الله سبحانه وتعالى هو الشكور والعظمة في اسم الله الشكور انه عز وجل مع كل العطاء والرزق والهبات التي وهبها للإنسان يكون هو الشكور فملك الملوك سبحانه اغني الأغنياء هو الذي يشكر العبد الفقير على طاعته على الرغم من انه هو الذي أعانه ووفقه لذلك .فالله أعانك وألهمك وأمدك بأسباب الخير وعندما تفعل هذا الخير يشكرك عليه ولكن شكر الله للبشر مختلف عن شكر البشر لربهم
عمل المؤمن مهما بلغ فيه من الإخلاص والخشوع لابد أن يشوبه بعض التقصير ولكن الله يفغر لعبده أولا ما كان في عمله من التقصير ثم يجزيه ويكرمه على عمله .
كيف يشكر الله عبده؟
1- يثني الله على عبده عند ملائكته فقد ذكر الله عز وجل في الحديث القدسي من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكري في ملأ ذكرته في ملأ خير منه
2- يلقي له الشكر بين عباده فيكون ذا سيرة عطرة بين الناس
فقد قيل ( ألسنة الخلق أقلام الحق )
3- يجزيك في الدنيا خير الجزاء عن تعبك وجهدك في سبيله فعندما سجن يوسف عليه السلام إرضاء لله عوضه الله في الدنيا بان جعله على خزائن الأرض وعوض الصحابة رضوان الله عليهم عندما تركوا ديارهم وأموالهم وهاجروا في سبيل الله بان ملكهم الدنيا وملك كسرى وقيصر وامتد ملكهم غالى الهند والصين وجاهد حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ولقي ما لقي من أذى الكفار فأثابه الله صلاة وسلام دائمين من البشر والملائكة.
4- إن الله عز وجل يشكر حتى العصاة المذنبين فكل عمل فيه خير للبشرية يجازي به الله في الدنيا او الآخرة فالله لا يظلم أحدا فالمخترعون الذي خدموا البشرية بالاختراعات والاكتشافات كالكهرباء والهاتف والطائرة وغيرها وهو عصاة كافرين نرى أن الله لم يبخسهم حقهم وهو العادل سبحانه فخلد ذكرهم وأغناهم وأعزهم في الدنيا لان عملهم كان لغرض دنيوي وليس لوجه الله فان عملت للدنيا تنال أجرك كاملا في الدنيا ونرى ذلك واضحا فأهل السيادة والسيطرة في زمننا هذا هم السياسة والمال والأسلحة وهذا من شكر الله لهم
5- ومن صور شكر الله لعبده أن يطوع قلوب الناس لحبه فالله إذا أحب العبد أمر جبريل أن ينادي في الخلائق إن الله يحب فلان فأحبوه فقد يري الإنسان شخصا لأول مرة ولكنه يشعر بالألفة والمحبة نحوه وهذا من عطاءات الله وشكره
6- وقد يكون شكر الله عونا على الطاعة فقد أعان الله عبده ايوب على الصبر على البلاء ثم شكره على ذلك فقال : (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)
7- وشكر الله كذلك يكون حماية وحفظ ورعاية والهام للخير والصواب واجتناب للحرام فقد قال عليه الصلاة والسلام : ( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب والله لا يقبل الا الطيب فان الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي احكم فلوة حتى تكون كالجمل )
8- أما الشكر الأعظم فهو عندما يجلى الله بعظمته وجلاله ويكشف عن وجهه الغطاء لأهل الجنة ويقول لهم : يا أهل الجنة هل رضيتم فيقولوا يا رب كفيت ووفيت فكيف لا نرضى فيرد عليهم عز وجل ك ( وعندي لكم المزيد اليوم احل عليكم رضاي وأكرمك بالنظر إلى وجهي الكريم وأي شكر أعظم من ذلك .