(وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين } فاجعلها من دعواتك عند فطرك
«ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون» قاعدة ذهبية في العلاقات البشرية و الاجتماعية، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، كلها نتاج الدفع بالحسنى،سترى الخصم يذوب حياء و خجلا في مقابل إحسانك،و لن يتمالك دموعه و مشاعره.
«و إن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم» كم تحمل من أدب جم و أدب يغفل عنه كثير من المسلمين و ماذا نصنع لو طرقنا باب أحدهم فقيل لنا ارجع؟بل نطرق الباب عليه حتى يكاد يخلع،ثم نشبعه اتصالا،ثم نسأل عنه أهله و جيرانه،و أين أزكى لكم؟! الإستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع
{نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُونَ} من أعظم البلاء أن يبتليك الله بنعم وأنت لاتشعر بها ولاتؤدي حق شكرها ! نعوذ بالله من استدراجٍ بالنعم عاقبته الهلاك.
«وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض...» هذا وعد الله لا يخلف الله وعده،الأرض لله يورثها من يشاء،بيده مقاليد كل شيء،مالك الملك يؤتي الملك من يشاء و ينزعه ممن يشاء سبحانه،و يعز من يشاء و يذل من يشاء وهذا وعد من الله سيبلغ ما بلغ الليل و النهار.
«إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم...» نزلت براءة الطاهرة المطهرة الصديقة بنت الصديق بقرآن يتلى و متعبد بتلاوته إلى يوم القيامة،و قد قالت: ما تأملت أن تذكر براءتي في القرآن، و لكن فضل الله واسع، و إن الله يدافع عن الذين آمنوا، نزلت
﴿ وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا ﴾ قد تُفتَن بمن حولك ؛ليرى الله صبرك !كن في عداد الصابرين فالله بصير بحالك
{ وإن تطيعوه تهتدوا } اعرضها على أعمالك وسلوكك وحياتك .. وانظر هل أنت في الطريق الصحيح أم لا !!
لمستني بداية آية السحاب من سورة النور .. يسوق الله السحاب المتفرق بكل رفق وهدوء ( ألم تر أن الله يزجي سحابا ) ثم يضم بعضه إلى بعض ( ثم يؤلف بينه ) لعل الصورة ترمز لحال الإنسان كذلك .. يسوقنا الله إلى أقدارنا ويجمعنا بها بكل لطف ..
﴿ولولا فضل الله عليكم ورحمته﴾ [النور: ٢١] لسنا بشيء لولا فضل الله ورحمته وهدايته وستره وتثبيته ﷻ.
( اللهُ نورُ السّماواتِ والأَرْض ) فَهل سَيتركُ قلبَـك مُظلمًا تائهًا لو سألتَه اللهم أجعل في قلبي نوراً وأجعلني نوراً
[إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ] هذا اللسان الذي أشاع المنكر وافتري على عباد الله سيأتي يوم وهو نفسه يشهد عليك.. [يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ]
من صفات النفوس تعيش حقيقتها كما هي.. لا تتخلى عن إنسانيتها لإثبات وجودها وقيمتها ( يأكل الطعام ويمشي في الأسواق )
(كذلك لنثبت به فؤادك) لم لا يكون لنا ختمة للقرآن بنيّة تثبيت أفئدتنا التي أنهكتها الحياة الدنيا؟! مهما عظمت همومنا فلن تكون أكبر من هموم نبينا صلى الله عليه وسلم!
﴿وليَستَعفِف﴾ أمر لا نافلة فيه، وسين تستحث الخطا فيك، وفعل مضارع يشي بعدم الإستسلام والتنبه كل حين! ذاك هو الحل وهذا هو الطريق
سورة المؤمنون: "طريق الفلاح، مقوماته وعوائقه" من سبل الفلاح (ادفع بالتي هي أحسن السيئة) لأنه من ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك هم الخاسرون من سبل الفلاح معرفة العبد أنه مخلوق لغاية وليس عبثا (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون)
(رِجَال لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيه الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾ إياك ثم إياك أن تكون تجارتك او وظيفتك أهم من المحافظة على إقامة الصلاة في وقتها
{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} تقديم الأكل من الطيبات على العمل الصالح تنبيهٌ على أنه عونٌ على العمل الصالح، ويثمره، وبه يصلح القلب والبدن، وبضده الأكل من الخبيث الفاسد والمحرم.
{نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُونَ} من أعظم البلاء أن يبتليك الله بنعم وأنت لاتشعر بها ولاتؤدي حق شكرها ! نعوذ بالله من استدراجٍ بالنعم عاقبته الهلاك.
( لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) هكذا أقدار الله لاتؤخذ بظواهرها فكم من محنة أخرجت من طياتها منح ..وكم شرور ومصائب ولو كُشف لنا الحكمة منها لرأينا من ورائها الخير الكثير..ولحمدنا الله عليها ..
لا تجزع من قضاء نزل بك فالله سبحانه لايقدر لك إلا الخير وإن كان في نظرك شر لك { لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم} فكل قضاء الله خير.
في ختام سورة الحج ( لعلكم تفلحون)، ثم تستفتح سورة المؤمنون بعدها بصفات المفلحين ( قد أفلح المؤمنون)، وتختم السورة بضده ( إنه لايفلح الكافرون ) فتتبع صفات المفلحين واعمل بها تسعد في دنياك وآخرتك.
(وأن يستعففن خيرٌ لهن) إذا كان حجاب الكبيرة في السن فيه عفة لها فكيف بحجاب من دونها من النساء .. الله المستعان ..الله يهدي بناتنا ونساء المسلمين ويردهن إليه رداً جميلاً
[وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن.) (حجابك هو نورك) وما أجمل أن الله فرضه علينا في سورة سماها النور..
قال رجل لزهير بن نعيم رحمه الله: ممَّن أنت يا أبا عبد الرحمن؟ قال: ممن أنعم الله عليه بالإسلام؛ قال: إنما اريد النسب، قال: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾.
( وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ ) تنبيه على أن الحجاب لا يكن زينة في نفسه ، لأنه فرض لستر الزينة !! فالحجاب الذي لم يتحقق به منع الفتن لا يعد حجاب و هو من تلبيس الشيطان ( جعل لبسك سبب للفتنة و ليس للستر !!
( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ ) من المعلوم أن الأذن هي من تتلقى الأخبار وتسمعها إلا أنه ذكر الّلسان لأنها مصدر نقل الإشاعات ونشرها دون أدنى تروي ولا تفكير !
{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ۚ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} من صفات المؤمنين أنهم لايستجيبون لنزغات الشياطين بالانتقام ممن أساء إليهم، بل يفوضون أمر المعتدين عليهم إلى الله تعالى، فهو العليم، والقادر على الانتصار لهم .
(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ } كل كل لحظة تغض فيها بصرك، تتزكى نفسك،،
"إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون". في اخر السورة صفات أخرى للمؤمنين تخص القلوب وهي بمثابة مستوى أعلى
{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} تقديم الأكل من الطيبات على العمل الصالح تنبيهٌ على أنه عونٌ على العمل الصالح، ويثمره، وبه يصلح القلب والبدن، وبضده الأكل من الخبيث الفاسد والمحرم.
{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} تعاظم ربنا وتكاثرت بركاته علينا، ومنها هذا القرآن المبارك، الفرقان، فمن أخذ به شملته بركاته، ووهبه الله فرقاناً يميز به بين الحق والباطل والهدى والضلال
﴿ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين﴾ نحن في حفظ الله ورعايته ولن يضيعنا أوينسانا فهل شكرناه على هذه النعمة
(أيحسبُونَ أنّما نُمِدُّهم به مِن مالٍ وبنين نُسارعُ لهم في الخيراتِ ۚ بل لا يشعُرون ) أيظنون أن زيادتنا إياهم بالأموال والأولاد، دليل على أنهم من أهل الخير والسعادة، في الدنيا والآخرة؟ إنما نملي لهم ونمهلهم ونمدهم بالنعم، ليزدادوا إثما، وليتوفر عقابهم في الآخرة
{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ } الأمر بغض البصر للجميع، وزِيد على النساء النهي عن إبداء الزينة للأجانب عنها. وقُدّم البصر؛ لأنه المنفذ للقلب، وأكثر السقوط بسبب إطلاق البصر
لن يتجرأ أحد على اخفاء الحقيقة او تزييفها أوتكذيبها وهو يجد كل صغيرة وكبيرة قد تم تثبيتها ورصدها في …(كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ ) (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )
(العفة نور) في الدين والدنيا، في القلب والعقل والبصيرة، في البيوت، في البلاد وبين العباد.. فجاءت سورة النور لتُشيع نور العفة بما تحمله لنا من شرائع نورانية شرعها الله بفضله ورحمته..
احرص على اتباع سنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، واحذر أن تخالف سنته، أو تأتي ببدعة،وتظنها حسنة، فالعقوبة ليست هينة، ﴿...فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾
البعض يرى ان: الاختلاط والخلوة الحديث مع الاجنبيةبلا مصلحة اطلاق البصر ابداء الزينة لغير المحارم التساهل بالحجاب انها احكام تشدد ومبالغ فيها ولكن الحقيقة ان (الله يعلم وانتم لاتعلمون) فكلها خطوات توصل للرذيلة (ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر)
﴿يَومَ تَشهَدُ عَلَيهِم أَلسِنَتُهُم وَأَيديهِم وَأَرجُلُهُم بِما كانوا يَعمَلونَ﴾ بدا سبحانه باللسان لانه من أخطر الاعضاء وهو الذي يؤدي الى المهالك يارب تعصم ألستنا عن ما يغضبك وجهك
{فاتخذتموهم سخريا....إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون} واجهوا في الدنيا السخرية والاستهزاء والغربة والابتلاء فكان لهم الفوز يوم القيامة والخسارة لأعدائهم فطريق الفوز محفوف بالصعوبات فصبرا
{ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون} الخضوع والتضرع لله واللجوء إليه يكشف العذاب الله يرحمنا برحمته
(وقُل رّبِّ نزِلْنِي مُنزَلًا مُّباركًا وأنت خيرُ المُنزِلِين ) قلت: وبالجملة فالآية تعليم من الله - عز وجل - لعباده إذا ركبوا وإذا نزلوا أن يقولوا هذا؛ بل وإذا دخلوا بيوتهم وسلموا قالوا. وروي عن علي- أنه كان إذا دخل المسجد قال: اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين
( قَالَ رَبِّ ٱنصُرۡنِي بِمَا كَذَّبُونِ ) من يعلم قوة الدعاء لن يكون عنده وقت للبكاء على خذلان البشر له .
( رَبِّ فَلَا تَجۡعَلۡنِي فِي ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ ) إن كنت تريد البعد عن أهل الظلم في الأخرة فلا تقترب منهم في الدنيا .
( وَقُل رَّبِّ أَنزِلۡنِي مُنزَلٗا مُّبَارَكٗا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡمُنزِلِينَ ) كن صاحب همة عالية في دعائك فربك غني كريم ، و في كل مجالات حياتك لا ترضى إلا بالقمة لك مجلسا .
(حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون) أمنية الكافر والمؤمن على حد سواء الكافر يبصر الحقيقة التي عاش حياته محاولا طمسها فيتمنى العودة للتصحيح والمؤمن يرى قلّة زاده أمام هول الموقف فيتمنى العودة للاستزادة والإجابة واحدة: "كلا" ينتهي الأمر بمجرد أن يقرع الموت بابك!
﴿ وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ من صفات المؤمن أن يعرض عن اللغو الذي يحصل في وسائل التواصل الإجتماعي.
﴿ ولا نكلف نفسا إلا وسعها﴾ بادر بالعمل فأنت تستطيع في حدود ووسع طاقتك.
«أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين* نسارع لهم بالخيرات بل لا يشعرون» لا تظن أن ما أغدق الله عليك به من المال و الولد كرامة، و ما حبسه عنك إهانة، بل إن الحالين ابتلاء، و من الناس من يعجل الله له أجره حتى يملي له و يستدرجه ثم يكون الأخذ الشديد.
«قل من بيده ملكوت كل شيء و هو يجير و لا يجار عليه إن كنتم تعلمون» سبحان من بيده ملكوت كل شيء؛ بيده ملك السموات و الأرض و ما فيهما و من فيهما، بيده ملك أرواح الملوك و أغنياء الدنيا و أجسادهم، بيده ملك كل شيء، حتى قلوب العالمين يقلبها كيفما يشاء هل يعجزه همك؟!
(ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو....) تأمل عندما ذكر الله محارم الرجل في سورة النساء عدهم واحدة واحدة.. وعندما ذكر هنا محارم المرأة عدهم واحدا واحدا.. ثم نجد من يرى لا بأس في الإختلاط وكأن كل الرجال محارم لكل النساء..
﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا﴾ ستواجه في هذه الدنيا وتبتلى بأشخاص حولك مدير، رئيس، زوج، زملاء، إخوة... يصدر منهم ما يؤلمك تذكر: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة "أتصبرون"} وحسبك حينها "وكان ربك بصيرا"
[في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال ) الرجال مكانهم المساجد فكيف ترضى على رجولتك أن تخلف في البيوت مع النساء؟ المساجد هي منبع النور وأكرمك الله أن تذهب لهذا المنبع كل يوم خمس لتستمد النور الذي يضئ روحك وقلبك ودنياك وآخرتك
[الذين هم في صلاتهم خاشعون... والذين هم على صلواتهم يحافظون ] بدأ سبحانه صفات المؤمنين بخشوعهم في صلاتهم وختمه بالمحافظة عليها فإن فقدت خشوعك فقد ضيعت صلاتك فبدونه ليس لك نصيب منها..
﴿فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين﴾ تامل (يُريد أن يتفضل عليكم ) قلوب مريضة تحب الزعامة والسيادة وظنوا غيرهم مثلهم.
(قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِى بِمَا كَذَّبُونِ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَٰدِمِينَ) الحذر من دعوة الرجل الصالح المظلوم فإنها أقرب للإستجابة
( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) أعظم شهادة نالها المؤمنين وما بعد الفلاح إلا النجاة والفوز بالجنة..
قال رجل لزهيـر بن نعيم:ممن أنت؟قال:من المسلمين قال: النسب قال: ﴿فإِذا نُفِخ فِي الصور فلا أَنساب بينهم يومئذٍ ولا يَتساءلون
( وأترفناهم في الحياة الدنيا ) الترف يقود صاحبه إلى عدم قبول الحق.
قال ﷺ: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" وأعظم ما يوقع في حبالها إطلاق البصر. ﴿قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهما﴾.
( قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ (1) ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ (2) طريق الفلاح يبدأ بالحفاظ على الصلاة ، و اعلم أن تفريطك فيها يؤدي إلى حدوث خلل في كل مجالات حياتك !! فانتبه !!
(قد أفلح المؤمنون) حقيقة (الذين هم في صلاتهم خاشعون) إلى (والذين هم على صلواتهم يحافظون) وما بينهما رسالة مفادها: الفلاح ليس معجزة توهب للبشر ولا كلمة تقال باللسان "أنا مؤمن مفلح" الفلاح مسيرة جهاد وثمرة أعمال عظيمة وعبادات وصبر وجهاد نفس ومسارعة ومسابقة في الخيرات
(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ .....) (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ....) غض البصر أول الطرق لحفظ النفوس من الوقوع في الفواحش . احذر شاشة هاتفك قد توقعك في المحرمات
﴿ أفحسبتم أنما خلقناكم (عبثاً) وأنكم إلينا لا تُرجعون ﴾ يفسّرها قول : ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلّا (ليعبدون) ﴾ سبحانك يارب ما عبدناك حق عبادتك
( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) بعض الذنوب عظمتها في الإستهانة بها ! ومعظم النار من مستصغر الشرر..
«و الذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون» قالت عائشة: يارسول الله أهو الذي يسرق و يزني و يشرب الخمر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: لا يا ابنة الصديق لكنه الذي يصلي و يصوم و يتصدق و هو يخاف الله عز وجل. و قالوا: لو نعلم أن الله تقبل منا حسنة لتكلنا.
[ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين... ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ] كم هي رحلة قصيرة والفائز من خرج منها بهذا الميراث الذي لا يضاهيه كنوز الأرض كلها.. [أولئك هم الوارثون. الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون]
﴿… وَما كُنّا عَنِ الخَلقِ غافِلينَ﴾ لاتظن أنك خلقت هكذا،اعمل ولاتحسب الله خلقك للأمة ولنفسك وهو غافل عنك.
«و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين» ثم ذكرت و فصلت مراحل خلق الإنسان من الألف إلى الياء تفصيلا بينا،و ختمت بقوله تعالى:فتبارك الله أحسن الخالقين ثم بدأت بقوله: ثم إنكم بعد ذلك لميتون لكن الغريب أين ذكر الحياة الدنيا،و الشهادات و الخبرات و الأموال و الأولاد=
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُۥ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم) الحذر من نشر الشائعات المغرضة بالصالحين.
﴿ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله﴾ لا تحلف على قطيعة رحم أو ترك معروف، وإن حلفت فارجع في يمينك، وكفِّر عنها..*
﴿وَالَّذينَ هُم عَنِ اللَّغوِ مُعرِضونَ﴾ من أكثر الأمور التي ينبغي لها مجاهده هي:الكلام،فحاول مره وأخرى وأيضاً أخرى حتى تحجب نفسك عن الحديث الغير نافع فضلاً عن اللغو.
( وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ(8) وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ) اشتمل مطلع السورةعلى عدةتنبيهات على حقوق الآخرين فلا تعتدي على غيرك بلسانك ولاتمنعه حقه في مالك،و لا تخون من إئتمنك، لأنه متى تحقق ذلك عم السلام المجتمع كله
"قدأفلح ٱلمؤمنون*ٱلذین هم فی صلاتهم خـٰشعون*وٱلذین هم عن ٱللغو معرضون*وٱلذین هم للزكوٰة فـٰعلون*وٱلذین هم لفروجهم حـٰفظون" بدأت السورة بذكر أهم صفات المؤمنين، كما أن هذه الصفات تجمع ما بين الأخلاق والعبادات.
«الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة و لا تأخذكم بهما رأفة في دين الله...» قدم المؤنث لأن المرأة إن أرخصت نفسها و تبذلت فغالبا ما يقع الزنا، و لكنها إن استعصمت و تمنعت فلا يحدث إلا غصبا، و ذكر الرأفة هنا لأنها اقترنت بالجلد و لا يكون في محصن ممن صغر سنه
ابتدأت السورة ( قد أفلح المؤمنون ) واختتمت ( إنه لا يفلح الكافرون ) شتان بين الفاتحة والخاتمة
( وَلۡيَسۡتَعۡفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغۡنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ ) يجب على الفتيات أن يتقين الله و لا يخرجن سافرات متبرجات حتى لا يفتن من يريد العفاف و لكن ضاق به الحال ، ساعدن إخوانكم على العفاف بستر أنفسكن .
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) فازوا وسعدوا ونجحوا وصلوا لدرجة لا ينالها إلا هم (أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ) استحقوها (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ) لأنهم اتصفوا بتلك الصفات .. هل سألنا أنفسنا يوماً ماذا حققنا منها
﴿فَإِذَا استَوَيتَ أَنتَ وَمَن مَعَكَ عَلَى الفُلكِ فَقُلِ الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي نَجّانا مِنَ القَومِ الظّالِمينَ﴾ كلما أنجاك الله من أزمة معينة أو من بشر آذوك،فاحمد الله وأثني عليه.
[والذين هم عن اللغو معرضون] إذا كنت مأمور بالتورع عن المكروه مما ليس فيه فائدة فما بالك تتجرأ على الحرام وما فيه وزر..
احرص على اتباع سنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، واحذر أن تخالف سنته، أو تأتي ببدعة،وتظنها حسنة، فالعقوبة ليست هينة، ﴿...فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾
«أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين* نسارع لهم بالخيرات بل لا يشعرون» لا تظن أن ما أغدق الله عليك به من المال و الولد كرامة، و ما حبسه عنك إهانة، بل إن الحالين ابتلاء، و من الناس من يعجل الله له أجره حتى يملي له و يستدرجه ثم يكون الأخذ الشديد.
وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ (3) وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ (4) وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ (5) إ لنجاتك احفظ لسانك و احبسه ما استطعت ، و طهر مالك من حقوق الآخرين و لا تقترب من مواضع الفتن حتى لا تزل قدمك .
«ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون» قاعدة ذهبية في العلاقات البشرية و الاجتماعية، كن خير آخذ، فكأنما تسفهم المل، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، كلها نتاج الدفع بالحسنى،سترى الخصم يذوب حياء و خجلا في مقابل إحسانك،و لن يتمالك دموعه و مشاعره.
يجدر بنا الوقوف: «الله نور السموات و الأرض» ختمت: «نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء» ثم جاءت: «في بيوت أذن الله ترفع» و كأن نور الله و هداية الله اجتمعت في هذه البقاع و أحب البقاع إلى الله المساجد، و كان دعاء التوجه للمسجد اللهم اجعل في قلبي نورا... ربطا بينها.
(وَتَحْسَبُونَهُۥ هَيِّنًا) الاستهانة بالذنوب يضاعفها والعاقل يستغفر الله ليغفرها.
﴿إِنَّ الَّذينَ هُم مِن خَشيَةِ رَبِّهِم مُشفِقونَ﴾ دائماً المحب مشفق من محبوبه،رغبة لرضاه. فيارب هذه المنزلة
{ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون} أعظم ما تَدْفع به الإساءة عنك الإحسان إلى من أساء إليك .
(وليستعفف الذين لايجدون نكاحا) (وليستعفف) قد يندرج تحت هذه الكلمة مواقع التواصل وماتحمله من مقاطع لاترضي الله
«و قل رب اغفر و ارحم و أنت خير الراحمين» ما أجمل هذه الدعوات الطيبة المباركة هذه الدعوات الجامعة المانعة لخيري الدنيا و الآخر فإذا غفر الله ذنبك و رحمك و هو خير الراحمين فما يضرك الفقر و الجوع و المرض و البؤس؟! فبهما تسعد و ترشد و تزداد و لا تنقص
( فَمَن ثَقُلَتْ مَوَٰزِينُهُ ) سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ثقيلتان في الميزان.
سورة المؤمنون افتتحت بصفات جوارحهم (إيمان عملي) وفي وسطها: صفات قلوبهم (إيمان قلبي) وفي ختامها: دعاءهم (إيمان قولي) ولأنه لا فلاح كامل في الدنيا ختمت باستغفارهم (رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين) الفلاح التام الحقيقي في الجنة حين يجزيهم الله بما صبروا.
«قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ» أول ما ابتدئ به من صفات أهل الإيمان خشوعهم في الصلاة، ثم أورد: «و الذين هم على صلواتهم يحافظون» الخشوع شيء و المحافظة على الصلوات شيء آخر، و كل منهما مدعاة للوصول للآخر
« و ينزل من السماء من جبال فيها من برد» تخيل عظم عظمة الله سبحانه، جبال برد و جبال سحب و أمطار محيطة بالأرض محملة بآلاف الأطنان من البركات و الرحمات و فيض جوده سبحانه، عندها تدرك قول الله تعالى: «ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر» لتعلم سرعة استجابة جند الله و عظمها
( قَالُواْ لَبِثۡنَا يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖ فَسۡـَٔلِ ٱلۡعَآدِّينَ ) كل السنوات التي عشتها في الترف ستزنها يوم القيامة بميزانها الحقيقي و هي مهما بلغت فهي يوم أو دون اليوم فكيف تضيع الحياة الأبدية بترف يوم أو بعض يوم ؟!!
( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) من أحب أن يغفر الله ذنوبه ويعفو عنه فليبادر هو بالعفو عن عباد الله لسان حاله يقول يارب قد عفوت عنهم فاعف عني وليبشر بخير وما جزاء الإحسان إلا الإحسان
«وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض...» هذا وعد الله لا يخلف الله وعده،الأرض لله يورثها من يشاء، بيده مقاليد كل شيء،مالك الملك يؤتي الملك من يشاء و ينزعه ممن يشاء سبحانه، و يعز من يشاء و يذل من يشاء وهذا وعد من الله سيبلغ ما بلغ الليل و النهار.
«و ليعفوا و ليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم...» نزلت في الصديق و الذي كان ينفق على مسطح رضي الله عنهما و قد تكلم في عائشة فجلده رسول الله، و منعه أبوبكر النفقة،فما جاوزها الصديق و قال بلى أحب أن يغفر الله لي،هكذا عاشوا مع القرآن و تخلقوا به و أشربوا حبه.
«إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم...» نزلت براءة الطاهرة المطهرة الصديقة بنت الصديق بقرآن يتلى و متعبد بتلاوته إلى يوم القيامة،و قد قالت: ما تأملت أن تذكر براءتي في القرآن، و لكن فضل الله واسع، و إن الله يدافع عن الذين آمنوا، نزلت =
في سورة النور (والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا) وفي سورة الفرقان (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) ما أعظمها من خسارة أن تأتي للحساب ظانَا أنك أحسنت عملا فلا تجد إلا السراب والهباء!!
«و قل رب اغفر و ارحم و أنت خير الراحمين» أجمل هذه الدعوات الطيبة المباركة هذه الدعوات الجامعة المانعة لخيري الدنيا و الآخر فإذا غفر الله ذنبك و رحمك و هو خير الراحمين فما يضرك الفقر و الجوع و المرض و البؤس؟! فبهما تسعد و ترشد و تزداد و لا تنقص
«و الذين يرمون أزواجهم و لم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات...» إذا اتهم الرجل زوجته فإنه يصار إلى الملاعنة،فإذا وقع الشك و الريب بين الرجل و زوجه فهنا حتى حدود الشريعة التي تنطبق على الآخرين من شهادة أربعة شهود لا تنطبق على الزوجين لأنه دين الستر
( يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ ) الشيطان لن يأخذك بغته و لكن خطوة خطوة !! فانتبه !! و لا تستصغر الذنوب حتى لا تهلك .