بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث ِ رحمة ً للعالمين وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وأشهدُ أن مُحمداً عبدهُ ورسوله ********************
المُتابع للأخبار على المحطات الفضائية العربية في هذا الشهر الفضيل يُلاحظ ضجة الناس من غلو أسعار المواد التموينية والخضار والفواكه واللحوم وغيرها مع بداية الشهر المُبارك ، بالأمس في لبنان وقبلها في الأردن وغيرها ، أجروا مُقابلات مع شريحة من الناس بسؤالهم عن أغلب السلع ، فبدا واضحاً تذمر الناس من نسبة الغلاء المُصاحبة لرمضان ، فكانت النسب من 100 % إلى 200 %. وخاصة أن أغلب شرائح المُجتمعات الإسلامية تحت خط الفقر مع شدة الغلاء في مُشتقات النفط المسعورة والبطالة الخانقة ، وبالتالي تنعكس على جميع مرافق الحياة من غذاء ونقل وخدمات وصناعات ، والغريب أن الدول الإسلامية هي من تملك حِصة الأسد من النفط ــ والذي هو عصب الحياة ــ والمُتضررين منه بالدرجة ِ الأولى هُم المُسلمين ....... فأيُّ مُعادلة هذه ...... !!! ومن المنطق أن تهبط الأسعار في رمضان ، لا أن ترتفع ، وذلك من كان يتناول في الأيام العادية ثلاث أو أربع وجبات أصبح يتناول وجبة أو إثنتين ، هذا إن إستطاع مع شدة موجة الحر في هذا الصيف ، فيكون أغلب ما يتناولهُ ِ الشراب والماء لتعويض السوائل التي فقدها أثناء النهار ......
وغول الأسعار إنتقلَ إلى جميع الدول الإسلامية من مصر إلى الأردن إلى الخليج إلى شمال أفريقيا إلى آسيا وباكستان التي تسبح بالفياضانات ولا مُغيث ، بل قد صاموا قبل دخول شهر رمضان بأيام رغم أ ُنوفهم ، لعدم توفر الطعام والشراب والمأوى أصلاً ..... والله ِ إن ما نشاهدهُ على شاشات الفضائيات في الباكستان اليوم ليُدمي القلب لا العين فقط ، فأين أعين وقلوب الشرفاء ، وذوي القربى في الدين من زعماء وأغنياء ..... !!! . فمن الناس أصبح يتمنى لو أن رمضان لم يأتي ، ومنهم من أصبح يكرهُ شهر رمضان ، وذلك بربط قدوم هذا الشهر الفضيل بإرتفاع الأسعار كل عام ، كما ارتبط الإرهاب بإسم الإسلام بعد أحداث سبتمبر 2001 .
ولمصلحة من .......؟؟؟؟
قال حكماء صهيون في أحد برتوكولاتهم : الذهب بأيدينا والخبز بأيدينا ، فإذا جاعَ الجويم ( من غير اليهود ) عرفوا قيمتنا . وفعلا ً نفذوا مُرادهم ، فأصبح اقتصاد العالم وأموالهم أجمع بيد ، وسلة خبز العالم باليد الأخرى . * وما الهزة الإقتصادية التي عصفت بالدول الأسيوية المُسلمة قبلَ عدة أعوام إلا من صنيعهم .
* وما هذه الحملة الشرسة على السودان بغرس التفرقة والفتن في جسده ِ إلا لأنهُ أراد أن يتحرر من إقتصاد العولمة ويستغني بخيراته ِ عنهم ، وأراد أن يكون سلة خبز المُسلمين لما لديه ِ من مقومات ، ولأن رئيسهُ أراد أن يُساند الإنتفاضة في فلسطين ( بمجرد القول ) في خطاباته .... !!!
* وما الحملة علىإيران إلا لأنها فكرت وأعلنت أنها ستضرب إسرائيل (ولو بالكلام فقط )، وأنها تمد حزب الله وحماس بالأسلحة .... !!! .
* وما الحملة المحمومة والحصارعلىكوريا الشمالية الغير مسلمة وهي في آخر العالم وبعيده عنهم إلا لأنها يُحتمل (مجرد إحتمال) أن تبيع المُسلمين أسلحة فتاكة .... !!!
* وما الحملة الشرسة الأخيرة على حليفها الإستراتيجي تركيا إلا لأنها أيدت غزة ، ورفضت الظلم الواقع على شعب مُحاصر، في حين سكت ذوي القربى (بالدين والجوار) منهم ، بل زادوا معاناتهم ، فأصبحت تكيدُ لها بفتح ملفات الأرمن والأكراد ..... !!!
* وما الفتن الذي أوقعتهابباكستان المسلمة بالإغتيالات تارة ً لزرع الفتن بقتل بوتو ، وبدفعها للحرب على الإرهاب تارة ً أخرى لإضعافها عسكرياً وهي الحليف القوي لها ولأمريكا ، وإلى جرها لحرب مع الهند من سنوات طويلة ، إلا لأنها دولة مُسلمة وتمتلك أسلحة نووية ، وممكن تنقلب عليها في يوم من الأيام ....!!! * وما الفتن والحرب الأهلية التي اجتاحت اليمن مؤخراً تحت اسم الأرهاب زوراً ، إلا لأن اليمن قال في يوم من الأيام افتحوا لنا الحدود وسنذهب لنساعد الإنتفاضة في فلسطين ( بمجرد قول ) .... !!!
* وما الضغط المُستمر على دولة الإمارات للمُطالبة بالجزرالثلاث في هذا الوقت إلا لتخلص من الطرفين وكما يقول المثل العاميّ ( عصفورين بحجر واحد ) ..... !!! .
* وما العاصفة الإقتصادية التي عصفت بدبي مؤخراً ودفع الدول الدائنة للمُطالبة بديونها ومُستحقاتها على دبي ، إلا لأن دبي أرادت أن تقتص وتـُقاضي قتلة المبحوح دولياً ..... !!! . وأتحدى أن يُمس ولو شعرة ، ممن قام بقتل المبحوح .... !!! أنا لا أعلم الغيب ، ولكن أعرف الواقع ومعطياته .... !!! * وما صفقة الطائرات التي تستجدي السعودية بشرائها من أمريكا من مدة طويلة ، ورفض الكونغرس الأمريكي ( اللوبي الصهيوني ) لها ، وهي الحليف القوي لها في المنطقة ، إلا لأنها دولة مُسلمة وإحتمالية ولو بعيدة أن تنقلب على اليهود ، فقامت السعودية بتغيير الطلب والتعديل عليه ِ لموافقة إسرائيل علناً عليه كما أعلن ، وذلك بإلغاء الصواريخ البعيدة المدى المزودة بها لعدم إعتراض إسرائيل على الصفقة ..... !!! . وكذلك الكويت وغيرها .....
* وما الدمار الذي حصل في الصومال لأكثر من عشرين عاماً ، ولليوم إلا لأنها دولة مُسلمة تـُريد أن تسقلَ عن فلك أمريكا واليهود ، برغم ِ بُعدها وفقرها ..... !!! . * وأخيراً ، التضييق المعمول به في ليبيا على الفلسطينين ما هو إلا ضغط من اليهود على النطام في ليبيا لقهرهم وتجويعهم كما يحصل لإخوانهم وأقرانهم في السجن الكبير في غزة ، وما المساعدات التي أرسلها لغزة إلا ( بروباغاندا ) إعلانية ومزاودة لا أكثر ، وسن قوانين جديدة ليترتب على الفلسطيني المقيم عندهم مبلغ 2000 دينار كل عام لإقامته ِ في (أرض كل العرب) كما يزعمون ، ورسوم على تجديد استمارة السيارة 500 دينار دون غيرهم ، وعدم السماح لهم بالخروج للمعالجة خارج ليبيا مع تردي العلاج عندهم كما أخبرني بعض الأصدقاء الليبين ، فمعظم الليبين يذهبون للعلاج بتونس لتقدم الطب والعلاج هناك ..... !!! . وما حصل قبل سنوات ، برميهم في الصحراء مدة طويلة ... !!! وبالرغم من المليارات التي دفعها كتعويضات سابقة لمجموعة أشخاص عن لوكربي ، ويدفعها النظام في ليبيا لليوم ، لعدم مُعاقبته ِ كما حصل في العراق ، والملايين الكثيرة التي يدفعها لدول غير إسلامية وذلك لعمل صلح وفض نزاعات هنا وهناك ..... !!! . فمن أولى بهذه الأموال ... ؟؟؟ وهل ضاق هذا الكرم والجود الغير مسبوق عن 30 ألف فلسطيني مقيم في لبييا .... ؟؟ .
وحيثما وجدت دولة مُسلمة أو حتى جزء منها مُسلم ، كما في سيرلانكا ، والفلبين ، وبنغلادش وغيرها .... وجدت أصابع الصهيونية تعبث به ِبحروب طاحنة وفتن كقطع الليل المُظلم . قال تعالى : (( وما نقمُوا منهم إلآ أن ُيؤمنوا بالله العزيز الحميد ))
*****************
وأخيراً بقي رمضان للمسلمين ، الذي تتنزل به ِ الرحمات والمغفرة من رب ِ البريات ، فأرادوا ربطهُ بالغلاء لجعل المُسلمين يكرهونهُ وييضجوا ويتشائموا منه ُ وما ذلك إلا لعلمهم بإن الدعاء للصائم مُستجابٌ فيه .....
وقبل َ شهر أعلنت الكنيسة في أمريكا بأنها ستحرق القرآن كتاب الإسلام ورمزه في سبتمبر القادم ، فما بقيَّ عندهم ليتأمروا عليه إلا شهر رمضان ......!!! . والدور قادم على شهر رمضان ...... !!! .
فلا حول ولا قوة إلا بالله
فمن هذا المنبر ، ومن كل ِ منبر حُرّْ
** أ ُناشدُ كلَ مُسلم ٍ حُر ٍ في العالم ألا يكونَ عوناً للشر ِ والباطل ، فلا يطمع ولا يحتكر ويستكفي بالقليل ، فسيطرح الله بقليله ِ الكثير إذا أخلص النيّة لله ربه . قال (صلى الله عليه وسلم) : (( المُحتكر ملعون ، والجالب مرزوق ))
** وأ ُناشد العُلماء الحُكماء في العالم الإسلامي بالتنبيه والوعظ للمسلمين وتفويت الفرصة على أعداء الدين لتشويه صورة رمضان لدى المسلمين غيرهم .
** وأ ُناشد أغنياء المسلمين ، والدول الإسلامية الغنية بتفقد احوال فقراء المسلمين حول العالم ، وأ ُذكرهم بقول الله تعالى : (( ثم لتـُسئلُنَّ يومئِذ ٍ عن النعيم )) فماذا ستـُجيبون ربكم يوم لا ينفعُ مال ٌ ولا بنونَ إلا من أتى الله بقلب ٍ سليم ..... ؟؟؟ فهذا المال هو وديعة استودعها الله لديكم ، فهل رعيتموها حقَ رعايتها ، وأتيتموها ذوي القربى واليتامى والمساكين ، وإنه سائلكم عنها يوم القيامة ..... !!! كما في الحديث : (( لا تزولا قدمُ عبدٍ يوم القيامة ِ حتى يُسأل عن أربع ، ومنها : عن ماله ِ فيما اكتسبهُ وفيما أنفقه ُ )) .... !!! .
* وقد سمعنا مؤخراً عن حملة تبرع من مليارديرات العالم مثل غيتس وغيره ، بأنهم سيتبرعون َ لفقراء العالم بنصف ثرواتهم ، فهل تظنون أنهم سيعطوا فقراء المسلمين منها .... ؟؟؟ لا أعتقد ذلك ، لأن اليهود سيمنعونهم كما منعوا التبرع لفقراء المسلمين من أموال الزكاة بحجة دعم الإرهاب ...... !!!! .
فمن لفقراء المسلمين يا مسلمين ..... ؟؟؟
سؤال سيبقى مطروحاً وبحاجة لإجابة عليه .
فلا يسعني إلا قول : يا حسرة ً على العباد ....... !!! .