عندما يسير الانسان نحو اي هدف من أهداف الحياة الدنيا فإنه يتأكد تماماً الى أين يجب أن يذهب ،
وماهي الطرق المؤديه الى هناك وأقصرها واوفرها أو اكثرها مناسبة لميزانيته وشخصة وظروفه
لكنه في جميع الاحوال لا يمضي قبل ان يعرف وجهته ويعرف الطريق المؤدي الى هناك
(على الاقل بداية الطريق المؤدية الى المراد)ثم يمضي وفق خريطته ،
واذا ما تعثر سأل هذا وذاك ليستنير ويتعرف على الطريق
بينما هو يسير يسأل أحد الاشخاص أين هو طريق البلدة الفلانية فيجيبه بكل ثقة من هناك ،
وينطلق مسرعاً نحو تلك المنطقة البعيدة وبعد ان يسير الاف الكيلو مترات يصل الى المنطقة
ليكتشف ان ذلك الطريق لم يكن صحيحا ابداً وأنه كان يسير في الاتجاه الخاطئ منذ البداية
بعد ان يهدأ قليلا يتذكر انه وهو يسير في الطريق كان يلاحظ الكثير من الاشارات والعلامات الدالة على عدم صحة الطريق ومع ذلك كان يستمر
(معتمدا على ماسمعه من ذلك الشخص الغريب في تلك البلدة) ومع ذلك استمر لانه يرغب ان يصل بكل قوة الى تلك المنطقة بأي وسيلة وبأقصر وقت ،
وتجاهل تلك الاشارات (لان نفسه وهواها لم تكن ترغب ان تعود من منتصف الطريق )
بكل بساطه بعد ان وصل الى نهاية الطريق وادرك خطأه ... عاد ادراجه خائباً ليبحث عن الطريق الصحيح ليصل الى مبتغاه
وبدأت الرحلة من جديد .. وتابع السير ومع انه تأخر الا انه وصل في نهاية الطريق وهو يحمل درساً يجب ان لاينساه
انه يجب ان يتأكد دوماً من دقة وصحة المعلومات التي يحصل عليها
ان يحصل على المعلومات الصحيحة من الاشخاص الثقات وليس من يدعون ذلك او نعتقد بهم ذلك
لمن الصواب ان نعود ادراجنا ونصحح اخطائنا ونحن في منتصف الطريق
ونتأكد دوماً من تصحيح مفاهيمنا وفق المعطيات الجديدة بدلا من الاصرار على المفاهيم الخاطئة ،
تخيل انك تسير الى الله بدون ارشاد او دليل...عندما تكتشف ان الطريق الذي كنت تسلكه هو الطريق الخاطئ الى الجنة ..
لن يكون بوسعك ابدا ان تصحح طريقك او تعود لانه يكون قد فات الاون
أي انحراف مهما كان بسيطا يبعدك عن الطريق المستقيم بعدا كبيرا..
ولذلك فإن الدعاء: (اهدنا الضراط المُشتقيم ) أي الطريق الذي ليس فيه إعوجاج ولو بضعة ملليمترات..
أناجيك: "اهدنا الصراط المستقيم"معترفاً بعجزي عن استبانة الهدى إلا بفضلك! /سلمان العودة
{ اهدنا الصراط المستقيم} فهذا الدعاء أفضل الأدعية وأوجبها على الخلق فإنه يجمع صلاح العبد في الدين والدنيا والآخرة ابن تيمية / د. عبدالملك القاسم
اعرف حقيقة الدنيا ولا تغترنَّ بها. يضرب ابن القيم مثلاً معبراً عن حال الإنسان مع الدنيا، برجل في غابة، يطلبه وحش، وهو يهرب منه حتى وقع في بئر، وتعلق بالدلو قبل أن يسقط، ثم نظر أسفل منه فرأى حيات تتلوى، ونظر أعلاه فرأى فأرين يقرضان حبل الدلو الذي يتعلق به، والوحش لا زال يزأر بالخارج يتحين الفرصة ليهجم عليه، وبينما هو كذلك، أبصر في جدار البئر خلية نحل ممتلئة بالعسل، فانشغل عن كل ما هو فيه، وأخذ يستمتع بالعسل… !!!!
استفد من أجراس الإنذار وإشارات التحذير والتنبيه.
من فضل الله علينا أن جلا لنا الطريق وجعله مستقيما لا عوج فيه.
وأقام لنا فيه علامات، وإشارات تحذير وتنبيه:
- أوراق التقويم.. ونحن نمزق أوراقها يوماً فيوم، ونحن إن فقهنا إنما ننظر إلى صفحات أعمارنا نمزقها بأيدينا.
- دقات الساعة.. دقات القلب..( دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني )
- هلال الشهر.. وكيف ينمو حتى يكتمل بدراً، ثم يأخذ في الذبول والنحول.
- فصول السنة.. وما يحصل فيها من تنوعٍ فيه عبرةٌ لمن يعتبر، فمن جوٍ لطيفٍ وأزهارٍ وخضرة تذكِّر بالجنة ونعيمها، إلى حرٍّ قائظ أو بردٍ قارصٍ يذكِّر بالنار وسمومها وزمهريرها.
- المرض.. فهو كفارةٌ، وتذكيرٌ بحقيقة الإنسان وضعفه وفاقته، ووقفة محاسبة.
- الموت.. فكم من قريبٍ أو صديقٍ واريناه التراب، وكفى بالموت واعظاً.
استقم، فالاستقامة أعظم كرامة.. أمر بها الله عز وجل حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:" فاستقم كما أمرت ومن تاب معك.." سورة هود
ودل الرسول صلى الله عليه وسلم من سأله عن قول فصل يصلح عليه أمره على الاستقامة.
جاء في الصحيح: أن سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال:" قل آمنت بالله، ثم استقم" رواه مسلم.
فبادر وشمر..
" من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة". رواه الترمذي
وأبشر فما زال النفس يتردد في صدرك!
وما زالت الفرصة مواتية.
فهل تدرك نفسك قبل فوات الأوان!!