4. الثقة على قدر الإيمان: رسول الله صلى الله عليه وسلم القمة الباسقة في الثقة بنصر الله، بلغه نقض بني قريظة للعهد في غزوة الأحزاب، وأصبح المسلمون بين شقي الرحى من حصار المشركين من جهة وخيانة الجيران المعاهدين والمنافقين المرجفين من جهة أخرى؛ عندها قال صلى الل: «الله أكبر.. أبشروا يا معشر المسلمين». وكأنه صلى الله عليه وسلم رأى ملَكًا ينصر لا عدوًّا يغدر، يعلّم هذه الصيحة لمن جاء من بعده من أمته إذا أحاطت بهم المحن واستحكمت فيهم الفتن، ليهتفوا عندها مستبشرين ويصيحوا مطمئنين: «الله أكبر.. أبشروا يا معشر المسلمين». وفي قلب المحنة وشدة الهول يبشِّر المسلمين لا باجتياز المحنة وامتلاك الجزيرة فحسب، بل بفتح إمبرطورتي فارس والروم وحيازة أموالهم، فيقول: «إني لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق وآخذ المفتاح، وليهلكن كسرى وقيصر، ولتنفقن أموالهم في سبيل الله». والمؤمن الذي يقتفي أثر نبيه يعلم أن الشمس قد تغيب ثم تشرق، والروض قد يذبل ثم يورق، والبدر يأفل ثم يطلع، والسيف ينبو ثم يقطع، وأن كل دمعة ولها نهاية، وآخر طريق الدمعة.. ابتسامة. خالد أبو شادي طبيبٌ صيدليّ ، و صاحبُ صوتٍ شجيٍّ نديّ. و هو صاحب كُتيّباتٍ دعويّةٍ مُتميّزة