في التكرار فائدة لترسخ المعلومة، هذه قاعدة في التربية يا من يعمل بسنة نبيه ويقرأ سورة الملك كل ليلة تكرر استفهاماتها وأسئلتها التي توقظ العقل والقلب هل رسخت رسائلها في قلبك حتى تشفع لك في قبرك؟ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: تبارك الذي بيده الملك. رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني. وفي رواية عنه: من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نسميها المانعة، وإنها في كتاب الله عز وجل، سورة من قرأ بها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب . رواها النسائي، وحسنه الألباني.
( فَلَا تُطِعِ ٱلۡمُكَذِّبِينَ ) لنجاتك لا تطع أحد في معصية الله مهما كان منصبه ، فهل يعقل أن تخشى عقاب عبد عاصي و لا تخشى عقاب عزيز ذو إنتقام ؟!!
(وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ) حواسك إن لم توصلك بالله عز وجل فهي نقمة عليك فأعد حساباتك قبل فوات الأوان
(أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه ) جميع رزقك له مصدر واحد فلا تشتتك التفاصيل ..عليك السعي والدعاء ..ومنه الفضل والمنة
يوشك رمضان على الانقضاء فلنذكر أنفسنا بـ(وكان سعيكم مشكورا) رب تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم وأعِد علينا رمضان أزنة عديدة وشفّع الصيام والقرآن فينا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام
( لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير) كلمة (لو) ليست في قاموس المؤمن ..!
( وكان الله عليما حليما)(و اصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا) لا ينفع علم بلا حلم و لا إيمان بلا صبر و لاتوبة بلا إستغفار ولاهجر بلا إحتساب
(ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم ) من طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من هذه الآية، ولهذا كانت عائشة رضي الله عنها إذا أرسلت إلى قوم بهدية تقول للمرسول اسمع مادعوا به لنا حتى ندعوا لهم بمثل مادعوا ويبقى أجرنا على الله
( إنا سمعنا قرآناً عجبا) استمعوا لسورة فغيرت مجرى حياتهم ... وربما الكثير منا ختم القرآن ولم تؤثر فيه آية ... ⚘ اللهم أصلح قلوبنا
( هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) لو ساورتك شكوك القنوط واليأس بسبب عظم ذنوبك فاستشعر أن ربك أهل المغفرة مهما كانت فداحة ذنوبك .
( كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ ) مما يصبرك على ما في الدنيا أن تعلم أنها أيام و ستنتهي لتذهب للدار الباقية !! فاعمل لكل دار بقدر بقاؤك فيها .
( فَٱعۡتَرَفُواْ بِذَنۢبِهِمۡ فَسُحۡقٗا لِّأَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ) القرار الصحيح لن ينفع إن لم يتخذ في الوقت الصحيح فانتبه !!
﴿ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ... ﴾ تعددت الخَيْرات والسبب واحد
﴿ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلاً﴾ [المعارج:٥]. قال #الشوكاني : "معنى الصبر الجميل قيل هو أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يدري بأنه مصاب" فتح القدير (٥/ ٤٠٤).
هما طريقان لا ثالث لهما: طريق الإيمان عاقبته (إنا كذلك نجزي المحسنين) وطريق العناد والكفر عاقبته (ويل يومئذ للمكذبين) فاختر ما تشاء وتحمّل مسؤولية اختيارك!
قال ابن الجوزي : إذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فإن الله تعالى قال في كتابه ؛ " استغفروا ربكم إنه كان غفاراً"[#نوح:١٠] يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموالٍ وبنين " صفة الصفوة [١/٣٩١].
﴿ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ﴾ اقرأ لو آية، المهم لا تنقطع عن القرآن ولا تهجره ، قليلٌ دائم خيرٌ من كثيرٍ مُنقطع
تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير) بيده كل الأمور .... سعادتك ورزقك .. أحزانك والهموم .. مرضك وعجزك .. بيده أن يزيل خواطر تؤلمك .. بيده ماتعسر من أمرك ... وهو على كل شيء قدير
( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) قال ابن عطاء : "كلما أحدثوا خطيئة؛ جددنا لهم نعمة، وأنسيناهم الاستغفار من تلك الخطيئة"
إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً" [الإنسان:٩]. قال ابن تيمية: من طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من هذه الآية .
( تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ) لنجاتك اجعل طاعتك لمن بيده الملك عز وجل و ليس لبشر آتاه الله ملك فحارب به شرع الله .
﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ قال الحسن : لا تستكثر عملك؛ فإنك لا تعلم ما قُبل منه وما رُد .
{فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون}[القلم: 19] كم من ظالم نائم، ولا يدري أن قرار إهلاكه قد اتُخِذ، وجاري التنفيذ، نام البرامكة وزراء هارون فما أصبحوا إلا في السجون، قال كبيرهم معللا: دعوة مظلوم سرت في جناح الليل ونحن عنها غافلون.
( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) لاتتعب نفسك بتصنيف الناس ... عليك بنفسك فلن تُسأل عنهم !!
(قُم)أمر إلهي، حرفان فقط، عاش النبي صلى الله عليه وسلم 23 سنة ممتثلا لهذا الأمر ما فتر، ما كلّ ولا ملّ.. (أن أنذر قومك) أمر إلهي لنوح بالدعوة، عاش 950 عاما ينفّذه ما كلّ ولا ملّ ولا فتر فما هي أطول مدّة امتثلنا فيها لأوامر الله جلّ وعلا؟!
أمل ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻲﻟﻠﺪﻧﻴﺎ﴿فامشوا في مناكبها﴾ لذكر الله ﴿ﻓﺎﺳﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ﴾ ﻟﻠﻤﻐﻔﺮﺓ ﴿وسارعوا ﺇﻟﻰ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺭبكم﴾
( يا أيها المزمل قم اليل إلا قليلا) كل ما أخافك وأحزنك استعن على ذهابه أو تخفيفه بقيام الليل فهذا رسول الله. التف بثيابه من الرعب"
﴿تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير﴾ هذه الآية تحطم كل حاجز وعائق نفسي حال بينك وبين أمنية استعظمت حصولك عليها
(فاصبر صبرا جميلا) عندما يتربى العبد بالقرآن يصبح صبره جميلا وهجره جميلا (واهجرهم هجرا جميلا)
كلّما دعاك الشيطانُ لشيءٍ ووجدت من نفسك جنوحًا عن الدرب ورغبةً في الذنب؛ تذكّر ﴿وجزاهم بما صبروا جنّة وحريرا﴾ صبرًا يا نفس
﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ باستقامتك تنزل عليك البركات من السماء
( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا) إذا أقمت الدين أقام الله لك الدنيا ..
( إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا) ناشئة الليل : ساعاته فهي أجمع للقلب على التلاوة فكأن الصيام في النهار تخلية والقيام بالقرآن في الليل تحلية!
( فإذا نُفخ في الصور نفخة واحدة ....) من حقارة الدنيا أن جعلها الله تنتهي ب ( نفخة)
ليس كل اعتراف ينجيك من اللوم والعذاب .. وقدر حجم خطئك وبادر بتصحيحه قبل فوات الآوان .. ﴿فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾
( ولا تطع كل حلاف مهين) دليل على أن من أكثر الأيمان هان على الرحمن واتضعت مرتبته عند الناس!!
﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ﴾ اكثر من هذا الدعاء فإنه يجمع بين عبادتين : البر والاستغفار.
(إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ )مجرد التفكر في هذا الوصف ترتجف القلوب رعبا أُلْقُواْ فِيهَا = على سبيل الذل والإهانة شهيقا = أطلق على صوت التهاب نار جهنم الشهيق تفظيعاً له وَهِيَ تَفُورُ= تغلي وترتفع ألسنَة لهيبها
( يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافية) قف : واذكر فرطاتك ،، خلواتك،، سقطاتك ... كلها أحصاها الله !! ثم تطهر منها بالتوبة اليوم ..
(فَارْجِعِ البَصرَ هلْ ترَىٰ من فُطُور) غاية الحسن والإتقان انتفى النقص من كل وجه، حسنة كاملة، متناسبة، في لونها وهيئتها وارتفاعها، وما فيها من الشمس والقمر والكواكب النيرات، الثوابت منهن والسيارات. كمالها معلوم، فأمر تعالى بتكرار النظر إليها والتأمل في أرجائها
﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ ليس الخوف أن يحرمك وأنت تطيعه؛ إنما الخوف أن يعطيك وأنت تعصيه
[ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين] إذا كان أول أسباب الفلاح هو الحفاظ على الصلاة [قد أفلح المؤمنون.الذين هم في صلاتهم خاشعون ] ،فكذلك أول أسباب الخسران والهلاك هو تركها..
[وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ] [وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا] قارن بين الحالين وانظر أيهما ستختار لنفسك.. التوحيد نجاة والشرك هلاك..
﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ ﴾ تأمل سر التعبير عن العيشة بأنها راضية، فالوصف بها أحسن من الوصف بالمرضية؛ فإنها اللائقة بهم، فكأن العيشة رضيت بهم كما رضوا بها، وهذا أبلغ من مجرد كونها مرضية فقط، فتأمله. -ابن القيم
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ أحسن عملاً ولم يقل ( أكثر ) العبرة بالأحسن وليس بالأكثر . اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة ولوجهك خالصة ولا تجعل لأحد فيه شيئًا
( وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ ) نبهوا المطاعم و كل صاحب نعمة بأن يحتفظوا بباقي طعامهم للفقراء فهذا التنبيه من أسباب النجاة في الأخرة .
( قم فأنذر ) رسالة تؤكد عالمية هذا الدين فهي رسالة لكل من يسمعها في كل زمان ومكان ... لم يحدد مخاطب ولا منذر فهي للجميع
سورة نوح توضح خطوات المنهج الذي ينبغي أن يسير عليه الداعي إلى الله : البدء بالدعوة للتوحيد والتقوي وطاعة الرسل. الجمع بين أسلوب الترغيب والترهيب. إقامة الحجج والبراهين. الصبر والمجاهدة. اللجوء لله والإستعانة به دائما.
[وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك..] التأدب واستعمال جميل اللفظ سمة المؤمنين حتى الجن منهم.. فلم يزكوا أنفسهم بل قالوا منا الصالحون ولم يسبوا بني جنسهم بل قالوا ومنا دون ذلك..
إذا أردت أن تغير صفاتك وتطور ذاتك وتحسن قدراتك .. تأمل هذا الإستثناء : ﴿إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين﴾
( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير ) إذا نجحت في خلواتك ... فأبشر بالمغفرة والأجر
[ويطعمون الطعام (على حبه) إيثار محاب الله على محاب النفس أمر يحتاج مجاهدة وصبر.. ولكن الجزاء يستحق أن نضحي ونبذل من أجله كل غالي فالجزاء (الجنة) [وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا]
( فَقُلتُ ٱستغفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا (10) يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا ) الاستغفار من أسباب النعم فلا تغفلوا عنه و استغفروا في كل أوقاتكم و أحوالكم .
بين (الذين على صلاتهم دائمون) و (والذين على صلاتهم يحافظون) صفات الثابتين عند البلاء السالكين منهج من كان يقول: "أرحِنا بها يا بلال" لا يجزعون ولا يبخلون قلوبهم معلّقة بالجزاء (أولئك في جنات مكرمون)
﴿ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ لا تكتفي أن تطعم المسكين فقط ! بل حُض الآخرين على ذلك اللهم احينا مساكين وأمتنا مساكين واحشرنا في زمرة المساكين يوم القيامة .
حينما أراد الله وصف نبيه ﷺ لم يصف شكله أو نسبه أو ماله؛ ولكن وصف خلقه فقال : ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم ﴾ قيمتك بأخلاقك اللهم كما حسنت خُلقنا حسن أخلاقنا .
(إن أنتم إلا في "ضلال كبير") (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة "وأجر كبير") الوصف هو الوصف (كبير) لكن أيّ العاقبتين تريد؟
(.. هو أهل التقوى وأهل المغفرة) لو أيقنت أنه سبحانه أهل لإن تتقيه وألزمت نفسك بتقواه ستكون أهل لإن تنال مغفرته ورضوانه..
(يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) (وقد كانوا يُدعون إلى السجود وهم سالمون) لا يمنعك عن تلبية الدعوة شيء فأنت لا تطيق العقوبة!
(فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى) الصلاة أعظم دليل على صدق الإيمان وعلامة على صلاح القلب.. فمن ضيع صلاته فلا يدعي أن قلبه عامر بالإيمان.. أني له؟!
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ أحسن عملاً ولم يقل ( أكثر ) العبرة بالأحسن وليس بالأكثر . اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة ولوجهك خالصة ولا تجعل لأحد فيه شيئًا
[سأل سائل بعذاب واقع] لما تجرأ علي هذا السؤال إنكارًا وإعراضًا آتي في ذلك اليوم ذليلًا خاضعًا.. [خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون]
[بل نحن محرومون ] لما حرموا عباد الله الحق الذي أوجبه الله لهم كان الجزاء من جنس العمل بأن حرمهم الله نعمته عليهم..
(وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة * فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية) فرعون وتجبّره وعتوّه كله هلك كأن لم يكن من قبل شيئا بأخذة رابية واحدة! هي أخذةُ العظيم سبحانه لكل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب
[الحاقة] لما وصف الله هنا القيامة بهذا الوصف لتحقق وقوعها وصف في آخرها الكتاب الذي أخبر عنها [وإنه لحق اليقين] العجيب أنه لازال هناك من يسأل وينكر ويكذب[سأل سائل بعذاب واقع]
(أَلَا يعْلَمُ مَنْ خَلَقَ سبحانه هو بعباده خبير بصير)كل سنن الكونية والقوانين الإلهية تصدق ذلك، على سبيل المثال لا الحصر حين خص الله سبحانه الرجل بالقوامة والنفقه جعل له من الخصائص النفسية والجسدية مايؤهله لذلك، وجعل للمرأة الحمل والولادة وهيأ جسمها لذلك برغم ضعفها.
( خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يُدعون إلى السجود ...) لما استكبروا عن الخضوع هنا ... تغشاهم الذل هناك ... اختر هنا .. أو هناك ؟؟!!
(فاجتباه ربه فجعله من الصالحين) الصلاح هو اصطفاء واختيار من الله وهو من أكبر النعم ؛ والنِّعم تدوم بشكرها بدوام الطاعة.
(ليبلوكم أيكم أحسن عملا) أحسن لا أكثر! فلا يلهينّكم التكاثر وليشغلكم الإحسان
[بل الإنسان على نفسه بصيرة ] من كان بصير على نفسه في الدنيا نجي يوم نعرض على الله لا تخفى منا خافية ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى..
تأمل: ( إن هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكوراً) لم يكتف سبحانه بالجزاء حتى شكرهم على سعيهم. فمكافأة المحسن رائعة، وإضافة الشكر إليها أروع. ومقولة "لا شكر على واجب" خاطئة مخالفة لما تقرر في الكتاب والسنة!