[ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم] فليحذر من يفعل الطاعة وهو كاره لها ويود لو لم يشرعها الله فهذا نذير بحبوط العمل بل تعبد لله بكمال الحب لأوامره وأنت منشرح الصدر بها على يقين بأن الخير كله فيها.. وما بال من يكره أوامر الله ولا يعمل بها بل ويصد عنها
(فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) غالب المشاكل: سوء ظنّ لا يُتبيّن أو سوء فهم لموقف لا يُستوضح والعلاج (فتبينوا) تقطع حبائل الشيطان وتنقّي القلوب وتعم الألفة والمحبة والتراحم بين الناس
﴿وأصلح لي في ذريتي﴾ [الأحقاف: ١٥] المصلح هو الله ﷻ فإن أنكرت من زوجك أو ولدك خُلُقًا، فعليك -مع بذل السبب- الدعاء، الدعاء الدعاء، فلهُ عظيم الأثر في هدايتهم وبرّهم وفلاحهم.
{يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينواأن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} لاتتكلموا .. ولا تنشروا .. بما لم تشهدوه بأنفسكم ’’كي لاتندموا
{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ } [سورة ق] ميزان تقيس به نفسك، في حالة غيابك عن أنظار الناس، هل تستشعر مراقبة الله؟
(أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰٓ أَبۡصَٰرَهُمۡ ) آية تزجر من قطع رحمه ، زجـرًا مخيفًا . ولاعقوبة أفظع من ذلك ،في قطع الأرحام.. تكفيك وزيادة عن وقف القطع حالًا ..
"نوح أغرقَ الأرض كلها بدعاء من ثلاث كلمات: "أنّي مغلوبٌ فانتصرْ " وأمتلكها سليمان بدعاء من ثلاث كلمات: " و هَبْ لي مُلكاً " ليس العبرة بطول الدعاء بل صدق الدعاء.
(حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك )سن الأشد الأربعين هو كمال القوة العقلية والبدنيةوفيه قد يستغنى المرء بنفسه فذكره الله لا تنسى أباءك الذين قاموا برعايتك صغيرا ولا تنسى أبناءك لإنك صائر إلى ضعف وستحتاج لأبناء صالحين بارين وأنت كبيرا
( وفي السماء رزقكم وما توعدون * فورب السماء والأرض إنه لحق ) والله إنه لحق .. يقسم بنفسه سبحانه أن الرزق بيده لتنقطع العلائق بالخلائق اللهم ثبت رجاءك في قلوبنا واقطع رجاءنا عن خلقك حتى لانرجوا أحداً سواك
هل راقبت الله فيما تقول وتذكرت الملكين الموكلين بإحصاء ألفاظك؟! ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾
﴿وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم﴾ [محمد: ٢] ﴿فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين﴾ [الفتح: ٢٦] الإيمان والعمل الصالح يمنحانك نعمتان عظيمتان؛ السكينة وصلاح البال.
مُنتهى الأمان .. نداء الله لأهل الجنة ﴿أُدخُلوها بسلامٍ آمنين﴾ اللهم اجعلنا ووالدينا وكل من قرأ الآية من أهل الفردوس الأعلى يارب
[ قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين] قدم شكر الله على العمل الصالح لإن من شكر النعم تسخيرها في طاعة الله ومن أعظم النعم التوفيق للعمل الصالح..
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) ماأجمـلها من كلمـة (إخوة)تُـقـرِب النفوس ،وتُلغي تمامًا الطبقية والعصبية،وإن كان هناك شيءٌ من البغضاء ،فالله بفضله يؤلف ويُـرقق القلوب ، فيُصلح الأفراد ، فيستقر المجنمع وتسوده المحبة..
(تنزيل الكتاب من الله العزيزالعليم) (تنزيل من الرحمن الرحيم) (وكذلك يوحي إليك) (روحا من أمرنا) (والكتاب المبين)(قرآنا عربيا) (إنا أنزلناه في ليلةمباركة) (تنزيل الكتاب من الله العزيزالحكيم) (هذا كتاب مصدّق لساناعربيا) وهدف تنزيل الكتاب: (لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين)
كلما أحسست بالفتور وتثاقلت الطاعة وضعفت همتك فتذكر هذه الآية ؛ " ولكلٍ درجات مما عملوا" فاعمل لأعلى الدرجات
(شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ ) الحمد لله على نعمة الأهل والأموال سخِّـرها في طاعته واحتسب الأجـر في صبرك مع الأهل . كم مقصرون نحـن مع الله في حق الشكر .!
{فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين } الحق لا يضيع بين ركام الباطل ولا ينساك الله وإن كنت وحدك على الحق
(وَهُمَا يَسۡتَغِيثَانِ ٱللَّهَ وَيۡلَكَ ءَامِنۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ) يالرحمة الأم والأب بالأبناء يالرفقهم بهم .. يتضجر ..الأبناء ، من شدة حرص والديهم على استقامتهم . فاللهم ارحمنا بهداية أبنائنا.
(حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ..) الآية وقال علي - رضي الله عنه -: هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، أسلم أبواه جميعا ولم يجتمع لأحد من المهاجرين أن أسلم أبواه غيره، فأوصاه الله بهما ولزم ذلك من بعده. القرطبي
خاتمة الأحقاف،وصية جامعة للدعاة إلى يوم الدين: الصبر على لأواء الدعوة وأذى المدعويين (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل) عدم استعجال النتائج (لا تستعجل لهم) الساعة آتية لاريب فيها أدّ ما عليك فقط(بلاغ) اليقين بسنّة الله عزوجل له الحكم الفصل(فهل يهلك إلا القوم الفاسقون)
[قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي] كما تدعو لأبناءك لا تغفل أبدًا أن تدعو لوالديك بل حقهم مقدم فهؤلاء لهم الفضل.. وهؤلاء عليهم.. [آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا]
﴿ياأيها الذين ءامنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله﴾ ﺃﺻﻞ ﻛﻞ ﻓﺘﻨﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺮﺃﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻬﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ. [ابن القيم]
(وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ) إذا كان رسول الله المتّصل بالوحي السماوي لا يعلم الغيب فكيف يدّعيه قارئ فنجانٍ ومطّلعُ أبراجٍ؟
(في قلوبهم مرض) (على قلوب أقفالها) أسباب مرض القلب: اتباع الهوى (واتبعوا أهواءهم) وحب الدنيا (إنما الحياة الدنيا لعب ولهو) البخل (تبخلوا) (فمنكم من يبخل) نتيجة مرض القلب: الكفر والصد عن سبيل الله (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) الجزاء: حبوط الأعمال (فأحبط أعمالهم)
(فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ) هكذا ، القرآن ... من الخيـر أن تتعلم علومه ، وتتدبر آياته ،وأن تعمل به ، ثم تدعو إليه .. ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ...
(وأن أعمل صالحا ترضاه) (أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا) الله عزوجل يرتقي بالعبد للأحسن (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) ارفع معايير عملك لدرجة الأحسن حتى تبلغ الإحسان فتُجزى بالإحسان إحسانا
﴿أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها﴾ هما طريقان لا ثالث لهما إما تدبر القرآن واما قلوب مقفلة وعلى قدر تدبرك تتحطم أقفال قلبك
(فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم) اذا علم المسلم بحقيقة لا إله الا الله علم بتقصيرة وذنبه حينها لابد من الاستغفار
﴿ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم﴾ [محمد: ٩] ¤احذر أن تكره شيئا من الدين: (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ ..) . .فالعقوبة شديدة: (فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُم)
[ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ] ما بال الذين يدعون أصحاب القبور لا يتأملون مثل هذه الآيات.. أتظن هذا الميت الذي صار تراب ولا يملك لنفسه شئ سيسمعك ويجيبك.. أفلا تعقلون؟!
﴿ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم﴾ نعمة عظيمة وفضل من الله -علينا شكرها- أن جعل للطاعة لذة وللإيمان حلاوة ووفق للنفوس حب الطاعة وزينه لها ولم يجعلها فقط مشقة وحرج وثقل على النفس، -مع أن الدنيا دار تكليف- . كل ذلك رحمةوتيسير منه سبحانه.
( قَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَنِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗاتَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِي فِي ذُرِّيَّتِيٓۖ) إن كنت تريد الفلاح في الدنيا و الآخرة لا تغفل عن الدعاء لنفسك و لوالديك ولذريتك
﴿وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾ أي بيّن لهم منازلهم في الجنة.. حتى إن الرجل إذا دخل الجنة ليأتي منـزله كما كان يأتي منـزله في الدنيا, لا يشكل عليه ذلك.
[وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين ] لم ينصرفوا فقط مؤمنين بل دعاة لدين الله فأشرف وأكرم منة أن تكون داعي لدين الله فهذا من أول الواجبات وأولاها وبداية الطريق لكل داعي سماع كلام الله وفهمه وتدبره.
[سيهديهم ويصلح بالهم ] صلاح البال والحال نعمة عظيمة وهي أمل لكل أحد والفائزون بها هم المهتدون، وليست من نصيب عاصي ضال (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)
(وأن اعمل صالحا ترضاه) لم يكتف في دعاءه بطلب الاعانة على العمل الصالح بل بريد أن يكون العمل محل رضى ربه
أعظم أسباب النجاة الاستقامة على أمر الله ﷻ ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾