(يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنّكم الحياة الدنيا) ضعها أمام ناظريك لا تغفل عنها في منزلك في مكتبك في حِلك وترحالك صغّر بها دائرة الحياة الدنيا كلما كبُرت في عينيك وانطلق بها إلى سعة ما ينتظرك من وعدٍ حق
(ولو أعجبك كثرةالخبيث) قد يكون الخبيث فائق الجمال متنوع الألوان باهرالأشكال والبسطاء تجذبهم تلك الألوان فيقتحمون حقوله اقتحام السائمة الجياع وإذْ به أزهار تبغ ونباتات قنب ما إن تستنشقها حتى تذهب بعقولها وتؤثرعلى سلوكها فتتخبط حتى تخرج عن مسلكها القويم إلى أحراش لامخرج لها منها
(يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم...) كنت أقوم إلى الوضوء بثقل وأتمه على عجل وحينما استحضرت أنه النور الذي سيعرفني به نبينا يوم القيامة وسيماء الشرف وسط الحشودالهائلة أصبح الوضوء له شأن آخر ولتجديده وإسباغه رغبة وهمة فلنفخر أننا أمة الوضوء..أمة النور
(ياأيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحا فملاقيه) سجلات كدحك بكل تفاصيلها ذاهبة إلى ربك ستجد أكوام كدحك أمثال الجبال كدحٌ تعبت فيه ثم وجدته لاينفعك كدح كدحته رياء فضاع وكدح للهوى والشيطان فضيّعك لن ينفعك إلا كدحك لله وفي طاعته فهو الذي ستفوز به فاكدح لما سينفعك ودع كدحا يضيع ويضيعك
(قد خلت من قبلكم سُنن فسيروا في الأرض فانظروا) الاعتبار بسنن من قبلنا من صميم العلم الشرعي وهو عبادة تورث الحكمة وتورث الخوف وتقوى الله وتكبح جماح النفس عن الجرأة على المعاصي والعكس صحيح فمن غفل عن الاعتبار انزلق إلى الإعجاب والانبهار وجدّ في الاتباع (لتتبعن سَنن من كان قبلكم)
(إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِين) افتح لها أذنيك صحح بها اتجاهك قبل نهاية الطريق فإن دعتك نفسك للجرأة على الحرمات للتكاسل عن الطاعات للتعدي على الحقوق والممتلكات تذكر رب العالمين ..كلهم في قبضته إياك أن يراك بين منعطفات الغفلة ومنحدرات الخيانة
(تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَة) الدنيا عرَض حقير زائل..لا تقدّمه على مغانم الآخرة فتندم مكاسب الدنيا تزول ..ومكاسب الآخرة أدوم وأجل وأعظم حسبك من سعادة الدنيا استثمارك فيها للآخرة فذلك والله المغنم
(إن في ذلك لآيات للمتوسمين) التوسم هو النظر في السمات والدلائل التي تقود إلى الصواب كن متوسما متفرسا لا تقدم على العمل بمجرد الهوى بمجرد امتداح صديق أو بالجري وراء القطيع انظر حولك وانظر إلى تجارب الآخرين فالناجحون هم أصحاب التوسم والاعتبار
(وإن تطِيعوه تهتدوا) الهداية لا تتحقق إلا بالطاعة وحسن الاتباع وبقدر التفريط في الطاعة يكون الانحراف عن طريق الهداية وبقدر الانحراف تعظُم المخاوف في طريق الآخرة فالطاعة التامة توصل للهداية التامة و توصل إلى الجنة ((بأمن وسلام))
(لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم) أحبّوا أنفسهم فخلّوا بينها وبين كل ما تشتهي فأصبحوا في الدنيا يروحون ويغدون في مقت الله وعند معاينة النتائج الصادمة في الآخرة مقتوا أنفسهم ..ومقت الله لهم أكبر يا من تحبون أنفسكم أحسنوا إليها بطاعة الله فبطاعته تتنعم بما لا عين رأت ولا أذن سمعت...
(فلينظر الإنسان مم خلق) (إنا خلقناهم من طين لازب) (ألم نخلقكم من ماء مهين) اخلع بها رداء الكبرياء انبذ بها نظرة التعالي ألق عنك ريشة العُجب اعرف بها من أنت أصلك من طين ثم من ماء مهين ثم في التراب دفين .. فتواضع يرفعك الله
كم تكررت (وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم)(وأن الفضل بيد الله) فضله عظيم.. وقد جعلك من أفضل الأمم فليشتد طمعك في مزيد فضله وليزدد رجاؤك فيه وتعرّض لفضله بالحرص على مراضيه واسأله (اللهم أسألك من فضلك) فقد يزيدك من فضله ويرفعك لمنازل أهل الفضل والشرف
(سيجعل الله بعد عسر يسرا) ليس اليسر دائما هو التخلص من العسر بالكلية فاليسر أنواع ودرجات يسخره الله بحكمته وعدله وفضله فقديكون اليسرفي منحك العزيمةوالقوة للتغلب عليه أومنحك الصبر على شدائده أو فتح نافذةمن الفرج لبديل خير منه أوالتخفيف عليك لتتفادى آثاره فتطلع دائما إلى اليسر تجده
(والسابقون السابقون أولئك المقربون) كيف تكون ((المقرب)) عند الله ياله من شرف مستمر, وفوز لا يسقط, ورفعة لا تنحدر إنهم سبقوا بالقلب السليم سبقوا بالصدق مع الله والتسليم سبقوا بالاستقامة على الطريق المستقيم سبقوا بالطاعة وحسن العبادة واستقبال أمر ربهم بالتعظيم
(قال هذا رحمة من ربي) هذا رحمة من ربي.. اجعلها على لسانك كلما تلقيت نعمة أو تفكرت في أخرى ففيها اعتراف بفضله وإيقاظ لوعيك من الغفلة فتدفعك إلى الحمد يتردد على لسانك ويدور في كيانك فتنطق كل خلية فيك : الحمد لله
(قال هذا رحمة من ربي) هذا رحمة من ربي.. اجعلها على لسانك كلما تلقيت نعمة أو تفكرت في أخرى ففيها اعتراف بفضله وإيقاظ لوعيك من الغفلة فتدفعك إلى الحمد يتردد على لسانك ويدور في كيانك فتنطق كل خلية فيك : الحمد لله
(رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) اعلم أن بينك وبين الله عهود واعلمي أن بينك وبين الله عهود فلتكن ولتكوني من هذه الفئة الصادقة الفئة الوفيّة مهما نازعتها الأهواء والفتن الفئة الثابتة على العهد مهما سقط من حولها الضعفاء الفئة التي قّيدت أسماؤها في سجل الشرف أنهم الصادقون مع الله
(تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين) الزمها ..واجعلها مشروعك..وخطط لها فكم ممن توفاه على غير الإسلام وكم ممن توفاه مسلما وألحقه بالعاصين
(تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين) لك الخيار بمن تريد أن تُلحق أيها المسلم بالصالحين أم بالعاصين؟ فالكل مسلم ولكن معاملة كل منهما واستقباله وحسابه ومآله كما بين السماء والأرض فاعمل لحياتك المقبلة فالانتقال إليها قد يأتيك في لحظات
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ) احذر قسوة القلب فلها علامات: فمن يرى الحق ولا يخضع ويرى البرهان فلا يسمع ويرى الصواب فلا يرجع يصبح قلبه أقسى من الحجارة لأن الحجارة لله تخشع
(بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته) السيئة لاتحيط بالمؤمن لكن تحيط بالمفرّط إذا تمادى فتكبّله لأن المؤمن يعاجل سيئاته دوما بأربع: بالتوبة والاستغفار بالاعتراف وعدم الإصرار بعمل الحسنات والاستكثار بالندم والانكسار فتتلاشى قطرات سيئاته في بحار المغفرة وتتبدد كثبان ذنوبه برياح الرحمة
(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به) حق تلاوته.. ليس الشأن حفظ حروفه ولكن الشأن أن تُحركك تلاوته وتمتثل له جوارحك فهذا هو الإيمان به
(ولهم عذاب مقيم) (لهم فيها نعيم مقيم) بانتظارنا إقامة دائمة جبرية سوف يرحل إليها الجميع وكلنا في سفينة الحياة ذاهبون إلى كثير منّا يتجولون في السفينة نسوا وجهتها والقلة القليلة علموا أنها سترسو يوما على شاطئ فاختاروا مكان الإقامة وخططوا له قبل الفوات
(إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين* فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) الإشفاق لجام النفس يردّها إلى الطريق فإشفاقهم كان يدفعهم دوما: إلى إصلاح العيوب والبعد عن الذنوب والعمل الصالح الدؤوب والإسراع إلى ربهم بالجوراح والقلوب فنجّاهم لبر الأمان ومنّ عليهم بالجنان والرضوان
(إنك لا تهدي من أحببت) رفض أبو طالب قول الشهادةقائلا: (لولاأن تعيرني قريش يقولون إنماحمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينيك) فليقل الناس مايقولوا لن يتحمل أحد نتيجةقرار فعلته لأجلهم فقد كانت أسوءنتيجة قرار فعله شخص لأجل قالةالناس وهاهم الناس لايعبئون به افعل الصواب ولاتتصنع لأجل أحد
(جنات عدن يدخلونها ومن صلحَ من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم) ومن صلح.. اجتهدوا على صلاح أنفسكم وأزواجكم وذرياتكم لاتتركوهم نهَمًا للفتن فهذه هي المسئولية الأولى والمستقبل الجدير بالاهتمام أتحبونهم؟ فابذلوا لهم النصح ولا تملّوا واسألوا الله أن يجمعكم بهم في الجنان فلا يتخلف منهم أحد
(من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون) (فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون) (فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون) الإيمان لابد معه من الصلاح لتحقيق الأمن الأخروي استعيذوا بالله من حزن وخوف يوم القيامة فحزن الدنيا وخوفه لا شيء أمام ذلك اليوم
(قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه) بصائر..افتح لها قلبك لتبصر الحق فتصحو نفسك من الغفلة تبصر الطريق فتسلكه تبصر المآل فتتزود له تبصر الخير فتدلّها عليه تبصر الشر فتبتعد عنه تبصر الوعد فتتشوق إليه تبصر الوعيد فتحذر منه تبصر الدنيا الفانية فتعمل للباقية ما أكثر ماستُبصر فابصر
(وكلٌ أتوه داخرين) الكل سيأتيه راغما شاء أم أبى ولكنك مخيّر في طريقة الإتيان: (ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى) (إنه من يأت ربه مجرما ...) احرص على التكريم بالدرجات العلى وابتعد عن التجريم بشرك أوكبائر أوظلم
(قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا) أسباب غلبة الشقوة عافانا الله وإياكم: 1- شقوة الهوى (تعلق بشهوات مخالفة لأوامر الله) 2- شقوة الجهل (خوض في الشبهات والقول بغير علم) 3- شقوة العناد (إعتراض على أحكام الله ) 4- شقوة النفاق (إرادة تخالط الإخلاص لله)
(فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ) كلما أفسحتم لإخوانكم في كل خير تلمّسوا فسح الله في صدوركم بالانشراح في أرزاقكم بالزيادة في أعماركم بالبركة في حياتكم بالتوسعة في آخرتكم بالثواب والأجر
(وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له) أنيبوا كلما ابتعد بكم إبليس كلما جمحت بكم النفس الأمارة كلما جرفتكم سيول الفتن ولتكن إنابة شاملة أنيبوا بقلوبكم إلى طاعته بألسنتكم إلى ذكره بجوارحكم إلى حسن عبادته بحالكم ومعيشتكم إلى الاستسلام له
(وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له) أنيبوا كلما ابتعد بكم إبليس كلما جمحت بكم النفس الأمارة كلما جرفتكم سيول الفتن ولتكن إنابة شاملة أنيبوا بقلوبكم إلى طاعته بألسنتكم إلى ذكره بجوارحكم إلى حسن عبادته بحالكم ومعيشتكم إلى الاستسلام له
(إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) إن تك ذرةمن حسنةوسط جبال السيئات (يضاعفها) بقدر إخلاصك فيها (ويؤت من لدنه أجرا عظيما)بقدر رضاه وقبوله لتلك الحسنة يزيدها تعظيما حتى تنسف الحسنةتلك الجبال فتحرّبإخلاصك مَحابّهُ ومايرضيه فلايهلك مع الله إلاهالك
(وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْض) القناعة كنز لا يفنى ما منّ الله به عليك هو ثوب مفصّلٌ لك ولو تمنيت ثوب غيرك لم يكن مقاسك
(إِنَّ الصَّلاة تنهىٰ عنِ الفَحْشَاءِ والمُنكَرِ) بقدر الاهتمام بالصلاة المفروضة ثم بالنافلة يُلقى في قلبك محبة وتعظيم الخالق وتُحبب إليك الزيادة في كلّ طاعة وتُبغّض إليك المعاصي وتُمنح الصبر على أمور الدنيا والآخرة (استعينوا بالصَّبرِ والصَّلاة)
(تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير) تأمل.. بيده ملك كل شيء وهو على كل شيء قدير فتوجه إليه بيقين وثق أن ما تطلبه بيده وأنه القادر على تحقيقه ولكن كن لائقا قبل الدخول على الملك وتذلل بين يديه حين يناديك هل من سائل فأعطيه تعرّض لعطاياه فهو المالك وهو القادر وهو أكرم الأكرمين
( ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل) احمدوا الله على نعمة الهدى والنور تمسكوا به ...وابتعدوا عن تقليد من ضلوا ثم أضلوا ثم ضلوا ضلّوا باتباع الهوى ثم أضلوا بسنّ الضلال لغيرهم ثم ضلوا عن الوصول للحق
احذروا عوامل التفرُّق: (وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِه) سبل خارجية مناهضة للحق تفرقكم عنه (أقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيه) ومسالك داخلية حزبية تفرق بينكم فلا تتفرقوا ((عنه)) .. ولا تتفرقوا (( فيه))
(إِنِّي برِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ربَّ الْعالمين) سيقولها إبليس الرجيم ولكن متى؟ بعد أن يلعب لعبته بأهل الأرض وبعد أن يثنيهم عن طريق الهداية ويحرّضهم على الغواية وبعد أن يراهم يساقون معه لنفس المصير فالعاقل من تبرّأ منه ((اليوم)) وخاف ربه ولاذ به ليحميه منه ومن ألاعيبه
(وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم) وعود الشيطان وعد شهوة وعد معصية وعد سعادة زائفة وعد لذّة عارضة وعد أمانٍ كاذبة وإن رُحت تستنجز وعده بعد قضاء الوطر فإذا هو ضياع ..غرور ..زيف .. وعذاب فالزم وعد ربك وإياك ووعود الشيطان د.عبد اللطيف كردي رحمه الله
(إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) أمران لا ثالث لهما: -1- جهاد صبر على كل المحن والمخاوف -2- جهاد طاعة رغم كل الصوارف ثم فوزان: -1- فوز بمغفرة فلا حساب ولا عقاب -2- فوز (بأجر كبير) في جنة لا يتوقف فيها الثواب
{فتوكل على الله إِنَّك على الْحق الْمُبين} وكذلك أنت سلم أمرك إليه ثق بقدرته ثق بحكمته ثق بتدبيره ثق بتوفيقه ثق بفرجه ثق بكرمه ما دمت على نهجه السوي
(إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار) خلصهم من السوء والفواحش وأخلصهم واختارهم بخالصة في قلوبهم ومزيةتميزوا بها كانت همهم يعملون لها ويدعون إليها فنالوا بها رضوان ربهم إنها(ذكرى الدار):ذِكر الآخرة مزية التهى عنها الكثيرون واندثرت تحت أولوياتهم الدنيوية وتذكرها هؤلاء وذكّروا بها ففازوا
(ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) هذاتثبيت الله لرسوله وخليله من فتنةواحدة فكيف بالضعفاءأمثالنا وكيف والفتن اليوم كثيرةوصارفة وأبواق الباطل تنفخ وترتفع فالتزم بدينك بصلاتك بوردك اليومي واستعن بالله واسأله الثبات يعصمك أن تركن إليهم فالذين ركنوا وتفلت الدين منهم كثُر
(ونهى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ) اختبار الاستقامة ـ أن تتعارض أوامر الله مع ما تهوى فتنهاها وتلزم الطاعة ـ أن لا تحاول التحوير في الأمر ليوافق الهوى بل تحذف التفكير في الهوى من قاموسك إذا عارض الأمر
(ونهى النفس عن الهوى) مثال لتحوير الأمر: هوى النفس أن تبدو جميلة والأمر الحجاب والحجاب المطلوب يستر الجمال تماما لكن هوى النفس لعبت في الحجاب ليظهر الجمال من ورائه فكان تطبيق أمر الحجاب موافقا لهوى النفس وليس مطابقا للشرع
(وإِنَّ السَّاعَةَ لَآتيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيل) حينما تصفح وفي مخيلتك أن الساعة آتية تتغاضى تصفح بلا غضب تصفح بلا منّ ولا أذى تصفح ناظرا إلى العوض عِوض جميل أعظم من صفحك الجميل حينها سيعضّ الظالم أصابع الندم وسيفرح المظلوم.. ويتمنى لو عاد إلى الدنيا وصفح وصفح وصفح.
ثمرات التقوى.. (إن الله مع الذين اتقوا)معية الله (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) رؤية الحق من الباطل (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) الفرج والسعة من كل ضيق (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا) التيسير (واتقوا الله لعلكم ترحمون) الرحمة (واتقوا الله لعلكم تفلحون) الفلاح
(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) المتنافسون نوعان: متنافس غافل جاهل: لايشبع من المنافسة في الدنيا وهي فقاعة محدودة الزمن متنافس واع عاقل: لايشبع من المنافسة في الحسنات وحُقّ له,فدائرته الزمنية التي يعمل لها خلود لاينتهي فلايزال يجني الخير حتى يخطو أعتاب الجنة ويتطلع لفردوسها الأعلى
(واستفزز من استطعت منهم بصوتك) كل دعوة إلى معصية وكل تحريض على باطل وكل صوت ضلالة وشر فهو من منابره الشيطانية استفزهم لضغف دينهم وأغراهم بزيف الوعود واستنهضهم ففزوا ملبّين تراهم حولك على غير الهدى مسرعين إلا أنت.. حماك الله بصحة إيمانك وأذكارك وثباتك على الحق
(الَّذي يراك حينَ تَقُوم) إنها رؤية خاصة يخصّ بها كل تقي صالح بقدر تقواه يراك حين تقوم إلى مصلاك يرى ابتهالك وبثّك ونجواك يرى خوفك ومحبتك وتقواك يرى نيّتك وعملك وخطاك وكلما توجهت إليه بقلبك نظر إليك ورءآك نظرة ينهال عليك بسببها غيث الرحمة, وسبل التوفيق,وحلول الرضوان,وخصوص المحبة
(لسعيها راضية) الرضا الحقيقي عن الذات إنما يكون في استجابتها لطاعة ربها فالذات التي تحثك على اتباع أهوائها يجب ألا ترضى عنها وتسعى لترويضها لتصل بها إلى الهدف البعيد فترضى عن سعيها يوم ترى نتائجه الجميلة نفسك كطفلك إن رضيت عن كل أفعاله أفسدته
(ربَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) قال أهل العلم: ليس الشأن في طلب الهداية فقط بل الشأن في الثبات عليها فالزم سؤال الله الثبات فمغريات الشهوات عن الحق صارفة وسيول الفتن إلى وديان الزيغ جارفة
(فسوف يبصرون) (فسوف)يبصرون ما يسوءهم لأنهم سوّفوا وتراخوا واهتموا بالمبصرات وتركوا الغيبيات فالمهم أن تبصرها اليوم أزل غبش الشهوات عن بصيرتك أبصر طريق السعادة المغطى بركام من الغفلة أبصر نهاية الطريق وتزود قبل الوصول الكل حينئذ سوف يبصر ولكن من أبصر اليوم ستقر عينه بما سيبصر
(كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار) ما أقصر الدنيا وكم سنتقطع حسرةحينما تمر سريعا وإذ بنا تحت أطباق التراب حسرةعلى أوامر كان من السهل فعلها حسرةعلى نواه كان من السهل اجتنابها ساعات وأوقات كان من السهل اغتنامها فنحن بحمدلله لانزال في تلك الساعة فلنتدارك دقائقها وثوانيها قبل الفوات <img class="pastedImagePlaceholderoewq29">
(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ) ولا يزال الجن لديهم نهم شديد في الاستكثار منكم والضحايا في ازدياد فاحذروا ..تمسكوا بحبل الله حتى لا تقعوا في حبائلهم
(ولتنظر نفس ما قدمت لغد) من نظر إلى حياته نظرة لحظية فرّغ فيها جُهدة وماله ووقته وخرج لغده البعيد بلا شيء فانظر إلى حياتك نظرة شاملة تربط دنياك بآخرتك فأعمالك اليوم, هي غراسٌ وحصاده في الغد واعلم أن غراس الهوى والشهوة لن يثمر إلا الحنظل فاغرس الخير يثمر رضا الرحمن وأشجار الجنان
(إني أخاف الله) (ليعلم الله من يخافه بالغيب) (ويخافون سوء الحساب) (لمن خاف مقامي وخاف وعيد) قال أحدهم: لاتخوفونا,نار..عذاب.. عقاب,الله غفور رحيم هذا المفهوم أبعدنا عن طاعته وجرّأناعلى معصيته حتى نسيناأنه ذو عقاب أليم عودوا للخوف والرجاء أيقظوا بهما قلوبكم حتى يتعادل ميزان العبادة
(ومَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) وقد نسمي الشخص رحيما لرحمته مخلوقا فكيف بمن وصفه ربه بالرحمة فكانت سجيّته وفاضت أنسام رحمته على العالمين عليه وعلى آله أكمل الصلاة وأتم التسليم
(فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْه) قد يكون للذنب لذة ومتعة.. ولكن مشاعر الخوف في قلب المؤمن واحتمالية العقوبة يُذهب تلك اللذة وقد يكون للطاعة مشقة.. ولكن لذة الانتصار على الهوى والشيطان واستشعار المثوبة يُذهب كل تعب ونصب فصاحب القلب الحيّ إذا تذكر هذا وذاك يستقيم
(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات) تخيّل أن تكون من هؤلاء ما أنقى هذه النفوس ما أجمل أن تسخر نفسك للخيرات وتسارع في الاستكثار منها ويا لفوز من ينعته الله جل جلاله بهذه الصفة إنهم عرفوا الله فسارعوا لما يحب وسخَروا أنفسهم لكل خير يُرضي ربهم وابتعدوا عن كل يُسخطه
(وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ) كلما انتهت خطاك إلى هدف من أهداف الدنيا إلى قمة ظننت أنك إليها قد وصلت إلى مهمة ظننت أنها أقصى مآربك تذكر أنك لم تصل بعد ..والوصول الحق إنما هو إلى ربك فتأهّب
(قوا أنفسكم وأهليكم نارا) وأهليكم.. إنهامسئوليتك فلا تُلقها على غيرك واعلم أن من يربي أبناءك اليوم خلقٌ((كثير)) فإن لم تطبعه أنت على ما تريد طبعه أولئك على ما يريدون وإن لم تقيه أنت النار دفعهم أولئك إليها فلا تمل من حماية غرسك ورعايته
(وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا) رغبا ..ورهبا الدعاء الذي يحبه الله ويستجيب له أن تدعو ونفسك وقلبك مجتمعة على التوجه إليه راغب فيما عنده, راجٍ إجابته راهب مقام ربك ,خائف عقوبته, مع تركك ما لا يرضيه محسن الظن به
(وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآب) (وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآب) احسم قرارك واعمل لمستقبل يحسُن إليه المآب فالدنيا زائلة كيف؟ كن ممن خاف واتقى واحذر أن تكون ممن تعدى و طغى ولو بالعون والمساعدة
(وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) نعم ..كبيرة على من التهى بالشهوات كبيرة على من اتبع خطوات الشيطان كبيرة على من كان همه الدنيا وجمعِ حطامها أما أهل الخشوع فيبحثون عن الزيادة بكثرة النوافل
(أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) كم حذرنا الله منه والطاغوت الأكبر إبليس يطغى على عقلك ونفسك ودينك وقد نشر جنوده اليوم بأسلوب عصري طغيان الشهوةوطغيان المادةوطغيان الفكرة فتطغى عليك شهوة محرمة أو فكرة مشوهة حتى تصرفك عن الحق فما أكثرالطواغيت التي يعبدها الناس اليوم ولايتنبهون لها
﴿الذين صَبَرُوا۟ وعلىٰ رَبِّهِمۡ یَتَوَكَّلُون﴾ الصبر عند المؤمن عبادة جليلة وهو قرين التوكل فالتوكل يفتح للصابر آفاقا رحيبة يفتح باب الرضا يفتح باب الفرج يفتح باب اليسر والإعانة يفتح باب القوة والعزم على مزيد الصبر يفتح باب الرجاء وحسن الظن أما الصبر بلا توكل.. مجرد انتظار
(ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) تحرّ الحكمة بمتابعة السنة بالعلم النافع بتحري الدليل والحجة بالتفكير المنظم بتوسيع مجال الرؤية بالتخطيط لا العشوائية بالبحث عن الصواب لا التقليد والتبعية بترك التفاهات والجهالات
(وأَلزمهم كلمة التّقوى وكانوا أَحقَّ بِها وأَهلها) من وفّقه الله ألزمه بتقواه فالتزم بحق لا إله إلا الله فكان من أهلها وكانت له المنهج والدين وثبت مع أهلها ولم يكن من الغافلين واتبع سبيلها حتى يدركه اليقين فاللهم اجعلنا من أهلها
(ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) لا تستحقر أي حسنة مهما صغُرت وأبشر بالزيادات زيادة توفيق ونجاح زيادة نور وبصيرة وصلاح زيادة سعادة وانشراح زيادة ثواب ومحبة وفلاح
(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى) من علامات هذه الهداية أن تجد نفسك سالكا الطريق إليه مستشعرا نعمة معرفته منشرحًا لذكره حريصا على محابّه مسابقا لكل مافيه مرضاته ماقتا لكل ما يغضبه راغبا في المزيد من الهداية مستعيذا به من الزيغ
(انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ) ياله من موقف يشتد فيه الخوف والحسرة حينما تمتزج الظلمة مع سواد جهنم فأنر ظلمة عبور الصراط بأنوار صلاتك (بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ)صحيح أبي داود/
(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم) نعم الجلساء فالزمهم (ولاتعدُ عيناك عنهم) ماأدقها من عبارة وماأبلغها من موعظة لاتتجاوزهم فتنظر هنا وهناك لاترفع عينيك إلى أهل الغفلة فتغفل فتخطفك بهرجة الدنيا فيفتنك زيفها وغرورها فتزل قدمك وكما قيل: لاتصاحب من لايُنهضك حاله ولايدلّك على الله مقاله
(ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق) كلما ازددت علما بالله ازددت بصيرة والعكس صحيح,كلما بعدت عن الله ازددت غفلة وما أخطر الغفلة الغفلة كالمقدم على خطر وهو نائم نعم هناك حالة تحدث للبعض فيمشي نائما وقد يصعد أعلى المنزل ويسقط فيهلك وهكذا الغافل وهو مقدم على الآخرة