أخي أبو حكيم جزاك الله خيرا على سعة صدرك وقبولك للنصح ولكن من خلال قراءتي لردك استوقتني بعض العبارات لا بد من بيان الحق فيها ونسأل الله أن يهدينا وإياك للحق الذي يرضاه سبحانه .
قلت
اقتباس:
و كمثال فقط للاستئناس لا الحصر كتاب ابن رجب -تلميذ ابن تيمية معية ابن القيم و ابن كثير- فقد ذكر صيغا كثيرة منها ما هو مأثور عن الحبيب و اسناده قوي و صحيح و منها ما هو أدنى ، لكنه ما دام في الفضائل ، ذكره و حث عليه ، الى أن ذكر فيما ذكر صيغا كثيرة لأولياء و أتقياء من السلف و الخلف رحمهم الله جميعا و نفعنا الله بعلمهم و حبهم و بركته
هل لك أن تذكر لنا أين ذكر ابن رجب رحمه الله هذه الصيغ الغير واردة في السنة وأيا كان القائل فإن خير الهدي هو هدي النبي محمد عليه الصلاة والسلام .
وقلت
اقتباس:
هاته الصيغة من الصلاة على الحبيب تسمى التازية كذلك نسبة الى سيدي أحمد التازي على ما أذكر و تسمى كذلك التفريجية..و بما أن أي ذكر أو استغفار أو صلاة على الحبيب تكون لها آثار ذكرها الله في كتابه و رسوله في أحاديثه من زيادة الرزق و الحفظ و التفريج من الكرب و..و. فكانت هاته الصلاة مرغب فيها من طرف أهل الطريقة و السلوك لتفريج الكرب و.و.و. و الحقيقة أنها مجربة بأم عيني سواء فيما يخص مشايخي أو مشايخهم - نقلا عنهم- أو أصدقاء أعرفهم.
أيا كانت التسمية ( نارية ، تازية ، تفريجية ) فهي أولا لم ترد عن رسول الله ولا عن أحد من أصحابه الكرام ولا عن أحد من أئمة السلف المتبوعين من خير القرون .
ثم من الذي قال بأن هذه الصيغة لها آثار .
الموضوع ليس تجريبا بل هو اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وفداه أبي وأمي .
ثم المخالفات الشرعية في هذه الصلاة شاهدة على أنها غير شرعية والمجربون لها على غير الصواب فمن المخالفات فيها :
( سيدنا محمد الذي تنحل به العقد ) ( وتنفرج به الكرب) ( وتقضى به الحوائج ) ( وتنال به الرغائب )(ويستسقى الغمام بوجهه الكريم )
هذه الألفاظ لا تقال إلا لله عز وجل فلا أحد يكشف الكرب ويحل العقد ويقضي الحوائج إلا الله عز وجل وإليك البيان :
قال الله تعالى { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ، أإله مع الله قليلاً ما تذكرون) . [النمل :62]
ويكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال لفاطمة ابنته " : اعملي ما شئت فإني لا أغني عنك من الله شيئاً ". رواه البخاري ومسلم .
وقالت أسماء ابنة عميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمات أقولهن عند الكرب الله الله ربي لا أشرك به شيئا * كما في سنن ابن ماجه بسند صحيح .
وفي حديث في المسند بسند صحيح كان صلى الله عليه وسلم يرقي ، يقول : امسح البأس رب الناس بيدك الشفاء لا يكشف الكرب إلا أنت.
فلو كانت هذه الصيغة التي ذكرتها أنت عن مشايخك صحيحة وشرعية لعلمها النبي أصحابه وثم لتناقلها الصحابة رضي الله عنهم .
ولأشار إلى جوازها على الأقل كما قلت أنت أخي الفاضل أبو حكيم ( بما أن أي ذكر أو استغفار أو صلاة على الحبيب تكون لها آثار ذكرها الله في كتابه و رسوله في أحاديثه )
ومعلوم أيضا دعاء الكرب في السنة وهذا البيان المختصر يكفي لذكر مخالفات هذه الصيغة .
ثم إن التجريب ليس دليلا شرعيا الدليل الشرعي قال الله وقال رسوله والإجماع والقياس وليس فيها التجريب من قبل أهل الطريقة والسلوك مع احترامي للجميع .
وقلت
اقتباس:
ثم انني قرأت فيما قرأت لعلماء ان جاز التعبير عن مخالفة هاته الصلاة للشرع...و الحقيقة أنها لم تقنعني بالمرة،ليس تعصبا و لا لأي شيئ آخر الا أنهم تحدثوا عن الابتداع و هذا الأمر لم أر أنه بدعة و الا فاجتهادات سيدنا عمر الفاروق و ما أكثرها و التي لم تكن في عهد الحبيب كلها بدعة - و أصحاب هذا الاتجاه غالبا ما يغالون في التبديع و نبذ مخالفيهم و.و.و.- بالمناسبة ليتخيل معي أحد أن جمع القرآن و هو أمر عظيم و خطير للغاية ، لم يجمع في وقت الرسول صلى الله عليه و سلم... فجمعه عمر المجتهد و قبله فعل أبا بكر فجمعه في صحف ، فكيف سيستمر الإسلام لو اعتبرنا هذا العمل العظيم بدعة ...و جمع المصلين في التراويح الذي لم يكن يعمل به زمان الرسول صلى الله عليه و سلم.... أرجع و أقول هاته الصيغة اجتهد فيها من اجتهد من الخلف الصالح ، فما و أين المشكلة؟ أما القول بأن الله هو المفرج و هو القادر ، فهو عين ما في هاته الصلاة: فهي تبدأ بصيغة اللهم صل صلاة كاملة و سلم سلاما تاما...فهي متجهة بدعاء/صلاة لله بصيغة اللهم كما أمر الله في الآية الكريمة الخاصة بالصلاة على النبي - ان الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما - فهي صلاة و دعاء بصلاة على الحبيب... الإشكال ربما يقع في ما درج على تسميته العلماء بالتوسل و الوسيلة ...و هنا كذلك قرأت لهؤلاء و أولئك فمنهم من نفى و منهم من أجاز و كل أتى بما لديه من مخزون علمي و فقهي و معرفي ...و الحقيقة أني وجدت أنهم كلهم أحسنوا ، فأخذت بالقول القائل بجواز التوسل بالأعمال الصالحات-مثل الثلاثة الذين أغلق عليهم الكهف و توسلوا بأخلص و أحب أعمالهم الى الله فاستفتحوا أدعيتهم بها..ففرج الله عليهم- و غيرها مما بارك الله فيه من مقام أو علو و جاه كمقام رسول الله صلى الله عليه و سلم...
هذا الكلام فيه من الخلط الكثير كما لا يخفى على طلبة العلم أمثالك أخي أبو حكيم وذلك أن :
مادخل الإجتهاد في البدعة فكل له بابه الخاص عند أهل العلم
سيدنا عمر اجتهد في أمور شأنه شأن بقية الصحابة رضوان الله عليهم وهذا أمر وارد وجائز فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر .
ولكن لم يجتهد أحد من الصحابة بصيغة للصلاة كما ذكرت ولم يجتهدوا في أبوابى جاء الشرع ببيانها حق البيان بل الاجتهاد في فهم أمور لم تبين أو أمور لم ينص عليها .
والمشكلة في الصلاة النارية أو التازية كما تقول ليست في التوسل بل هي أكبر من ذلك وأمر التوسل فقط بالنبي أبسط بكثير من هذه الصيغة التي فيها ما فيها من استغاثات بغير الله .
وقد فصلنا الكلام في التوسل في معرض نقاشنا مع أحد الأعضاء في قسم الحضارة عن التوسل فراجعه ففيه خير كبير بعون الله وفضله .
ثم أمر جمع المصحف ليس له دخل في الموضوع لا من قريب ولا من بعيد بل له أصل شرعي وهو قول الله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } وهذا من حفظ القرآن كما ذكر أهل العلم .
وأمر آخر وهو من الذي قال لك أخي الفاضل أبو حكيم أن جمع الناس على التراويح هو من فعل سيدنا عمر فاقرأ إذا هذا الحديث عند البخاري في صحيحه :
عَنْ عَائِشَةَ ، أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ ثُمَّ صَلَّى مِنَ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ ، أَوِ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلاَّ أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ.
إذا صلاة التراويح أو القيام صليت من النبي جماعة كما رأيت فما فعل عمر رضي الله عنه إلا أنه أحيا هذه السنة فقط .
وأخيرا التوسل بالأعمال الصالحة كما فعل الثلاثة الذين سد عليهم الكهف والغار هذا متفق عليه بين العلماء بجوازه وليس له علاقة بموضوعنا مطلقا موضوعنا هو الاستغاثة وطلب التفريج للكرب وقضاء الحوائج من النبي أو وصفه بأنه يفعل ذلك وشتان بين الأمرين .
وأخيرا نصيحتي لأخي الفاضل العزيز أبو حكيم أن يدقق أكثر في أي مسألة أو قول يريد نقله أو إثباته لا سيما في مثل هذه الأمور الشرعية .
فالله سوف يسألنا عن كلامنا في الدين هل هو عن بصيرة أم تقليد للمشايخ والطرق .
أسأل الله لي ولكم الهداية
هذا وما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو تقصير فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان .
توقيع : الأرقم
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان
لافض فوك ، جزاك الله خيرا ، فقد بينت وأوضحت وبلغت ، جعله الله فى ميزان حسناتك يوم العرض عليه ، وجمعنا وإياكم مع الحبيب صلى الله عليه وسلم فى الفردوس الأعلى
إنه ولى ذلك والقادر عليه .
لافض فوك ، جزاك الله خيرا ، فقد بينت وأوضحت وبلغت ، جعله الله فى ميزان حسناتك يوم العرض عليه ، وجمعنا وإياكم مع الحبيب صلى الله عليه وسلم فى الفردوس الأعلى
لافض فوك ، جزاك الله خيرا ، فقد بينت وأوضحت وبلغت ، جعله الله فى ميزان حسناتك يوم العرض عليه ، وجمعنا وإياكم مع الحبيب صلى الله عليه وسلم فى الفردوس الأعلى
إنه ولى ذلك والقادر عليه .
بارك الله بكما وحماكم الله وجمعنا وإياكم على الخير .
شكرا لكما
توقيع : الأرقم
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان