**قالوا للحكيم : أين تكون ! قال: في البريّة أرى الله في زهرة مليئة بالعطر ..أقول: ذلك العظر لم أعرفه لولم يعرفه الله …ما عرفه الله صار موجودا مثلي …فالله عليم كلّ شيء وكلّ شيء سيصير موجودا ….لا شيء يتخفى في الظلام إلّا وسيخرجه الله …..هو خلّقَنا ليرينا ممّا يرى و يُسمعُنا ممّا يسمع .وهو لا يرى ولا يسمع إلّا عِلْمُه ,,,,فكلّ شيء موجود هو عِلْمُه …....هو المصوّر …كان هذا الطائر تراباً وصار نسراً ….وينفرط ويعود تراباً ….إلّا نحن يمنُّ علينا ونعود …….للحياة ..…فهو يُكافِىء بالحياة مَن رآه …..!!
..فلو أريتك رسّاماً وقلتُ لك : هذا رسّام ….هل تُثني عليه وتؤمن أنّه رسّام من دون أن ترى رسمه …!! ..فأنت رأيت الرسّام في رسمه وليس في هيئته ….والله هنا معك في رسمه وتصويره ….ألم ترَه !!
والجنّة خلف الجدار …فنحن نزرع بساتيننا الصغيرة …وننشغل بها والبستان العظيم خلف الجدار …تعبره أرواحنا غدا وتبدأالحياة ….
**قال: فهذا الموت يطارد الحياة كما تطارد الريح زهرة ضعيفة حتى تقصفها …والموت يملأ الفضاء ولكنكم لا ترونه …هل ترون دفقات الدماء في قلوبكم ….فلو نسي القلب دفقة واحدة ….تفرّ روحك من جسم لا يصلح مسكنا للحياة …أنت رهين سلامتك وسلامتك ….لستَ أنت من يتولّاها ….
..قد مزّق الموت ستائركم وعبرَ اليكم …وأنت تحتجبون عنه كما تفعلون في العاصفة …وهناك دائما قادم يأخذ منكم كلّ شيء …وبيوتكم التي بنيتموها ….سيأخذها أيضاً
…….الحيّ هو مَن لا يموت ….فاقتربوا منه كما تقترب الزهور من جذوع الأشجار لتهبها دائما الحياة ….