(32) الخير يعم ...
دخل إعرابي على أحد الأمراء وقال له :
- أنت علينا ثلاثة أعوام ..عام أذاب الشحم ، وعام أكل اللحم ، وعام انتقى العظم.. وأنتم عندكم أموال ، فإن كانت لله فبثوها في عباد الله ، وإن تكن للناس فلماذا تمنعونها عنهم ؟ وإن تكن لكم فتصدقوا بها ،إن الله يجزي المتصدقين . فتنهد الأمير قبل أن يسأله : هل لك في حاجة غير هذا ؟ فقال الإعرابي : كلا.. فصمت الأمير للحظة ثم أمر له بمبلغ كبير من المال ..
لكن الإعرابي رفضه قائلاً : لا خير في خير لا يعمّ.. فأعطاه الأمير مالاً وفيراً فرقه الإعرابي على قومه.
(33) أدب الحديث ...
سُئل العباس بن عبد المطلب : أيكما أكبر : أنت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فأجاب : رسول الله أكبر ، وأنا ولدت قبله.
(34) تراب الجنّة ...
قال لقمان لابنه : إن جئتني بحفنة من تراب الجنّة لك عندي هدية . فاختفى الإبن لحظات ثم عاد وفي يده حفنة من تراب ، فسأله لقمان : أين كنت ؟ فرد الإبن : كنت أحضر طلبك . فسأله لقمان مرة أخرى : من أين أحضرته ؟ قال : من تحت أقدام أمي.
(35) الصدق ...
قال بعض الحكماء : عليك بالصدق ، فما السيف القاطع في كف الرجل الشجاع بأعز من الصدق ، والصدق عزّ وإن كان فيه ما تكره ، والكذب ذلّ وإن كان فيه ما تحب ، ومن عُرف بالكذب اتُهم في الصدق . وقيل الصدق ميزان الله الذي يدور عليه العدل.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنّة ،ومازال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ومازال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذاباً".
(36) ذكاء حكيم ...
أراد أحد الحكماء أن يختبر ذكاء ابنيه ، فأعطى كل واحد منهما مبلغاً من المال ، وأشار إلى حجرة مظلمة في البيت وقال لهما : من منكما يستطيع أن يملأ هذه الحجرة بأي شئ ولكن بثمن زهيد ؟ قام الإبن الأول بجمع أكواماً من القش وملأ بها الغرفة .. أما الإبن الثاني فاشترى شمعة فأضاء بها الغرفة ، بإمكانك أن تعمل خيراً كثيراص بأقل مجهود وأقل ثمن ..
(37) مكافأة وعقاب ...
دخل رجل على هارون الرشيد يوماً وقال له : إني أصنع ما تعجز عنه الخلائق ..قال له هارون الرشيد : هات ما عندك . فأخرج الرجل من كيس كان معه إبره وغرسها في الحائط ، ثم أخرج إبره ثانية وقذف بها فاستقرت في ثقب الإبرة الأولى ، ثم إبرة ثالثة فاستقرت في ثقب الثانية ، وهكذا حتى فرغ من كل الإبر التي كانت بالكيس وكانت حوالي مائة إبرة .
وعندئذٍ أمر الرشيد بمنحه مائة دينار وضربه مائة ضربة بالسوط ، فقال الرجل : كيف يا مولاي تكافئني ثم تعاقبني ؟ قال له هارون الرشيد : اكافئك على مهارتك ، وأعاقبك لأنك وجهتها إلى شئ ليس فيه نفع لك ولا لغيرك.
(38) رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبة من حوله...
كان ( ثوبان ) هو مولى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فلما كبر وضعف نحل جسمه وألحّ عليه الحزن ، فسأله الرسول الكريم يستفسره علة حزنه قال له ثوبان : إني إذا لم أرك ، اشتقت إليك واستوحشت وحشة عظيمة ، فذكرت الآخرة حيث لا أراك هناك ، لإني إذا دخلت الجنّة فأنت تكون في درجات النبيين فلا أراك ..
وعن سيدنا بلا ل أنه لما أدركه الموت ، أحاط به أهله يصيحون : وا كرباه وهو يجيبهم : واطرباه غداً ألقى الأحبة.. محمداً وصحبه..
(39) زُهد رسول الله صلى الله عليه وسلم...
دخل عليه سيدنا عمر رضي الله عنه ، فرأى في جنبه أثر الحصير التي كان ينام عليها الرسول عليه الصلاة والسلام ، فقال له : يا رسول الله ، قد أثر في جنبك رمل هذا الحصير ، وفارس والروم قد وسع عليهم وهم لا يعبدون الله . فاستوى الرسول جالساً وقال : أفي شك أنت يا ابن الخطاب ؟ أولئك قوم قد عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا .
(40) درع سيدنا عليّ رضي الله عنه...
وجد سيدنا عليّ درعه عند رجل نصراني فأقبل به إلى (شريح) - وهو قاضي سيدنا عليّ - يخاصمه مخاصمة رجل من عامة رعاياه وقال : إنها درعي ولم أبع ، ولم أهب ، فسأل القاضي الرجل النصراني : ما تقول فيما يقول أمير المؤمنين ؟ قال النصراني : ما الدرع إلا درعي وما أمير المؤمنين عندي بكاذب . فالتفت القاضي إلى عليّ يسأله : يا أمير المؤمنين ، هل من بيّنة ؟ فضحك عليّ وقال : أصاب الرجل ، ما لي من بيّنة ؟ فقضى شريح بالدرع للنصراني ، فأخذها ومشى وأمير المؤمنين عليّ ينظر إليه .. إلا أن النصراني لم يخط خطوات حتى عاد يقول : أما أنا فأشهد أن هذه أحكام أنبياء .. أمير المؤمنين يدينني إلى قاضيه ، فيقضي عليه ولا يقضي له ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، الدرع والله درعك يا أمير المؤمنين ، اتبعت الجيش وأنت منطلق إلى صفين فأخذته . قال عليّ رضي الله عنه : أما وقد أسلمت فهي لك ، وشهد الناس هذا الرجل بعد ذلك وهو من أصدق الجند بلاءً في القتال .
(41) سيدنا عمر بن الخطاب والفطرة القويمة...
سيدنا عمر بن الخطاب الذي يقف أمام جيوش كسرى وقيصر ، يصعد المنبر بعد أن دعا المسلمين للإجتماع ، ثم يقول :
- أيها الناس ، لقد رأيتُني وأنا أرعى غنم خالاتٍ لي من بني مخزوم نظير قبضة من تمر أو من زبيب .
ثم ينزل من على المنبر بين دهشة المجتمعين وتساؤلهم..
ويتقدم منه رجل لم يطق على ما رأى صبراً ، وهو عبد الرحمن بن عوف ، ويقول له : ما أردت إلى هذا يا أمير المؤمنين ؟ فيجيبه عمر رضي الله عنه : ويحك يا ابن عوف ، خلوت بنفسي فقالت لي : أنت أمير المؤمنين ، وليس بينك وبين الله أحد ، فمن ذا أفضل منك ؟ فأردت أن أعرّفها قدرها..
وها هو يعدو ويهرول وراء بعير أفلت من مربطه ، ويلقاه عليّ بن أبي طالب فيسأله : إلى أين يا أمير المؤمنين ؟ فيجيبه سيدنا عمر : بعير فلت من بعير الصدقة أطلبه . فيقول له عليّ : لقد أتعبت الذين سيأتون بعدك . فيجيبه عمر : والذي بعث محمداً بالحق ، لو أن عنزاً ذهبت بشاطئ الفرات ، لأخذ بها عمر يوم القيامة.