(7) ومن أخلاقهم رضي الله عنهم :
الخوف من أن تكون الطيبات التي تأتيهم في الدنيا من جملة ما عُجل به لهم من نعيم الآخرة .
يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لولا أني أخاف أن ينقص من حسناتي لشاركتكم في لين عيشكم ، ولكني سمعت قول الله تعالى :"أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ". [ الأحقاف : 20] .
وما تميّز أهل الآخرة عن غيرهم إلا بالأقبال على الآخرة والتهيؤ لأحوالها ، فتأمل يا أخي في نفسك وما أنت منطوِ عليه من الغفلة والسهو عما يقرّبك إلى الله تعالى ، وأكثر من الإستغفار .
قال بعض السلف : إن استطعت أن لا يسبقك أحد إلى الله عزّ وجلّ فافعل .
وقال بعضهم : إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الدين .
وصفوا الحسن البصري فقالوا : كان والله إذا أقبل ، كأنه رجع من دفن حبيبه ، وإذا أدبر كأن النار فوق رأسه ، وإذا جلس كأنه أسير قُدّم لضرب عنقه ، وإذا أمسى كأنه مريض أضناه السقم .
(8) ومن أخلاقهم رضي الله عنهم :
كثرة خوفهم من الله تعالى في حال بدايتهم من الذنوب والعذاب ، وفي حال نهايتهم خوف الإجلال والتعظيم والخوف من سوء الخاتمة .
قال الله تبارك وتعالى :" ولمن خاف مقام ربه جنتان ". [ الرحمن:46] .
وقال تعالى:" وخافونِ إن كنتم مؤمنين ". [آل عمران:175] .
كان أبو تراب النخشبيّ يقول : إذا أجمع الرجل على ترك الذنوب أتته الإمدادات من الله عزّ وجلّ من كل جانب ، ومن علامة سواد القلب ثلاث : أن لايجد للذنوب مفزعاً ، ولا للطاعة موقعاً ، ولا للموعظة منجعاً .
وكان الحسن البصري يقول : من علامة من غرق في الذنوب ، عدم انشراح صدره لصيام النهار وقيام الليل .