عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث حق على كل مسلم: الغسل يوم الجمعة، والسواك، ويمس من طيب إن وجد» أخرجه مسلم. ثلاث وظائف من وظائف الجمعة اشتمل عليها هذا الحديث المبارك: الوظيفة الأولى: الغسل وقد اختلف العلماء عليهم رحمة الله في حكمه على قولين: الوجوب والاستحباب، وليس هذا المصنف محلا للاستطراد في مسائل الفروع المختلف فيها، ما يهمنا الآن أن نذكر بعض النصوص التي رغب فيها نبي الله صلى الله عليه وسلم في غسل الجمعة. من ذلك حديث أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» البخاري ومسلم. وعن عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْتِىَ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ» البخاري ومسلم. وفي سنن أبي داود أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بينا هو يخطب يوم الجمعة إذ دخل رجل، فقال عمر: أتحتبسون عن الصلاة؟ فقال الرجل: ما هو إلا أن سمعت النداء فتوضأت. فقال عمر: والوضوءَ أيضاً!؟ أو لم تسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل». ومن هذه النصوص: حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ في الساعةِ الأولى فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» أخرجه البخاري ومسلم. وعن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من غسل يوم الجمعة واغتسل، وبكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها» رواه أحمد وأبو داود والترمذي. كل هذه نصوص يرغب فيها نبي الله صلى الله عليه وسلم في غسل الجمعة، والتبكير إليها. الأمر الثاني: السواك يعني من وظائف الجمعة أن تستاك، وقد ثبت في الصحيحين قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة». وثبت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب» رواه النسائي. ونبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك كما قالت عائشة رضي الله عنها في صحيح الإمام مسلم. وعند ابن ماجة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل ركعتين ركعتين، ثم ينصرف فيستاك. وكان إذا أُقيمت الصلاة بدأ بالسواك. وفي مسند أبي يعلى: قال صلى الله عليه وسلم: «لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل علي فيه قرآن» رواه أبو يعلى، وعند البزار قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه، فيستمع لقراءته، فيدنو منه، حتى يضع فاه على فيه، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك، فطهروا أفواهكم للقرآن ». الأمر الثالث: ويمس من طيب إن وجد وقد ثبت عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى» [أخرجه البخاري]. ومن باب الشيء بالشيء يذكر: فهذه بعض الوظائف الأخرى التي ينبغي أن يحرص عليها يوم الجمعة:
لبس أحسن الثياب، قراءة سورة الكهف، الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، صلاة الجمعة، الدعاء، النافلة البعدية لصلاة الجمعة.
tqg d,l hg[lum çgnlXé d,l Ag
توقيع : بد ر الد ين
أشكو إليكَ أمـوراً أنـتَ تعلمهـا .. مالي على حِملها صبرٌ ولا جلـدُ
وقد مددتُ يـدي بالـذلِ مبتهـلاً .. إليكَ يا خيرَ من مُـدتْ إليـه يـدُ