المعلم الرابع عشر من معالم شرعية لعمل المرأة المهني في عصرنا
تصان المرأة عن مزاولة أعمال مهنية تتعارض مع طبيعتها وخصائصها البدنية والنفسية وهذه الأعمال نوعان : نوع حظره الشارع حظرا مطلقا ونص عليه قاطعا , مثل الولاية العامة العليا. ونوع يجتهد المسلمون في تقريره , ومن أمثلته الأعمال البدنية الشاقة التي تتطلب جهدا بالغا متصلا يثقل كاهل المرأة وكذلك الأعمال التي تتطلب جهدا نفسيا مؤلما وتقتضي قسوة وغلظة ترهق مشاعرها.
المعلم الخامس عشر من معالم شرعية لعمل المرأة المهني في عصرنا
حين تقتضي مشاركة المرأة في العمل المهني لقاء الرجال ينبغي أن يراعي الرجال والنساء جميعا آداب المشاركة التي تم عرضها في فصل خاص ونُذَكرَّ هنا ببعض تلك الآداب مثل : الاحتشام في اللباس , والغض من البصر , واجتناب الخلوة والمزاحمة , وكذلك اجتناب اللقاء الطويل المتكرر أي اجتماع الرجال والنساء في مكان واحد طول فترة العمل رغم انفراد كل منهم بعمل. أما إذا كانت طبيعة العمل تقتضي اللقاء المتكرر للتعاون وتبادل الرأي أو لغير ذلك من المصالح فلا حرج مادامت هناك حاجة ماسة.
علي أنه إذا تخلفت بعض هذه الآداب في المؤسسات المهنية القائمة فهل يسوغ أن نسقط المصالح المحققة سواء للمرأة أو للمجتمع ونطالب المرأة المسلمة بألا تشارك في عمل تلك المؤسسات؟ أم الأولي رعاية هذه المصالح مع السعي الحكيم لاستكمال تطبيق الآداب الشرعية.
إن قواعد الأصول تقرر وجوب تقدير الحاجات والمصالح عند درء المفاسد , فينظر إلي المصالح والمفاسد ويقدم أرجحهما.