فعن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى) رواه البخاري ،
وقد ظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع الهجري في عام 654 هـ ، وكانت ناراً عظيمةأفاض العلماء ممن عاصر ظهورها ومن بعدهم بوصفها ،
قال النووي :
"خرجت في زماننا نار في المدينة سنة أربع وخمسين وست مائة وكانت ناراً عظيمة جداًمن جنب المدينة الشرقي وراء الحرة ، وتواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدانوأخبرني من حضرها من أهل المدينة" .
ونقل ابن كثير أن غير واحد من الأعراب ممن كان بحاضرة بصرى شاهدواأعناق الإبل في ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز ،
وذكر القرطبي في التذكرة أن هذه النار رئيت من مكة ومن جبال بصرى .
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال: لا تقوم الساعة حتى تخرج نارٌ من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل
10-قتال الترك
************
، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قوماً وجوههم كالمَجانِّ المطرقة يلبسون الشعر ويمشون في الشعر) رواه مسلم ،
وقد قاتل المسلمون الترك من عصر الصحابة رضي الله عنهم وذلك في أول خلافة بني أميه في عهد معاوية رضي الله عنه ، وكذلك بعد السنة الست مائة لما أسعرت الدنيا ناراً خصوصاً الشرق بأسره حتى لم يبق بلد منه حتى دخله شرهم ، ثم كان خراب بغداد وقتل الخليفة المعتصم ،
يقول النووي رحمه الله :
"قد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنف عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة ينتعلون الشعرفوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا وقاتلهم المسلمون مرات وقتالهم الآن" .
قسم ظهر ولا زال يتتابع و يكثر.
**********************
11-ضياع الأمانة
***********
فعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قالإذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) روه البخاري .
ومن مظاهر تضييع الأمانة إسناد أمور الناس من إمارة وخلافة وقضاء ووظائف إلى غير أهلها القادرين على تسييرها .
12-قبض العلم وظهور الجهل
********************
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل)رواه البخاري ومسلم
وقبض العلم بقبض العلماء ، قال النووي رحمه الله :
"هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم في الأحاديث السابقة المطلقة ليس هو محوه من صدور حفاظه ولكن معناه أن يموت حملته ويتخذ الناس جهالاً يحكمون بحهالتهم فيضلون ويضلون" .
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض ، فيبقى عجاجة لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً)
رواه أحمد وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح]
وقال الذهبي رحمه الله : "وما أوتوا من العلم إلا قليلاً ، وأما اليوم فما بقي من العلوم القليلة إلا القليل ،في أناس قليل ، ما أقل من يعمل منهم بذلك القليل فحسبنا الله ونعم الوكيل" .
وهذا في زمان الذهبي رحمه الله فما بالك بزماننا هذا ؟
فإنه كلما بعد الزمان من عهد النبوة قل العلم وكثر الجهل ولا يزال يقبض العلم حتى لا يعرف من الإسلام إلا اسمه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله) . رواه مسلم
13-كثرة الشرط وأعوان
*****************
الظلمة : فقد روى الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال ـأو قال ـ يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان معهم سياط كأنها أذناب البقر ،يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه).
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صنفان من أهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس)
وهدا موجود بكثرة والمعنى هنا كثرة حراس االملوك و الرؤساء وبعنى أخر (الشرطة )وقول أذناب البقر وهى الهروات لضرب الشعوب.
14-انتشار الزنا
***********
ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن من أشراط الساعة ـ فذكر منها ـ ويظهر الزنا ) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط) .
رواه ابويعلي وقال الهيثمي : ورجاله رجال الصحيح .
قال القرطبي : "في هذا الحديث علم من أعلام النبوة إذا أخبر عن أمور ستقع فوقعت
خصوصاً في هذه الأزمان" أهـ ، فإذا كان هذا في زمن القرطبي فهو في زمننا هذا أكثر ضهوراً"
15-انتشار الربا :
************
فعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(بين يدي الساعة يظهر الربا) رواه الطبراني في الترغيب والترهيب وقال المنذري رواته رواة الصحيح ،وهذا الحديث ينطبق على كثير من المسلمين في هذا الزمن .
16-ظهور المعازف واستحلالها :
************************
فعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ ، قيل :ومتى ذلك يارسول الله ؟ قالإذا ظهرت المعازف والقينات)
رواه ابن ماجه ، وقال الألباني صحيح ، وهذه العلامة قد وقع شيئ كثير منها في السابق وهي إلى الأن أكثر ظهوراً .
17-كثرة شرب الخمر واستحلالها :
************************
فقد روى الإمام مسلم عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( من أشراط الساعة ـ وذكر منها ـ ويشرب الخمر) .
وروى الأمام أحمد عن عباده بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لتستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه) .
18-زخرفة المساجد والتباهي بها :
************************
فقد روى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد) .
19-التطاول في البنيان
****************
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عندما سأل عن وقت قيام الساعة :
( ولكن سأحدثك عن أشراطها ـ فذكر منها ـ وإذا تطاول رعاء البهائم في البنيان فذاك من أشراطها) ،
وقد ظهر هذا في زماننا جلياً فتطاول الناس في البنيان وتفاخروا .
20-ولادة الأمة لربتها
**************
كما في الصحيحين لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل :
(وسأخبرك عن أشراطها : إذا ولدت الأمة ربتها) .
ومعنى هذا الحديث فيه أقوال لأهل العلم :
فقيل معناه : اتساع الإسلام واستيلاء أهله على بلاد الشرط ، فإذا ملك الرجل الجارية واستولدهاكان الولد منها بمنزلة ربها ، وهذا القول قول أكثر أهل العلم .
وقيل : أن تبيع السادة أمهات أولادها ويكثر ذلك فيتداول الملاك المستولدة حتى يشتريها أولادها ولايشعر بذلك .
وقيل : أن تلد الأمة حراً من غير سيدها يوطئ شبهة أو رقيقاً بنكاح أو زنا ، ثم تباع الأمة في الصورتين
بيعاً صحيحاً وتدور الأيدي حتى يشتريها ابنها أو بنتها .
وقيل : أن يكثر العقوق في الأولاد فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة والسب ،
قال ابن حجر : وهذا أوجه الأوجه عندي .
وقيل : أن الإماء تكون في آخر الزمان هنّ المشار إليهن بالحشمة
فتكون الأمة تحت الرجل الكبير دون غيرها من الحرائر .
21-كثرة القتل
**********
فقد روى الإمام البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج ،قالوا : وما الهرج يارسول الله قال القتل القتل)
وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم قتل ،فقيل كيف يكون ذلك ؟ قال الهرج القاتل والمقتول في النار) .
22-كثرة التجارة وفشوها بين الناس ، حتى تشارك المرأة فيها
********************************************
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال :
( بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تشارك المرأة زوجها في التجارة) رواه أحمد ، وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح] وهذا الشرط واقع حادث .
23-كثرة الزلازل
*************
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل)[رواه البخاري] .
24-ظهور الخسف والمسخ والقذف
*************************
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف) قالت : قلت :
يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟قال : (نعم إذا كثر الخبث)
رواه الترمذي وصححه الألباني] والخسف وقع في مواضع كثيرة في قديم الزمان وحديثه كثير
روى ابن ماجه عن سهل بن سعد: أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال: يكون في آخر الزمان الخسف والقذف والمسخ
متى يكون وفيمن يكون:
أ- عند ظهور الخبث: روى الترمذي عن عائشة؛ قالت: قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم):يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذفٌ. قالت: يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم؛ إذا كثر الخبث
ب_ عند ظهور المعازف والقينات واستحلال الخمور وشربها:
روى ابن ماجه وابن حبان والطبراني والبيهقي عن أبي مالك الأشعري: أنه سمع رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول: ليشربن أناس من أمتي الخمر ويسمونها بغير اسمها، ويُضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعلُ منهم قردة وخنازير
ج_ عند ترك قضاء حوائج الناس لأجل اللهو وشرب الخمر:
روى البخاري وأبو داود عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري: سمع النبي (ص) يقول: ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلون الحر(الفرج والمراد: الزنا) والحرير والخمر والمعازف،ولينزلن أقوام إلى جنب العلم(الجبل العالي) يروح عليهم ( هو الراعي) بسارحة(هي الماشي التي تسرح بالغداة لرعيها) لهم، يأتيهم- يعني: الفقير- لحاجه، قيقولوا: ارجع إلينا غداً، فيبيتهم(يهلكهم ليلاً) الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرون قردة وخنازير إلى يوم القيامة
هـ- فيمن يصر على مسابقة الإمام في الركوع والسجود:
روى الشيخان وأصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال محمد (صلي الله عليه وسلم):أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "انها ستكون سنون خداعات .. يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن .. ويكذب فيها الصادق .. ويصدق فيها الكاذب .. وينطق فيها الرويبضة .. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة
26-ارتفاع الأسافل
*************
فيكون أمر الناس بيد السفهاء والأراذل ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( إنها ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادقويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة ، قال : السفيه يتكلم في أمر العامة) رواه أحمد وقال أحمد شاكر : اسناده حسن] .
27-أن تكون التحية للمعرفة فقط
**********************
فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة) [ رواه أحمد ، وقال أحمد شاكر : إسناده حسن] .
28-ظهور الكاسيات العاريات
*******************
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
( سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سرج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد ،نساؤهم كاسيات عاريات رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف ، العنوهن فإنهن ملعونات)
رواه أحمد ، وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح]
ومعنى كاسيات عاريات أي :كاسية جسدها ولكنها تشد خمارها وتضيق ثيابها حتى تظهر تفاصيل جسمها ،
أو تكشف بعض جسدها ، وهذا حادث .
29-صدق رؤيا المؤمن
***************
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب) [رواه مسلم].
30-كثرة الكتابة
***********
فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( إن بين يدي الساعة ـ وذكر منها ـ ظهور القلم)رواه أحمد وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح] .
31-انتفاخ الأهلة
************
وهو أن يرى الهلال لليلة فيقال لليلتين ،
فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة)رواه الطبراني وقال الألباني : صحيح] .
32-كثرة الكذب وعدم التثبت في نقل الأخبار
*********************************
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( سيكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث ما لم تسمعواأنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم) [رواه مسلم] .
33-فتنة تدخل كل بيت
*****************
فتنة تدخل كل بيت من بيوت العرب وغيرهم كالتلفاز والأغاني فقد اقتحما كل بيت، والتلفاز خطره عظيم لا يخفى على عاقل ولا سيما الستلايت، والتعري الفاحش الذي يظهر فيه،
قال الله تعالى: "قَل للمْؤْمِنينَ يَغُضوا مِنْ أَبْصَارِهِم"،
وقال سبحانه: "وقُل للمؤمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِن"،
وهذا لا شك يشمل النظرعموماً سواء كان نظراً مباشراً، أو عن طريق التلفاز أو غيره،
فعن جرير رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة، فقال اصْرِفْ بَصَرَكْ "
وقال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين: يا علي لا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظَرَة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لِكُلِّ بني آدم حَظُ من الزنا، فالعينان تزنيان وزناهما النظر، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرِّجْلان تزنيان وزناهما المشي، والفَمُ يَزْني وزناه القُبَلْ، والقلب يَهْوَى وَيَتَمنىَّ وَالفَرْجُ يُصدِّق ذلك أو يُكَذِّبَه"،
ولو سَأَلْنَا مَنْ يَجِلسْ مع زوجته وأهله أمام الستلايت أو في دور السينما هل تقبل أن تجلس أنت وأهلك في بيتك وترى أمامك رجل وامرأة مثلما تراهما في التلفاز، أي أنك تراه يُقبِّلها ويداعبها ويفعل ما يفعله الأزواج، سواء كان في بيتك أو في مكان آخر، لكان الجواب لا، ولا شك أن هذا من السَّفَه في العقول، إذ كيف تفرق بين هذه الحال وبين ما تراه في التلفاز وهو مشابه له، وأي فرق يوجد إلا أنك في هذه الحالة تَرَاهُمْ أنت وأهلك، وهم يَرَوْنِكْ، وفي التلفاز تراهُم ولا يَرَوْنِكْ، والرجل الغيور لا يقبل بذلك لأهله، وإلا تحقَّق فيه قول
النبي صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة ديوث، قيل: ومن الديوث يا رسول الله، قال: الذي يُقر في أهله الخبث"، والديوث هو الذي لا يغار على عرضه، فأي غيرة مع مِثلَ هذا،
والله سبحانه وتعالى يقول: "يَا أيُّها الَّذين آمنوا قُوْا أَنْفُسَكُم وَأَهْلِيكَم ناراً وَقودُها النَّاسُ والحِجَارة عَلَيْها مَلائِكَةُُ غِلاظُ شِدَادْ لا يَعْصونَ اللهَ ما أَمَرَهُم وَيَفْعَلُونَ ما يُؤُمَرُون"
والتلفاز والستلايت ما هما إلا وسيلة لتدمير الإسلام والمسلمين كما
قال زعيم الماسونية: كأسُ وغانية يفعلان في الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع
فَأَغْرِقوها في حب المادة والشهوات، وللأسف استعملوه في إفساد الأمة الإسلامية ونحن ننظر، فالتلفزيون يعلِّم نساءنا كيف يَتَبَرَّجْنَ ويَتَعَرَّيْنَ وكيف يَخْتَلِطْنَ بالرجال، وكيف يَكْذِبْنَ وَيَخْدَعْنَ وَيَخُنَّ أزواجَهُنَّ، فهو حقيقةً دعوة صريحة إلى الزنا والخنا والخمر والقمار والاختلاط والسفور والانحلال، فاتقوا الله في أنفسكم وأولادكم وأهليكم، واعلموا أن الدنيا فانية وما عند الله باق.
34-ظهور التَّرف وحياة الدعة في الأمة الإسلامية.
**********************************
قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مشت أمتي المطيطاء -أي: مشية فيها تبختر ومد اليدين- وخدمها أبناء الملوك أبناء فارس والروم سلط شرارها على خيارها" (رواه الترمذي).
35- ترتفع التحوت وتوضع الوعول أي:
**************************
يُكرم الفسقة ويُهان الكرام، فها نحن اليوم نرى الكثير من الناس إلا من رحم الله يأخذ الفنانين والفنانات والمتبرجات والساقطات قدوة يقتدي بهم ويرى أن العلماء والفقهاء والإسلاميين معقدين ومتطرفين ونسي قول الله تعالى: " اَلأَخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُم لِبَعْضٍ عَدْوُ إِلاَّ اَلْمُتّقِينَ " ونسي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب" أي يحشره الله تعالى يوم القيامة مع من أحب، فإن أحب الصالحين فهو معهم، وإن أحب الفاسقين فهو معهم، ونحن لا نقول عن هؤلاء الذين يحرفون الكلم عن مواضعه فيتكلمون على الإسلاميين والملتزمين ويشوهون صورتهم إلا كما قال الله تعالى: "كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُج مِنْ أَفْوَاهِهمَ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبَا".