والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه الصالحين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد :
كنت أقرأ في كتاب اسمه ( عجز الثقات) وأعجبني كثيرا فأحببت لكم هذه الفائدة منه وأترك لكم البحث عن الكتاب على شبكة الإنترنت والاستفادة منه :
قال المؤلف حفظه الله :
وُلِد "س" العاجِز سنة 1340 هـ
ماتَ سنة 1360هـ
دُفِن سنة 1410هـ
عاش سبعين سنة بدون هدف أو خطة أو عزم أو تصميم .
لم يرتقِ بمواهبه ، ولم يشترِك مع أحدٍ في شيءٍ نافِع .
عاش على هامِش التاريخ .
قال تعالى { خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
******
قال النبي صلى الله عليه وسلم [ اللهم إني أعوذ بك مِن العجز والكسل ... ]
رواه مسلم
******
قال الفاروق – رضي الله عنه – : " أعوذ بالله مِن جَلَد الفاجر وعجز الثقة "
******
قال أبو تمام – رحمه الله - :
ولم أرَ في عيوبِ الناسِ عيبٌ = كنقصِ القادرين على التمامِ
في المجتمع فئات عظيمة من الصالحين الذين يرجون الله تعالى والدار الآخرة ولعلهم يأتون بنوافلَ كثيرة من صلاةٍ وصيام لكنهم غير عاملين بهذا الصلاح للتمكين لدين الله تعالى في الأرض فنجدهم قد انكفؤوا على أنفسهم واعتزلوا بيوتهم فلا يدعون أحدًا ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر إلا نادرًا، وتراهم يذهبون إلى أعمالهم بجد ونشاط لكن لا يحركون ساكنًا مع زميل عمل ضلَّ ولا صالحٍ ملَّ، والناس متعطشون لمواعظهم ونصحهم ودعوتهم لكنهم لا يفعلون .
ولو كانوا في كل أحوالهم كذلك لالتُمست لهم الأعذار؛ لكنهم متثاقلون عند الدعوة إلى دين الله تعالى، تشطون في ميادين تحصيل الدرهم والدينار، قد قطعوا عامة نهارهم وطائفة كبيرة من ليلهم في تحصيل الدنيا والميل إلى ملذاتها وشهواتها، وانصرفوا عن المعاني العلية .
وتجد آخرين ليسوا من همِّ جمع المال في شيء لكنهم منصرفون إلى التميز في أعمالهم، والاجتهاد في تخصصاتهم، حاصرين أنفسهم في ذلك، وقد يكون عملهم هذا نافعًا للإسلام لكنه نفع محدود مرجوح بغيره من المنافع العظيمة التي يمكن أن تحقق على يد تلك الفئة لو صرفت – إضافة إلى تميزها في تخصصها – جهدها في سلوك السبيل القويم الذي يعود على الإسلام والمسلمين بأعظم النتائج .
والناظر في سيرة المصطفى يجد غير ذلك، فقد كانت حياته دعوة إلى الله تعالى وقد سخّر كل جوانبها لله تعالى ولنصرة الدين، وحرّض أصحابه وعلمهم أن المسلم لا بد أن يكون مشاركًا بقوة في تسيير الحياة وإدارة شؤونها .
وسأورد لك - يا أخي – ما يشبه الفهرست لحياة النبي لتعلم كيف دعا إلى الله تعالى وصبر على الإيذاء وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وجاهد، فكانت حياته كلها مثالاً لما يجب أن يكون عليه المسلم الثقة العامل :
1- تعبده في غار حراء الليالي الطوال قبل البعثة .
2- نزول القرآن وما كان يقاسيه حال نزول عليه .
3- فترة الوحي وتأذيه بذلك .
4- دعوته خديجة وعليًا وأبا بكر ومن بعدهم – رضي الله عنهم – إلى الإسلام .
5- تخفيه بالدعوة قرابة ثلاث سنين .
6- صدعه بالدعوة وما لاقاه من جراء ذلك من قِبَلِ قومه وصعوبة ذلك على نفسه الشريفة .
7- ما لاقاه الصحابة – رضي الله عنهم – من الإيذاء والتعذيب وصعوبة ذلك على نفسه الشريفة .
8- ما لاقاه من الاستهزاء والتكذيب والرمي بالتهم الكثيرة، بل تعدى ذلك إلى الاعتداء الجسديّ .
9- إغراء النبي بالمال والنساء .
10- محاصرة المشركين للنبي والصحابة في شِعب أبي طالب، وتجويعهم ومقاطعتهم .
11- تعنّت المشركين وكثرة أسئلتهم للنبي على وجه التعجيز .
12- وفاة أبي طالب وخديجة – رضي الله عنها – وأثر ذلك على النبي .
13- ما جرى له في الطائف وكان حادثًا صعبًا .
14- عرْض الرسول نفسه على قبائل العرب، وصدهم عنه تكذيبهم له .
15- هجرة النبي وأصحابه رضي الله عنهم إلى المدينة، ومحاولة قريش قتله مرارًا .
16- عداوة المنافقين وكيدهم له ، ومحاولة قتله .
17- عداوة اليهود وكيدهم له ومحاولة قتله .
18- إنكار اليهود نبوّته وتكذيبهم له .
19- تعسّف اليهود وكثرة أسئلتهم للنبي على وجه التعنت والتكذيب .
20- الغزوات التي قادها النبي وما جرى له خاصةً أحد والخندق وحنين .
21- ما أوذي به في عِرضه .
22- ما أوذي به من بعض جفاة الأعراب .
23- صبره على استشهاد أقربائه وأصحابه – رضي الله عنهم - .
24- صبه الشديد على الجوع .
25- ما عاناه في مرضه وسكرات موته – بأبي هو وأمي - .[1]
فالناظر فيما سردته آنفًا يعلم أنه ما من جانب من جوانب الحياة إلا وعانى في أشد المعاناة، في نفسه، وأهل بيته، وأصحابه، وذوي قرابته، ودعوته، ..... إلخ، ولم يؤدِّ كل ذلك إلا إلى صبر جميل، وعمل طويل، وتسليم جليل، ورضا كبير، ولم تُحفظ عنه ضجرة، ولا رؤي منه توانٍ ولا تقصير بل قام بأعباء الدعوة على أحسن قيام وأعظمه .
فما يمكن أن يلاقيه الثقات اليوم جزء يسير مما لاقاه النبي ، فعليهم ألا يعجزوا فيملوا ويتركوا دعوتهم ودينهم يتناوشهما الكفار والفجار .
وعل هذا سار سائر أصحابه من بعده ، وأعلام السلام الصالح ومن تبعهم إلى يومنا هذا : هجروا الراحة وتحملوا الأمانة وضحوا بالغالي والنفيس حفظًا لدعوة الله تعالى وقيامًا على مصالح الأمة .
والعجيب أن تارك الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تجده – في أكثر الأحيان – مقرًا بعجزه خجلاً منه، متواريًا عنه بل تراه يعتذر بأعذار واهيات أو هي قريبة من الواهيات، راميًا الآخرين بأنهم سبب عجزه وضعفه وقد يعتذر بأن لديه مشكلة أو اثنتين، وهذا منه أعجب ؛ إذ مَن مِن خلق الله تعالى من بني آدم يخلو من مشكلات وهموم، هذا النبي - وقد وصفت حاله – لم يترك الدعوة ولم ييأس ولم يعجز بأبي هو وأمي ، ويأتي بعض ثقات الدعاة في هذا الزمان أن أوذي إيذاءًا يسيرًا من زوجه أو والديه أو أولاده، أو قل ماله، أو ابتلاه الله تعالى بشيء من الخوف والجوع والمرض ترك المعاني العلية فلم يسعَ لها، واعتذر عنها بأنه مشغول بمشكلات عويصة !! فيا لله العجب ! ألم يقل الله تعالى { أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}[2] ، نعم إن النفس البشرية عندما تتعرض للمشكلات فإنها تتأثر ولا بد، ولكن لا بد أن يكون هذا التأثر مكتومًا في نفس الإنسان لا يظهره للناس إلا في النادر وعند وجود حاجة لهذا الإظهار، ثم إنه يمضي بعد ذلك قُدُمًا في دعوته وإرشاده الناس ولا يملّ ولا يكلّ بسبب ما جرى له من مشكلات يتصور أنها عقبات وليست هي كذلك ولا ينبغي لها أن تكون، وليسأل نفسه هل ترك عمله الدنيوي لمّا تعرض لهذه المشكلات وتلك المصائب ؟!! فلما لم يفعل كانت الدعوة أحق وأولى بتلك المعاملة من غيرها من أشغال الدنيا، والله الموفّق .
________________________________________
[1] هذا الفهرست منقولة أحداثه من (السيرة النبوية) لابن هشام – رحمه الله – بتصرّف .
[2] سورة العنكبوت .
u[. hgerm çgëé u[.
توقيع : الأرقم
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان
1- الثقة بالنفس تزيد في مشاعرك الإيجابية نحو نفسك وأسرتك والمجتمع. 2- الثقة بالنفس تنبع من داخلنا، ولو اعتمدنا على الثقة من الخارج، كالمال أو العمل أو المنصب أو العلم أو الناس، تمتلكنا مشاعر الإخفاق والضعف، وغيرنا يتحكَّم فينا. 3- الثقة غذاء للنجاح، والعلاقة بينهما تبادلية، ولذا فالواثقون يندمجون ويسيطرون ويتحكَّمون في مشاعرهم.
ثمار الثقة
1- لكل شخص خصائص متميزة, يكتشفها ويتعرف عليها وينميها. 2- إدراكك لإمكاناتك وقدراتك ونقاط الضعف، تدفعك إلى الأمام دومًا. 3- الثقة تساعدك في اتخاذ قدوة واختيار نموذجك في الحياة بوعي ودون تقليد أعمى. 4- الثقة توضح لك هدفك وتدفعك إلى الوصول إليه؛ لأنها مصدر الطاقة. 5- الثقة ترفعك من العجز والسلبية والهزيمة النفسية إلى القمة.
أفكار ذكية
1- استشعر نعم الله عليك من قدرات وطاقات تنجح في حياتك. 2- لا تتردَّد ولا تخجل؛ لأنهما بداية للفشل والإخفاق. 3- ضعْ أهدافًا لحياتك، وقدِّم التضحيات في سبيل تحقيقها. 4- اهتمَّ بمظهرك العام، ولا تتوقف عن تنمية ذاتك. 5- ساعد الآخرين تزِدْ ثقتك بنفسك. 6- الصلاة والقرآن يمنحانك قوةً ودافعية.
جزاكما ربي خيرا
ومشكور أخي ياسين على الإفادة الجميلة منكم
ونشكركم أختنا الفاضلة على مروركم
توقيع : الأرقم
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان