شرع الله سبحانه وتعالي لنا الحدود للحفاظ علي العباد من اي ضرر ياحق بهم ، وحفظا وصيانة لأمة الاسلام من اي فساد وظلم واعوجاج يمكن أن يقع في حالة تعطيل الحدود ، وكذالك لإقامة أركان العدل في الأرض المعموره .
ولأهمية الحدود في الأمه الاسلاميه ، خاطبنا الله عز وجل مبينا جزاء ومغبة كل من تسول له نفسه اقتراف وتعدي حدود الله ، فقال في محكم آياته ( وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) ، وقال محذرا عباده من الاقتراب من حظيرة الحدود فقال : ( تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ) ، وقال جل شأنه : (وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) .
ويمكن أن أقول ان تلك الحدود تعد نفحات ربانيه للأمه المرحومه ، فقد شرعها الله سبحانه رحمة كبيرة منه بعباده الضعفاء ، ولأنه أعلم سبحانه وتعالي منا بما ينفعنا في دنيانا ويكون صالحا ومناسبا لظروفنا وطبائعنا وأمزجتنا ، وبما يحقق لنا السعاده العظيمه في الدنيا والدار الآخرة .
فكيف نحدد لنا منهاجا في الحدود بعيد عن المنهاج الرباني الصالح لكل العباد في كل زمان ومكان ؟ ، ويجدر بي أن أقول ( من حيث فهمي المتواضع ) أن الاعتقاد الجازم بوجوبة اقامة المنهج الرباني في الحدود ، هو من توحيد الربوبيه .
واذا ما غصنا قليلا في أحكام الحدود في كتب الفقه المختلفه لنري والله العجب العجاب ، إذ أن تطبيق الحد بالمعني المفهوم ، لا يتم الا في أضيق الأمور ، ويمكن أن يسقط الحد بأدني شبهه ، لعدم توفر الشهود مثلا ، واذا وجد الشهود ، فلهم شروط من العدل والبينه ... الخ ، كما نعرف جميعا ، واذا توفر كل هذا فلا يقام الحد الا عندما يصل الي ولي الأمر المسئول في اقامة الحد ، واذا لم يصل الي ولي الأمر ، فلصاحب الحد أن يتوب الي الله سبحانه وتعالي توبة نصوح بعد أن يحقق شروط التوبه .
ولم تسلم الحدود في الاسلام من هجوم الأقلام المسمومه عليها ، من المستشرقين والمستغربيين والعلمانين وغيرهم ، فصوروا تطبيق الحد علي أنه قسوه بالغه وتنكيل شنيع وايذاء لمشاعر الشخص المخطئ ، فذهبت أبصارهم الي منظر السارق مقطوع اليد ، والزاني المجلود او المرجوم ، وغيرهم ، وتناسوا تماما الضحايا أصحاب الحقوق ممن هتكت أعراضهم ونهبت أموالهم ، وأوذوا من المجرمين والقاطعين أذي شديدا ، فهؤلاء نظرتهم قاصره لأنهم تناسوا الأضرار التي وقعت نتيجه لارتكاب الحد من الفساد والظلم ونهب الأموال واختلاط الأنساب وضياع الحقوق وانعدام الاستقرار والأمن والأمان في المجتمع الاسلامي ، بالاضافه الي تشجيع الغوغاء علي تلك الأفعال .
فهذا رحمة من الله ، أن يعاقب في الأمه فردا واحدا هو من ارتكب الحد ، وذالك في سبيل نجاة الامه كلها ، وحصول الاستقرار والأمن والأمان والصلاح للعباد والبلاد .
فيا أخواني : أو ليس الأصلح للمجتمع الاسلامي أن تقطع يد سارق واحد ويشيع الأمان بين الناس ، مطمئنين علي أرضهم وديارهم وأموالهم ونسائهم بدلا من اشاعة الخوف والذعر في قلوب الناس وبذالك تحدث الفوضي العارمه ، وينعدم الأمن الذي يعد من أهم مقاصد الاسلام العاليه .
وكلنا نعرف ما يحصل في بلاد الغرب أدعياء الديموقراطيه الكاذبه والمتشدقون بحريات الانسان (الغير موجوده عندهم )، من الانحلال الأخلاقي وانعدام الأمان ، وارتفاع معدلات السرقه والقتل والبطش وكافة الجرائم الأخري ، وذالك نتيجه لعدم مناسبة منهج العقوبه المعتمد عندهم ، فينتقلون من سيئ الي أسوء ، وما مشاهد سجن ابو غريب في العراق ببعيد !!
وأقل ما توصف تلك الاحكام الوضعيه بأنها شديدة القسوه ، وغير مناسبه للناس ، فيخرج الجاني من السجن ، وهو اشد خطرا وتذمرا وحقدا عما كان عليه قبل الجريمه .
والاسلام في مفهومه الشامل للحدود ليقرر الرأفه والرحمه واللين لكافة الناس جميعا ، فهو يعطي لهم الفرصه ليتوبوا الي الله توبة نصوحا ، وينخرطوا في المجتمع الاسلامي وبذالك يصبحوا من الأفراد الصالحين ، فهو مثلا لم يشرع الخصاء للزاني اوقطع اللسان للكذاب والنمام ، ولا اعدام النفس في السارق ، لأن الهدف في ذالك هو الاصلاح وحصول الأمن والرخاء في المجتمع الاسلامي ، وبذالك تتسع الأرزاق ، ويعم الأمان وينتشر الصلاح ، وبذالك تصبح الأمه الاسلاميه كأنها فرد واحد
فنشكر الله تعلي علي أن أعطانا ذالك المنهج الرباني ، وما فيه يا رب من رحمتك ولطفك ورحمتك وعلمك ، الكثير والكثير .
والناظر الي تاريخ الأمه الاسلاميه المجيد وخاصة في زمان الحبيب صلي الله عليه وسلم وأصحابه وخلفائه الراشدين المهديين من بعده ، ليجد أن عدد مرات تطبيق الحدود كان قليل جدا لشيوع العدل والحكم بما أنزل الله
وتصور معي ما يحصل من الزجر عندما تقطع يد سارق واحد .
وتعالوا معي في جوله سريعه نتعرف فيها عن أحكام الحدود
الحد لغة واصطلاحا :
لغة : الحد هو المنع يقال حددته أي منعته ، وكان السجان يسمي بالحداد .
اصطلاحا : هو العقوبه التي استوجبها الله سبحانه وتعالي لاستيفاء الحقوق
ومن الحدود في الاسلام :
حد الرده
حد السرقه
حد شارب الخمر
حد الزني واللواط
حد القذف
حد الحرابه ( قطع الطريق )
حد السحر
وللحديث بقيه بإذن الله تعالي
hgp],] td ;jf hgtri hghsghld çgçQgçld çgnd,ï çgi ;êè