و هكذا الأيام، تسير حيث شاء الله أن تسير، العلو الثاني حتمي و لكن ماذايتوقع و الطريق فيه علامات تبينه و تشرحه و توضحه، نعم تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ أو كما قال الصادق المصدوق عليه أزكى الصلاة و السلام.
تلك الحتمية التي لا يمر يوم إلا و اظدادت جلاء و و ضوحا و نصاعة لا ريب فيها.
ذلك الكتاب لا ريب فيه، فيه نبأ ما قبلكم و خبر ما بعدكم و فصل ما بينكم فالتزموا به مع كثرة الفتن فإنه النبراس المنير على الطريق المستقيم، الأحداث تتوالى و لن ينجو إلا من كان مصباحه القرآن الكريم ، و بداية التغيرات الكبرى اقترب جدا، فانتظروا إنا منتظرون.
عندها تغيرت حالة الرسول صلى الله عليه وسلم النفسية تماماً، وتحول من حالة الشك والحزن والاكتئاب التي كان يعيش فيها إلى حالة اليقين والعزيمة والإصرار والنشاط. وكانت السيدة خديجة تطلب منه أحياناً أن يستريح ولو قليلاً، فيقول: (مضى وقت النوم يا خديجة)، الآن الرسول صلى الله عليه وسلم عرف كل شيء، عرف تفسير كل الأشياء الغريبة التي مرت به في حياته، من سلام الحجر عليه، وشق الصدر، والرؤيا الصادقة، والرجل الذي جاءه في غار حراء، وبدأ الرحلة الطويلة، رحلة الدعوة إلى الله عز وجل، رحلة النبوة، رحلة البشارة والإنذار،