(خذ العفو وأمر بالعُرف وأعرض عن الجاهلين) قاعدة قرآنية .. تعامل بها في حياتك
[ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض
[.. استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين]
ضع نصب عينيك هذه القواعد الربانية ففيها قطعًا الفلاح..
(.. قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء.. )
أي خصام أو خلاف ينشب بينك وبين إخوانك فهو فرصة لشماتة الأعداء؛
لا تتسرع في الحكم علي أخيك وحتى وإن أخطأ عاتبه سرًا لتضيع فرصة الشماتة هذه على عدوكم..
قد نندم على الحلم مرة .. لكننا بلا شك ندمنا على الغضب مرارا !!
﴿ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح)
(أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ )
وإن زادت النعم ، مع استمرار العبدفي المعاصي فهذا استدراج له حتى يأخذه الله وهو في غفلته ، فلايفلته .
نسأل الله العافية.
لا ترضَ أيها العبد أن تكون مجرد مؤمن عادي، ليس بينك وبين أن تكون مؤمنا حقا إلا خمس صفات فاخرص على الاتصاف بها:
٣صفات قلبية: خشية وإيمان وتوكل على الله
و ٢ عبادية ظاهرة: إقامة الصلاة والإنفاق
تريد تحفيزا؟
﴿ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾
{وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}
هنيئاً للصالحين بولاية الله لهم، حفظاً وتوفيقاً وتسديداً.
( اللهم اجعلنا منهم)
﴿ فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦٓ أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ (
هكذا هي سنة الله في عباده
أن العقوبة إذا نزلت نجا منها الآمرون بالمعروف والناهون
عن المنكر.
[وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ]
غاب عنا الأمان الأول من عذاب الله وبقي لنا الأمان الثاني..
فلنلزم الإستغفار فهو جالب الخيرات وأهله هم المفلحون..
(إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب...)
الحرب نفسية قبل أن تكون بالأبدان ؛ بداية الغلَبة للمؤمنين كانت بأن غشيهم النعاس أمنا ، وسيطر على عدوهم خوف .
إنّ نصر الله قريب .
[يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله
من أعظم أسباب فساد ذات البين الصراع والتنازع على متاع الدنيا ولذا المخرج التحاكم لكتاب الله وسنة رسوله لنغلق هذا الباب المُهلك..
{فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}
كثرة النعم وإلفها مع قلة شكرها غرورٌ يدعو للخوف من مباغتة سلبها.
{إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا}
إذا تيسرت المعصية وسهل الوصول إليها فتنبه؛ فهذا اختبار لقوة الإيمان من ضعفه.
(يحرم عليهم الخبائث)
أعلمت !!
إذا لا تجادل في أمر حرم عليك فالله أحكم الحاكمين
(أُوْلَـٰٓئِكَ كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ)
ومن لم يُسخر حواسه في الله ، ولله .
كــان عند الله، أضل من البهائم والأنعام .
﴿ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا ﴾
لا تغتر،
فالأنبياء علموا أن ثباتهم على الدين إنما هو بمشيئة الله لا من عند أنفسهم.
( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا)
قال ﷺ:"إن القلوب لتصدأ، قيل وما جلاؤها؟ قال: ذكر الله
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
(خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْف وأعْرِضْ عن الجاهِلِينَ}
ولما كان لابد من أذية الجاهل أمر الله تعالى أن يُقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مُقابلته بجهله،فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه ومن حرمك لا تحرمه،ومن قطعك فصِلْه ومن ظلمك فاعدل فيه تفسير السعدي (١٧٦/٩)
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وإذا تُلِيت عليْهِمْ آيَاتُهُ زَادتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِم يَتوكلُون}
هذه الآية مع الآية التي بعدها بيانٌ لصفات من يتطلعون للفوز بهذا الوصف.
{أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ}
﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾
قال ابن كثير:
هذا من باب قرن الرحمة مع العقوبة؛
لئلا يحصل اليأس؛
فيقرن تعالى بين الترغيب والترهيب كثيراً لتبقى النفوس بين الرجاء والخوف.
«أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء و تهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا و ارحمنا و أنت خير الغافرين»
لتكن هذه الآية شعارك في كل فتنةو عندما تعجز عن إصلاح ما أفسد الناس إعتذر إلى الله و ابرئ من الباطل و أهله و انكر بقلبك حتى لا يصيبك ما أصابهم
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْا۟ إِذَا مَسَّهُمْ طَٰٓئِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَٰنِ تَذَكَّرُوا۟ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾
قال سعيد بن جبير:
هو الرجل يغضب الغضبة فيذكر الله؛ فيكظم الغيظ
وقال ليث عن مجاهد:
هو الرجل يهم بالذنب فيذكر الله فيدعه.
(وَٱذۡكُر رَّبَّكَ فِي نَفۡسِكَ تَضَرُّعٗا وَخِيفَةٗ وَدُونَ ٱلۡجَهۡرِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ)
الذكـٰر .. ماأعظمها من عبادة ، وماأثـوبها فـي الأجـر
وما أخفـها على اللسان .
وأن كنت على أي حــال .
(ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون.الذين يتبعون الرسول)
نعم رحمتهﷻوسعت كل شئ لكنه كتبها لمن هذه صفاتهم : التقوى والإيمان والزكاة واتباع الرسول
ومن أعظم أسبابها
[وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون]
هذه الآيه سلوى المستضعفين:
"اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ"
فاستعينوا بربكم واصبروا على مابتليتم به حتى يتحقق وعد الله للمتقين والعاقبة الحميدة تنتظركم
(وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ﴿٩٤﴾)
الابتلاء بالسراء والضراء سنة إلهية هدفها إيقاظ الغافلين قبل فوات الأوان
مغبون من لم يجعل الابتلاء وسيلة له للنجاة يوم القيامة.
(آتيناه آياتنا فانسلخ منها)
ارتباطنا بآيات الله عزوجل ينبغي أن يكون وثيقا شديد التماسك كحال التصاق الجلد واللحم،
كم هو مؤلم أن ينسلخ أحدهما عن الآخر؟!
«و إذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم و لعلهم يتقون»
الناس السلبيون فئة موجودة في كل زمان و مكان،و هؤلاء جرمهم في كثير من الأحيان يكون أشد من أهل العصيان أنفسهم،أعظم الجرم أن تقول هلك الناس فأنت أهلكَهم وأنت أهلكُهم