يظهر فيها ملك الله تعالى تماماً.. في الدنيا هناك رؤساء ، وهناك ملوك ، وهناك أمراء يملكون ما أعطاهم الله عز وجل من الملك ، لكن في الآخرة لا ملك لأحد ] لمن الملك اليوم لله الواحد القهار [[غافر: 16].


= قوله تعالى : ] فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى [ لِمَ ذكر ( ناراً ) نكرة ولم يقل النار أو نار جهنم ؟ ..
نكّر القرآن لفظ ( النار ) لغاية عظيمة وهي تعظيم النار وتهويلها في قلوب السامعين و لذلك
وصفت النار بـ ( تلظى ) للدلالة على التهابها من شدة الاشتعال .


* * * * * * * * * * * *


= ] لا يصلاها [ يعني : لا يحترق بها (إلا الأشقى) يعني الذي قدرت له الشقاوة ..
] وسيجنبها [ أي : يجنب هذه النار التي تلظى ( الأتقى ) والأتقى اسم تفضيل من التقوى
يعني : الذي اتقى الله تعالى حق تقاته.
] الذي يؤتي ماله يتزكى [ يعني : يعطي ماله من يستحقه على وجهي تزكى به ، أي: يتطهر به .


= ] وما لأحد عنده من نعمة تجزى [ يعني أنه لا يعطي المال مكافأة على نعمة سابقة من شخص فليس لأحد عليه فضل حتى يعطيه مكافأة ، ولكنه يعطي ابتغاء وجه الله .
ولهذا قال : ] إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى [.
فهو لا ينفق إلا طلب وجه الله ، أي طلب الوصول إلى دار كرامة الله التي يكون بها رؤية الله عز وجل .
] ولسوف يرضى [ يعني سوف يرضيه الله عز وجل بما يعطيه من الثواب الكثير .


نسأل الله أن يجعلنا من هؤلاء البررة الأطهار الكرام .. إنه على كل شيء قدير .


,,,,,,,,,,,,,,,,


#علمتني_سورة_الليل
🌻


أن كل ميسر لما خلق له وعلي أن أسعى جاهدة إلى ربي..
بالعطاء من كل ما وهبني مولاي وعطاياه جليلة عظيمة…
وبالتقوى فالله أحق من يعبد وأحق من يُتَقَى وأحق من يذكر جل جلاله
وانتظر (فسنيسره لليسرى) ومن أصدق من الله قيلا.
🌻
أن ليس لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فافنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت.
🌻
أن الهدى هدى الله
اطلب الهداية منه فبيده تعالى قلوبنا ..
اللهم اهدنا فيمن هديت
وأن أطلبها منه بصدق وإلحاح كلما قرأت في الصلاة (اهدنا الصراط المستقيم).
🌻
أن ملك الدنيا والآخرة بيده ..
فلا أطلبها إلا منه جل جلاله بطاعته والتقرب إليه ،
فإن ما عند الله لا يؤتى بمعصيته.
🌻
أن استجير بالله من النار ثلاثا كلما وضعت جنبي للنوم
سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
🌻
اعط وقدم لله ولا تنتظر من أحد شيئا
تطيب لك الدنيا والآخرة.
🌻
الفلاح كل الفلاح أن تشتغل في تزكية نفسك.
🌻
أن الله سبحانة وتعالى من حكمة الله وتدبيره جل جلاله ليبقى نسل الأحياء خلق الزوجين ذكر وأنثى لكي لا ينقطع النسل ويدوم إلى نهاية الحياة الدنيوية وسخر أحدهما للآخر وقاد كل منهما للآخر.
🌻
أن أعمال العباد مختلفة منها ما يذهب معه إلى أن يلقى الله وهي الأعمال الصالحة التي ترضي الرب عز وجل وتدخل جنات النعيم ، ومنها ما يضمحل بنهاية حياة الفرد ولا يبقى معة ما يدافع عنه أو يثقل به ميزانه، وتكون نهايته نار تلظى لا يصلها إلا الأشقى..
أعاذنا الله وإياكم من نار جهنم وأعاننا على الأعمال الصالحة والفوز بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين .
🌻
{وسيجنبها الأتقى..الذي يؤتي ماله يتزكى } دل القرآن على تفضيل أبي بكر رضي الله عنه.. فقد نزلت هذه الآية بإجماع المفسرين فيه لذلك يتبين لنا أن أبابكر الصديق أفضل هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. .حيث وصفه الله (الأتقى) فكان جزاؤه بأنه سيرضى مع أن عمره في الإسلام قرابة ٢٥سنة..فماذا حققنا من تلك الصفات التي أهلته لأن يدخل من أي أبواب الجنة شاء لنفوز بالدخول من أحد هذه الأبواب؟؟
فما أروع هذه النفوس .. اللهم ارزقنا محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والإقتدء بهم..


موقع بصائر


الساعة الآن 08:16 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام