بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله ذي الفضل والإنعام والجود والإحسان . أنزل القرآن ووضع الميزان ، خلق الانسان وعلمه البيان وأرسل من اختار من عباده بشير ونذيرا ، وختمهم بسيد ولد آدم فأنعم به نورا منيرا ، وكل إخوانه وآله وأصحابه والتابعين لهم فضلا من الله كبيرا ..
واشهد ان لا اله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أفشى السلام وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام ، لم يورث درهما ولا دينار بل علماء يسبحون الله آناء الليل وأطراف النهار ، فهم للخير أنصار وللمواسم أعلام ، قال تعالى * وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ * السجدة اية 24 ..
ويقول سيحانه وتعالى* ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * سورة النحل 125 ..
واشهد ان الاسلام دين الحق والفرقان أنزله الله هدى للناس وبيان وزادنا نعمة منه وإحسان ، بأن جعلنا ممن يتبع الهدى والايمان وأبعدنا برحمته عن كل شر وشيطان ..
فالحمد لله وسبحان الله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله في كل حل وترحال ، واستغفره جل وعلا من كل ذنب وعصيان ، وأتوب اليه في كل سر وإعلان وأسأله العفو والغفران ونعيما في الجنان لي ولوالدي ولكل الاهل والجيران ولكل المسلمين والمسلمات فضلا منه وإحسان ..
إخوتي في الله : يقول الحق تبارك وتعالى:
** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ **سورة محمد اية 7..
ويقول كذلك :
** إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ** سورة النحل اية 90..
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباه ، ومنا من ينتضل ، ومنا من هو في جشره ، إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة جامعة ، فاجتمعنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : - إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه ان يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جعل الله عافيتها في اولها ، وسيصيب اخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء فتنة يرقق بعضها بعضا ، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي تم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه هذه . فمن أحب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت الى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر * روام مسلم -رياض الصالحين صفحة 238-..
إخوتاه :
إنني وأنا اقف على حال الأمة اليوم وأرى الفتن وقد كثرت لأتساءل: من أين أتى كل هذا ؟ ما السبب في ما نعيشه اليوم؟ لماذا يوجد عندنا القرآن الكريم والسنة النبوية ولا زلنا تائهين؟..
وحين افتح القرآن الكريم وأجد أنوار هذه الاية الكريمة : ** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً **سورة النساء اية59..
وحين أفتح رياض الصالحين وأجد هذا الحديث المبارك وهو عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع ومسئول عن رعيته : الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في اهله ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته ، وكلكم راع ومسئول عن رعيته- متفق عليه ..
ساعتها أعلم علم اليقين أن ما أصابنا هو بسبب تضييعنا للأمانة ، فكثرت بذلك ذنوبنا وحجبتنا عن نور القرآن والسنة ..
فأستحيي من الله وأتوب إليه وأستغفره ، وأسأل نفسي هل أنا من الصابرين ؟ هل انا من االصادقين ؟ هل أجعل مرافبة الله لي فوق كل مراقبة ؟ هل أنا من المتقين ؟ هل أنا من المتوكلين ؟ هل أنا من الموقنين ؟ هل أنا من المستقيمين ؟ هل أتفكر في خلق الله ؟ هل أبادر إلى الخيرات ؟ هل أجاهد في التقرب الى الله بالطاعات ؟ هل أفكر في آخر عمري وفي الآخرة ؟ هل اقتصد وأحافظ على أعمالي ؟ وهل أحافظ على السنة والقرآن الكريم ؟..
نعم رجعنا إلى القرآن والسنة ، فكل شيء في القرآن والسنة .. كل شيء واضح ..لكن أين نحن من هذين الكنزين العظيمين؟؟ ..
ما أكبر حسرتنا وما أكثر دموعنا اا؟؟..
ألم يقل الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :- لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه ، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا اليه ، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوها ولو حبوا -.متفق عليه ..
ثم ألم يقل كذلك عليه الصلاة والسلام عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : قلت : يارسول الله : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : الصلاة على وقتها : قلت ثم أي ؟ قال : بر الوالدين ، قلت ثم أي؟ قال : الجهاد في سبيل الله -متفق عليه..
إخوتي في الله :
إنها الصلاة وما أدراك ما الصلاة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : - ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع الدرجات ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، قال ، إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط فذلكم الرباط -رواه مسلم..
ويا إخوتي في الله إنه بر الوالدين والأقربين ويحكي لنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عن قصة الرحم ، فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم ، قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال : نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى ، قال : فذلك لك . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إقرؤا إن شئتم **فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ 22 أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ** سورة محمد اية 22.23.متفق عليه..
ويا إخوتي في الله إنه الجهاد والانفاق في سبيل الله ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أي الناس أفضل ؟ قال : مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ، ثم قال : ثم من ؟ قال : مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ويدع الناس من شره - متفق عليه..
فلنكن إخوتي في الله من السابقين الى الخيرات ولا نتأخر عن ركب النور ركب الصالحين ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأى في أصحابه تأخرا فقال لهم تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله-رواه مسلم -رياض الصالين 337-..
وأختم بهذه الآيات البينات من سورة ال عمران حيث يقول الحق تبارك وتعالى :** وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133 الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 134 وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 135 أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ 136 قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ 137 هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ 138 وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 139 إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ 140 وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ 141 أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ 142 وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ 143 وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ 144 وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّه كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ 145**
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله أستغفر الله العلي العظيم وأتوب اليه ..
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ..
وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم..
في العالمين إنك حميد مجيد ..
*أختكم في الله *
hgsghl ugd;l Yo,jd td hggi * çgQgçl Xgd;l